في صمت الحكومة السودانية دعما لقضية اللاجئيين السودانيين بمصر

في البداية اود ان ابدء اسفي لروح اي مواطن سوداني ازهق نتيجة للمجزرة المؤلمة التي قامت بها الشرطة المصرية ضد اللاجئيين السودانيين بمصر وان يلزم اهلهم الصبر واتمنى الشفاء العاجل للمصابين

بقدر ما اصبت بالصدمة والدهشة لجراء احداث القاهرة الحزينة اصبت بالصدمة لموقف الحكومة السودانية فالقتلى مهما كانت الظروف هم مواطنون سودانيون ومهما كانت معارضتهم للحكومة السودانية كان من المفروض ان تتعاطف معهم الحكومة في ظل هذه الظروف لان ظروف قتلهم تمت بطريقة بشعة وعلى حسب علمي هنالك مجموعة من الاطفال ماتوا لان الشرطة المصرية هجمت عليهم في تمام الساعة الثانية صباحا وبدءت رشهم بالمياه الباردة مما دعى امهات واباء الاطفال بتغطيتهم بالفرشات لحفظهم من البرودة الشديدة وهذه التغطية جعلت جزء من الاطفال يموتون عفصا

في تقديري كان من الاحرى والاجدى للحكومة السودانية ان تستنكر حادث القتل كما فعلت منظمات وجهات دولية كثيرة منذ الوهلة الاولى بدلا من ان يأتي الاستنكار مؤخرا من وزارة الخارجية السودانية وأرى انا ان الحكومة السودانية دعمت حجج ودواعي اللاجؤون لرفضهم بالعودة الي لسودان وقدمت لهم الدليل الدامغ الذي لا غبار فيه بانهم سوف يتعرضون للتعذيب وحتى ان فرضنا فرضا بان واقع الامر خلافا لذلك وهذه كانت فرصة ذهبية للحكومة السودانية ان تثبت للعالم بأنها تهتم برعاياها مهما كانت الظروف وان تصرفت كذلك تكون كسرت لهم الدوش في يدهم

ولقد اندهشت اكثر حينما كنت اسمتع لمراسل الجزيرة بالخرطوم وهو الطاهر المرضي حينما اجرت معه القناة اتصالا وسألته عن احتفالات السودان باليوبيل الذهبي للاستقلال وتزامن ذلك مع فرحة اطلاق سراح الرهائن السودانيين بالعراق والحزن بمقتل اكثر من عشرين لاجيئ سوداني في القاهرة فالسيد الطاهر المرضي في طيلة هذا اللقاء لم يتطرق الي موضوع قتل اللاجئيين وحتى لم يبدء اسفه على موت هؤلاء السودايين فهذه عملية مؤسفة ان تبدر من مواطن سوداني في موقع مرموق وفي قناة لها مكانتها لان من ضمن الموتى اطفال لا ذنب لهم فا يجري ان حملنا الكبار المسؤولية


مع الاسف الحكومة السودانية لا تجيد لعبة السياسة جيدا ولا تقرء الاحداث بصورة جيدة والتصرف بسرعة واستغلال الفرص مع العلم فهذه فرصة ثمينة لها ان تستغلها وتظهر نفسها بمظهر حسن امام جهات تعاديهم وفي وجهة نظري الحكومة المصرية وقعت في شر اعمالها وما يحيرني حقيقة الحكومة المصرية هي التي فتحت المجال للحركة السودانية واستضافت المعارضة السودانية لفترة طويلة ودعمت الحرب فلماذا تقتل هؤلاء الناس بصورة بشعة كهذه اليس من الاجدر لها ان تتعامل بحكمة

لابد ان يتم التحقيق في هذه الاحداث وان تحاسب اي جهة لها ضلع فيما جرى