يظن البعض

يظن البعض منقول من احد المنتديات

يظن البعض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وغفرانه :

يظن البعض أن من غيرته على الدين وغضبه من أجل انتهاك الحرمات واختلاس الغير للأموال ونشر الفساد ، يظنون أن الحل في ذلك يقتصر على سب فلان من ذوي السلطة والمنصب ، أو اختيار كلمات تتردد على لسان كثير من أبناء الأمة ذوي الحماسة على غير مبتغاها ومنهجها الصحيح كـ ( طواغيت ، أو ظلمة ، أو عملاء ، أو خونة ، أو أو أو ) ....
ويظن البعض أن الصدح بكلمات جبارة وبغضب عارم هو أمر يدل على الوقوف أمام ظالم وفضح منافق سارق مارق يجب عليه أن يظهر حقيقته للخلق كي يعلم أمره ................
ومن ثم ربما ينال الأجر والثواب ، أو أنه خدم الأمة ونصرها ولو بشيئ قليل كهذه الكلمات

والسؤال الذي يطرح نفسه يقول :
على من نعرض ما نكتبه ونقوله ، وإلى أي مصدر نرجع إليه كي نعلم مدى صحة ما نقول ومدى خطره أو خطأه ؟؟؟؟

إن كان المرجع أهواء وأحقاد وضغينة وحسد وكراهية وبغضاء وكبت ومحاولة للإنتقام أو التشهير أو الفضيحة ، فكل ذلك أمور ليست لله بل هي من الشيطان وساء سبيل من اتبعه ..

إذاً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الكتاب والسنة لا شك ولا ريب هما المصدران الحقيقيان الذان يجب الرجوع إليهما في هذا الأمر الحساس ، ناهيكم عن سير أخلاق الرجال والعظماء من جهابذت الأمة ...............

يقول الشنقيطي الإمام الفذ رحمة الله عليه ( إن الله لن يسألني يوم القيامة لم لم تسب فرعون ) ومن أطغى من فرعون ...

وسئل عبدالله ابن المبارك رحمه الله وقيل له :يا إمام لما لا تذكر الناس ، فقال والله لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي فهما أحق بحسناتي من غيرهم ...

وكان أحد السلف يجلس في مجلسه ويقول لمن حوله : إن ذكرتم الله أعناكم وإن ذكرتم الناس تركناكم ...

ويقول الإمام
البخاري رحمه الله : أرجو أن أقابل الله وأنا لم أغتاب أحداً ، قال ابن القيم رحمه الله ، صدق والله فالناظر في كتبه للجرح والتعديل يعلم صدق ما يقوله ...

وكان السلف رحمهم الله جميعاً يرون الخوض في الحكام وسيرهم ضرباً من غثاء الألسنة التي تقسي القلوب وتمرض النفوس ...

واليوم تعج المنتديات السياسة وللأسف الشديد بتفاهات عارمة لا لها حدود ولا تعريف ولا مسار ، ينشر فيها ما علم صحته وما لم يعلم ، متجاهل أو غافل كثير من الناس ما تخلفه تلك المواضيع من خطر على خلق الشخص وتربيته للذات ، ناهيك عن خطر هذا الأمر على الصحة والتفكير والهم ، وخطر ذلك على المجتمعات والدول ...

نجح الأعداء في جعل هوة كبيرة بين الشعوب وحكامهم للأسف الشديد ، كي يشتتوا دولنا وينشروا بينها الحرب الكلامية ومن ثم الفعليه ...

إن الحكمة اليوم أصبحت فعلاً ضالة كثير من أهل الإسلام ، ولنعاود تاريخنا الإسلامي فأنا دوماً أقول فيه الخبر والعبر وفيه الدواء والشفاء لحوادث مرت شبيهة بما يمر به الإسلام اليوم ولنأخذ من هذا التاريخ الخبر الحق والعبر ...

ومن ثم أود أن يتفكر القارئ الكريم في هذا القول ( أجمع السلف رحمهم الله أنه إذا اتحدت المصلحة والمفسدة في نقل الخبر فمن السنة إمساك الخبر وعدم إضهاره ) ...

وهذا نداء إلى من يريدون ان يجنون الثمار الحلوة المشرقة لا المرة المظلمة أقول فيه يا أمة الإسلام من أراد أن يطلق كلمة فلينظر ما هي الثمرة التي سيجنيها من جراء إطلاقها ، ويضعها في ميزان عقله ، أهي ستسجل في اليمين أم الشمال ، ستسره أن يراها في صحيفته يوم أن يلقى الله أو تسوؤه ، ستخلف في نفسه راحة أم ضنك ....

يا سيدات ويا سادة أختم قولي بأن من ليس بيده التغيير ، فليعلم أن التغيير ليس بالكلمة تلقى هنا وهناك ، التغيير بإصلاح النفس ومن ثم البيت والأسرة والعائلة والمجتمع والمدينة والدولة شعوباً كي يصلح الحكام ...

ورحم الله الحسن البصري الذي قال ( لو كان لي دعوة مستجابة لدعوتها للسلطان ) ...

قرأت الكثير الكثير في سير الظلمة ممن عاش في عهدهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح كعهد الحجاج بن يوسف وغيره ، ما سمعت رجلاً وما قرأت لرجل قال كذا وكذا إلا من واجه الظالم وكان بيده التغيير واصلح نفسه وأهله ....

اقرؤا البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ، اقرؤا الكامل في التاريخ للطبري رحمه الله اقرؤا الإصابة لابن حجر رحمه الله وسير أعلام النبلاء وغيرها ...وووووووو

أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يقبضنا إليه غير مفتونين ..

أسأل الله أن يفقهنا في الدين ويعلمنا التأويل وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ..


والسلام عليكم ........ أخوكم الصدر الرحب .....