أيهما أفضل الحقيقة القاسية أم الوهم الجميل ؟

الديكتاتورية ، والديمقراطية ، هما طرفي نقيض ، لكن رغم ذلك فإن الفصل بينهما أحيانا يكون صعبا . هناك ديكتاتورية مكشوفة وعلنية ، وهناك ديكتاتورية أخرى تغلفها ادعاءات الديمقراطية وهتافية العدالة ، وهناك وهم ديمقراطي يسعى البعض لجعله حالة توفيقية يمد عدالتها بقدر يمسك به هو ، ويزيد درجات الظلم فيها بما يضمن استمرارية الإمساك بخيوط اللعبة ..
السلطة أيا كانت مصادرها ومنطلقاتها تخلق نوعا من الكاريزما ، وتمنح الزعيم صلاحيات تتسع أو تضيق بقدر مرونته أو تشدده . ولا ينطبق هذا على السلطة السياسية فقط ، إنما أيضا ينطبق على الزعامات الشعبية التي تخرج من صلب منظمات المجتمع المدني .
ودائما يكون للزعيم أعوانه ، والمقربين منه ، يزيّنون له فعله ، إذا التزم الحق ، ويدافعون عنه إذا أتى الباطل ، ولا يعترضون إلا في القليل النادر أو فيما يمسهم بصورة مباشرة ... والذين يعيشون تحت الوهم الجميل يلجأون عادة إلى انتهاج التبريرية لتأكيد حسن نية الزعيم حتى لو أتى باطلا ، واستخدام اساليب القمع البارد عبر رمي المظلوم بالتسرع أو الحمق . وهكذا يؤسسون لإيجاد العذر للظالم ، وإثبات الخطأ على المظلوم . ومن المؤكد أن هؤلاء لا يفعلون ذلك بلا طائل .
الديكتاتورية العلنية تفرض عليك أحد خيارين ، إما أن تقبلها وتتعايش معها ، وإما أن تعترض عليها وترفضها ، لكن الوهم الديمقراطي يتخذ لكل حال لبوسه ، ويفرض عليك التخلي عن الكثير من مبادئك بحجة المرونة ، ويطالبك بالتمتع بقدر من الذكاء يؤهلك لإيجاد المخارج من كل حالة بمفردها ..

Quote: وهناك وهم ديمقراطي يسعى البعض لجعله حالة توفيقية يمد عدالتها بقدر يمسك به هو .

إياك أقصد وأسمع يا جارة


الخال
مسكاقمي

حمزاوي
لك التحية
هذه حالة عامة نعاني منها ونعيشها ، وهي ماساتنا الحقيقية ، فاهتزاز المصداقية هو الوضع السائد . وهي حالة ناتجة عن النظرات الذاتية الضيقة التي تهتم بالمكاسب الشخصية المادي منها والمعنوي ، وتتحول المكاسب إلى امتيازات لا يستطيع الزعيم التخلي أو التنازل عنها ، وتمشي على هديه جوقته ...
إنها ديكتاتورية حقيقية مغلفة بطبقة خفيفة من الديمقراطية ...

ود قاسم
سلامات يا صديقي وكل سنة وإنت طيب
إحنا طبعا ناس بنحب الوهم الجميل!
وإلا ما كنا قاعدين في ذيل الورطة هكذا يا صديقي.
فكما يقول صديقنا محمد جلال "الشعوب لا تتعلم بمنطق الجدل، وإنما بمنطق الآحداث"
وربك يهوّن.



أبكر آدم إسماعيل

د. أبكر
وانت بألف خير أيها الوفي ،،
نعم يا صديقي ، لقد استغرقنا الوهم الجميل ، وبنينا عليه آمالنا ، وأقمنا عليه آمالنا وكأنها جبال معلقة في الهواء ، لا يسندها صدق ، ولا تقوم على إلا على الشعارات الزائفة .. ولا أعلم إلى متى سنظل هكذا نصدّق الوهم الجميل ، وننتظر أن نجني منه ثمرا ..

سلام ودقاسـم

عقيدتي أننا نحتاج على المستوى التطبيقي إلى تجديد واطلاق نماذج يقتدى بها في الممارسة الديمقراطية

فما أكثر الذين يزعمون اتباعها وهم في الحقيقة يتآمرون باسمها وهؤلاء يقينا هم أعدى أعداءها.

جلست إلى ورير من الحركة الشعبية لتحرير السودان , في الشهر الماضي بالخرطوم, وكنت على الدوام أشك بأن الشخص الذي أجلس إليه (وزيراً) اتحاديا و (بـنـج) ابن قبيلة تربو على الملايين,


أسرني الرجـل بأدب غاية في الرفعـة وحسن استماع لدرجة أن يمل محدثـه وملاطفة كملاطفة الام لوليدها,

ظل يطلب المرطبات و (يصبها) بنفسه مناولا هذا وذاك الأكواب ملأى وينظر لأوجـه محدثيه مسكتا الجوال أو مادا له لسكرتيره, للرد بعيدا حتى أفرغ كل الجالسين ما بنفسـه, كان يبتسـم كل ما حد أحدهم في الخطاب لدرجة الملحة,


بعد أكثر من ساعتين بدأ سعادته في الحديث,

أحـترمته أكثر,

لأنه تبين لي أن الرجـل يعرف كل ما قيل في الجلسـة ويعرف أكثر منه بالمعلومة والتاريخ والوقت والشخوص,

وما ترك شخصا إلا ذكر تفاصيله على ما لم نعلم جميعنا,

فتبين لي أنه لم يستمع ليعرف بل استمع تأدباً ومنحاً لفرصـة المشاركة واحتراما لمحدثيه,

خرجـت من الرجـل بدرس وحالة من (الصـدمـة) ربما لن أفـق منها قريباً,

وأزيدك , أخي ودقاسـم

فالرجـل غير مسلم وغير عربي

وقادم من مواقع المواجهـة من (الغابــة)




لك خالص تحياتي,

الاستاذ الفاضل ود قاسم،،
الواقع مؤسف ومخيف حقاً ، فقد عكست كل تجاربنا السياسية حالة التخلف التي نعيشهاهنا في السودان والكثير من الدول العربية ، فنحن بحاجة الى (معجزات) وليست معجزة واحده لننتقل من هذا الحال ،معجرات تنقلنا من واقع التخلف الى واقع التقدم ، من واقع الجهل الى واقع العقل والعقلانية ، من واقع الستهلكين الى واقع المنتجين ، لكي نتزحزح خطوه واحده فقط من واقع الاشقياء في اتجاه واقع السعداء،ولا بأس ان نعتبر انتظارنالهذه المعجزات وهم جديد يمكن ان يضاف الى اوهامناالاخرى00
والله ولي التوفيق00

الأستاذ أبوعبيدة حسن محمد
لك التحية
إنها جزء من الحقيقة القاسية اكتشافك هذا الذي اسميته انتظار المعجزات ، وهي فعلا حالة متردية ، تلك الحالة التي نعيشها في وطننا وفي الأقاليم التي حولنا ، ولا يبدو منها فكاكا عاجلا ، والقضية ليست قضية الديكتاتوريات المعلنة إنما هي قضية الذين يدعون الانتماء إلى الأوعية الديمقراطية وتعشش بداخلهم ديكتاتورية متوارية تطغى على كل ادعاءاتهم الديمقراطية وتهزم شعاراتهم ، لكنهم يظنون أن الناس لا يرون سوء عملهم ...

الشقيق أحمد الشايقي
لك التحية وأنت تنقل إلينا هذا المثال ، والصدق أخي أحمد ليس مرتبطا بدين أو عرق أو لون ، إنما هو قيمة إنسانية ، ومن يستخدمون الإسلام عباءة يتدثرون بها ويضمرون لنا الشر في دواخلهم ويوهموننا بأنهم هداة مهتدون هم الأسوأ على مر التاريخ .. لكن أسوأ ما نعيشه هو أن نكتشف أن الذين يدعون الدفاع عن الديمقراطية والعدالة هم في داخلهم طغاة ومرضى بحب السلطة والزعامة ...

العزيز ود قاسم

متعك الله بالصحة و العافية

أمس الجمعة كنا في جلسة غداء ضمت بعض التكنوغراط و كالعادة كانت الونسة عن حالنا في السودان
و خلصنا ل:

الفترات القليلة التي جربنا فيها الديمقراطية في السودان كانت كلعبة جر الحبل عند الاعبين ( الأحزاب)كل يشد في إتجاه. أما فترات الحكم العسكري ( الحكم المطلق) فكنا و ما زلنا كالوتد( في الآرض الصلبة) نئن تحت طرق المطرقة.سنستمر في الأنين و الفرفرة الي ان يحين الوقت الذي يحكمنا فيه من يخاف الله فينا.

مررنا للسلام و التحية

خالص التحايا
الاستاذ ود قاسم
فليظل هذا البوست فوق الى ان نجد طريقة ونجى صادين عليهو..

إنما أيضا ينطبق على الزعامات الشعبية التي تخرج من صلب منظمات المجتمع المدني .
ودائما يكون للزعيم أعوانه ، والمقربين منه ، يزيّنون له فعله ، إذا التزم الحق ، ويدافعون عنه إذا أتى الباطل


الخال العزيز الا تتفق معي بأن بعض الزعامات الشعبية هي الوسيلة غير الشرعية التي يتخذها ضعاف النفوس للقفز عبرها الى المناصب السياسية .. يعني باختصار لا يوجد تحمل اعباء وهموم وطنية بدون مكاسب ودي بتختلف من شخص لاخر صحيح ان بعضنا يخدم من اجل المصلحة العامة ولا ينتظر من احد جزاءا ولا شكورا والبعض الاخر للوجاهة والشهرة فقط واخرون من اجل نيل مكاسب كل حسب مقدراته وفهلوته وصدقني يا خال كلهم في نهاية المطاف يخرجون من المولد بدون ( حمص ) بالذات عندما تكون الامور خارج السودان وتحديدا عندما يتولى امرها شخصيات تحب الجاه والتدجيل والتطبيل وتتبادله كما تتبادل تهاني العيد ....


ود الباوقة

معتز
بكل الأشواق أنتظر عودتك أيها الظافر فينا ...

د. عبد الله صديق
لك التحية
ولينمو داخلنا الأمل الذي لا ينضب في أن يحكمنا من يخاف الله ، ويخشى عقابه ..
الممارسة الديمقراطية في السودان كانت عليلة وكسيحة ، إضافة إلى تربّص الكثيرين بها، وكانت دائما أقرب إلى السقوط منها إلى الاستمرار والازدهار ... والديكتاتورية ما زالت تسعى لتكرار نفسها رغما عن كل تجارب الفشل ورغما عن أن العالم كله يتجه إلى تجاوزها ... ومركز المسألة كلها هو عدم مقدرتنا إيجاد البديل الناجح وفرضه برضا الناس لا بالقوة ...

العزيز ود قاسم

سلامات و كيييفنك

الأمل موجود ، و الجهد مبذول
و طريق الديمقراطية طويل
يدا بيد و كتفوفنا سوا
ولي قدام
ولي قدام

الأستاذ الفاضل ود قاسم
سوف نظل نتلهي بمثل هذه الأحلام والآمال ولا نعمل على تحقيقها بل لا نسير حتى خطوة واحدة في طريقها ونظل على هذا الحال المائل نغط في تلك الأحلام الزلوطية - التعبير مقتبس من د. أبكر - حتى يكون بمقدرونا تكوين هيئة مواطنين قادرة علي ممارسة مبدأ سيادة الأمة‏‏ والذي على أساسه تنتخب الحكومة من قاعدة الأغلبية المتنقلة وتكون هذه الحكومة قابلة للمساءلة والمحاسبة اذا ما تجاوزت التفويض الممنوح لها في عمومياته أو خصوصيته‏

عذرا للخطأ الفني

سلام على ود قاسم
قيم الديمقراطية تحتاج لشعب يؤمن بها إيمانا قاطعا ليحميهامن كل مدعي ومتغول وأراك تجتهد لترسيخ هذه القيم, أعانك الله فالسكة طويلة وليست الغاية بمستحيلة.
أود أن أسجل أحترامي لما تكتب ولك التحية.

العزيز ود قاسم
لك الود
حقيقي لكي نعيش الديموقراطية بالشكل الصحيح
لابد من سأسيس الديموقراطية داخل تنظيماتنا السياسية والمدنية اولا
ولابد من ان القرارات والدراسات والاقتراحات تخرج من القاعدة اولا

الأستاذ ودقاسم .. كأني بك تسير من أعلى إلى أعمق .. عندما تكون نوافذ الواقع محكمة الأغلاق .. يفضل أغلب الناس الهرب .. (قد كان لي حلم جميل مونق فأضعته لما أضعت نعاسي) .. لو كانت سوح مجتمعنا تتمتع بحد قليل من الشفافية لما بدأ الناس يتحدثون في هذا السودان عن آخر الدواء (البتر) .. ولكن يبقى إلتزام الحقيقة الدامية هو أول أبواب الحل لمشكلنا .. وقد قال كمال الجزولي في رثاء محمدا لمهدي المجذوب:
الله يا شيخ الصعاليك اليتامى
الله يا قلباً تلظى إذ تلظى في الأسى
والشوق والعشق الزؤام
ارفع الكأس الجنوبي الغبوقا
علنا بالخمر نشفى
واجترع من صحة الطوفان والطير الأبابيل
البيشنف سمعنا قصفا وعصفا
وحدثنا عن الغرقى عن الناجين
عن نوح وعن عيسى وعن سقراط والسم المصفى

...
ظل وجهك سافراً وسط الوجوه الأقنعة ..

فاليظل وجهك سافرا يا ودقاسم وسط الوجوه الأقنعة

.. ورويداً رويدا سنأتي ..

يبدأ الناس من الخاص .. بعض الناس يختزلون الوطن في ذواتهم .. يوظفون ثقافاتهم لنصرة هذه الفكرة البائسة.. ليصبحوا هم الوطن .. يتحدثون عن التنوع .. ولكنهم لا يقبلون منه إلا من تخلى عن لونه وطعمه ورائحته .. مأ أقصرها حرية بلا طعم ولا لون ولا رائحة .

خالو ود قاسم
إزيك ..
طول عمرنا نحن السودانيين بنحب الوساع
حاجاتنا كلها ماهلة وفضفاضة
الوقت مثلا ما في اي التزام بيهو
دايما كان ما هسه بعدين كان ما الليلة .. بكرة
الميزانية من يوم 10 الله كريم
مبدأ التفكير في بكرة وتحديد الاولويات ما من اهتماماتنا
فما غريب انو نكون بنحب الوهم الجميل بإعتبار انو بيدينا براح اكتر
وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

في رأيي ديكتاتور واضح ولا ديموقراطي مجهجه !

العزيز ودقاسم

الرجل الحقل
كما أحب أن اسميك

كل الأعوام وأنت طيب

الحقائق القاسية يا ود قاسم
تخرج دائما من بين صلب الوهم الجميل
وترائب الأمل الوضئ

والتحايا والود