نصيحة من راديو سوا
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية بأن الفجوة
الحضارية بينها وبين البلدان من دول العالم الثالث، والتي تنتمي إلى التنظيم الإسلامي
السلفي في فكرها ومعتقداتها .. أن هذه الفجوة المعروفة من قبل أخطر عليها من الأعداء
المباشرين والمكافئين في التطوّر المدني المادي... وأن هذه الدول لن تتركها في حالها خاصة
مع تنامي الحقد عليها بسبب السياسة ذات الوجهين التي تتبعها تجاه الفلسطينيين
والإسرائليين.. ولأن المسلمين لم يتعلموا الدرس .. وأن السياسة الأمريكية أو السياسة بشكل
عام لا تفهم لغة العواطف التي يتحدثون بها... قرروا التنفيس عن هذا الحقد ليطال المدنيين
الأمريكيين في عُقر دارهم.. هذا الأمر دهش العالم الغربي.. ونبّه العالم بأسره إلى هذا النوع
الجديد من العداوة... أسامه بن لادن ظهر على شاشات التلفاز ليتحدث مع بوش لغة كتب التاريخ..
موقعتي نيويورك وواشنطون! والحروب الصليبيه.. حتى أن مراسلة السي إن إن الشهيرة كرستيان
أمان بور علّقت على لغته بأنها قديمة.. وقالت ذلك وهي تخفي ابتسامتها.. في حين فقعت الضحكة
أنا دون تردد...
على الرغم من الدعايات على أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي من تدبير الموساد
بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، ورغم أني لا أزعم معرفة الحقيقة من هذه الناحية، لكني
على الأقل متأكده من ان الفهم الجديد الذي توصل إليه الأمريكان في عدوهم الجديد هو فهم صحيح..
ذلك أن الإثنين يتخاطبان بلغتين دون وجود مترجم.. وأبرز الدلائل على ذلك أننا لم نسمع حتى
اللحظة عن أمريكي قرر تنفيذ عملية انتحاريه لقتل سعوديين انتقاماً لعزيز مات له تحت أنقاض
تلك البنايات.. لكننا سمعنا عن تعويضات عن طريق القضاء الأمريكي بسبب القضايا التي رفعها
أسر الضحايا.. وإن كنت مكانهم بإرثي العربي من الحماقة لقتلت الكل...
ولأن العنف الجديد هذا لا يداوا بالقتل، لأن هؤلاء كالأميبا، ينقسمون ذاتياً ..
بادر الأمريكان في اتخاذ إجراءات من شأنها محاربة ما أسموه إرهاب، وأسميه سلفية..
الأمريكان على عادتهم أجروا أبحاثهم، وحللوا وفسّروا واتجهوا إلى دراسة الدين الإسلامي ..
والقرآن ليفهموا عن المسلمين ما يدفع بهم إلى ارتكاب هذا الأمر باسم الدين.. ولأنهم يعرفون
كيف يصلون إلى أهدافهم (الله يدينا العقل) بدأوا في التنفيذ.. وأنشأوا قنوات اتصال مع
الجمهور العربي بصورة مباشرة من ضمنها التلفيزوني والإذاعي.. وأيضاً عبر قنوات حوار أخرى..
من القنوات التي أستشعر نجاحاً مهماً فيها هي إذاعة صوت أمريكا .. أو التي تعرف بإذاعة سوا..
كل الذين يعيشون في الوطن العربي تصلهم هذه الإذاعة..سواء عن طريق الراديو أن الرسيفير
التلفيزوني أو عبر الإنترنت في موقعها الذي سأكتبه في نهاية هذه المقالة.. أي أنها تصل إلى
الجميع.. وأسلوبها يعتمد على الجذب المباشر للمواطن العربي العادي.. وأسلوب الجذب واضح منه
معرفة ودراية بالعقل العربي وخاصة الشباب منهم.. راديو سوا يبث على مدار الأربعة وعشرين
ساعة.. برنامجه ثابت ومعروف، عبارة عن أغاني مستمرة على التناوب بين العربي والغربي.. أحدث
الأغاني والأخبار الموسيقية والسينمائية.. عندهم نشرة إخبارية اسمها العالم الآن، مرتين
في الساعة.. ومرّة كل نصف ساعة.. عند الدقيقة الخامسة عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين من كل
ساعة.. يتميز العالم الآن بأنها نشرة إخبارية غاية في القصر والإختزال، وتقدم المفيد فقط عن
طريق تقارير مراسلين لا يستمر التقرير أكثر من خمسة عشرة ثانية.. والعالم الآن كلها لا
تتجاوز الثلاثة دقائق... وتعود الأغاني.. أستطيع أن أقول بنجاح هذه القناة لأني لا أركب
حافلة ولا تكسي دون أن أسمعها.. ولأن الكل يعرفها.. ويتابعها ويحبها.. والمستمع الواعي
يستطيع أن يتبين الرسائل التي تبثها الإذاعة إلى الشباب.. والأفكار التي تريد لهم ان
يتبنوها.. لديهم أيضا برنامج كل يوم جمعة وهو عبارة عن متابعة لأخبار الديموقراطية في الوطن
العربي.. وشؤون المرأة.. ومن خلال نصائح بالإبتعاد عن المخدرات.. والقيادة دون وعي.. وأشياء
كهذه.. تتمكن سوا من أن تنشر وعياً جديداً بين الشباب العربي.. الذي يعرفه الأمريكان بأنه محب
للغناء.. فقدموا لهم ما يريدون على طبق من فضه.. ودسّوا ما يريدون بينها..
أحترم التفكير الواعي.. الفاهم للأهداف.. السياسه ليست خطب رنانه.. وعواطف متأججه..
السياسة تتبع المصلحة المطلقة... ولا شيء سوى المصلحة... إن أراد العرب أن يعيشوا بسلام
فعليهم أن يتركوا الخطاب، والمنابر.. يبدأوا في التفكير بدلا من التحسّر... ............. نصيحة من
راديو سوا
بنت الحسين
www.radiosawa.com