أبناء حمر يفعلونها للمرة الثانية ، وكل مرة

بالأمس ( ثاني أيام عيد الأضحى المبارك ) كنا على موعد مع الكرم ، والحفاوة ، والأصالة تحت ظل التبلدي ... التمسنا الطريق إلى استراحة ( طيبة ) للقاء الطيبين والطيبات في يومهم المفتوح ... من بطن كردفان ، من عزّ محنّتها ، وعمق انتمائها ، ومن خيراتها الوفيرة ، وكرمها الفياض ، جاءت تلك الكوكبة من أبناء وبنات حمر .. تجمعوا في رابطتهم الفتية التي أصبحت مؤلّفا لقلوب الآتين من كل أنحاء السودان ...
يمكنك أن تلقى قدرا من المبدعين بين كل جمعية أو رابطة ، لكن أبناء حمر كلهم مبدعون .. إن حدثوك استمعت مشدودا إليهم حتى يتوقفوا عن حديثهم ، وإن غنوا أطربوك وحركوا وجدانك كله فيبقى من غنائهم شئ تردده في داخلك ، وإن عرض الرجال ورقصت النساء لرأيت تناغما بين الرجولة الفياضة والأنوثة الطاغية فتخرج مقتنعا بأن جمال الحياة لا يمكن أن يكتمل إلا بمثل هذا التناغم ...
اليوم المفتوح لأبناء حمر كان يوما مشهودا من الجالية السودانية بالرياض ، وعموم المنطقة الوسطى . نساء ورجال هبوا من كل أنحاء المدينة وأطرافها ، يمثلون أطياف السودان ، لهجاته ، وسحناته ، وثقافاته .. كلهم التقيتهم هناك يصفقون للإبداع ويستمتعون به ، ويدعمون العمل الاجتماعي الخلاق ... فكانت لوحة سودانية رائعة أعدنا من خلالها اكتشافنا الأزلي أننا أهل ، وأننا أبناء وطن واحد ، وأن موروثنا الثقافي والاجتماعي يجمع بيننا ولا يدع للفرقة سبيلا ...
كانت لفتة جميلة حقا أن يقوم أبناء حمر بتكريم براعم الرابطة الذين قدموا ذلك العمل الكبير ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005 بالرياض ، فكان ذلك تطبيقا عمليا لشعار ( الوفاء لأهل العطاء ) ...
ثم أستمتع الحضور بالرقصات الشعبية ، والغناء العذب ، وتمايل الجميع مستجيبا لحنّية النغم الكردفاني ، ودفء الجراري ، في لوحة مكتملة شكّلها العمق الإبداعي لأبناء وبنات حمر ...
عدد من الشعراء ، كان بينهم الشاعر الكبير حسين حمزة ، وعدد من المطربين كان بينهم المطربين الشباب إيهاب نميري ، وياسر الحلفايا . وكانت هناك مشاركة فاعلة من رابطة الصالحية ، وجمعية المحبة والسلام لنساء جنوب السودان ، وجمعية التراث والثقافة ، وجمعية نساء جبال النوبة ، ورابطة أصدقاء الروائي إبراهيم إسحاق ...

ود قاسم

كل سنة وانت طيب

ربنا يبارك ليهم في رابطتهم ويجمع الجميع في جمع الرضي