نقطة فى الطــوفان

فى مثل تلك الساعة من الليل كان الكورنيش الممتد بطول البحر يبدو كثعبان ميت
لاصوت .... لا حركة ... لا حياة ...البحر يوشوش كانه يقول كلمة السر،
وأعمدة النور شاخصة فى سكون كعفاريت تنصت وقد اشرعت رءوسها
المضيئة..والسماء خباء اسود ملىء بالخروق تطل منها ملايين العيون الدقيقة
تومض وتبرق ..ورذاذ المطر ينزل شحيحاً من جو مشبع بالرطوبة لدرجة التخمة.
ورائحة الاصداف والطحالب تضوع بذلك العطر القديم قدم الطبيعة. وصوت
انفاسى البطيئة تترد مبللة هى الاخرى بالرطوبة وانا متكىء على سور الكورنيش
احملق فى الظلمة بلا نهاية. اصغى الى وشوشة البحر..أحول أن افهم كلمة السر
... من أين ؟ إلى أين ؟ وكيف . ؟ وماذا ؟ وماذا وراء ؟ وما الغاية ؟ وما المعنى
؟ وما السبب ؟ أحاول أن افهم اللوحة والرسم و الرسام. وأعود فأتذكر أنى لست
سوى رسم صغير تافه ثانوى فى اللوحة الكبيرة .. مجرد خط .. بقعة لون ..
نغبشة ... مثل هذه النغبشات الصغيرة التى تنعقد وتنحل على سطح الماء وتختفى
بلا عودة .
نقطة فى طوفان

بــــــــــوب

الشكر لك أخي بوب وأنت تفتح لنا تلك النافذة لنطل على الإبداع ونتلمس مواطن الحسن والجمال ، تمنيت أن يستمر سردك وأنت تبحر بنا في عالم ملئ بالأسرار إلا أنه كان لابد أن تنتهي لنبدأ في الإستمتاع معك بالقراءة وأنا أدلف إلى خواتيم مقالك هذا أتصور تلك السفينة في لجة البحر وهي بالضرورة لا تغيب في الأفق دفعة واحدة بل تغيب شيئاً فشيئاً كأنها في حالة غرق.

العزيز / الملا عمر

لقد غصت اخى معى ودلفت معى الى اعماق هذا البحر ورايت معى هذه السفينة وهى

تختفى شيئا فشيئا وحقا كما قلت ليس بالضرورة ان تختفى دفعة واحدة فهى تختفى شيئا فشيئا ، وترى الشمس معها مودعة لها من امامها

تحياتى

بــــــــــوب