يوم الجمعة الدامي ... صفحة جديدة من سيرة الحزن السوداني

يوم الجمعة الدامي ... صفحة جديدة من سيرة الحزن السوداني


01-01-2006, 01:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1136118291&rn=0


Post: #1
Title: يوم الجمعة الدامي ... صفحة جديدة من سيرة الحزن السوداني
Author: musadim
Date: 01-01-2006, 01:24 PM

يوم الجمعة الدامي ...
صفحة جديدة من سيرة الحزن السوداني

ناصر رجب

ها مرة أخرى تخط بالدم صفحة جديدة من سيرة المعاناة والألم لابناء وبنات شعبنا . الفاجعة هذه المرة خرجت قليلا عن حيزها الجغرافي المعروف .. لم تكن في الجنوب ولا في درافور أوالشرق ولا باقي ارجاء الوطن الممتدة. كان مسرح الجريمة هذه المرة في مصر اخت بلادي كما يقولون .
آلاف السودانيين شيبا وشبابا جاؤو إلى القاهرة بحثا عن وطن جديد يوفر لهم حياة كريمة بعد أن تحول السودان إلى سجن كبير ذبحت فيه احلامهم وآمالهم في الحرية والعيش الكريم . لم يصدق هؤلاء أكذوبة المفوضيةالعليا للاجئين عن السلام الزائف الذي تدعي انه حل في البلد الحزين وفاضت بركاته في ارجاءه الممتدة خبزا وحرية . رفضو هذا السلام المزعوم ومارسوا حقهم الديموقراطي السلمي فاعتصمو أمام مكتب المفوضية لعدة أشهر .
قالو لها ولمن لف لفها وبصوت واحد عن اى سلام تتحدثون ؟ وما زال النظام سادرا في غيه القديم يكاد يحصي على الناس أنفاسهم و رموز الفساد والتسلط مازالت تنفذ مشروع النهب والتدمير وترتكب نفس الموبقات بحق الوطن. والمصيبة الأعظم أنها تعمل على تنفيذ مخططها الاستراتيجي الأكبر المتمثل في اقامة امبراطوريتها في الشمال بعد أن ينفض سامر الوحدة مع الجنوب . كان لابد للنظام أن يعمل جاهدا على فض جموع المعتصمين الذين صارو قبلة لوسائل الاعلام. نعم فهذه الالوف المحتشدة تفضح زيف السلام الذي يدعيه وتؤكد ان ما تم بينه والحركة الشعبية ما هو الا صفقة خطيرة تنذر بحروب اشد واخطر . هذه الحشود تذكر العالم بالجرح النازف في دارفور و ما سيحدث في الشرق و أنحاء كثيرة من الوطن .
كان لابد من اسكات هذه الاصوات ولذلك جاء الضوء الاخضر لقوات الأمن المصرية المعروفة بتاريخها الاسود مع الشعب المصري فكان يوم الجمعة الدامي .أسفرت هذه الجريمة عن مقتل25 سودانيا وجرح العشرات و الزج بهم في سجونهم سيئة الذكر . لم يبدأ مسلسل التنكيل بالمعتصمين في ذلك اليوم الاسود فقط . فقد بدأت اجهزة الامن المصرية في مطاردتهم والتحرش بهم منذ الايام الاولى للاعتصام فزجت بالعشرات منهم في السجون وقامت بتعذيبهم وتهديدهم خاصة الذين يعتقد انهم من قيادات المعتصمين . وحينما لم يجدي ذلك لجات إلي القتل والتنكيل على النحو الذي شاهده العالم في ذلك اليوم الحزين .
لم اتوقع أن تقف حكومة الخذي والعار هذه موقفا غير هذا الموقف المخزي والمخجل من الجريمة فهي قد أدمنت استرخاص دماء السودانيين منذ ان حلت بحكمها الظلامي المشؤوم . وقد كان هذا هو موقفها دائما عندما يتعلق الامر بظلم يقع على أي سوداني خارج الحدود . أما المعارضة في لم تعد تأبه لقضايا هؤلاء المساكين بعد ان انفض سامرها ولحقت بجوقة الحكم . فقديما كانت تعتبرهم أحد أهم اسلحتها الشعبية في منازلة السلطة فهي الآن لاتملك غير الصمت المهين على جريمة يندي لها جبين الانسانية ويرفضها كل من له ذرة من ضمير . لضحايا يوم الجمعة الرحمة وللجرحى عاجل الشفاء ولتسقط أنظمة القهر أينما حلت .