هل نحن هَمَــــل

أتصور أننا أكثر من تغنى طربا ببلاده رغما عن كل ما نجده من العنت ، ومن التهميش ، ومن المطاردة من جانب حكوماتنا .... أتصور أن حسّنا الوطني أعلى من حسّ كثير من الشعوب ... وكثيرا ما شهٍدت السودانيين يجهشون بالبكاء وهم يتابعون نشيدا وطنيا ، مثل الملحمة ، أو اليوم نرفع راية استقلالنا ، أو أنا سوداني ، أو أنا إفريقي أنا سوداني أو غيرها من الأغاني الوطنية التي اهتز لها وجداننا الوطني ..
الوطنية نزعة إنسانية تقوم على الانتساب للمكان الذي يعيش فيه الإنسان ، ويرتبط بأهله ، وتنشأ فيه ذكرياته ، فيتبادل الحنين مع التراب والناس بكامل الامتداد الجغرافي للأرض المسماة بالوطن . والوطنية كما هو معروف ، ليست حنينا فقط ، وليست مشاعر جياشة لا يتبعها عمل ، بل هي حقوق وواجبات .
والمواطنة هي الصفة التي تمنحك الحق في العيش الكريم داخل وطنك ، تماما كما تمنحك الحق في الحماية والاحترام والتقدير وأنت تعيش خارج الوطن ... ففي كلا الحالين أنت تستظل بمظلة الوطن ، وتضعه في حدقات عيونك ، ومن حقك على الوطن أن يضعك في حدقات عيونه ... وليس الوطن إلا أرض وشعب وحكومة ...
على المستوى الفردي يعتبر التشرّد حالة لا إنسانية لأنها تنشأ عن ظروف موضوعية قاهرة تسلب الإنسان الكثير من وعيه ، وتنهك مقدرته على الاحتمال ، فتدفعه إلى الضياع والتيه ، ،، والتشرد على المستوى الفردي حالة قائمة ومعاشة ... هذه الحالة التي كانت محصورة في المستويات الفردية أصبحت حالة جماعية خلال الفترة السياسية منذ 89 ، حيث مارست الحكومة حالة من التشريد الجماعي على كل من يخالفها الرأي ، وعلى كل من ينافس كوادرها ... وبهذا الفعل اصبح المواطن السوداني مصنفا تصنيفا حادا من قبل حكومته في إحدى خانتي ال ( مع ) ، وال ( الضد ) ... ومن بقي في الداخل لم يجد فرصة في المشاركة ، ولم تتح له فرصة العيش الكريم ، حتى أصبح إذلال المواطن حالة مرتبطة بالفعل السياسي فشكّلت جزءا منه خلال الستة عشر سنة المنقضية من عمر الإنقاذ ... ومن عاش في الخارج – مهما كانت صفته – اعتبر معارضاً ، أو متمرداً ، أو مصدرا للجباية ... ثم لم تتوفر للمهاجرين أي حماية من قبل الوطن ، لأن الوطن تديره حكومة لا ترغب في تقديم الحماية لمواطنيها باعتبارهم معارضين لها .
أواصل ....

ياخال

العيد مبارك عليك قبل الزحمة
والقابلة مشنق طاقيتك في سوق معتوق


ونتمنى ان نراكم في هذا العيد

زول هامل ، قصدي ساكت
كل سنة وانت طيب ،،، خلينا نشوفك في العيد عشان على الأقل تنتفي عنك صفة الهملة ،،،
سمعت أمي تقول :
هملة تسوقا سيبة ... يعني شنو يا عباس؟؟؟

Quote: أواصل ....

نان إنت فضلت فرضا ناقص!!
وفيت وكفيت
جنى

جني
كل سنة وانت طيب ..
تعرف يا جني لولا أننا وجدنا هذه السودانيزأونلاين لنبث من خلالها فوراتنا لانفجرنا من كثرة من ما نحمل من هموم وما نتحمل من مآسي ،،،
لنفضفض حتى آخر قطرة ، فإن في الكتابة ما يخفف عنّا ..

لا يجب أن تكون صفة المعارضة سبباً في حرمان أي مواطن من حقوقه ، أو منعه من ممارسة واجباته . كما لا يجب حصر الرعاية الحكومية على الموالين دون غيرهم ، حتى يبدو الأمر وكأن الذي لا يؤيد الحكومة لا يستحق صفة المواطنة والتمتع بحقوقها وممارسة واجباتها ، ولا يجب أن يكون المدخل إلى الحقوق والواجبات هو الولاء السياسي فقط ...
ولسوء حظنا ، أن المعارضين حسب التصنيف الحكومي كانوا يمثلون أغلبية ، مما جعل هذه الأغلبية محرومة من كل ما يستتبع المواطنة من حقوق وواجبات ..
إذن غالبية الشعب السوداني في الداخل والخارج عاشوا الستة عشر سنة الماضية هملاً . عاشوا مشردين في داخل الوطن وخارجه ... أهل الداخل ظلوا عرضة للمرض ، والجهل ، والمجاعة ، والتشريد ، وكل مظاهر التخلف ، والذين هاجروا وجدوا أنفسهم مضطرين للاستسلام لأقسى شروط الهجرة .. وبالرغم من أن أخلاق السودانيين وسماحتهم وفرت لهم نوعا من الحماية بين الشعوب التي عاشوا بينها في الغربة ، إلا أن الكثير من حالات الاعتداء عليهم كانت واضحة ومتكررة ..

الاستاذ ودقاسم .. تحياتي لك ..

أرى .. أن الواقع القبيح من صنع الناس .. أو من قبولهم له بشكل أو آخر .. وأعتقد أن حب الوطن حالة عامة عند جميع الناس .. حتى تتدخل المنفرات ..
هنالك شعوب تعبر عن مشاعرها بصخب كبير.. ولكن لكل تعبيره .. أما البكاء في الأغاني الوطنية فظني وليس كل الظن إثم .. أن الانسان يبكى الوطن الضائع .. فحتى نرى:
مكان الطلقة عصفورة
تحلق حول نافورة
وتغازل شفع الروضة
ينبغي أولا أن نتساءل .. كيف ذاك؟

عزيزي ودقاسم،
من لطف الله بنا أننا بدانا نعي الدرس من تجاربنا المريرة. أنظر إلى ديمقراطية هذا المنبر الحر، وكيف أن الوعي الديمقراطي النوعي فيه تؤثر على أنماط وطرائق تفكيرنا. يوم ندرك بأن التغيير بيد كل منا، لا نكون همل!! وهذا ما يتيحه مثل هذا المنبر: الإدراك المعرفي الثاقب بالدور الذي يجب أن أقوم به أنا وتقوم به أنت، كلنا كأناس عاديين أوقعهم قادتهم في مهابط الهوس والتردي غير الاعتيادية.


أعزائي البورداب،
أرجو زيارتي في هذ الخيط:

الـــــــــــلـــــه

يناقش الخيط موضوع الساعة.

الصديق محمد عبد الجليل
كل سن وانت طيب
الوطن ضائع لدرجة إثارة العويل ، وإنسانه مشرّد لدرجة الهوان ، حتى ليبدو لي أن الممسكين بالسلطة يرغبون في إزاحة وسحل كل من يشعرهم بالوقوف ضدهم أو كل من يطالب بشراكة حقيقية ... هناك طمع لا متناهي ، البعض يريد أن يأخذ كل شيء بالرغم من عدم حاجته إليه ، والبعض يعيش على لا شيء ،،، وكما قلت أنت يا محمد أن الشعوب مشاركة بقبولها أو بعدم رفضها ...

يؤسفني يا خال
واقع الحال بقول همل
للغرباء ضم همل
(بيناتنا) جت همل
كلامك حــــار بالحيل
عشان همل!

وكلو سنه وانتو طيبين يا خال.

Quote: لا يجب أن تكون صفة المعارضة سبباً في حرمان أي مواطن من حقوقه

أوفيت وكفيت . . لله درك
اذا كتبت هذه الفقرة فقط لكفانا

يا الخال

الأخ ود قاسم

ليست المعارضة فقط هي سبب حرمان المواطن من أبسط حقوقه بل ان الولاء والصمت أيضاً سبب من حرمانك من جميع حقوقك ،، هل كل أهل السودن معارضة ؟ إذن لماذا لا يتمتعوا بحقوقهم أقلها في الحصول على الإحتياجات الأساسية الواجب توفيرها من قبل الدولة .. وهل كل من أحيل للصالح العام معارضة ؟ إذن لماذا شرد أهلنا في دواوين الخدمة .
ونستاهل أكتر من البيحصل لينا ،،،

خالص محبتي