الحكومة المصرية تذبح العلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل فى وضح النهار

الحكومة المصرية تذبح العلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل فى وضح النهار


12-31-2005, 11:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1136023793&rn=1


Post: #1
Title: الحكومة المصرية تذبح العلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل فى وضح النهار
Author: الطيب اسماعيل
Date: 12-31-2005, 11:09 AM
Parent: #0

f


مهما كانت الأسباب و الدوافع التى أجبرت اللاجئين السودانيون إلى الإعتصام فى حديقة مصطفى كامل فى وسط القاهرة المصرية ، و مهما تفاوتت درجات إتفاقنا معها أو إختلافنا ، إلا أن ما إنقضت إليه و الأسلوب الدموى الذى تمت به معالجتها ، يبقى وصمة عار فى جبين حسنى مبارك و زبانية نظامه ، بل يمتد عارها ملطخا كل منظمات حقوق الإنسان و مؤسسات المجتمع الوطنى المحلية و الإقليمية و العالمية و تأتى فى مقدمتها مفوضية شئون اللاجئين ، فما ذنب الأبرياء من الأطفال و الشيوخ أن تهدر أرواحهم و تراق دمائهم بهذه الطريقة الوحشية الخالية من أدنى درجات الشعور الإنسانى .


اللاجئين السودانيين و الغالب على سوادهم الأعظم ابناء المناطق الجنوبية و دارفور الكبرى ممن أختار الإعتصام فى حديقة مصطفى كامل ، هم من إكتوا بنار الحرب فى جنوب السودان و دارفور ، و حلموا بأن تكون مصر المحروسة هى ملازهم الآمن أو محطة إنطلاقهم إلى سماوات أرحب يستظلون بأمنها و أمانها ، لم تكن أسوأ توقعاتهم ، أن تغدر بهم المحروسة و تبيح ارواحهم إلى هذه الدرجة فى واحدة من أبشع صور الوحشية و البربرية المصرية ، المتمثلة فى الهجوم الدموى على العزل الأبرياء الذين لا يمملكون سلاحا سوى الصبر و الآمال فى تغيير واقعهم المرير ، إلى آخر أفضل تعاد إليهم فيه إنسانيتهم المغتصبة و حقوقهم المهضومة.


لا شك أيها السادة بان نظام " الديكتاتور " مبارك و بهذه الوحشية قد اساء لكل شعب مصر فى المقام الأول ، قبل أن يسىء لنظامة " الغاصب " ، و هو يغتال الإنسانية الضعيفة ، التى حاولت إثبات حقها فى الحياة سلميا و دافعت عنه بما تملك من أسلحة سلمية ، فاللاجئون السودانيون بوجودهم فى حديقة مصطفى كامل لم يمثلو خطراً يهدد أمن مصر ، فقد كان عشمهم و أملهم فى أن تقف مصر إلى جانبهم ، سنداً و عضداً لهم أمام سياسات مفوضية اللاجئين العوجاء التى تميز و تفاضل حتى فى دعمها لللاجئين ، و تمارس أبشع أشكال العنصرية و التمييز ، متناسية ظروف اللاجئ النفسية و الضغوط التى يتعرض لها بإختياره لحق اللجوء كخيار هو بالتأكيد آخير بعد أن ضاقت به كل وسائل الحياة و العيش الكريم فى وطنه و لعمرى فإنه أسوأ الخيارات و أصعبها ، فهجران الأوطان و الأهل بالتأكيد ليس سهلا ، و لكن رغما عن ذلك فاللجوء إليه يؤكد صدق الشعور بحجم المعاناة و الألم .

إن ما قامت به سلطة مبارك ، سيظل وصمة عار فى جبين العلاقات السودانية المصرية ، التى كنا نوهم أنفسنا بقوتها و متانتها ، و لم نكن نعلم بضيق صدر حكام مصر تجاه قضايا السودان و السودانيون إلى هذا الحد ، و إلا كيف تجرأ نظام مبارك على إصدار الأوامر بمهاجمة مجموعة سودانية تملك قضية عادلة مع مفوضية شئون اللاجئين ، و لماذا جاءت هذه الأوامر و فى هذا التوقيت بالذات ؟

تبقى الحقيقة الدامغة ، بأن ما حدث لبعض من بنى السودان فى مصر ، يمثل دون شك أكبر إساءة لأمة السودان فى الخارج ، و يمثل دلالة واضحة على رخص الدم السودانى و إستباحته ، و مهما إتفقنا أو إختلفنا مع قضية اللاجئين فى القاهرة ، إلا أن ما حدث لهم يمثل شرخا بالغاً لعلاقاتنا مع مصر و حكام مصر ، فإن ما سلكته الحكومة المصرية و تساهلت أمامه حكومة السودان ، يمكن أن يكون دافعا لأى نظام أهوج أرعن كنظام مبارك الفاشى أن يصفى حساباته مع أى تواجد سودانى فى اياً من دول الشتات التى تفيض بالسودانيين ، و يتحول بنى السودان إلى أهدافاً كما فى العراق...

أكثر ما يحيرنى هو ذلك الصمت الذى لازم الحكومة السودانية و ما يمثلها من تحالف بين الموتمر الوطنى و الحركة الشعبية و كذلك الحركات التى تحمل السلاح فى دارفور و تدعى جورا بدفاعها عن المهمشين من أبناء دارفور ، و الذين هربوا من جحيم الحرب فيها ليكتو بظلم الفرعون الأكبر و سط صمت رهيب من قادة الزور و البهتان ، فليس هناك مبررا على الإطلاق للحركة الشعبية التى تتدعى جزافاً بتمثيلها لأبناء جنوب السودان و تشكل أغلبية مطلقة لحكومة الجنوب ، لم تقم بأي من المبادرات و لم تحرك ساكنا و إكتفت فقط بالمشاهدة من على كراسى السلطة الفخيمة ،،



كان الله فى عون شعبى الأبى ،،،

الطيب إسماعيل ابوالباشا – الدمام