قصة صغيرووووونة .. وجهة نظر

قصة صغيرووووونة .. وجهة نظر


03-08-2003, 05:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1047140121&rn=0


Post: #1
Title: قصة صغيرووووونة .. وجهة نظر
Author: singawi
Date: 03-08-2003, 05:15 PM


نظر الحاج صالح من الطابق الثاني عبر نافذة غرفته المكيفة الهواء إلى الركن الأيمن للحديقـة الفاتنة حيث الموقف المظلل لسيارته الفاخرة وقد اجتهد الكهربائي في إصلاحها . نقل نظره من أشجار البرتقال المثمرة إلى شجيرات الليمون تلك العجيبة التي جلبها من ماليزيا في زيارته الأخيرة وتتميز بصغر حجمها إذ تثمر ولم تتجاوز المتر طولاً وهي تتوسط المسافة بين شجيرات الرمان وأشجار الجوافة . حمد الله وهو يمتع نظره بانعكاس صور ثمارها المتعددة الألوان على سطح حوض السباحة . صابر الجنايني يعمل في تنسيق الزهور بنشاط بالرغم من تقدم سنه ومن إبداعاته أنه يزعم أن بينه وبين الزهور لغة غير منطوقة يفهمها هو ، فهي تخبره بعطشها ومرضها وابتهاجها وانتعاشها . يرن جـرس الباب فيصرف نظره تجاهه . يدخل حمدان ابن صابر دافعاً عربته اليدوية الممتلئة بخيرات المزرعة المختلطة من لبن وسمن وجبن وبيض وخلافه . لأول مرة يخطر بباله عدد الذين يعملون على راحته ، بلغوا عشرين فرداً بين رجل وامرأة في قصره هذا الذي يزوره كل شهر أو شهرين مرة . ثم ذهب تفكيره إلى الذين يعملون في مزارعه وشركاته . إنهم آلاف لا يعرف عددهم على وجه التحديد ... الحمد لله الذي سخرهم جميعاً لخدمتي ... رددها الحاج صالح في نفسه في رضا . قطع عليه حبل خواطره دخول السفرجي مؤذناً أن حي على الطعام . تناول إفطاراً تخللته بعض المكالمات الهاتفية . بعد الفاكهة حمل كأس الشاي وعاد لموقفه أمام النافذة . ما زال الكهربائي يجتهد في عمله وقد ابتلت ملابسه بالعرق تحت تأثير شمس يونيو الحارقة
لم يتذكر آخر مرة عرق فيها بهذه الصورة فقد طالت أيامه في الغنى وأحاطت به أجهزة التكييف
في حله وترحاله . يدخل مدير مكتبه معلناً أن السيارة جاهزة للسفر في انتظار أوامره
أمر الحاج صالح بتجهيز بعض الأوراق ومضاعفة أجر الكهربائي تقديراً لمجهوده في هذا الجو
الساخن يقبض صاحبنا أجره وعلامات السرور ترقص على وجهه شاكراً . وفي طريقه إلى الباب يتفكر
سبحان الذي سخر لي هذا الرجل الصالح الذي جاء من العاصمة على بعد مائتي ميل لتتعطل سيارته ويوصل لي رزقي