مجمع التحرير بالقاهرة ...... باي باي ( سيصبح فندق خمسة نجوم )

مجمع التحرير خمسة نجوم




يواجه "مجمع التحرير" الذي يكاد يكون اكبر مبنى اداري في افريقيا والشرق الاوسط بوسط الميدان الذي يحمل اسمه بقلب القاهرة مصيرا غير معروف الى أن تنتهي عملية اخلائه من العاملين به التي بدأت بالفعل .

وجاء قرار اخلاء مجمع مصالح التحرير الضخم الذي اقيم عام 1950 ويعمل به حوالي 15 ألف موظف ويتردد عليه يوميا ما بين 20 ألف و 25 ألف شخص لقضاء مصالحهم في اطار خطة لتفريغ وسط العاصمة من الهيئات الحكومية ونقلها الى اطراف المدينة .

وعلق مراقبون سياسيون أن عملية إخلاء المبنى الغرض منها الإستحواذ على البناية الضخمة لإنشاء فندق خمسة نجوم مكانها لصالح أحد المستثمرين المقربين من لجنة النهب العام والمعروفة بـ لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم.

واوضح نائب محافظ القاهرة ورئيس مجلس ادارة "مجمع التحرير" اللواء محمود ياسين أن فكرة انشاء المجمع عام 1950 جاءت بالاساس لتجمع ادارات حكومية تمثل وزارات مختلفة يحتاج الى خدماتها المواطنون بصورة مستمرة وذلك لراحة أصحاب الحاجات وتوفير الوقت والجهد .

وأشار الى أنه مع مرور الاعوام تزايد العبء على المبنى المؤلف من 14 طابقا ويضم أكثر من 1200 حجرة لادارات حكومية مرتبطة بخدمة المواطنين في ظل تردد هذه الاعداد الهائلة من الموظفين والمواطنين وذلك رغم الاعتمادات المالية الكافية لعمليات الصيانة.

وذكر ياسين أن فكرة اخلاء وتفريع الادارات الحكومية العاملة بالمجمع جاءت من مجلس الوزراء عام 2000 وذلك بهدف تفريغ وسط القاهرة من الادارات الحكومية التي تعيق حركة المرور وتخلق أزمة مرورية خانقة بشكل مستمر .

وبين أن هناك بنايات حكومية أخرى ينتظر ان يتم نقلها ايضا لتخفيف التكدس المروري في القاهرة منها مبنى الاذاعة والتليفزيون في ماسبيرو بكورنيش النيل من خلال نقل بعض الادارات الى مدينة الانتاج الاعلامي في مدينة السادس من أكتوبر كما يتم التخطيط لنقل الجامعة الأمريكية بوسط البلد الى مدينة القاهرة الجديدة مع بداية عام 2007.

وحول ما تردد من أن نقل المجمع الذي كان قد تكلف انشاؤه مليوني جنيه (حوالى 350 الف دولار أمريكي) وبعض الأماكن الأخرى التي يتوافد عليها المواطنون بصورة كبيرة جاء خشية أعمال ارهابية محتملة أكد ياسين أن هذه "شائعات" لا أساس لها من الصحة.

وقال في هذا الاطار الى أن الأعمال الارهابية يمكن أن تحدث في أي مكان من العالم كما لا يمكن اغلاق جميع الادارات والوزارات واصابة مظاهر الحياة بالشلل في ضوء هذه المخاوف مشيرا الى أن مسؤولي الأمن بمجمع التحرير على درجة عالية من الكفاءة والحرص .

واعتبر ان قرار تفريغ المجمع خطوة أولى لتفريغ العاصمة من الوزارات والهيئات الحكومية المكتظة بالموظفين والمترددين عليها أو الموجودة في وسط البلد على الأقل لتنفيذ برامج تنمية العاصمة وفى اطار تطوير وتحديث القاهرة.

وعن مستقبل مبنى مجمع التحرير بعد ان يتم اخلاؤه أوضح ياسين أن عملية الاخلاء لن تتم بين يوم وليلة مستبعدا في الوقت نفسه تحويل اشهر بناية في قلب العاصمة المصرية الى فندق سياحي حيث أن هذه العملية تحتاج الى تكلفة عالية للغاية .

ورأى أن الزحام في ميدان التحرير والتكدس المروري من العناصر التي لا تشكل جذبا سياحيا مشيرا الى ان هناك خططا يتم دراستها حول شكل الاستفادة من المبنى بعد أن يتم اخلاؤه بحيث لا يتم العودة الى السبب الأساسي للاخلاء.

ويرى المؤيدون ان نقل مجمع التحرير سوف يحل مشاكل مرورية كبيرة ويقضى على تكدس السيارات في هذه المنطقة الحيوية من قلب القاهرة مع ضرورة اختيار أماكن مناسبة للهيئات والادارات التي يتم نقلها حتى لا تسبب عبئا أو ضغطا على المواطن .

وبالمقابل يرى المعارضون - واغلبهم من العاملين بذلك المجمع - ان اخلاء المبنى سيلحق بهم أضرارا لان جميع المواصلات التي تنقلهم الى اماكن مساكنهم تتوافر في وسط العاصمة ولكنهم اكدوا أهمية أن يصبح وسط المدينة اكثر انضباطا واقل ازدحاما وايسر سيولة مرورية بما يقلل من التلوث والضوضاء.