Post: #1
Title: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-24-2005, 05:16 AM
Parent: #0
يا علمانيو السودان .. إتحدوا.....................
سأطرح دواعي إطلاق هذا النداء تباعا. للمداخلات الجادة فقط. عشاق المهاترات يمتنعون.
1 - لماذا هدا النداء الآن؟ 2 - من هم علمانيو السودان؟ 3 - إستقراء مقبل الأزمنة.
|
Post: #2
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-24-2005, 05:20 AM
Parent: #1
أستدراك
نأسف للخطأ النحوي. التصحيح هو: (يا علمانيي السودان), لأن المنادى مضاف. لذا لزم التنويه
|
Post: #3
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-24-2005, 08:40 AM
Parent: #1
البدايات ________
لقد خرجت جميع التيارات السياسية في تاريخ السودان الحديث من محور علاقة الدين بالدولة سواء كان ذلك مجاورة أو معارضة أو إتفاقا. فحين سطع نجم السيد عبدالرحمن المهدي في بداية الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918, فهم كل من يعنيهم الأمر أن شبح الدولة الدينية الرعوية المتسلطة لم يتبدد من سماء السودان بهزيمة كرري ودخول جيوش الحكم الثنائي.
فهم ذلك المتعلمون وفهمه الختمية وفهمه سكان المدن. وهذه هي القطاعات التي تتضرر مصالحها بعودة الدولة الدينية. بكلمات أخرى هذه هي القوى صاحبة المصلحة في فصل الدين عن الدولة. والشئ الذي يجمع بين هذه العناصر هو أنها جميعها قد تضررت ولأسباب مختلفة من دولة الخليفة عبدالله الدينية. وهذه القطاعات هي التي تشكل منها في نهاية المطاف التيارالإتحادي ذو التوجه العروبي في الحركة السياسية السودانية. فقد جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر كترياق مضاد للتهديد الذي شكله بزوغ نجم إبن المهدي قويا في الساحة السياسيةآنذاك. نعم جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر ليس حبا في المصريين بقدر ما هي هروب من شبح الدولة الدينية التي كان جسدها لا يزال طريايمكن أن تنفخ فيه الروح.
كل ذلك كان يجري في السودان الشمالي النيلي إذ كانت الأطراف من البلد الشاسع تغط في نوم عميق. بعضها لا يدري حتى إن كان علي دينار حيا يحكم, وبعضها يكتفي بعلاقته بالطبيعة وسبل كسب عيشه البدائية, وبعضها يظل مخزونا خاما تغترف منه الطائفية المهدية ما تحتاج من نفوذ ووزن سياسي يجعل منها الرقم الأصعب في الساحة السياسية.
ولم تكن الإدارة الإستعمارية نائمة أولاهية لا يهمها مصير البلد الذي تستعمره بعد أن تكبدت مشاق فتحهه. نعم كان للإدارة الإاستعمارية رؤية وهي بالضرورة مخالفة لرؤية التيار الديني (الإستقلالي) والتيار الإتحادي (العروبي). وبالضرورة كان لزاماأن يجئ تحرك الإدارة الإستعمارية في شكل محاولة لخلق أوتشجيع قيام تيار ثالث ينادي بستقبل السودان بعيدا عن إبن المهدي وبعيدا عن مصر. وبالضرورة أيضا أن تشجع تلك الإدارة الإتجاه (الديموقراطي) المخالف للحكم الملكي في مصر, والإتجاه (العلماني) المناقض للدولة الدينية المختفية وراء دعوة عبدالحمن المهدي الإستقلالية.
ونواصل ................................
|
Post: #4
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: هاشم نوريت
Date: 12-24-2005, 09:20 AM
Parent: #3
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.............................
|
Post: #5
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Murtada Gafar
Date: 12-24-2005, 11:59 AM
Parent: #4
الأخ حامد بدوي بشير
التحية لك قلما كمبضع الجراح الماهر و أنت تشير إلى هذا الموضوع الهام الذي صادف لدى هوى عظيما و هو التبشير بالعلمانية في معارضة الهوس الديني و دولته الدينية الثيوقراطية.
هذه الغاية الكريمة تقاصرت دونها هامات السياسيين و تطاولت عليها ألسنة الكذابين و المرجفين و دعاة التخلف حراس الضمير الخائنئن،
يظل هذا البوست نواة لتحالف العلمانين فمن هنا أتطع أخي حامد أن نستشرف من خلاله معركتنا المحتومة في سودان ما بعد نيفاشا و التي يبدو أن العديدين عنها غافلين.
لك و ودي و سأعود.
مرتضى جعفر
|
Post: #6
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: هاشم نوريت
Date: 12-24-2005, 12:02 PM
Parent: #5
ابشرى بطول اقامة يا انقاذ
|
Post: #45
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: TahaElham
Date: 01-11-2006, 03:17 PM
Parent: #3
Quote: فحين سطع نجم السيد عبدالرحمن المهدي في بداية الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918, فهم كل من يعنيهم الأمر أن شبح الدولة الدينية الرعوية المتسلطة لم يتبدد من سماء السودان بهزيمة كرري ودخول جيوش الحكم الثنائي.
|
لم يسطع نجم السيد عبد الرحمن المهدي بعيد عن ارادة الانجليز و من الامور الثابتة استلام السيدين علي المرغني و السيد الشريف يوسف الهندي اضافة للسيد عبد الرحمن المهدي للاموال من الادارة الانجليزية لبناء بعض الاستثمارات التي ستؤهلهم مستقبلا لزعامة الحركة السياسية السودانية و قد كان
كان ايضا من الامور المعلومة رفض الامام عبد الرحمن المهدي لهبة المناضل العظيم عبد القادر ود حبوبة بدعوي انها القاء للنفس في التهلكة . لم يكن فيما هو ثابت حينها اي في الفترة منذ دخول جيش كتشنر الي السودان الي السنوات 1918 الي 1924 اي ظهور لاتجاه تنويري علماني يمكن ان يؤسس لوعي يرفض الدولة الدينية لان الدولة الدينية ( السلطنة الزرقاء) كانت هي التاريخ القريب لادارة الدولة اذا اعتبرنا ان السلطنة الزرقاء التي قهرها اسماعيل باشا هي الخلفية التريخية لدولة السودان المركزية اعني الدولة المهدية . كلاهما استند علي الصوفية( زعامات و اتباع) في بناء الجيوش . الحلف السناري تكون لهزيمة مملكة سوبا و حلف الامام المهدي نشأ لتدمير سلطة الترك الغزاة لم يكن الخليفة عبد الله التعايشي عدوا لبعض السودانيين لانه يتزعم دولة دينية و لكن ربما لانه اعطي الارقاء اكثر مما يستحقون علي حسب تفكير الاسياد !!!؟؟؟ الخليفة كان يمثل استبداد اولاد الغرب علي اولاد دار صباح لم يكن الخليفة امتدادا للفونج و ليس امتداد لسلطنة الفور... كان حلما جديدا باستبداد جديد . لم ينجح الاتراك في بناء اعوان ووكلاء و شركاء في اكثر من الخرطوم التي مات فيها غردون باشا لانه لم تكن عجلة الاستثمار في الرقيق و الذهبو السلع الاستهلاكية تدار عن طريق الاجانب لم يكن بينهم وطنيون و لقد كتبت في هذا الشأن بوستا سميته تاريخ مدينة الخرطوم خلال عام 2004 هنا في سودانيزاولاين.
Quote: فهم ذلك المتعلمون وفهمه الختمية وفهمه سكان المدن. وهذه هي القطاعات التي تتضرر مصالحها بعودة الدولة الدينية. بكلمات أخرى هذه هي القوى صاحبة المصلحة في فصل الدين عن الدولة. والشئ الذي يجمع بين هذه العناصر هو أنها جميعها قد تضررت ولأسباب مختلفة من دولة الخليفة عبدالله الدينية. وهذه القطاعات هي التي تشكل منها في نهاية المطاف التيارالإتحادي ذو التوجه العروبي في الحركة السياسية السودانية. فقد جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر كترياق مضاد للتهديد الذي شكله بزوغ نجم إبن المهدي قويا في الساحة السياسيةآنذاك. نعم جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر ليس حبا في المصريين بقدر ما هي هروب من شبح الدولة الدينية التي كان جسدها لا يزال طريايمكن أن تنفخ فيه الروح.
|
دعاوي الاتحاد مع مصر كان اساسها ان السودانيون يعتبرون انفسهم بما فيهم المناضل علي عبد اللطيف انهم من رعايا الخديوي و يمكن العودة الي بيان جمعية الاتحاد الذي اورده الدكتور منصور خالد في كتابه ( جنوب السودان في المخيلة العربية) و لم يكن هنالك علي حسشب علمي من تضرر من سلطة التعايشي غير تجار التمباك من الشايقية و الفور و بعض اهل الاحن و الضغائن و ليسمن بينهم من كان تعتبر ان الدولة الدينية خطر يجب ان نمارس الحرب ضده
Quote: وبالضرورة كان لزاماأن يجئ تحرك الإدارة الإستعمارية في شكل محاولة لخلق أوتشجيع قيام تيار ثالث ينادي بستقبل السودان بعيدا عن إبن المهدي وبعيدا عن مصر. وبالضرورة أيضا أن تشجع تلك الإدارة الإتجاه (الديموقراطي) المخالف للحكم الملكي في مصر, والإتجاه (العلماني) المناقض للدولة الدينية المختفية وراء دعوة عبدالحمن المهدي الإستقلالية.
|
لقد فهم عساكر الامبراطورية ذلك لان نموذج الدولة الذي يعرفون هو كذلك و ليس هزيمة لاي تيار و انتصار لاخر او احتواء لتيار اخر كان هذا شكل الدولة التي يفهمون . هم لايريدون الاتحاد مع مصر لان مصر مستعمرة لوحدها و السودان منه القطن و وليس اكثر . لا اعتقد لن البريطكانيين في السودان كانوا يفكرون في اكثر من القطن و علي حسب علمي لقد جرت بعض المسوحات من اجل النفط
|
Post: #57
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: almahsi
Date: 01-23-2006, 01:47 PM
Parent: #3
فقط سؤالان . الاول هل كان الكيان الختمي او الاتحادي كلة ينادي بهذا النداء ؟ الثاني كيف مدام نجوى؟ اعجبني التصحيح النحوي كما في مدينة النهر الميت......
|
Post: #7
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: shaheen shaheen
Date: 12-24-2005, 02:58 PM
Parent: #1
اضم صوتى لاى خطوة لتوحيد القوى العلمانية ( قوى العقل والاستنارة ) . هذه خطوة هامة وجيدة , فى وطن يرتفع فيه صوت التيار الغيبى , الى الامام .
|
Post: #8
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-25-2005, 05:34 AM
Parent: #1
الأستاذ شاهين, ما ذكرته في مداخلتك, هو الهدف الأسمى لهذه المساهمة. وحتى لا يجئ حديثي سياسيا عجولا, فقد رأيت أن أتناول الأشياء من جذورها. أود أن اؤأسس, في أقل عدد من الكلمات, لفهم عام للتيارات السياسية السودانية. نشأتها وتحولاتهاوراهنها. لأخلص لضرورة توحد الأحزاب والجماعات والمنظمات العلمانية (التي تنشد دولة ديموقراطية مدنية حديثة) وترفض (الدولة الدينية في صور تجلياتها التاريخية والراهنة).
لك شكري
|
Post: #13
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Mohamed Elgadi
Date: 12-27-2005, 01:46 AM
Parent: #8
Quote: ....لأخلص لضرورة توحد الأحزاب والجماعات والمنظمات العلمانية (التي تنشد دولة ديموقراطية مدنية حديثة) وترفض (الدولة الدينية في صور تجلياتها التاريخية والراهنة).Unquote
This is a very ambitious noble call... However, even if we could not achieved it fully still we could do something... The challenege would be how we manage to support the secular other rather than calling him/her names because they are not part of our political secular identity? When the the SCP, HAQ, new Sudanese Baath, and other true secular groups see the secular vision in each other at that point we may say we are on the right track of unity....
Mohamed Elgadi
|
Post: #9
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-25-2005, 06:51 AM
Parent: #1
التيار العلماني في الحركة السياسية السودانية
بدأنا هذه المساهمة بالنظر لأهم مظهر تجلت فيه الحركة السياسية السودانية والذي يكشف بوضوح لا لبس فيه عن جوهرها الحقيقي، ألا وهو حقيقة توزعها على ثلاثة تيارات سياسية مستقلة عن بعضها البعض ومتوازية بحيث تنعدم الأرضية المشتركة فيما بينها. فمعروف أن الحركة السياسية السودانية منذ نشأتها وحتى اليوم تنقسم حول ثلاثة تيارات رئيسية هي:
التيار الإتحادي العروبي. التيار الإستقلالي الديني. التيار الحداثي العلماني.
وعليه فإن كل ما وقع وما صار في السودان منذ نشأة الحركة السياسية السودانية وحتى الوقت الراهن، ما هو إلا نتيجة مباشرة لحركة وتحولات وصراعات هذه التيارات الثلاث. فهذه التيارات تحتكر وتهيمن حصريا على كل النشاط السياسي في السودان منذ نشأة الحركة السياسية الوطنية. وتندرج ضمن هذه التيارات كل الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية في السودان، شماله وجنوبه وشرقه وغربه. إذ لا وجود لتيار رابع حتى الآن.
وقد فرخ التيار الأول الأحزاب ذات التوجه العروبي المؤمنة بضرورة صبغ الدولة السودانية بالصبغة العروبية ثقافيا وعرقيا وجعلها جزئا من المجال السياسي العربي. وأنتج التيار الثاني الأحزاب ذات التوجه الديني الساعية لربط الدولة السودانية بالدين الإسلامي. كما خرجت الأحزاب الحداثية العلمانية التي تسعى لدولة سودانية تنتفي فيها الهيمنة العروبية والتغول الإسلامي، من عباءة التيار الثالث. وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه الديني في السودان معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه العروبي هي الأخرى معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، فإن الغموض وعدم التحديد يغلفان الأحزاب الحداثية العلمانية باستثناء (الحزب الشيوعي السوداني).
وحسب الفهم السائد والمتكرس، فإن الشأن السياسي السوداني يظل منحصرا ضمن دائرة الهيمنة العروبية - الإسلامية. ويعطي هذا الفهم المتكرس الأحزاب، خارج دائرة هذه الهيمنة، وصف أحزاب الأقليات، ويقصد بذلك الأحزاب الجنوبية وأحزاب جبال النوبة والبجه ودارفور. وحيث أنها أحزاب أقليات متفرقة، فهي لا تشكل تيارا سياسيا يمكن أن يضارع التار العروبي والتيار الديني. ومن ناحية أخرى, يبدو أن وصف أحزاب (الأقليات) هذه بأنها الأحزاب الحداثية العلمانية، من جانبنا, ينطوي على كثير من التجاوز.
غير أن هذا الفهم المتكرس والسائد لم يردعنا عن البحث عن فهم أوسع وأعمق لنخرج بنتائج مغايرة تماما. ومن أجل ذلك عدنا قليلا إلى الوراء، إلى بداية تكون الحركة السياسية السودانية في ثلاثينات القرن العشرين حتى نتبين الأمر. فعندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة التيار الحداثي العلماني لمناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ولمناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين الذين توزعوا بين التيارين المذكورين، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل الأرياف والأطراف والهوامش. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل الأرياف والأطراف زائداً المتعلمين، هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إقامة سودان حداثي لبرالي علماني بعيداً عن أطماع الساسة المصريين وبعيداً عن طموحات السيد عبد الرحمن المهدي. وعلى الرغم من فشل هذا الحزب وموته المبكر لما لقيه من حرب من جميع التيارات، (بما في ذلك المتعلمين) إلا أنه قد أثبت من خلال عمره القصير بأن قضايا أهل الأرياف والهوامش لا بد لها من وعاء سياسي يأتي من خارج التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني. ولم يع أهل الأرياف والهوامش ضرورة قيام هذا الوعاء إلا بعد الإستقلال حيث أضطروا لخلق إتحاداتهم وأحزابهم السياسية خارج التيارين المذكورين، تلك التنظيمات التي عرفت بالأحزاب الجهوية.
والآن، وبعد مرور قرابة الخمسين عاماً، فإن وعي أهل الأطراف والهوامش بتناقض مصالحهم مع توجهات التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني، قد تعمق ونضج لدرجة أن الأطراف والهوامش تقاتل الآن لفرض الخيار الحداثي العلماني على السودان. ومن هذا التسلسل التاريخي يتضح أن الأحزاب الجهوية هي المؤسسة الحقيقية للتيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية بعد أن تخلى عن هذا الدور التأسيسي طلائع المتعلمين الذين انتظموا في (مؤتمر الخريجين) أولاً ثم إنقسموا ليذوبوا في التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني, ثانيا.
|
Post: #62
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: almahsi
Date: 01-26-2006, 01:00 PM
Parent: #9
لا اخالف كل المقال غير اني متخزف من الذي سوف يصنع التنظيم الحداثوي هو ان جزوره جهوية و انهم يأخذون الحداثة من اولها لا من ما توصلت اليه اخر منجزات الحداثة
|
Post: #10
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-26-2005, 05:00 AM
Parent: #1
UP
UP
UP
|
Post: #11
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Murtada Gafar
Date: 12-26-2005, 10:07 AM
Parent: #10
العزيز حامد بدوي
نحن بإنتظار أن تكتمل فكرتك حتى نستطيع النقاش. فالموضوع ملح و به عنصر زمن و لا بد أن يفضي إلى خطوات عملية. معك أدعو علمانيي السودان للتوقف هنا.
مرتضى جعفر
|
Post: #12
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 12-26-2005, 10:56 AM
Parent: #11
مرحب بقوى الاستنارة ارحب برفع الشعار والتوحيد حول العلمانية ولكن أخي حامد الا ترى معي أن مفهوم علمانية لحقه الكثير من الحيف والغبار ، فلو أردنا تكريس هذا المفهوم علينا اولا توضيح المفهوم وتنقيحه من ما لحق به ، لا ن العلمانية والديمقراطية هي طريقنا الاوحد لخلق سودان واحد متقدم تتحاور فيه الثقافات والاديان .
|
Post: #14
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-30-2005, 05:51 AM
Parent: #1
الأستاذة عائشة,
شهدت في عدة مناسبات مثقفون سودانيون بعضهم محسوب على اليسار وهم يهدرون زمن الحضور في التقعر اللغوي الأجوف لتعريف كلمة (العلمانية) تعريفا جامعا مانعا لينتهوا بعد ذلك إلى أنها كلمة لا معني لها في ديار الأسلام. معاوية إبن أبي سفيان هو أول ملك في الدولة الإسلامية. هو الذي قال ذلك. وهو بهذا أول من فصل بين الحكم والفقه. وهو بهذا أول من أسس الدولة العلمانية بعد انتهاء الخلافة الراشدة بموت على إبن أبي طالب.
إذن المقصود بالعلمانية هو فصل الدولة كأداة لسياسة أمر الشعب عن المؤسسة الدينية كأداة للحفاظ على دبن الأمة وتطوير طروحاته لتتماشى مع العصر.
وحين تحولت المؤسسة الدينية إلى حزب سياسي على يد حركة الأخون المسلمين (حسن البنا) التي أعقبت حركة الإصلاحيين (الأفغاني ومحمد عبده)في مصر, استدار الزمان وعاد الصراع إلى لحظته التاريخية حين كان قائما بين معاوية السلطان وعلي الفقيه.
في السودان وضمن الثقافة الإجترارية الهامشية صار الصراع بين العلمانية (فصل الدين عن الدولة) زبين الدينية (حكم رجال الدين) أمرا عنيفا وعلى اللحم والدم والملابس الداخلية.
|
Post: #15
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Masaoud Ali
Date: 12-30-2005, 06:11 AM
Parent: #14
الأخ حامد تحياتى فى تقديرى العلمانيين " ذاتم " خشم بيوت .. وبصراحة أنا رأيى إنه العلمانيين البتراجعوا أمام الطائفية أو يمدحوها أو يتحدوا معها ما منهم أى رجاء ولن يأتوا بجديد أ ومفيد.. عشان كدة حقو يكون فى ضبط وتفريز .. مع خالص الود
|
Post: #16
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-30-2005, 07:10 AM
Parent: #1
Dear Mohammed Ali,
Yes, I beleive we could do something,somthing important We could stand solidly and unified agaist the Theological State which has been realized in the Sudan three times in the last one hundred years and which is inpower now.
If the Theological State is always realized by force then seculars must prevent it to be realized through democratic means
Yes, each secular group must see the secular vision in the others and endeavour to join forces.
الأخ مسعود علي, التحية لك والود, لأن العلمانيين (خشم بيوت) ومتشرزمين أمام قوى الدولة الدينية المتماسكة, فإننا نطلق هذا النداء. ولك في انتخابات المزارعين والمحامين عبرة وأنت اللبيب.
هناك(فائدة) في كل من ينشد دولة حداثية علمانية في السودان. فهو يملك صوتا إنتخابيا.
|
Post: #17
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Masaoud Ali
Date: 12-30-2005, 08:55 AM
Parent: #16
الأخ حامد .. بس بعيداً عن أنياب ومخالب الطائفية ، وإلاّ فأكرر لافائدة ترجى من علمانى يتضامن مع الطائفية ويزين خطاياهاويمدح ديناصوراتها ويمكّن لها .. لك الود
|
Post: #18
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 12-30-2005, 10:21 AM
Parent: #17
شكرا لرجوع هذ1ا البوست المتميز
فوووووووووووووووووووووووووووووق
|
Post: #19
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: abuarafa
Date: 12-30-2005, 10:45 AM
Parent: #1
الاستاذ/جعفرحامد البشير مقالك رائع حقا ودعوة اكثر من رائعة ولكن السؤال المطروح هل يوجد فى السودان علمانيين باطلاق المعنى يؤمنون بقيم ومبادئ العلمنة و سؤال ثانى فى ظل تعليم متردى و اعلام اسلاموى يسيطر عليه اصحاب النظرة الغيبية الاقصائية وفى ظل واقع يتشكل الوعى فيه عن طريق الحبوبات والتكايا والزوايا لا عن طريق الحوار والنقاش الحر المفتوح وانجازات الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة. وهنالك تيارات فى السودان محسوبة على اليسار لكن هل يمكن عدهم من العلمانيين مثل حزب البعث العربى الاشتراكى و غيره كثر وووووو.
|
Post: #20
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-30-2005, 12:01 PM
Parent: #1
الأستاذ أبو عرفة, أشكر لك مرورك ووقوفك وأرجو أن تتابع ولا تحرمنا من مداخلاتك. إسمي حامد بدوي ولا أتطاول على القامة جعفر حامد البشير.
2
رصدنا توزع الحركة السياسية السودانية إلى ثلاثة تيارات هي التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني والتيار الحداثي العلماني. وتيقى أن نضيف هنا أن هذه التيارات قد تبادلت التجلي والغياب على سدة الحكم في السودان خلال الفترة التاريخية منذ الإستقلال وحتى الآن لدرجة أن كل تيار منها قد حقق الدولة التي يسعى لاقامتها في السودان، مرة واحدة، على الأقل. فقد تحققت في السودان دولة التيار الحداثي العلماني فانجزت دستورها، وهو دستور السودان المؤقت لعام 1956م، وأقامت مؤسساتها وطبقت نوع سلطتها، وهي السلطة الديموقراطية البرلمانية، ووضعت سلمها التعليمي، وهو سلم بخت الرضا القديم. فهذه كانت هي دولة التيار الحداثي العلماني.
ومثل ذلك فعل التيار الإتحادي العروبي، حيثث حقق الدولة التي يصبو إليها في بداية سنوات إنقلاب مايو 1969م بعيد طلاق سلطة الإنقلاب القومي العربي مع الحزب الشيوعي السوداني. حيث الحديث عن إتحاد الثورات الثلاث (مصر – السودان – ليبيا) وقد تحقق لتلك الدولة الإتحادية العروبية دستورها، وهو دستور مايو لعام 1972م، ومؤسستها الإشتراكية وسلمها التعليمي، وهو ما عرف بسلم محي الدين صابر.
أما التيار الإستقلالي الديني فنحن نعيش الآن (عام 2000م) ، في ظل دولته التي انجزت دستورها، وهو دستور الانقاذ لعام 1996م ومؤسستها الدينية وسلمها التعليمي.
لم أتحدث حتى الآن عن احزاب وأرجو أن يفهم ذلك جيدا. تحدثت عن التيارات السياسية التي توزعت بينها الحركة السياسية بعد أن عادت إليها الحياة في بداية الثلاثينات بعد فترة الركود والإنحسار في النشاط السياسي التي أعقبت حركة 1924 ومقتل السير لي استاك وما تلي من سنوات.
والتيار السياسي يضم عددا من الأحزاب تكثر أو تقل حسب طبيعة التيار نفسه. هذه الأحزاب المكونة للتيار الواحد قد تنشأ بينها التناقضات التي قد تبدو أساسية، إلا أنها تظل في التحليل النهائي أحزابا متقاربة أيديولوجيا. فهي في نهاية المطاف تظل تستخدم نفس المبادئ والقواعد وتنطلق من نفس العقلية والمفاهيم، وتتبع نفس الإستراتيجيات وترمي إلى نفس النتائج النهائية لشكل السلطة وأبعاد الإنتماء.
إذن فالذي يجمع بين أحزاب التيار الواحد هو المشروع السياسي. ومن هنا يظل الحديث عن المشاريع السياسية أبلغ بيانا من الحديث عن الأحزاب السياسية. فما هي المشاريع السياسية التي توزعت حولها الحركة السياسية السودانية؟ إنها:
1 – مشروع الدولة الدينية 2 – مشروع الدولة العروبية 3 – مشروع الدولة الحداثية العلمانية
فيم يلي سأتحدث عن هذه المشاريع بشئ من التفصيل.
|
Post: #46
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: TahaElham
Date: 01-11-2006, 03:37 PM
Parent: #20
Quote: – مشروع الدولة الدينية 2 – مشروع الدولة العروبية 3 – مشروع الدولة الحداثية العلمانية |
لا اعتقد ان الامام عبد الرحمن المهدي يمثل مشروع الدولة الدينية و لا اعتقد ان الاتحاديين ( خضر حمد ليس من بينهم) اقصد الختمية يمثلون الدولة العروبية مشروع الدولة الحداثية العلمانية لم يتكلم عنه احد !!!؟ و الا فعليك يا استاذي بايراد الادلة !!!
السودان بلد اعمق في تاريخه من هذه الحقب و سبق ان اشرت الي انه كان جزءا من الاعلم المسيحي ال 1505 ميلادي و قامت رهجومة عمارة دنقس و عبد الله جماع و هيسائدة الي الان
الحقائق المادية تقول ان 50% من السودانيين بلسان ام عربي و ان 11% بلسان ام دينكاوي الرجاء الرجوع لكتاب الدكتور عبدالله علي لبرلاهيم الماركسية و اللغة لتناول الاحصاء اللغوي .
طه جعفر
|
Post: #21
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: TahaElham
Date: 12-30-2005, 03:05 PM
Parent: #1
الاستاذ حامد البدوي تحية و احترام واحترام ممدود لكل المتداخلين الكرام
السودان المكان المعروف الان كدولة سادته دول و دول لم ينجح العروبيين الاسلاميين في بناء دولة الا بعد تكون الحلف السناري الذي احتشد و هاج ضد الدولة المسيحية التي انهزمت بعد انهيار الدول المسيحية الشمالية بجهد من توطنوا في مصر بلواء الاسلام و العروبة انهزمت مملكة سوبا امام الحلف السناري و كان ذلك في 1505 يعني قبل خمسة قرون المقاربة بين تاريخ بلد في هذا العمق و الرسوخ بتجارب اوربية عمل عبثي و لكنها حسابات الربح و الخسارة العسكرية ادانة السودان الرسمي ( الدولة) و منظمات مجتمعها المدني في حقبة معينة يجب الا يتم بعيدا عن تناول التاريخ .. لقد كنا جزءا من العالم المسيحي لزمن قريب و الان نحن نهب للانتماءات . بكوننا جزء من العالم المسيحي لم نحتم من غلواء الاستعراب المتأسلم نتجية للمكان .. و ها نحن الان بغلواء المكان نتمزق بين انتماءين .. عروبي اسلاموي و غيره المهم بالنسبة الي الان توفر الدولة المدنية مخرجا من هذه المآزق و اعني بالدولة المدنية النموذج الذي يعيش فيه اهل الاعراق المختلفة و الديانات المختلفة في اطار الوطن
طه جعفر
|
Post: #22
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 12-31-2005, 11:19 AM
Parent: #1
الأستاذ طه جعفر, شكرا على المداخلة.
ما أود توضيحه في هذا البوست هو تحديدا: ضرورة تكاتف القوى السودانية التي ترتبط مصالحها بتأسيس دولة حداثية علمانية ديموقراطية بالمعنى اللبرالي وضرورة وقوف هذه القوى بكل شجاعة من أجل دحض وإجهاض مشروع الدولة الدينية الذي إتحدت قواه وتكاتفت منذ حين.
ولتوصيل هذه الحجة كاملة للقارئ فقد رأيت أنه يلزم أن أحدد القوى ذات المصلحة في الدولة العلمانية وتطورها تاريخيا. ثم تحديد ماهية وتطور قوى الدولة الدينية في محاولة لإزالة الغشاوة عن العيون وحتى لا يتشابه علينا البقر. فقد كثر تشابهه مؤخرا وبدأت الأوراق تختلط. وكل ذلك يصب في مصلحة قوى الظلام.
ميدان النظر في هذه المساهمة هو (الحركة السياسية السودانية الحديثة) التي يؤرخ لها ببداية تكون الأحزاب السودانية. ومرجعياتها التاريخية لا تتعدى العهود السياسية التاريخية الثلاث التي سبقت تكون هذه الحركة وأثرت فيها مباشرة. تلك هي العهد التركي المصري (18821 - 1885) والعهد المهدوي (1885 - 1898 ) والعهد الإستعماري الحديث (1898 - 1956 ).
فقد ربط العهد التركي السودان بمصر والعالم إداريا وسياسيا وثقافيا على مدى أربعة وستين عاما. ,اسست المهدية الدولة الدينية الأولى في السودان كما أدخل الإستعار الحديث التنوير والحداثة والدولة القومية الديموقراطية.
الأستاذ طه,
أرجو أن تتابع مداخلاتك القيمة.
|
Post: #23
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-01-2006, 04:56 AM
Parent: #1
3 في مشروع الدولة الدينية
بالدراسة المتأنية لمشروع الدولة الدينية في السودان منذ عهد الحليفة عبد الله التعايشي (1885– 189 وحتى انقلاب الحركة الإسلامية الحديثة في 1989، مرورا بتجربة نميري في فرض مشروع الأسلمة عام 1984 ، يتبين لنا أن هذا المشروع السياسي هو مشروع قهري قصير العمر. وهذا أمر يعزى لجوهره المناقض لمنطق التاريخ مما يجعله معاد للعالم في طوره الحضارى الراهن. كما يعزى لمرتكزات تجليه القائمة على استقلال العاطفية الدينية لدى أقطاع كبير من الشعب السوداني مما يتطلب قدرا كبيرا من التعمية والتسويف. وهذا ما يتضح لنا في النقاط القليلة التالية:
ا/ أن مشروع الدولة الدينية لا يتحقق في السودان ألا من خلال القوة والقسر وتقييد الحريات. هذا ما تقول به كل تجليات هذا المشروع علي السلطة سواء في عهد المهدية ودولة الخليفة عبد الله أو في محاولة نميري أسلمة الدولة في منتصف السبعينات أو في إستيلاء الحركة الإسلامية علي السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري مؤخرا. ولعل السبب وراء ذلك يرجع إلى فعالية القوى المناوئة للدولة الدينية في السودان. فقد نجحت تلك القوى المناوئة في إجهاض المشروع الديني الإسلامي منذ الإستقلال وحتى ألان ثلاث مرات متتالية. الأولى هي إجهاض محاولة أسلمة الدستور عام 1957 والتي نادت بها (الجبهة الإسلامية للدستور) والتي عملت كهيئة ضغط علي الأحزاب ولم تنجح. والمرة الثانية عندما نجحت هذه القوة المناوئة للدولة الدينية في إيقاف أسلمة الدولة من خلال الدستور الإسلامي عام 1968 الذي أجهضه إنقلاب نميري عام 1969. والثالثة هي الإطاحة بسلطة نميري نفسه في إنتفاضة أبريل عام 1985 إثر انقلابه على نفسه وإعلان التوجه الإسلامي عام 1984.
ب/ ظلت التجارب السياسية الإسلامية في السودان علي اختلاف تفاصيلها، عرضه للعزلة إقليميا ودوليا وهذا ما ظل يساعد علي إسقاطها دائما. فالدولة المهدية قد فشلت في خلق عمق إقليمي إسلامي يرد عنها هجمات القوي العالمية الساعية لتدميرها، بل إن العالم الإسلامي وقلبه النابض مصر قد سعي بصورة سافرة إلى تحطيم التجربة الإسلامية السودانية الأولى.
ج/ ونفس المصير واجهته تجربة نميري الإسلامية (1976 - 1985). فهي لم تستطع أن تكسب سوي عداء العالم وإستخفاف، إن لم نقل عداء إقليمها العربي والإسلامي. وكان النميري قد بني حساباته السياسية علي تصور خاطئ عندما أعلن تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر 1983. فقد ظن أن(قرار الشريعة سيشجع دول الخليج والسعودية علي وجه التحديد، علي تجديد معوناتها إلى السودان وأن القرار سيسعد الأمريكان لان السودان سيكون سدا منيعا يحمي المنطقة من المد الشيوعي وسيفصل رباط التواصل بين ليبيا وأثيوبيا) " د. عبد اللطيف ألبوني ( تجربة نميري الإسلامية )" . غير أن النتيجة قد جاءت عكس ما توقع النميري تماما. فكانت نتيجة إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية عزلة كاملة دولية وإقليمية مما عجل بترنح وسقوط نظامه عام 1985.
د/ ولم يلق التجلي الثالث للدولة الإسلامية الدينية علي السلطة وضعا إقليميا ودوليا افضل مما لقيته التجربتين السابقتين. ونعني بذلك التجربة الإسلامية الراهنة التي بدأت عام 1989. ولا نعتقد أن هذا الأمر كان خافيا علي قادة الحركة الإسلامية السودانية وهم يخططون للإستيلاء علي السلطة. فقد اتضحت خشيتهم من مصير التجربتين السابقتين عندما حاولوا إخفاء وجه النظام الديني في بداية إستيلائهم علي السلطة عام 1989. بل ظلوا يموهون وحتى يكذبون صراحة نافين علاقة الحركة الإسلامية بالإنقلاب لعدة سنوات بعد وقوعه. وما أن عرف العالم الوجه الحقيقي للسلطة الجديدة في السودان حتى بدأت علاقاتها تتعقد إقليميا ودوليا وفرضت عليها العزلة والعقوبات والتحرشات ومحاولات الإسقاط.
ولعل هذا ما جعل الشعار الإسلامي في السودان يزداد ضبابية وغموضا كلما اقترب المشروع السياسي الديني من التحقق. فقد بدأت الحركة الإسلامية الحديثة في السودان بشعار واضح ذي هدف واضح هو شعار (الدستور الإسلامي) وذلك عندما كانت بعيدة جدا عن السلطة. ولما اقتربت الحركة الإسلامية من السلطة، بل شاركت فيها عمليا في أواخر عهد الدكتاتور نميري، تحولت الحركة الإسلامية إلى شعار غامض لا يحدد هدفا واضحا ولا يلزم السلطة بتوثيق دستوري جديد أو تعديل لدستور قديم فجاء شعار: (تحكيم شرع الله) لإثارة العاطفة الدينية العامية وابتسار أسلمة الدولة في حزمة من القوانين الجنائية وإجتهاد صغار القضاة لإرهاب المعارضة السياسية. ومقارنه بالشعار السابق فان الشعار الجديد يحمل الكثير من فقدان الإحترام لتجربة الشعب السوداني السياسية.
أما حين إستولت الحركة الإسلامية علي السلطة بالإنقلاب في يونيو 1989 فان شعارها الجديد قد أوغل في الضبابية وعدم التحديد لدرجة تفقده الصلة بهدف الحركة الإستراتيجي وهو تطبيق الإسلام . فقد جاء الشعار يقول : (التوجه الحضاري). وما يمكن أن يقال عن مسمي الحركة نفسها هو عين ما قلناه عن شعارها فقد كان مسمي التنظيم هو (الإخوان المسلمون) عندما كانت الحركة بعيدة عن السلطة. ولما اقتربت من السلطة ومارست السياسة غيرت إسم تنظيمها إلى (جبهة الميثاق الإسلامي) عام 1964. وفي التكوين التنظيمي لمسمي (الجبهة) فقدان كبير لعنصر النقاء الأيديولوجي لأن (الجبهة) تعني تحالف فصائل مختلفة يجمع بينها هدف مرحلي. ولما شاركت الحركة الإسلامية في السلطة فعليا في نظام الدكتاتور نميري خلال الفترة من عام 1976 الى 1985، فقدت الحركة تنظيمها وذابت في النظام وصارت بلا عنوان محدد. أما في الديمقراطية الثالثة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في أبريل 1985، ففد أعادت الحركة إسم (الجبهة) لتنظيمها مع إضافة كلمة (قومية) فصار الإسم (الجبهة القومية الإسلامية) وفي هذه الإضافة فقدان المزيد من النقاء الأيديولوجي بإدخال عنصر (القومية) سببا للإنتماء إلى التنظيم. حتى إذ ما إستولت الحركة علي السلطة بالإنقلاب عام 1989، إبتكرت لتنظيمها السياسي إسما لا يدل علي أي إرتباط بالإسلام أو بأي دين وهو (المؤتمر الوطني). ولعل كل هذا التباعد الممرحل عن ذكر الإسلام علي مستوي الشعار وعلي مستوي التنظيم، قد حدث تهربا من مواجهة الضغوط والعزلة وحتى الحرب ضد الدولة الإسلامية. وهذا الإنغماس في محاولات إخفاء الوجه الإسلامي للدولة، قد يؤدي بالسلطة الإسلامية في نهاية المطاف إلى الإرتماء في أحضان أعداء الدولة الإسلامية، كما أن هذا النهج يخلق إزدواجية في الخطاب السياسي، ناتجة عن التناقض بين الممارسة الفعلية للسلطة في الداخل بإسم الإسلام وبين الشعار المرفوع المتبرئ من الإسلام لتضليل العالم، مما يوقع التجربة كلها في مخاطر الإنقسامات والتشرزم ثم التصادم بين عناصرها المنقسمة علي نفسها.
ه/ ظلت العزلة التي تضرب إقليميا ودوليا حول تجليات الدولة الدينية في السودان تدفع بها دائما إلى الإغراق في محليتها في محاولة للإحتماء بالشعب السوداني. وهنا يجنح الخطاب السياسي والإعلامي لمطابقة العودة إلى التراث الإسلامي مع العودة إلى التراث الشعبي المحلي. من هنا تأتى أسباب ذلك الخطاب الثقافي الشوفيني الفقير الذي يضخم فضائل الشخصية السودانية ويتغني بتفرد الإنسان السوداني وشجاعة السوداني .....الخ، في محاولة لتأسيس حماس عامي أمي محلي معاد للعالم، إذ أن علي العالم، بحسب هذا الخطاب، أن يأتي صاغرا طالبا الهدأية والرشد علي يد الشعب السوداني.
و/ أن هذا التيار السياسي الكبير في السودان، قد ظل، وفي جميع مراحله، عاجزا عن طرح تصور عادل متماسك لمسألة السودانيين غير المسلمين داخل الدولة الإسلامية السودانية. وهذه معضلة حقيقية وسببا رئيسا لصعوبة تحقق هذه الدولة في السودان. فمن وجهة نظر أصولية بحتة، فان علي غير المسلم الذي يعيش في(دار الإسلام)، أن يؤدي الجزية ويبقي علي دينه إذ كان كتابيا (مسيحي أو يهودي)، أما غير الكتابي فلا مكان له في ديار الإسلام، وهذه معضلة حقيقية يمثلها بوضوح وضع جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. وعلي الرغم من تعامل التيار الديني في قاعدته الوسطية (حزب الأمة) مع هذه المعضلة بالتسويف والتجاهل، إلا أن الحركة الإسلامية الحديثة قد سعت في بعض المراحل، ( بعد إتفاقية أديس أبابا 1972) إلى التحريض ضد الجنوب ومحاولة تجميع المعارضة، ليس ضد السلطة فحسب، وإنما ضد الجنوب في المقام الأول، وقد أشار عبد الوهاب الأفندي المحسوب علي الإسلاميين سياسيا، إلى أن هذا الأمر قد طرح للنقاش منذ عام 1974 علي أيام (الجبهة الوطنية) المعارضة لسلطة نميري. قال ألا فندي:
(بدأت المناقشات عام 1974، عندما اقترح "الإخوان المسلمون" برنامجا لتكوين منظمة إسلامية عريضة تضم كل الفصائل الرئيسة في السودان، دون المشاركة الجنوبية. فيما يبدو برر "الإخوان المسلمون" الدعوة لجبهة إسلامية متحدة علي أساس الحاجة لمجابهة " التحدي الجديد من الجنوب الذي طالب الشمال بوحدة الدفاع عن مصالح الشمال وهويته الثقافية ضد تغول التبشير المسيحي الإمبريالي العنصري). د. فرانسيس دينق( صراع الرؤى ) مركز الدراسات السودانية- القاهرة 1999
هذا هو موقف الحركة الإسلامية السودانية من معضلة السودانيين غير المسلمين عندما كانت بعيدة عن السلطة وجزءا من العارضة. وكان الجنوبيون في السلطة حقيقة سواء في الشمال أو في الجنوب بعد إتفاقية أديس أبابا عام 1972 .
وعندما تصالحت الحركة الإسلامية مع نميري وشاركته في السلطة، فقد عملت جهدها لإضعاف الجنوب ودفعت نميري دفعا للنكوص عن إتفاقية أديس أبابا والي إعادة تقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاث وحدات إدارية، مما اعتبره الجنوبيون محاولة لبلقنة الجنوب وإضعافه، (ووجه نميري بالمعضلة، فمن جهة يحتاج للجنوب الذي برهن علي انه السند الرئيسي لأمنه، ومن الجهة الأخرى ظل نميري تحت تهديد اليمينيين الذي كان جله موجها من المجموعات المسلحة المعارضة. وهي المجموعات التي نشطت بشكل كبير في المنفي وكانت تبرهن علي أنها تمثل خطرا متزايدا ومصدرا مؤكدا للتغيير العنيف)
عندما وصلت الحركة الإسلامية الحديثة إلى السلطة واستقلت بها، فكرت بجدية في فصل الجنوب عن الشمال. وقد أورد الدكتور فرانسيس دينق أن عبد الوهاب الافندي كشف في دراسة حديثة، وهو المحسوب علي الإسلاميين، بأنهم في وقت ما فكروا في أمر تقسيم السودان، حيث رأوا في ذلك مخرجا من معضلة الإنقسام المو######## للحركة الإسلامية، وسبيلا للتغلب علي العقبات التي تفرضها الوحدة العادلة علي الأطروحات الإسلامية يقول الافندي:
(برزت وجهة نظر تدعو لفصل الجنوب، لان مطالب الجنوب يبدو بأنها قد أصبحت العقبة الرئيسية أمام إقامة نظام إسلامي في السودان. بينما دعت وجهة النظر المعارضة، التي انتصرت في النهاية، إلى المجابهة المباشرة للمشكلة. وإذ ما أريد للدولة السودانية أن تصبح قلعة الإسلام في أفريقيا، عليها إذن قبول التحدي بتكييف موقفها للتعامل مع الأقلية غير المسلمة)
هذا الموقف المتصاعد ضد الجنوب كلما اقتربت الحركة الإسلامية من السلطة، والذي بدأ بتحريض الحركة السياسية ضده عام 1974 ثم محاولة فصله، و أخيرا قرار" مجابهته المباشرة " التي تعني الحرب، هذا الموقف يفسر لنا الدعوة للجهاد ضد الجنوب التي كانت الإستراتيجية الوحيدة للحركة الإسلامية وهي في الحكم.
غير أن إشعال الحرب في الجنوب أمر سهل ولكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالنتائج. فقد سبق أن أدت الحرب في الجنوب إلى سقوط نظام عبود العسكري، والي إسقاط نظام نميري العسكري، ولم يكن ثمة ما يجعل نظام الجبهة الإسلامية العسكري بمنأى عن مصير مثيلاته، ما لم يقع الإنشقاق ما بين السلطة والحزب وتتغير جراء ذلك إستراتيجية الإسلاميين تجاه الجنوب. وهذا ما وقع بالفعل .
|
Post: #24
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 01-01-2006, 12:15 PM
Parent: #23
دفعة تانية الي حين رجوع
|
Post: #25
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: Murtada Gafar
Date: 01-01-2006, 03:11 PM
Parent: #24
الأخ حامد بدوي
إنه مجهود مقدر و إنها دعوة كريمة يجب أن تتداعى لها الأقلام و العقول، الدعوة لتخليص السودان من ربقة الطالبان المتخلفين الرجعيين و دحر دولتهم الدينية الثيوقراطية الإستبدادية الإستعلائية
و ننتظر المزيد.
مرتضى جعفر
|
Post: #26
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-02-2006, 04:57 AM
Parent: #1
أعلى
الجزئية الخاصة بمشروع الدولة الدينية من أهم أجزاء هذه المساهمة. لعناية المتابعين.
|
Post: #27
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-03-2006, 05:30 AM
Parent: #1
الأستاذة عاشة بت فاطنة,
لك التحية وأنت تناضلين مع بات جنسك عن بنات جنسك وما حك ظهرك مثل ظفرك.
الأستاذ مرتضى جعفر,
تحياتي وشكري على المرور والتعليق.
نهزم الدولة الثيوغراطية فقط حين نعي شرط توحدنا كقوة إستنارة ضد وفي وجه القوى الظلامية التي يجب ألا يستهان بها في السودان.
|
Post: #28
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-03-2006, 12:13 PM
Parent: #1
مشروع الدولة الحداثية العلمانية
في العصر الإستعماري (1940 – 1955 )
قلنا أن الإدارة الإستعمارية في السودان كانت في البداية تأمل بأن ينهض المتعلمون السودانيون بعبء طرح الخيار الحداثي الديموقراطي التعددي العلماني كمشروع سياسي منافس للمشروعين المطروحين بقوة، الإستقلالي الديني والإتحادي العروبي. وأنه لما فشل المتعلمون في إدراك أن مصالحهم ترتبط بنهوض ذلك التيار السياسي الثالث، لجأت الإدارة الإستعمارية للكتلة الثانية التي لا تتطابق مصالحها مع المشروعين المطروحين. تلكم هي كتلة سكان الإطراف والأرياف والهوامش. فسعت الأدارة الإستعمارية لتأسيس (الحزب الجمهوري الإشتراكي) واتجهت إلى الزعماء القبليين من عمد ونظار ومشايخ الشمال والشرق والغرب وسلاطين الجنوب لتحقق قيام ونجاح ذلك الحزب. وأرجو عدم الخلط بينه وبين (الحزب الجمهوري) الذي أنشأه الأستاذ الشهيد محمود محمد طه. وقد فشل هذا الحزب إذ لم يحرز في إنتخابات الحكم الذاتي سوى ثلاثة مقاعد ثم مات إذ لقي حربا ضروسا من كل الأحزاب. والغريب في الأمر هنا أن المتعلمين قد فاتهم إستيعاب الدرس مرة أخرى فوقفوا ضد (الحزب الجمهوري الإشتراكي) بما فيهم (الحزب الشيوعي السوداني).
ومع هذا الضعف الذي وصل حدود الفشل والذي لازم محاولات النهوض بالمشروع الحداثي العلماني وسط الحركة السياسية السودانية، إلا أن هذا المشروع قد إنتصر في نهاية المطاف ولم ينل السودان إستقلاله أول عام 1956 إلا تحت رايته. غير أن انتصار الإتجاه الحداثي العلماني عشية الإستقلال، لم يجيء نتيجة لقوة التيار الحداثي العلماني وسط الحركة السياسية السودانية. وإنما جاء نتيجة لتطورات ضخمة ومتغيرات خطيرة، قادت لإنتصار هذا الإتجاه السياسي الذي أخذ السودان إستقلاله تحت رايته. فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر في حقل العلاقات الإتحادية - المصرية، عشية إستقلال السودان. حيث بدأ الإتحاديون يتملصون علنا من الدعوة للإتحاد مع مصر وبدأت الصحف المصرية الرسمية تهاجم الزعيم الإتحادي إسماعيل الأزهري. فالإتحاديون لم يستسيغوا أو يهضموا مطلقا الخطاب السياسي الجديد لمصر الناصرية بسبب تجذر حركتهم في عمق الطبقة الوسطي التجارية في المدن السودانية، والتي قامت في ظلها الصلات القوية بين القيادة الإتحادية والساسة المصريين قبل قيام الثورة في يوليو عام 1952. فإذ تذكرنا بان العلاقات المصرية الإتحادية كانت في ظل العهد العلماني في مصر والذي أفرزته الثورة البرجوازية التجارية في مصر عام 1919، فإننا يمكن أن نتفهم بسهولة أن عناصر الطرد بالنسبة للإتحاديين بعيدا عن مصر الناصرية كانت أقوي من عناصر الجذب عشية إستقلال السودان.
وهذا التطور يعني بالضرورة تقاربا إتحاديا - بريطانيا، خاصة إذا تذكرنا بان غالبية المتعلمين (أعضاء مؤتمر الخريجين) كانوا إتحاديين. لهذا يمكن أن نري بسهولة بأن بريطانيا قد وجدت ضالتها في هذا التباعد الإتحادي – المصري. فقد كانت بريطانيا في الأصل تراهن علي المتعلمين من السودانيين، والذين درسوا في المدارس التي أنشأتها الإدارة الإستعمارية في السودان. وكانت بريطانيا تأمل في ان ينهض هؤلاء بالدعوة لنظام الحكم العلماني المرتبط ببريطانيا عبر الكومونويلث. وبعد أحداث ثورة 1924، فقدت بريطانيا الأمل في هؤلاء المتعلمين فاتجهت للهوامش. غير أن متغيرات الأحداث قد أعادت الأمل مرة أخرى للإدارة الإستعمارية البريطانية، في دور ليبرالي علماني يلعبه هؤلاء المتعلمون لتحقيق سياستها الرامية إلى (قيام سودان، حسن الحكم، مستقل عن مصر، وفي علاقات ودية مع بريطانيا، وخاضع للنفوذ البريطاني) بشير محمد سعيد – ( خبايا وأسرار في السياسة السودانية ) ص 118
وخلال العامين 1953.1952، يبدو أن البريطانيين قد اقتنعوا بان إسماعيل الأزهري والإتحاديين هم الأقدر والأكثر أمانا على تنفيذ تلك السياسة البريطانية مقارنة مع عبد الرحمن المهدى و(حزب الأمة) ذي الإتجاهات الدينية الواضحة. فقد ورد في مذكرة نعتبرها اخطر وثيقة توضح بجلاء إتجاهات السياسة البريطانية والسودان على أعتاب الإستقلال .. ورد فيها ما يلي: (ومن المفترض أنه لا يهم حكومة صاحبة الجلالة البريطانية سواء جاء إستقلال السودان على أيدي الحزب الوطني الإتحادي أو حزب الأمة. وقد ظللنا نؤيد هذا الحزب الأخير لأنه يمثل القوة الرئيسية للسودانيين الذين يعلنون تحيزهم للإستقلال. وهنالك في حقيقة الأمر عدد من الحجج المؤيدة للرأي القائل باحتمال أن يكون الإستقلال عن طريق الوطني الإتحادي اشد خدمة لأهداف الحكومة البريطانية في السودان عن احتمال الإستقلال عن طريق حزب الأمة) المصدر السابق وواضح أن التحليل للفعاليات السياسية السودانية عشية الإستقلال قد هداهم إلى أن الإتحاديين لا يستطيعون إلا أن يكونوا لبراليين بعد ان فقدوا حرصهم على العلاقة الخاصة مع مصر التي منبعها الخوف من هيمنة المشروع المهدوى الديني. فمن ناحية تحولت مصر إلى الإشتراكية، ومن الناحية الأخرى، هزيم (حزب الأمة) في إنتخابات عام 1953. وقد وردت هذه النتيجة حرفيا ضمن مزكرة الحاكم العام الضافية التي نقتطف منها هنا: (16 - بالنسبة للنقطة (أ) أعلاه هنالك دلائل، كما سبق وأوضحنا، بان عقل الحزب الوطني الإتحادي، وخاصة الختمية، يتجه نحو فكرة الإستقلال، وانهم لم يعودوا يلعبون اللعبة المصرية بحرص كما كانوا يفعلون من قبل) (المصدر السابق) . وهذا يعني أن الإتحاديين عندما تخلوا عن مشروعهم المتمثل في الإتحاد مع مصر لم يستطيعوا إلا أن يكونوا ديموقراطيين ليبراليين حداثيين علمانيين. وهذ هو سر التقارب الراهن بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وبين الحزب (الإتحادي الديموقراطي).
هذا الإتجاه السياسي البريطاني الجديد للتقارب مع الإتحاديين، مضافا إليه نفور الإتحاديين من سياسات مصر الراديكالية الجديدة، كل ذلك قد خلق تداخلا وخلطا في هذه المرحلة من تطور الحركة السياسية السودانية بين المشروع الإتحادي العروبي والمشروع الحداثى العلماني. ومن هنا جاءت هزيمة المشروع الديني المهدوى في أول إنتخابات تجرى في السودان أواخر عام 1953. فقد واجه الأخير منفردا قوي المشروع الإتحادي العروبي المدعوم من مصر، زائدا قوي المشروع الحداثي العلماني المدعوم من بريطانيا، وكان لا مناص من الهزيمة.
توضح هذه الملابسات السياسية عشية الإستقلال بان التيار الحداثي العلماني قد اكتسب قوة هائلة ممثلة في الإتحاديين دون أي مجهود يذكر من عناصره أو من الإدارة الإستعمارية البريطانية التي تدعمه. وهذا يعني بأن إتفاقية السودان لعام 1953 بين مصر وبريطانيا، قد سقطت وتجاوزتها الأحداث، خاصة في شقها الذي ينص علي إستفتاء الشعب السوداني بين الإستقلال التام أو الدخول في علاقة سياسية مع مصر. فلم يعد أحد يريد هذه العلاقة السياسية مع مصر. حتى الختمية لم يميلوا إلى مصر مرة أخرى إلا بعد أن تقاربت أمريكا و(حزب الأمة) بعد الإستقلال بسنوات، ذلك التقارب الذي تجلى سياسيا وإقتصاديا في مشروع المعونة الأمريكية.
وأخطر هذه التطورات كانت هي سهولة نيل السودان إستقلاله، فبريطانيا السعيدة بهزيمة التيار الديني، والسعيدة أكثر بانفصام علاقة الإتحاديين مع مصر، كانت علي إستعداد للإسراع بإكمال إجراءات الإستقلال وإعلان جمهورية السودان المستقلة ذات الحكم الديمقراطي ألتعددي وهي، أي بريطانيا، كانت على استعداد للتغاضي عن شرط الإستفتاء.
ومن هنا يتضح بأنه لا صحة مطلقا للقول بان إستقلال السودان قد تحقق بالمناورات والتكتيكات والمقالب السياسية. فقط، لم يكلف أحد نفسه تحليل ما حدث لمعرفة حقيقة ما حدث. والنتيجة الهامة التي نخرج بها هنا، فيما يلي موضوعنا، هي أن انتصار التيار الحداثي العلماني قد جاء ظرفيا وأن نظام الحكم الديمقراطي قد ظل يعاني من هذه الظرفية طوال تاريخ الحركة السياسية السودانية. فقد أصبح قدر هذا النظام أن يكون محطة وسطي يستريح فيها المتحاربون ساعة ريثما يواصلون القتال. ولعل هذا هو السبب الرئيسي وراء ذلكم الضعف الذي ظل يعتري نظام الحكم الديمقراطي، وهو أنه لم يتحقق عبر إرادة ومجهود أصحاب المصلحة الحقيقية في قيامه من أهل الأرياف والهوامش أو المثقفين العلمانيين في المدن، وإنما تحقق بشروط ظرفية وكناتج جانبي.
|
Post: #47
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: TahaElham
Date: 01-11-2006, 03:58 PM
Parent: #28
Quote: وهذا يعني أن الإتحاديين عندما تخلوا عن مشروعهم المتمثل في الإتحاد مع مصر لم يستطيعوا إلا أن يكونوا ديموقراطيين ليبراليين حداثيين علمانيين. وهذ هو سر التقارب الراهن بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وبين الحزب (الإتحادي الديموقراطي |
بداية التقارب بين الحركة الشعبية و الحزب الاتحادي الديمقراطي كان ان اختتم باتفاقية السلام السودانية بين السيد المرغني ودكتور قرنق هذه بالنسبة لي لا تفهم في حدود اكثر من التقارب بين السيد المهدي ودكتور الترابي و لا يخفي علي نباهتكم لقبي سيد و دكتور ( سبحان الله)
ان مشكلة النظر الي مأساة (السودانيين) امام الدولة من خلال هذه المناظير العمياء عروبي افريقي اسلامي و اخر ديني هامشي و مركزي غرابي و دار صباحي المشكلة انها تذهب ببريق دولة كان حاكمها اسبلتا العظيم الذي ترك ترك لنا بجرواية بحالها و لكن بدون تنظير !!!!؟ جاء المنظرون و هطل علينا السقوط و التحدر من قامة الجبل الي سفاسف الوهاد
طه جعفر الخليفة
|
Post: #29
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-04-2006, 05:29 AM
Parent: #1
إلى أعلى
|
Post: #30
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: charles deng
Date: 01-04-2006, 09:29 AM
Parent: #29
Dear Sudaneseonliners Who are the secularists? This is a one-million dollar question. Historically, I know that the only consistent secularists in the Sudan have been the Southern Sudanese for obvious reasons. Southern politicians, beginning with Stanislaus Pysama, Both Dhieu, Benjamin Lokie, Father Saternino, started the call for a united Federal Sudan between 1956-58. During that period, Alzhari and al-Mahjoub used to call them "separatists", and dishonored their promise that the issue of federation would be given due consideration when writing the permanent constitution for the Sudan.It was because of that promise southern members of parliament voted for the independence of Sudan from within parliament. But as soon as the northerners procured the southern votes, they declined to meet their promise to southerners. The parliamentarian debates of the 1958 metamorphased into a debates about an Islamic constitution, against a strong southern resistence. Much time was therefore wasted and Abboud grabbed power in a coup. In the second period of democracy, the same experience was repeated in the Constituent Assembly in 1968. This time it was spearheaded by al-Turabi, joined by al-Sadig al-Mahdi, who became of political age earlier in 1966. This time around the debate about an Islamic constitution was so intensive that it was joined by al-Hadi al-Mahdi, Mohammed Ahmed Mahjoub, al-Azhari etc. In this debate, the Muslim Brotherhood, led by al-Turabi and the support of al-saddig al-Mahdi, was so sucessful intimaidating and extorting the main religuous sects to tow their line.It is worthmentioning that, this was the period al-Turabi and al-Sadig al-Mahdi dissolved the Sudan Communist Party, under the pretext of atheism. The opposition of the South was so great that they were join by the the General Union of the Nuba, the Beja Congress and the Darfur Reneissance Movement, with an intention to stop the passage of Islamic constitutsion. When it became clear to them that they did not have enough votes to block the constitution, they boycotted the Consitituent Assembly. It was under these circumstances, the May 25, in 1969 coup, was possible in. Southerners have been always admant secularists to an extent that they became the main power behind Nimeirie, particularly when Nimeirie signed the Addis Ababa Peace Agreement and introduced a secular constitution of 1973. The moment Nimeire began to undermine the Addis Ababa and the 1973 secular constitution, Southerners declared their opposition to Nimeirie. Nimeirie was able to dismentle the two most important achievements of his rule, because of the imagined support he secured from al-Sadig al-Mahdi and al-Turabi, during the 1977 so-called national reconciliation. During the third period of democracy (1986-1989), the war in the South became the focal attantion of al-Sadig al-Mahdi's government. Despite SPLM/A, under the leadfership of our Hero Garang, reaching several peace initiatives with al-Mahdi that called for a secular, democratic and united Sudan, al-Sadig al-Mahdi dragged his feet, untill al-Turabi staged a coup on June 30, 1989. The reason why al-Saddig al-Mahdi dragged his feet and al-Turabi staged the June coup was because of the program of a secular, democratic and united Sudan Garang had insisted on, as the only way to end the war. This is however a short and brief history of the issue of secularism in the Sudan. With an exception of Sudan Communist Party, Northern secular forces, have always been timidly hiding behind the Southern call for a secular Sudan, because they had become to believe or that the Islamic forces have convinced them that for a Muslim who calls for secularism risks the gates of hell being wide-open waiting for him.
|
Post: #31
Title: Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-06-2006, 07:22 AM
Parent: #1
Dear Charles Deng Thanks for Reading and thanks again for commenting. As it is obvious to me that you can read in Arabic, so let me answer you in Arabic for the sake of others
[Quote: OTE]. Dear Sudaneseonliners Who are the secularists? This is a one-million dollar question. Historically, I know that the only consistent secularists in the Sudan have been the Southern Sudanese for obvious reasons. |
|
سأبدأ بسؤالك: من هم العلمانيون؟ وتمهيدا للإجابة أقول: 1 - كان من المفترض أن تؤسس الطلائع المتعلمة لهذا التيار منذ اشتداد عود التييار الإستقلالي الديني والتيار الإتحادي العروبي في بداية ظهور الحركة السياسية السودانية ووسط غياب سياسي شبه كامل للأغلبية السكانية في الأرياف والأطراف والهوامش, إذا استثنينا ذلكم الإسغلال السياسي البشع الذي ظلت تمارسه الأقلية الشمالية المسيرة للتيارين المذكورين عن طريق الولاء الديني الطائفيالذي ظل يترجم لأصوات إنتخابية ليعيد انتاج الإستغلال.
2 - للأسف كبلت الأصول الجلابية العروبية الإسلامية المتعلمين وأعمتهم عن دورهم التاريخي. كما أعماهم التسرع البرجوازي المعروف للوصول إلى كراسي الحكم. وعندما حققت هذه الفئة حلمها في خلافة المستعمر على حكم السودان لجأت إلى القمع لاسكات الأصوات المعبرة عن أهل الأطراف والهوامش الذين تتعارض مصالحهم مع الهيمنة الجلابية العروبية الإسلامية.
3 - نعم ... كان لسياسي الجنوب الفضل وقصب السبق في التعبير عن تعارض مصالح أهل الهوامش مع الهيمنة العروبية الإسلامية. وذلك لان الجنوب ورغم كل ما ظل يقال عن تخلفه السياسي الإجتماعي الإقتصادي, كان أفضل حظا من جبال النوبة والإنقسنا والشرق وبغض أجزاء دارفور لهذا وعندما يبلور الصراع مؤخرا بين مشروع الدولة الدينية والدولة العلمانية برزت الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلا قويا للقوى العلمانية كما برزت الحركة الإسلامية ممثلا قويا للقوي الدينية.
4 - الآن وبعد إتفاقية السلام الشامل فإن السودان يقف للمرة العشرين عل مفترق طرق. لكن الجديد اليوم هو أن الصراع بين القوى لعلمانية والدينية سوف يحسم عن طريق صناديق الإقتراع. والقوي الدينية الآن أكثر استعدادا لخوض هذه المعركة بيما تظل القوى صاحبة المصلحة في الدولة العلمانية متشرزمة ومتناحرة.
5 - لهذا أدق ناقوس الخطر الآن وأحاول أن أسس لقراءة جديدة لتتبع وجود التيار العلماني تاريخيا. ولا أحد يستفيد من الحديث عمن هو السباق لطرح العلمانية في الساحة السياسية السودانية. المهمة الأعظم قادمة مع المستقبل وليست أثرا تاريخيا ماضيا.
|