الزائر القتيل - قصة قصيرة

الزائر القتيل - قصة قصيرة


01-22-2006, 03:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1137898027&rn=0


Post: #1
Title: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-22-2006, 03:47 AM

كان يوم مطير ملبد بالغيوم، لم يكن يود الذهاب إلى ذلك الحفل المقام بقاعة الإحتفالات الملكية التي تطل على نهر عظيم بل كان ينوي مرافقة صديق له إلى مطعم ذهب إليه قبل عامين مع بعض أصدقائه حيث تناولوا عشاءً حاراً وشربوا ورقصوا وضجت دواخلهم بالفرح والنشوة. إلا أن صديقاً عزيزاً عاد لتوه من أرض الوطن اتصل على هاتفه الجوال وبدا له وكأن المكالمة خارجية وعرض عليه مرافقته إلى ذلك الحفل وألح عليه فأقتنع بالفكرة خاصة وأنه لم يستمع إلى ذلك الضرب من الغناء منذ أمد بعيـد.

لم تكن الرحلة إلى قاعة الإحتفالات الملكية التي لا تبعد كثيراً عن ميدان الطرف الأغر رحلة سهلة يسيرة، ولكن في نهاية المطاف وجد نفسه بين المشاهدين وعزفت الموسيقى وعم الطرب أرجاء القاعة والزغاريد وتدفق الدم دافئاً في العروق. وفي لحظة عجيبة رأى شاباً عربياً يجلس بالقرب منه يتمايل طرباً ويدعو النساء إلى الإكثار من الزغاريد وأقسم أنه لو كان يعرف كيف يزغرد لفعل طيلة الحفل.

فدنا منه وهمس في أذنه بصورة لا إرادية رويدك يا أخي إنهن يعرفن الزغاريد ولكن الحياء ألجمهن فسكتن، وسأله من أي بلد من بلاد الوطن العربي الكبير جئت؟ قال له بإعتزاز أنا من الجزائر يا أخي وجئت هنا لأستمتع بالفن الكردفاني وضحكا ضحكة عالية ضاعت وسط الزغاريد والصياح. إنها قصة عجيبة شاب جزائري جاء ليرقص طرباً لفن البقارة وكيف يتسنى له أن يدرك لهجة أولئك القوم، هنالك أشياء لا يمكن إيجاد منطق لها في حفل راقص كهذا.

Post: #2
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-22-2006, 07:02 AM
Parent: #1

وفي غمرة حديثه مع ذلك الشاب قام صديقه دون إحساس منه وتسلل إلى الصف الأول لإلتقاط بعض الصور الفريدة للحفل كي يوثق حديثه الذي سينشره عبر الشبكة العنكبوتية. وبحركة لا إرادية إلتفت صاحبنا إلى الوراء وليته لم يفعل فقد إلتقى الناظران – ناظره بناظرها وكل ذلك حدث بمحض الصدفة – دون قصد منها أو منه – إمرأة في منتصف العمر، لونها قمحي وترتدي ثوب لونه فريد، وتعلقت الأنظار برهةً وبدا له أنه أسرف في التحديق والدهشة فأحس بالحرج فأبتسم وأومأ برأسه تحيةً لها وجاوبته هـي بإبتسامة مماثلة وهزت رأسها في وجل.


وبدأ صاحبنا يختلس النظر إليها من حين إلى آخر وأحست هي بنظراته الظامئة فتارة تبادله النظرات وتارة تصد عنه, إنها أمرأة في غاية الحسن والجمال. وراح يتحدث معها حديثاً متقطعاً تتخلله أسئلة متلعثمة، وفي تلك الأثناء عاد صديقه إلى مجلسه وقبل أن يستقر في مقعده سلم على تلك المرأة بإسمها وكادت أن تتوقف دقات قلب صاحبنا وتيقن أن صديقه يعرفها وسوف يخبره بكل شيء عنها بعد الحفل وربما يدله على مسكنها فأطمئن قلبه واستعاد توازنه واطمئنت إليه هي أيضاً بعد أن أدركت أنه صديق لشخص معروف - فالإنسان يبحث عن الطمأنينة والأمان منذ الأزل.

ولما أنتهى الفنان عبدالقادر سالم من فاصله الغنائي الأول قام صاحبنا من مقعده ورأى صديقاً آخراً له فسلم عليه وتسلل خارج القاعة ليعدل مزاجه ويستعد للفاصل الثاني. إلا أن جل تفكيره قد إنصب على تلك المرأة – فكل شيء من الرجل وكل شيء للمرأة – والفرنسيون يقولون إبحث عن المرأة أو الزوجة فكلاهما سيان فالمرأة قد تكون زوجة والزوجة هي مرأة. فالبحث مضني ولكن الأقدار قد توفر عليك مجهودا كبيراً فهو أصلاً لم يكن يفكر في الحضور إلى هذا المكان ولكن صديقه كان السبب في إقناعه ويبدو أن الأقدار وراء كل ذلك فحضوره قد يجمعه بالمرأة التي ظل يعشق طيفها وعاشت في خياله وفؤاده طيلة العمر.

نواصل بعد حين

Post: #3
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-24-2006, 02:41 AM
Parent: #1

بدأ الفاصل الثاني وغنى الفنان(جدي الريل أبوكزيمة تعال نتمشى في الغيمة) وقفز صاحبنا وراح يبشر ويتمايل من الطرب وسط حشد من الراقصين والراقصات واحتدم الطرب وبدأ الفنان يدور على الأوركسترا ويركض إلى مقدمة المسرح في حركات درامية وصفق الحاضرون تصفيقاً مدوياً. وكان صاحبنا يتمايل مع الموسيقى إلا أن عقله كان لا ينفك من هواجس تلك المرأة التي تجلس على بعد خطوات منه, كيف يجروء على مفاتحتها وكيف يسألها أين تسكن فهو لا يود أن يقع في خطأ يفسد عليه كل شيء فبين الفشل والنجاح خيط رفيع. والأحرى به أن يتجمل بالصبر ويتحمل تباريح الهوى، ألم يكن خالي البال طيب الخاطر قبل هذه الليلة؟ إنها عاصفة هبت لتوها في حياته بل يا لها من إعصار ضرب شطآن حياته فأحال كل ماضيه إلى ركام.

ولما أنتهى الفنان من تلك الأغنية عاد صاحبنا إلى مكانه ليلتقط بعض أنفاسه وليتزود ببعض النظرات وهي فرصة أخرى للإقتراب من تلك الحسناء مجهولة الهوية فكل ما يعرفه عنها هو اسمها. ياحسرة لو أنها تدري ما يعتمل في دواخله في تلك اللحظة لعانقته على مرأى من الحاضرين وقالت له شبيك لبيك يا حبيبي. ولاحت لصاحبنا فرصة أخرى حين قالت لها الفتاة التي تجلس بالقرب منها وهي تتمايل طرباً – قومي وأرقصي يا ........ ولكنها أعتذرت بشدة وغلب على وجهها الحياء، وفي تلك اللحظة تدخل صاحبنا وقال لها (مش الجماعة قالوا نسوي ربة يغني فيها حسن عطية) هذه هي الربة ياعزيزتي فقومي وأرقصي وهزي لنا غصنك اللدن.

وبدأ الفنان يغني أغاني الجراري والمردوم (زولاً سرب سربة وخت الجبال غربة بريد زولي – أدوني لي شربه خلوني اللأشيل دربه بريد زولي - الغالي تمر السوق وكان قسمو ما بحوق بريد زولي)- ويتمايل (الشيالون) ويخرجون أصواتاً مثل أصوات الجمال والنساء يجاوبنهم بأصوات مثل أصوات النياق فما أحلى المنظر وما أصدق الحب. وفي تلك اللحظة شط بصاحبنا الحنين إلى ديار البقارة والفرقان وطفق في ذهنه قول الشاعر (وماحب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا) وفاضت عيناه بالدموع السخينة ولكنه تذكر كلام أهله في دارفور المكلومة (ياوليد أقرع الدمعة بالصنقاع).

نواصل

Post: #4
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-25-2006, 11:54 PM
Parent: #1

وتذكر أنه حينما شب عن الطوق كان يمشي بعد العشاء إلى (المدى) حيث يتجمع الفتيان والفتيات من الفرقان والحلال المجاورة يغنون ويصفقون ويرقصون ترويحاً عن أنفسهم بعد عناء يوم طويل من العمل في الحقول وجلب الماء ومـلأ الأحواض من آبار شحيحة لسقيا الماشية، ويرقصون الكاتم والهرم والسنجك ويتهامسون ويتناجون والبنـــات يرددن (ضلمة زولي هى، ضلمة زولي الأخدر، ضلمة كان شفت بخدر - ضلمة)، وهي فرصة للقاء الأحبة يلتقي فيها الشاب بفتاته ويبثها لواعجه وآهاته ويقبلها قبلة محمومة في جنح الظلام، ليته بقي كل عمره في القرية فهي مصدر إلهامه وملاذه من ضوضاء المدينة وضجيجها.

كل تلك الذكريات خطرت بباله في لحظة نادرة من لحظات العمر وفي ليلة فريدة قل أن تتكرر في هذه المدينة الجميلة التي يهفو لها قلب كل فنان ومبدع. مدينة الضباب التي ضمت في حنايا صـدرها المبدعين والفنانين والمشردين والفارين من جحيم أوطانهم، ضمتهم جميعاً في حنية عظيمة بكل ألوان طيفهم وطوائفهم. وحينما أتى صاحبنا إلى هذه المدينة أول مرة قبل خمسة أعوام وهبطت به الطائرة في مطارها ورأى الطائرات يهبطن ويقلعن على رأس كل دقيقة أحس بالدهشة والدوار، وعندما سار في ممرات ودهاليز ذلك المطار بدا له كأنه في سباق طويل وحلم سرمدي. وسأل نفسه في عجب واستغراب هذا هو المطار فكيف تكون المدينة وكيف تكون وتيرة الحياة فيها؟؟ فأحس بالدوار مرة أخرى، فقد جاء إلى لندن في زيارة قد تطول وقد تقصر وربما تنقلب الزيارة إلى إقامة ويلقي صاحبنا بعصا الترحال على ضفاف نهر الثيمز فمن يدري؟ كل ذلك في يد الأقدار، فحاله مثل قطار يسير ويتوقف في المحطات فهنالك محطات يقف عندها وقفات قصيرة وأخرى يقف عندها طويلاً.

نواصل

Post: #5
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-29-2006, 03:30 AM
Parent: #1

وفجأة تذكر أنه ما زال في الحفل يرقص ويتمايل بين الراقصين والراقصات وأذاع الفنان أن الأغنية القادمة هي أغنية الوداع ومسك الختام وأهتز الجميع وزادت دقات قلب صاحبنا فقد حانت لحظات الفراق وأزفت ساعة الوداع – آهـ من كلمة الوداع، إنه لا يحب سماع هذه الكلمة، فما الذي أتى به أصلاً إلى هذا المكان ليخرج منه مقتولاَ وأشرأب بعنقه ليلقي نظرة على من أصابته في المقتل فرأها تتمايل كالغصن اللدن وأنسل من بين الراقصين والراقصات ليقترب منها ويهز يده فوق رأسها ويهمس في أذنها كلمات متلعثمة لم تفهم منها شيء. وهزت رأسها في وجل واستجمع رباطة جأشه وقال لها (عاوزين نشوفكم ياناس .......) فأبتسمت إبتسامة سريعة وعلا وجهها الحياء وتعمد ومد لها يده ولكنها تمنعت واستعصت وأنتهى الحفل وصفق الحاضرون تصفيقاً حاراً. يالها من ليلة فريدة حقاً، ويالها من إمرأة مكتملة الحسن والبهاء - كل شيء فيها فريد – حتى عطرها فريد.

وتفرق الجمع في كل النواحي وفي الطريق سأل صديقه في لهفة هل تعرف أين تسكن تلك المرأة فقال له نعم وذكر له اسم حي شهير. وفرح صاحبنا وسأل صديقه مرة أخرى وما إسم الشارع الذي تسكن فيه ورد عليه صديقه إنه لا يعرف الشارع ولم ير بيتها قط ولكنه سمع الناس يقولون أنها تسكن في ذلك الحي وإنه قابلها مرة واحدة فقط قبل عامين وهذه هي المرة الثانية ولا يدري إن كان سيراها مرة أخرى أم لا. وطأطأ صاحبنا رأسه في أسى – ياخيبة المسعى وياخيبة الأمل - فأحس بالضياع وشعر أن قدميه لا تقويان على حمله فجثا على ركبتيه وأفرغ كل ما في جوفه، وراح في غيبوبة لم يفق منها حتى الساعة.

بقلم/ محمد هارون فضل الله
لندن في 17/3/2005م

Post: #6
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-30-2006, 05:40 PM
Parent: #1

السادة القراء - أسعد الله مساءكم

الساعة الآن العاشرة مساءاً في مدينة لندن ودرجة الحرارة ثلاث درجات والدفء لا يأتي إلا من أفواه الدفايات. قبل أن أجلس لأتصفح الجديد من المواضيع في سودانيز أون لاين ذهبت إلى سيوبرماركت قريب يسمى (ويتروز) لأشتري بعض الطعام والأغراض الضرورية جداً خاصة في هذا الجو التعيس. كنت أفكر طيلة اليوم في المكتب وفي الطريق وفي كل مكان لماذا كتبت قصة الزائر القتيل والتي لم أسمع رأيكم فيها حتى هذه اللحظة.

عموماً الصمت تارة أبلغ من الكلام فلدي الكثير من القصص القصيرة وسأنشرها تباعاً وأتمنى أن تنال إعجابكم وتشد أنتباهكم فأنا هاو فقط ولا أدعي أنني كاتب وفي كثير من الأحيان تدفعني أحاسيس موجعة للكتابة، فكتابة القصة عندي هي سنام الخيال وذروة التل. ولا أخفي عليكم سراً فالزائر القتيل هو واحد من ضحايا جمال وروعة المرأة السودانية وأكتفي بهذا القدر.

تحياتي

Post: #7
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: noon
Date: 01-31-2006, 11:13 AM
Parent: #6

الأخ ممد هارون
حقيقة القصه جميلة والسرد اجمل. شصيآ كنت متابعة القصة و منتظرة النهاية التي لم تخطر علي بالي.
ـ في اتظار مذيد من ابداعاتك.
واصل ونحن معك , وذي ما بقولو السكوت علامة الرضاء

مع فائق احترامي.


نون

Post: #8
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-01-2006, 02:30 AM
Parent: #1

الأخت العزيزة نون

شكراً على مداخلتك الرائعة وتعليقك الأروع، فقد كانت مساهمتك هذه مفاجأة بالنسبة لي ودفعة معنوية لا حدود لها. والشكر يا عزيزتي أيضاً موصول للأخ العزيز بكري أبوبكر الشاب السوداني الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابة. ستظل الأجيال تذكر اسم الأخ بكري وموقعه الشهير(سودانيز أون لاين) فهو بحق من أرقى ساحات الحوار والتعارف وإبراز المواهب المغمورة.

تحياتي لك أيتها الجميلة المرهفة.

Post: #9
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Muna Khugali
Date: 02-01-2006, 04:17 AM
Parent: #8

فـوق حـتي زيـارة أخـري...شـكرا يا هـارون..

مـني

Post: #10
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-01-2006, 05:39 PM
Parent: #1

أيتها الخوجلية المرحة

تشكري على مرورك السريع وأتمنى أن تتحفينا برأيك الصريح في قصة الزائر القتيل فأنت تكتبين صباح مساء وقد عطرت سودانيز أو لاين بكتاباتك المدهشة وأفكارك المتحضرة الراقية.

تحياتي لك يا أم آيــة الطيبة النقية.

Post: #11
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-03-2006, 09:37 AM
Parent: #1

غدا سنبدأ في نشر قصة الضاوي وأمينة وهي قصة قصيرة دارت أحداثها في دارفور الجميلة وبين شعبها الذي جارت عليه يدالأقدار فحولتهم إلى قتلة ومشردين ومهاجرين وهائمين على وجوههم في كل أصقاع الدنيا. إنها صرخة من شخصي العاجز الضعيف لإيقاف هذه الحرب الجائرة على اهلها اولا وأخيرا.

Post: #12
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: noon
Date: 02-03-2006, 02:03 PM
Parent: #11

We are waiting
Noon

Post: #13
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-04-2006, 08:05 AM
Parent: #1

الأخت العزيزة نون

شكراً لك على المتابعة المستمرة وأتمنى أن تقرأي قصة الصاوي وأمينة التي أفردت لها بوستاً خاصاً بها.

ولكي مني عاطر التحاياوفائق التقدير والإحترام.

Post: #14
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-06-2006, 06:01 PM
Parent: #1

الإخوة/ات الأعزاء

أتساءل من وقت لآخر هل مات الزائر القتيل شهيداً كما قال الشاعر نزار قباني (قد مات شهيداً ياولدي من مات فداءً للمحبوب) أم أنه (راح شمار في مرقة). هل يقع الحب بغتة هكذا ومن أول لقاء أم أنه يحتاج إلى فترة حضانة تستغرق وقتاً ليس بالقليل؟؟ لا بد أنني مخطيء حينما صورت الزائر القتيل بأنه مجرد عاصفة لم تصمد أمام جبروت الأمواج المتلاطمة.

لماذا نعبر سريعاً هكذا إلى مرافيء التلاشي دون أن نحسب للدنيا حساب؟؟

Post: #15
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-11-2006, 03:44 PM
Parent: #1

قبل أن يلفظ الزائر القتيل أنفاسه الأخيرة كان يردد هذه الأبيات اليتيمة:

حريق شب في الدار فأصلى قلبــي بالنار
سأكتب فيك يا ميري كل أزكار وأشعــاري
وأنقش اسمك الميمون بألحانــي ومزماري
وأسكب فيك بركان دمعـي الممزوج بالقار
لي الله يا ميري من شــــوق إليك وتذكار
لن أعيش يا حبي على أمل يمزقني بإصرار

*****

حريق شــب في الدار فجفف كل أنهاري
وحرك عاصفة في جسدي وإعصـــــار
لي الله إن كان قلبك الوفـي يحن للجار
ويشويني بنار البعد والهجران الهاري
سأحمل حبــي المغلوب من دار إلى دار
وأشكو قلبي المجروح لأترابي وأنصاري

*****

حريق شب في الدار فأحرق كل أوتاري
وروعنــي وأفقرني وبعثر جل أفكاري
فأصبحت بلا مأوى ولا ذكـــرى ولا دار
وتواريت يا ميري خلف بقايا أسواري
وأدركت أن الحب يزعزع كل جبــــار
سلام مني لك يا ميري في صبح وإبكار
*****

ربما إرتجل الزائر القتيل تلك ألأبيات وهو يحتضر.

Post: #16
Title: Re: الزائر القتيل - قصة قصيرة
Author: Mohammed Haroun
Date: 02-15-2006, 02:16 PM
Parent: #1

People in this huge city of London sometimes meet once in their whole lives and never see each others again. I believe that's why the murdered visitor passed away when his friend told him he has no idea how can he meets that charming lady again. The poor man was shocked and could not help it...may be