كان يوم امس مرهقا. فقد كان مكلفا بأن يشرف على العشاء فى هذه الفرحة الكبرى فرحة ابن عمه . عثمان الفنان الذى يرسم بقلم الرصاص شجرة تنطق على شاطى النيل . ويرسم حبيبات لم يشاهدهن مخلوق الا فى لوحاته . كان يقول هذه هى السيريالية بعينها الزرقاء. ليس معهما أن تعرفوا العريس بيكاسو ولكن المهم أن تعرفوا ما حدث. استيظ صباحا تمطى. ثم وقف بصعوبة نظر يمينه ثم أرضا باحثا عن السفنجة. وجدها ولكنه لم يجد رجله . هذه الساق لا تخصه . الساق يعرفها تماما ولكن أين رجله. أخذ يتفحص نفسه جيدا . الايادى غضة. تحاكى الحرير اناملها . اللون خمرى يميل الى السمرة. لمن هذا الجسم . وهذا الصدر العالى . العساكر فى زمن مضى كانوا يقولون فى جلالاتهم – زانداوية نهيدا طبنجة – هذا النهد ليس لزانداوية. ما هذا اين أنا . ومن هى هذه الفتاة التى أمثلها. اندهش حزن . ومن حيرته وضع كفه على خدها احتار بين رقة الانامل و نعومة الخد. تعوز- بسم الله- قالها بصوتها. الله ..ما هذا الصوت العزب الرقيق. وبسرعة الى المرآة نظر اليه . عيونها نجلاء وصدرها عالى تذكر ايمن ابو الشعر (المجد للنهود تشرئب جامحة) احتضنها عليه. استحى- قالتها لنفسه سرا . وبكى كانت ادمعها تسيل على خديه. اخذ يمسح دموعه على خديها. توكل على الله وقرر أن يدخل الحمام لعل هذا من اثر الرهق فى زواج بيكاسو ليلة امس. كانت خجلة وهو ينظر لمفاتنها . ويمرر الصابونة على جسمها وقوامها ينتصب أمامه بكل وضوحه الخصر الضامر والصدر العالى وهذه الشامة تحت النهد الايمن. أطبق الصمت عليه . قليلا ثم قال – إنى مستحية منك. خرجت العبارة بصوته.حمد الله أنه ما ذال موجودا . هب أن أحدا رآنا ؟ فى هذه المرة خرجت العبارة بصوتها. يا للمصيبة عاد اليها. متى يتخلص منها؟ لماذا هذا الدش البارد لا يساعده على ذلك؟ الناس فى الخارج ينادونه . أخته قالت – مبارك انا عندى امتحان الليلة وانت عارف المواصلات . تطالبه بالخروج . تدخلت أمه يا ولد ما تمرق تخلى اختك تستحم. لم يقل حالا . لم يرد عليهم . خاف أن تخرج اجابته بصوتها لاذ بالصمت. ربما احتاروا فى أمره وهو الذى لم يتعود على الاستحمام الهادى دون شغب. كان يحول الحمام الى ازاعة . يعنى غناء الحقيبة كله بادئا ب _ انت حكمة ولا اية ولا انسان_ مرور بأبو عفان ثم وردى . ويلتقط أجمل أغانى عركى . ثم يدلف لسيد درويش . وفيروز هذا كله لم يحدث اليوم . زادت أخته فى الاحتجاج . اصبحت نداءات أمه بخروجة تؤول الى التوبيخ . وطرقاتهم على باب الحمام تزيد. تدخل والده . يا ولد لو ما طلعت حأكسر الباب واليحصل يحصل. إذن لا بد من الخروج . لا داعى للخجل . ثم أنه لا يحل مشكل. سأخرج حتما سأخرج ولكن يجب أن البس ملابسى. ثم ما ذنبى ؟ أنا صحوت صباحا فوجدتنى بهذه الصورة. سأخرج . لبست هدومه وخرجت. مغمضة الاعين. خجلا. وما أن فتحت الباب حتى رأى أبوه وأمه وأخته فى دهشة . نظر ابوه اليها جيدا . ثم قال أخرت أخت يا بليد أنت حركاتك دى ما بتخليها ابدا؟ انت ولد قليل ادب وانا ما عرفت اربيك. أبى ماذا قلت انا ولد قليل أدب . يعنى ما بت قليلة ادب؟ نظرت أمه اليه ثم الى والده وهزت رأسها ثم ذهبت . أشار ابيه بيده معبرا عن أسفه. وقالت أخته – كدى زح من الباب خلينا نستحم سعد كثيرا. بتوبيخهم . وأخذ يضحك ويبكى ويقفز . ويغنى غناء الحقيبة ووردى وفرفور وستونة المجروس. ثم يهتف بأعلى صوته (انا ولد بليد .. انا ولد بليد.. انا ولد بليد). قالت جارتهم لزوجها (الولد العوير دا خلاص قام لى جنو؟؟)
انتهت
03-10-2003, 11:58 AM
بت قضيم بت قضيم
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 2048
لست ادري لكن استطعت ان تنقل الي كل احساس الراوي وخوفه ووجله كنت اثني اطراف اصابعي واضغطها مع كلمة تبني دراميا لمشهد ثم تحركه وتشتبك كل قنواتي السمعيه والبصريه وامنع نفسي .. حتى حدفتني الى خاتمتها ونططت جزلة استطاع الراوي ان يجعلني اتاضمن معه ففرحت بنفس كميات فرحه وغنيت معه
سلمت ياسيدي لهذه الفكره الجميله
03-10-2003, 03:31 PM
ابو عثمان ابو عثمان
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1389
مبارك العجمي سلام يا صاحبي اكيد قصتك رائعه جدا واعتقد باننا مبشرين بموهبه سودانية جديده ولكن هذا لن يمنعني من اخبار عثمان بيكاسو بهذه القصة التي استخدمت فيها اسمه واعمل حسابك لانه ممكن يرفع عليك دعوي ويطالب بتعويض مادي كبير سلامات ياحبيب
03-10-2003, 05:39 PM
woroorrook woroorrook
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 342
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة