هولاكـو الزمـااااااااااااان

:إلى من أفسد حياتى

لك أن تهنأ الآن؛ فما أردته قد صار، ووصلت إلى ما سعيت إليه وركضت خلفه طويلاً غير عابىء بمَنْ صادف تواجدهم فى طريقك؛ تحت خطوك .. نم الآن قرير العين، هادىء البال وأرسم ابتسامة الرضا على وجهك الذى تعشقه زوجتك فقد إرتقيت على سُلم الألقاب وتحولت من راعى بقر إلى رئيس ومن مزّور فى نتيجة الإنتخابات إلى طاغية .. إلى ظالم .. إلى قاااااتل .. إلى ديكتاتور ..
اُتلُ صلاتك قبل أن تنام وفى الصباح اُتلُ لائحة كذبك فى حوارك الصحفى ببرودك الثلجى وصوتك الخارج من بطنك؛ ناسياً صلاتك فى الليل، متناسياً أن كل من يستمع إليك قد إكتشف كذبك .. أرفع رأسك وأنت تحدثهم لأنك عندما تفعل لن يتسنى لك قراءة أعينهم، حينها يكون رفع رأسك هو أكثر ما يشغلك، أكثر من قائمة الأكاذيب التى أعدها لك صقورك وأنت تحدث نفسك: هل أبدو أنيقاً كما يجب ..؟
أسألك سيدى: أين حياؤك ..؟ فى أى مكان وضعته وإلى أى منفى أرسلته ..؟ أعرف الآن أنك استبدلته بالرئيس العربى ووضعته فى "غوانتينامو" .. فليس من المعقول أن يظل المكان فارغاً بعد تحدى العرب لك ورفضهم طلبك أو أمرك المثير للعجب والداعى إلى ضحكهم واستهزائهم .. دعنى أنصحك؛ لو كنت مكانك لأطلقت سراح حيائى ولتحدثت فى الحوارات الصحفية من وراء حُجب كما تفعل النساء العربيات قديماً ..
عندما أراك الآن على شاشة التلفاز بوجهك الشامبانزى تغمرنى رغبة جامحة فى أن أجدك أمامى لحماً وعظماً ودماً لأبصق عليك إحتقاراً وأصفعك غضباً لأنك سلبتنى سبب وجودى الوحيد فى الدنيا .. لأنك انتزعت إبنى من حضنى لترسله إلى الموت .. الموت الغير شرعى
أيها القاتل :
ماذا فعل وحيدى لتقتله ..؟ أتكافئه على تصديقه كذبك أنت وزمرتك الظالمة ..؟ أم تجازيه لأنه أخلص فى أداء واجبه وأوفى لعمله فلم يتنصل بخلع بزته العسكرية رافضاً الذهاب إلى الموت ..؟ دعنى منه فقد أخطأ عندما صدقك ووثق بك وبصقورك وقائدك العسكرى وخطتكم التى نسيتم بتعجلكم لإشتعال الحرب أن تضعوا لها إحتمال فشل واحد فى المائة فقط ، حينها ربما لم يلاقى مهجة عينى هذا المصير..
دعنا منه .. ماذا عنهم ..؟ ما جُرمهم ..؟ ألانهم قالوا لك : لا ..؟ ألانهم وقفوا فى حضرتك ولم ينكسروا ..؟ أم لأنك ومن معك حاقدون على هذه السبع ألف سنة من الحضارة ، ولأنك لا تملك ماضياً لذا فحاضرُك هشاً ومستقبلك فى علم الغيب .. ؟ أ لأنها أرض الحضارات ولأنهم أول من علموا البشرية السكن فى المدن وعلموها الكتابة عندما كان أسلافك يرعون البقر؛ بل متفرقون بين الأوطان ..؟ أمُن أجل النفط أم سعيك لنوم وراحة وهدوء بال إسرائيل ..؟ ألهذا وغير هذا؛ قتلت ابنى ..؟؟؟)

التوقيع
أم ثكلى

بعد أن وضعت توقيعها على الرسالة وقفت أمام صورة وحيدها الشاب، أوقدت الشموع وطفقت تحدثه:
عندما جاءوا ليخبرونى بمقتلك؛ قفز قلبى من بين ضلوعى من شدة الحفقان .. خارت قواى .. لم أر أو أسمع شيئاً .. كنت أتهاوى .. أتهاوى .. أتهاوى .. كمَنْ يواصل السقوط فى جُب عميق حالك الظلمة .. لم يساعدنى لسانى أو يدىّ أو قدمىّ أو أى عضو من أعضائى على الحديث أو الحركة أو الثورة أو الغضب أو البكاء أو أى شىء .. لم أستطع سوى أن أتهاوى وأمعن فى التهاوى ..
ألمى عميق؛ لأنك ذهبت ولأنهم عجزوا حتى عن إحضار رفاتَك إلىّ .. ربما وجدت فى هذا بعض السلوى والعزاء ..
أنت فى مكان لا أدريه ولا أعلم إن كنت قد دُفنت أم تنازعت جثتك الجوارح فى الصحراء ..؟ كم أود أن أزورك .. أزور قبرك كما يفعل أهل الموتى وأضع قرب رأسك أكاليل الزهور كأنى ألبسك إياها عقداً ولكن؛ حتى هذه الأمنية استعصت علىّ .. حتى هذه الأمنية حُرمتُ منها .

سالت دموعها الحارة وتساقطت كقطرات الماء من حافة السقف فإنطفئت الشموع وإبتلت الرسالــة ..!

مرحبا بعوده قلمك رانيه

القاصة الرائعة رانيا
قبل ان ابدا القراة وييييييينك يا رائعة
كدي اقرا و ارجع

أخى أهل العوض

وكنت أنت أول العابرين هنا .. لك تحيتى أخى و جزيل شكرى على إهتمامك

مع التمنى بدوام عبورك وتكراره هنا

وّدى

عزيزتى عزة

مرحباً بكِ
دعينى أشكرك على سؤالك لأنه يدل على أنك إفتقدنى، أما إجابته؛ فأنا موجودة معكم

مازلت أنتظر عودتك عزيزتى أطننى أحتاجها فلا تتأخرى

لك جميل التحايا
وودّى

قبل ان اقرأ
اقول الف مرحب بي عودتك
غبتي لمن شفقتينا
تاني عليك الله ما تعملي كدا
اتذكري انو في ناس هنا بتحبك

طائرات بوش وقاذفاته فقدت صوابها وهي تحاول جاهدة أن تقتل الحياة في بغداد .. تدمر المدارس والمساجد والمستشفيات والجسور والسدود ومستودعات المواد الغذائية.. الأطفال والشيوخ النساء جند هولاكو يحرقون الحدائق والحقول وتطيش في مجرى نهري دجلة والفرات .. آثار الدمار على ضفاف النهرين من الجانبين .. تعود الذاكرة إلى ما يزيد على السبعمائة وخمسين عاما مضت ، يوم أن ألقى الهمجي هولاكو بكتب ومخطوطات مكتبة بغداد في مجرى نهر دجلة ليتخذ منها جسرا يعبر بجنوده عليها للضفة الأخرى من النهر.. بوش الصغير أكثر بربرية عن هولاكو وإن زاد عليه وعلى أبيه وسابقه .. بوش الصغير هولاكو العصر .. ينفخ أوداجه متصنعا نصرا مزعوما ..
يقول الله تعالى " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. آل عمران ..
______
أتمنى أن تتواصل كتاباتك لأطفال العراق وشعب العراق وهم يعيشعون السلام والأمن والإستقرار

أوتعرفين عزيزتى الجندرية لوكنت أعرف أننى ساسمع مثل هذه الكلمات لكنت قد غبت منذ أول يوم ..
من ذكرتهم هم فى عينى وعلى رأسى ومن قبلهما داخل قلبى وكيف لا يقيمون فيه ومنهم من هم مثلك
لمست فى كلماتك هذه محنة أهلنا السودانيين وأدركت أنها متجذرة داخلك ولم تستطع الغربة أن تنال منها شيئاً
لكِ غاليتى ولهم أجمل التحايا
دُمتِ

وتطلين
دافقة زى حنان أمى
ورحبه زى فضاءات اشتهيها
اهلا رانيا
اهلا بكل المبدعات
رفيقات قلمى فى الولع والافق والسهول البعيده

لك معزتى

ام واصل ومرافىء

الى من اعطيت اللون الرؤية الواضحة
استاذة رانيا
ساعود حين اكمل
و ان لم اعود فقد توقفت هنا

الملا عمر

وما كان هدفه - هولاكو ذا الزمان - سوى تلك الحضارة التى تمتد على خارطة الزمن ما يزيد عن سبعة ألاف عام، هدفه ذاكرة العرب وأرض الحضارات، أرض الأشوريون والكندانيون والبابليون وكل تلك الحضارات التى قامت وإزدهرت ثم نامت بين حضن الرافدين

أتمنى مثلك أن نكتب جميعاً لشعب العراق ولطفل العراق ولأرض العراق رغم أنها قد لا تزيح ما بهم من حزن وقهر، ولكنها على الأقل تخبرهم بأننا نشعر بهم وأننا نقاسمهم الوجع


لك تحياتى أخى

أعجبت جدا بهذا النص لغة رائعة قوية ومعان انسانية عظيمة، الشكر للاستاذة رانيا، نرجو ان نتعرف اليك اكثر من خلال أعمالك الابداعية
أحمد الملك

مرحباً بك أم واصل ومرافىْ
كيفك إشراقة .. رفيقة القلم والكلمة

ماذا عن ديوانك متى يمكننا الغرق فيه ..؟

لك خالص التحايا ولواصل ومرافىء أدفأ القبلات

أخى أحمد الملك
سعيدة بمصافحتك لهذه القصة .. ومسرورة لأنها أعجبتك .. أنا أيضاً أتمنى أن أقرأ لك أكثر وأكثر



جميل التحايا

رانيا
لقد لمست شغاف قلوبنا رؤيتك الثاقبه حول ماساة القرن 21

الأستاذ الموصلى
مرحباً بك أستاذ وشكراً لتوقيعك على محاولتى هذى

جميل التحايا