مقالة نشرت بجريدة عكاظ السعودية تحت عنوان السودان أقتصاد قبل السياسة

أنقلبت موازين العالم و اصبح يتحدث بلغة الأرقام و المقاييس و المعيير الإقتصادية دون السياسية ، و أمست لغة الماضي للعالم تتحدث عن الحجم و التكوين و التعداد الرقمي لمقومات الجيش و أساليبه القتالية و أصبح اليوم حديث العالم عن حجم المقومات الإقتصادية للدولة و نحو التوجهات لترسيخ و بناء قواعد أقتصادية لجذب أنظار المستثمرين و كيفية التعامل مع هذه الفجوة العملاقة و التي إلى الأن لم نطرق ابوابها او نتطرق إليها بصورة حقيقية و صحيحة و محاولة تفعليها بواقع و كيان أقتصادي بناء من الدرجة الأولي ، فهى نقطةساخنة يجب أن يكون لنا فيها وقفة حاسمة و غيجابية نتلمس فيها واقعنا و حقائقنا الإقتصادية الملتهبة سواء على الصعيد المحلى و العالمي و لنبحث سبل التعاون و التفاكر قادة و شعباً من اجل بناء سودان إقتصادي قوى فى ظل ظروف القهر و الإستعباد و الإستعمار المقنن و المقنع بان واحد .
و دعونا هذه المره و بكل حب و محبة و أحترام متبادل أن نجرد قاداتنا و اولي امرنا من القابهم و نلتف حول مائدة الأسرةالواحدة و المترابطة لنبحث و نتبادل و نتشاور الرأي لوضع الحلول و أستغلال كافة الأمكانات و الطاقات المختزلة و الوقوف على سلبيات و عقبات الماضى و التي ما زلنا لن نستطيع إجتيازها بالصورة و الأسلوب الإقتصادي و العلمي المطلوب و المتعارف عليه ، و ليكن اصرارنا الأيقاع و الخطوات المنتظمة للرجل المسن و هناك حصان جامح يمر بنا لتبدا حسرتنا على ما فاتنا و تتصاعد نغمات و إيقاعات التمنى علها تفيد و يسمعها جوادنا ليبطئ و يستجيب بالتناغم معها ، و لكن الوقت قد فات فجماحة و قوة طرقات ارجله طغت على سمعه فذهب و أختفى من أمامنا فجأة كلمح البصر لتكون لنا عقبة اخري و هى الوقوف على أطلالنا و نبدا بتذكر الماضي لنخبره ما فعل بنا المشيب .
حقيقة إن توجهاتنا نحو تفعيل و سير عجلة النمو الإقتصادي ببلنا السودان ما هى إلا تجارب إرتجاليه نحاول معايشتها من خلال نسج من الخيال و البعد عن الحقائق الإقستصادية المدروسة و محاولة تسيس عجلة نمو الإقتصاد و العمل على خلق " سياسة " إقتصادية جديدة و توفير سبل الأمن و الأمان الإقتصادي سواء للمستثمر الخارجي أو الداخلي .
و نتمنى أن يكون القائمين على الأمر سياسيا و أقتصاديا و إقليميا بالبدأ بتجميع القوى الفكرية و البشية ذات الخبرات و أن تكون هناك حالات استنفار و أستعداد قصوى لتشيد كيان إقتصادي بناء و هادف ليرقى بسودان أقتصادي تتداول اسهمه و يعلو رصيده ببورصة العالم العربي والإفريقي و لترتفع شعاراتنا و لتكن خفاقة " إقتصاد بلا معوقات " .
و لنحاول سوياً جاهدين لطي صفحات سياسة الدمار الأليمة و التي باتت و سيطرت بدواخلنا طيلة الإنقلابات العسكرية الحكومية الماضية ، و لنمضى قدماً إلى الأمام و لنُفعل رؤوسنا الإقتصادية و ليست النووية لإيجاد الحلول نحو سودان أفضل إقتصاديا و ليس سياسياً و عسكرياً .
خالد عبد المجيد زمراوي
محام و متشار قانوني