الواقع الدرامي السوداني

الواقع الدرامي السوداني


03-14-2003, 01:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1047645100&rn=0


Post: #1
Title: الواقع الدرامي السوداني
Author: Elsadiq
Date: 03-14-2003, 01:31 PM


بقلم/ بخاري بشير


الواقع الدرامي السوداني يقول: «أنظروا إنني موجود»!!

علي مهدي: المنتجون غير متوافرين لسوق الدراما..

لكل زمان: كتاب وروائيون يقدمون انفاسه .. ولكن!

الحديث في الشأن الدرامي السوداني بصفة خاصة والفني في عمومياته يحتاج دوماً الى وقفات متكررة نستبين فيها مواقع ارجلنا وننظر خلالها بعين ثاقبة الى مقبلات الايام .. لما في هذا الشأن من علل واخطاء هي أشد حاجة لمبضع الجراح الذي يضع يده على مكامن الداء.

ان الناظر المتأمل لواقع الدراما السودانية يجد وبلا أدنى مواربة «خواء» على الصعيد الواقعي ومجرد محاولات لاتعدو ان تكون سوى «انظروا انني موجود» .. وهذا الناظر المتأمل لايرى شيئاً ذا بال على أفقنا الدرامي، وأنا في هذه المساحة لا أنصب نفسي جراحاً ماهراً يعالج أدواء الدراما السودانية التي تنخر عظامها.

أذكر أنني أجريت قبل سنوات خمس لقاء صحفياً مع الاستاذ علي مهدي لمجلة (فضاءات سودانية) التي تصدر عن الهيئة القومية للتلفزيون .. وفي ذلك الحوار الصحفي سألت الاستاذ مهدي سؤالاً محدداً: أين تكمن محنة الدراما السودانية، هل هي في الممثل، أم في المؤلف، أم في المخرج، أم المنتج؟ .. وكلها في اعتقادي حلقات تؤدي الى اكتمال عوامل نجاح العمل الدرامي! وان كانت - هذه الحلقات - تتفاوت في حجم تأثيرها على العمل الدرامي.

جاءت اجابة الفنان علي مهدي مركزة على حلقة واحدة وهي حلقة المنتج، حيث ذكر ان المنتجين غير متوافرين لسوق الدراما لأن المستثمر أياً كان لايغامر بالاستثمار في هذا المجال فهناك متسع من المجالات التي يمكنه ان يستثمر فيها دون ان يعرض امواله للمغامرة .. ولم ينف الفنان علي مهدي ان تخلف حلقة المنتجين هي التي تؤثر على أداء بقية الحلقات .. بمعنى انه كلما كان التمويل ضعيفاً يقابله عمل موازٍ له في المقدار، أي دراما هزيلة لهزالة التمويل نفسه .. وفي هذا القول قدر كبير من المعقولية.

بنظرة مشاهد لواقع الدراما السودانية أقول إن حديث السيد علي مهدي أصاب كبد الحقيقة .. ولكن، وآه من لكن هذه .. هذا لايعني ان تلك الحلقات الأخرى في تكوينات الدراما «صاغ سليم» بمعنى ان تلك الحلقات المتمثلة في المؤلف والمخرج والممثل كان لها نصيبها في ما أصاب الساحة الدرامية من جفاف، فالناظر مثلاً الى اطار التأليف الدرامي لاتكاد تقع عينه على عمل ذي قيمة إلاّ قليل القليل الذي يأتي مرة بعد مرة وفي أحيان كثيرة تقوده الصدف وحدها، مثلاً الروائي السوداني ذائع الصيت الطيب صالح كان له دور بارز في انعاش التأليف الدرامي السوداني ووجدت اعماله - عرس الزين - اصداء واسعة ووصلت الى ما وراء البحار، بيد انه بأي حال لن يظل الطيب صالح وحده الذي يصول على جواد الدراما .. فلابد من آخرين يقدمون عصارة تجاربهم لأن تجربة الطيب صالح متصلة بزمانها ولابد لكل زمان من كتاب وروائيين يقدمون أنفاسه .. وهذا ما لم يحدث إلاَّ لماماً.

أما مجالا الاخراج والتمثيل فيحتاجان الى الموهبة الابداعية بالاساس التي تصقل بعد ذلك بالتحصيل الاكاديمي، وطبعاً غني عن القول ان مقدرة التأليف الدرامي التي تحدثنا عنها سابقاً لن تتأتى لأحد غير مبدع فالابداع هو الفيصل فيها .. وكم من مبدعين لم يتلقوا أدنى دراسات أثروا الساحة الفنية والادبية بكتاباتهم التي تناقلتها الاجيال - وفي تجربة غناء الحقيبة خير شاهد وبرهان-

وما يجعلنا نؤكد ان أداء «الممثلين السودانيين» ليس بالقدر المطلوب هو كثرة التعليقات التي تعيب أدائهم من غمار الناس وجملة المشاهدين سواء أكانوا متخصصين ام متابعين عاديين .. فإن هذه «التعليقات» اذا قدر لأحد الباحثين جمعها فإنها ستضئ مساحات كثيرة مظلمة في واقعنا الدرامي .. ومعظم التعليقات تقول إن الممثل السوداني لايمتاز بالتلقائىة .. فهو في لحظة الانفعال بالحدث أىاً كان لاينفعل .. بل بالعكس تماماً ولحظتها يتأكد المشاهد ان الذي أمامه محض تمثيل لايرقى لمستوى المشهد الحي الذي يأخذ الالباب، والدراما المصرية خير برهان لما نقول تنقلك بكامل حواسك الى قلب المشهد.

وبالتأكيد ان هذه العيوب في شخوص الممثلين تتطلب أداء اخراجياً عالياً يغطي ان لم يكن كل العيوب فبعضها، حتى يخرج العمل وفيه شئ من المقبولية .. و هذا بدوره يقودنا الى ضعف الاخراج وعدم امتلاك مخرجينا لناصية الكاميرا .. اذ ان ضعف الممثل يوضح تماماً ضعف من هم خلف الكاميرات (المخرجين). ونحن نحث الخطى باتجاه الاحتفال بالثقافة العربية نطرق بشدة على طبل الاهتمام بعموميات الثقافة، وليت أهل الدراما يكونون أول المبادرين باصلاح شأنها .. وبكل ما ذكرناه من حديث لا ننفي وجود اشراقات هنا وهناك تظهر حيناً وتغيب حيناً .. مثلما ان في الدراما السودانية اعمالاً خالدة حفرت اسمها على ذاكرة هذا الشعب .. وهي قطعاً لم تسقط من السماء ولكن كان خلفها رجال وهبوها عصارة تجاربهم وخلاصة افكارهم .. فالرحم السودانية ولود ولن يتملكنا اليأس من انصلاح الشأن الدرامي.

http://www.rayaam.net/mono3.html


Post: #2
Title: Re: الواقع الدرامي السوداني
Author: AnwarKing
Date: 03-14-2003, 02:52 PM
Parent: #1



سلام يا حبيبنا الصادق...
أستغرب وجود نقاد بهذا الشكل المميز فى ظل عدم وجود ما ينتقدوه!!!!
(شعري من البحر (البسيط
...

(نقّادي من الوزن (الثقيل


لك منى كل الودّ
أنور





-------------------------
"النصح ثقيل فلا ترسله جبلاً, ولا تجعله جدلاً
الحقائق مرّة ,فأستعيروا لها خفة البيان"


Post: #3
Title: Re: الواقع الدرامي السوداني
Author: Abdelnasir Elhag
Date: 03-14-2003, 04:08 PM
Parent: #1

لك وافر الشكر والتقدير أخى الصادق على فتح باب النقاش حول موضوع الدراما السودانية ...وفى راى أن هذا الموضوع فعلا يجب أن يلاقى اهتمام كبير من كل الأعضاء لأن الدراما اليوم أصبحت هى بمثابة السفير الحقيقى الذى مناط به توصيل ثقافة البلد ومدى تحضرها وماهية شعبها وقيمه وعادته وموروثاته وتاريخه وتطلعاته وازماته..اذن يتفق الجميع معى فى مدى أهمية أن يكون لنا دراما حقيقية معبرة وقوية ومنافسة فى ظل تطور صناعة السينما فى العالم والتطور الذى لحق باشكال المسرح العالمى واساليبه...ليست من الغريب أخى الصادق أن يرتكز الأستاذ على مهدى على نقطة واحدة فى غاية الاهمية ..ألا وهى غياب المنتج المستوعب لقيمة العمل الدرامى عموما!! وفى رأى أن غياب المنتج هذا ليست منفصل كليا عن غياب الممثل وغياب المؤلف المسرحى ايضا!!! فبالرغم من العلاقة الجدلية والمتبادلة بينهم كركائز اساسية ودعائم مطلوبة للتطور المنتج الدرامى عموما..الا انه يبقى لزاما علينا تسليط الأضواء على مكمن الازمات التى أدت الى غيابهم!!! أولا: من هم أصحاب الأموال التى تستطيع الدفع بمسيرة الدراما السودانية اصلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سوف تجد أن الأجابة المحبطة حقا تكمن فى أن أصحاب الأموال أو الذين يمتلكون الأموال فى السودان غالبيتهم العظمى تجار سوق واستثمارات استهلاكية من الدرجة الأولى!!لما تحققه من أرباح محققة وأكيدة حولت المواطن السودانى لى مستهلك لا يستطيع الاستغناء عن الموجود فى السوق !! لهذه الشرائح ياأخى الصادق بالتاكيد لا يهمها ان تطورت الدراما أو لا ولا يمكن أن تدخل أموالها فى مشاريع لا طائل منها طالما أن السوق فى السودان يعتمد كليا على توفير المستلزمات الاساسية من مأكل ومشرب وماوى وحياة ميسورة!!!وحتى الدولة التى تمتلك زمام الامر فى السودان وعلى مر التاريخ هم شرائح من كبار التجار أو بمعنى أصح بنوا أكتافهم من سيطرتهم على سوق السلع الاستهلاكية فى السودان!!!هذا بالطبع أدى الى غياب المنتج المؤمن بدور الدراما وتطورها...فهم فى الأصل مانسميه برجوازية تقليدية لا تستطيع تسخير العلوم أو بمعنى أصح تتخوف من تسخير العلوم لخدمة مصالحها الطبقية خوفا من أفول نجمها وضياع أوضاعها التى تستكين اليها!!!ثانيا:بالنسبة الى غياب الممثل ...فأن الممثل فى الأصل عبارة عن شخص هاوى ..فأن لم توجد له الدولة العناية الكافية من تقديم كل العلوم والتأهيل الأكاديمى الوافى فلا يسطيع أن يخرج من دائرة أنه هاوى وأنه على أى حال هو أفضل سودانى فى الوقت الراهن يجيد حرفة التمثيل!!! فالمعهد العالى للمسرح فى السودان أخى الصادق يعانى من أزمات رهيبة رهيبة..هذه المؤسسسة بشكلها الراهن لا يمكن أن تخرج للمجتمع من هو مؤهل تأهيل كافى وحقيقى لأنها كغيرها من مؤسسات التعليم الأخرى التى هجرها القائمين عليها وتنقصها كل المقومات الاساسية..أضف الى ذلك ضعف عملية التبادل الثقافى وعدم اعطاء فرص كافية للممثل السودانى فى الالتحاق بمؤسسات تعليمية خارج الوطن من أجل الخبرة والاحتراف والتأهيل العلمى!! وكذلك هنالك غياب كامل وشامل فى معنى التخصصية المطلوبة!!! فهل مثلا هنالك معهد متخصص فى تدريس أفضل وأحدث الطرق لفن التصوير مثلا؟؟؟ الاجابة لا!!! هل هنالك جهة تقوم بتقديم أحدث وأفضل أساليب الديكور والمكياج وما الى ذلك؟؟؟ الاجابة ايضا لا!!!بل هل هنالك أصلا مسرح أو استديهوات متطورة فى السودان؟؟؟ الاجابة حتما لا!!! أما النقطة الثالثة والأخيرة وهى غياب المؤلف المسرحى...فلا وجود لأدب درامى من الأساس فى ظل غياب مسرح!!! هذه هى النقطة الأصل..يوجد فى السودان كتاب عظماء ومبدعين حقا ولكن الغالبية العظمى هم شعراء وكتاب قصص قصيرة وقليل من الروائين... ولكن هذه ليست المشكلة لأن فى ذلك يستطيع أن ينافس السودان كل العالم لو أستطاع أن يوجد مسرح خاص به..مسرح يقوم على بلورة الاعمال الأدبية الموجودة من شعر وقصة قصيرة ورواية وغيرها..مسرح من طبيعة خاصة بالسودان...فى هذه اللحظة بالتحديد سوف تظهر شريحة الدراميين أو السينارست..لأن المسرح موجود والمنتج موجود والممثل موجود...بل سوف نكتشف أن السودان غنى بكل ما يجعله وطنا مميزا ويستطيع أن يقدم ماينافس به السينما الأمريكية نفسها..فالسودان غنى حقا بالميثولوجيا المتفردة والتنوع البديع والطبيعة التى تصلح كمنطقة تصوير لا يوجد مثيل لها فى العالم كله..فهلا ازحنا هذا النقاب عن عيوننا!!؟؟؟؟؟؟؟
مع تحياتى عبدالناصر

Post: #4
Title: الواقع الدرامي السوداني
Author: Abd-Elrhman sorkati
Date: 03-14-2003, 05:59 PM
Parent: #1

اخي الصادق لك الود كل الود
لك الشكر وانت تطرق موضوع عادة ما يتناوله بعض الناس بشي من عدم الدراية0000 موضوع الدراما بالسودان موضوع شائك ومعقد جدا لاسباب كثيرة اولها واهمها القائمين علي امر الدراما نفسهم وثانيها غياب الوعي وعدم احترام التخصص00 وكماذكر الاخ نصر الدين فان هناك المتخصصبن والكوادر المؤهلة والمواضيع التي يمكن تحويلها الي اعمال درامية مرئية ولكن هل تكمن المشكلة في الانتاج كما ذكر الاخ علي مهدي لا والف لا00 لان ما عرض من اعمال درامية حتي الان كان وراءه منتج بغض النظر عن من هو فلانتاج عزيزي هو التمويل وهذا بدأه التلفزيون والان هناك شركات عديدة دخلت سوق الدراما ولكن العلة تكمن كما ذكرت في عقلية (الموظفين) التي تدير الانتاج الدرامي حكومه او قطاع خاص وجل المشكلة محصورة في كلمة واحدة هي (الـــــحريـــــــة)
فمن غير الممكن ان تصنع اي فن من الفنون وفق شروط تحجم من الانطلاق في اتجاه تجويد العمل والدراما بالتحديد اذا فقدت مصداقيتها فانها تصبح غير منطقية وهذا ما يجعل المشاهد السوداني يصيح دائما (بالله العوارة دي شنو) اما المشكلة الاخري التي اعتقد جازما انها سبب رتيسي فهي الاخراج اقولها بالفم المليان رغم انتسابي لهذه المهنة فمثلا دائما ماتجد الممثل السوداني يقوم باداء دوره بنفس الطريقة التي يقوم بها باتمثيل علي خشبة المسرح وهو معذور في ذلك نسبة لتراكم خبرته المسرحية ولكن عند التمثيل امام الكاميرا اين توجيهات المخرج واين معرفته بدور الكاميرا ولغتها التي تختلف عن لغة المسرح000000000000
ارجو السماح لي بالتوقف مع وعد بمواصلة الحوار
عبد الرحمن سوركتي
مخرج سينمائي