قتل مع سبق الإصرار - عثمان ميرغني

قتل مع سبق الإصرار - عثمان ميرغني


01-17-2006, 08:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1137482014&rn=0


Post: #1
Title: قتل مع سبق الإصرار - عثمان ميرغني
Author: أحمد
Date: 01-17-2006, 08:13 AM


من العسير افتراض أن التدهور المريع الذي اجتاح مهنة الطب بكل مساقاتها في بلادنا ضمور الإمكانات بقدرما هو ضمور الضمير.. حالة انسحاب كامل في أخلاقيات المهنة جعلت مهنة علاج الإنسان أقرب لسمكرة السيارات.. تختلف الأدوات ويتفق الإحساس..!!
معظم الحالات المؤلمة التي كان ضحيتها الإنسان السوداني.. نتجت عن حالة هبوط كامل في الهمة والنخوة المهنية .. يلفظ المريض أنفاسه بذات السهولة التي يلفظ بها الطبيب - المهمل - أنفاس سيجارته..
شابة في مقتبل العمر..دخلت مستشفى لوضع مولودها ..في أكمل عافيتها ورونقها ..بعد دقائق من انزلاق المولود الى الدنيا.. تكابد الأم بعض النزيف .. يحاول الطبيب العمومي فعل شيء لكن الحالة تتدهور أكثر فيكون في حاجة ماسة لاستدعاء الأخصائي المناوب .. المستشفى - الكبير - ليس به هاتف .. يحاول الطبيب استخدام الموبايل الخاص به يرن رنة واحدة ثم ينقطع الاتصال بسبب ضعف البطارية.. كل دقيقة تمر تعني اقتراب الشابة من القبر ..يبحث الطبيب عن أى (موبايل) مع أى مريض أو مرافق أخر ..يجد الموبايل .. لكن بكل أسف رقم الأخصائي في الجهاز الآخر الذي سكتت بطاريته.. لا يمكن تبديل البطاريات بين الجهازين .. بعد مرور ساعة .. يفلح الطبيب في الاتصال بالأخصائي.. يهرول الاخصائي الى المستشفي ..يصل في ربع ساعة .. فقط ليكون شاهدا على اللحظات الأخيرة للروح البريئة وهي تخرج من صدر الشابة المسكينة..قصة حقيقية ليست من بنات أفكاري .. حدثت قبل حوالى شهر ..في عز العاصمة .. في عز مستشفياتها المتخصصة.. التي تكتظ بالأخصائيين والأطباء النواب والعموميين والامتياز..والـ(لا) امتياز!!
هل نتهم الإمكانات ؟؟ كانت روح المرحومة معلقة في جهاز هاتف فقط لا غير..ذلك الجهاز الذي يحمله الفقراء قبل الأغنياء .. وأولاد المدارس ..وفي بلدنا أربع شركات هاتف تتصارع للحصول على المشتركين..هل نتهم الإمكانيات .. ام الأخلاقيات .. أخلاق المهنة الوحيدة في الدنيا التي يتطلب الانخراط فيها أداء قسم..!!
رجل وزوجته .. اختارا يوما ليذهبا بابنهما الوحيد لعملية جراحية غير مهمة ويمكن اجراؤها في أى زمان ..حتى لحظة وصولهما الى المستشفى الاستثماري الفخم كان الولد يلعب في المقعد الخلفي للسيارة .. فهي مجرد عملية بسيطة "لوزات" .. الرجل وزوجته أسلما الابن للطبيب في باب حجرة العمليات .. في كامل عنفوانه .. دخل الطبيب والولد .. خرج الطبيب بعد أقل من نصف ساعة.. وكأن شيئا لم يكن .. بعبارة باردة قالها بكل يسر (لقد.. مات!!) لم يكن في وسع الأب والأم تصور أى شيء إلا أن يكون رجل يحمل مسدسا كاتما للصوت أطلقه على ابنهما في حجرة العمليات .. لا شيء يجعل ابنهما يموت في هذا المستشفي الفخم سوى ذلك .. فالابن أصلا ليس مريضا ولا كان في حاجة عاجلة لهذه العملية .. ولو خرج منها لذهب الى منزله مباشرة لأنها من فرط بساطتها لا تحتاج حتى لمجرد البقاء في المستشفي.. مجرد قصاصات فيديو كليب من مئات الحالات المشابهة..
غول واحد كبير ضخم يتربص بهؤلاء الضحايا..معصوب الضمير ومتجمد الإحساس بالإنسان .. لو كان انسانا آليا من حديد لاهتم به مهندسه أكثر مما يفعل بعض الأطباء بمرضاهم البشر الذين أحسن الله خلقهم..غول الإهمال واللامبالاة..
لماذا نلعن الساسة على عملياتهم الجراحية بدون تخدير التي يمارسونها على الوطن .. ولماذا نلعن التاجر الذي يغش في تجارته الصغيرة او الكبيرة .. ولماذا نلعن موظف المحلية الذي يسيم المواطن بئس العذاب .. طالما ان الطبيب لا يرى في الانسان المفتوح الأحشاء أمامه إلا أكوام لحم ودماء .. وأشلاء بشر ..!!

Post: #2
Title: Re: قتل مع سبق الإصرار - عثمان ميرغني
Author: أحمد
Date: 01-17-2006, 08:26 AM
Parent: #1


وتتكرر الماسي .. هل يحدث هذا لان الانسان السوداني رخيص حتي في بلده ؟ ام لغياب الضمير ام بسبب ضعف القوانين -ان كانت توجد اصلا - لردع مثل هذا النوع من الاهمال في اغلي شئ وهو الانسان نفسه؟؟ متي ينتهي هذا العبث والاستخفاف؟ متي يردع هؤلاء حتي يكونوا عظة لغيرهم ويكفوا من العبث بارواح الناس؟؟

Post: #3
Title: Re: قتل مع سبق الإصرار - عثمان ميرغني
Author: wadalzain
Date: 01-17-2006, 09:20 AM
Parent: #2

عدم الكفاءه المهنيه

ضعف الضمير والوازع الاخلاقى

عدم معرفة الامواطن بحقوقه

ضعف القوانين والمحاسبه

المحاباة المهنيه والتضامن المهنى دون حق وضمير

غياب الدوله وعربدة الاطباء والمستشفيات

العلاج الاستثمارى والجرى وراء المال والربح دون توفير المقومات الاساسيه

غياب الجمعيات الاهليه التى تبصر المواطن وتدافع عنه

الخ ...............................