السودان: مرافعة صريحة في عيده الذهبي /محمد الحسن أحمد للشرق الأوسط

السودان: مرافعة صريحة في عيده الذهبي /محمد الحسن أحمد للشرق الأوسط


01-06-2006, 05:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1136566286&rn=0


Post: #1
Title: السودان: مرافعة صريحة في عيده الذهبي /محمد الحسن أحمد للشرق الأوسط
Author: jini
Date: 01-06-2006, 05:51 PM

Quote: السودان: مرافعة صريحة في عيده الذهبي

احتفل السودان مع بداية العام الجديد بالذكرى الخمسين لاستقلاله. ومن أبرز القضايا الأكثر الحاحا التي ركز عليها الرئيس البشير في خطابه محاربة الفساد، ورد المظالم واحترام الديمقراطية ووحدة الصف الوطني، وانجاز اتفاق السلام، وهذه بالفعل هي القضايا الأكثر أهمية في الظروف التي يمر بها السودان الآن، وهي كلها مترابطة ومتشابكة مع ما يلزم السودان، ولا بد من معالجتها مجتمعة وبسرعة وجدية.

ويحمد للرئيس البشير اعترافه لأول مرة بوجود فساد في الدولة خاصة ان مؤسسة الشفافية الدولية في تقريرها الاخير قد صنفت السودان بحسبانه الدولة العربية الأكثر فسادا وبين الدول العشر الاكثر فسادا في العالم، الامر الذي ازعج غالب أهل السودان ومن يتعاطف معهم من الدول التي كانت تعده افضل من ذلك بكثير. فقد قال البشير: ان الحديث عن الفساد والإفساد بعضه صحيح، وبعضه يشوبه الغموض. وأضاف: سنصدر من القوانين ما يسد الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون. ووجه مؤسسات الدولة التنفيذية والعدلية لتطبيق القوانين القائمة لصيانة المال العام تطبيقا صارما. ودعا المؤسسات التشريعية لممارسة دورها الرقابي من دون ترتيب أو حذر، وناشد وسائل الاعلام بكشف المفسدين دون افتيئات أو ابتزاز. وتعهد بانشاء مؤسسة للحد من الفساد قريبا.

من هنا، من انشاء مؤسسة لمحاربة الفساد يبدأ التطبيق العملي لكل ما ذكره البشير في خطابه عن الفساد. ولا بد ان تكون هذه المؤسسة من شخصيات لها وزنها واحترامها بين الكافة، وان تمنح هذه المؤسسة صلاحيات وافية تحصنها من اية تدخلات أو ضغوطات تمنعها من الوصول الى القمم العالية في الفساد، وكذلك تمكنها من تقديم القوانين المقترحة للبرلمان لسد الثغرات في القوانين الراهنة.

ونحن استجابة لمناشدته الكريمة لأجهزة الاعلام بكشف المفسدين نصارحه القول: ان تقرير مؤسسة الشفافية بما فيه عن السودان أمر مرعب للغاية ويستوجب من الدولة دراسة تمحيصية شاملة واستقصاء لكل ما حواه عن السودان لأن هذا التقرير بلا شك سيكون له مردود سلبي على السودان سواء فيما يتعلق باعفاء ديونه أو تقديم العون له كما هو مقدر، وما هو منتظر بالنسبة لاعادة اعمار ما دمرته الحرب أو التنمية المستدامة. وهكذا نلمس مدى الترابط بين محاربة الفساد وانجاز اتفاق السلام، وكذلك رد المظالم حيث قال الرئيس في خطابه: انه سيشرع في انشاء لجنة للنظر في تظلمات من احيلوا للتقاعد أو فصلوا لاسباب سياسية، وهنا كان مكمن انهيار الخدمة المدنية في السودان والتي كانت موضع افتخار كل أهل السودان، بل انها كانت أهم الركائز في درء الفساد وعدم تمكين المفسدين من مفاصل الدولة، ويحسن البشير صنعا لو اعاد الاعتبار للجنة الخدمة العامة وقانونها الذي كان سائدا بجانب انصاف من ظلموا تمشيا مع سياسات «الولاء قبل الكفاءة».. والتي اخلت بموازين العدل والعمل!

ونأتي الى فصل الخطاب في حديث البشير وهو عن الوفاق اذ قال: «ان الشمال ليس ملكاً للمؤتمر الوطني، وفي المقابل فان الجنوب ليس ملكاً للحركة الشعبية. وان الديمقراطية لا تستوي الا بجناحين «حكومة ومعارضة» لا نريد ان تكون المعارضة مدجنة أو ان تكون مؤسسات الرقابة الشعبية ومنظمات المجتمع المدني مستأنسة». وتعهد بالشروع فورا في خطوات تعين على جمع الكلمة وتوافق الرأي وفتح الباب لكل ناقد أمين وخلق الاوعية لاجراء حوار وطني هادف من أجل تجويد تنفيذ اتفاق السلام.

وبصراحة هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس البشير عن الوفاق وتنفيذ اتفاق السلام، فقد توالى مثل هذا الحديث في غالب المناسبات الكبيرة، ولكننا نأمل هذه المرة ان يستتبع بالفورية التي وصفها في حديثه، لأن كل الظروف مهيأة تماما وملحة لبلوغ هذا الوفاق. وكل القوى السياسية تشعر بضرورته وأهميته نظرا للأوضاع الاستثنائية التي تحيط بالبلاد. ولكن المبادرة هي بيد الحكومة وعليها هذه المرة ان تصحب الاقوال بالأفعال وتدعو الجميع الى كلمة سواء، وتترك سياسة الاستفراد بمحاولة حل أزمات البلاد بصورة ثنائية لأن مثل هذه السياسة افرخت الجهويات والعصبيات واضحت من أكبر المهددات لوحدة السودان.

أوليس من المعيب حقا ان يحتفل السودان بمرور خمسين عاما على استقلاله وهو لا يزال يفتقر الى المقومات التي تحافظ على وحدة شعبه كيانا وأرضا، قياسا بدول مثله أقل عمرا في الاستقلال وقد بلغت شأنا كبيرا في التقدم والانصهار والاستقرار.

لعل الحكومة السودانية وهي تحتفل بهذه المناسبة وهي قد أعدت لها اعدادا جيدا لتتوافق مع انعقاد القمة الافريقية بعد ايام، ومن ثم القمة العربية بعد اسابيع أن تستحضر العبر الكامنة وراء عقد القمتين وهي الامل في توحيد الرؤى الافريقية من جهة، وتوحيد الرؤى العربية من جهة أخرى وتتذكر أن توحيد رؤى السودانيين هي المقدمة المنطقية ولها الاولوية طالما تسأنس في نفسها وامكاناتها انها قادرة على توحيد الصفين الافريقي والعربي!

واتساقا مع احتفالات الحكومة المتواصلة نختم هذا المقال بما ردده الفريق سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية وهو يبدأ برامج الاحتفالات باليوبيل الذهبي للاستقلال: اننا نزداد فرحا وسرورا بتزامن هذه الذكرى مع احتفالات مرور عام على اتفاقية السلام وبأعياد الميلاد وعيد الأضحى المبارك وشعبنا يخطو خطوات ثابتة نحو السلام والتنمية..


Post: #2
Title: Re: السودان: مرافعة صريحة في عيده الذهبي /محمد الحسن أحمد للشرق الأوسط
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-07-2006, 06:55 AM
Parent: #1

أعزائي البورداب،
أرجو زيارتي في هذ الخيط:

الـــــــــــلـــــه

يناقش الخيط موضوع الساعة.