موت شاعر عراقي

موت شاعر عراقي


03-04-2003, 12:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1046776476&rn=0


Post: #1
Title: موت شاعر عراقي
Author: osama elkhawad
Date: 03-04-2003, 12:14 PM







الشاعر رعد عبد القادر / أسرار اللحظات الأخيرة
حمزة الحسن
2003 / 3 / 4



" أيتها الأيام احملي خاتمك وعودي إلى حياتك وحيدة أيتها الأيام"
الشاعر رعد عبد القادر

كل ما كتب عن حكاية موت الشاعر رعد عبد القادر يتوقف عند لغز اللحظات الأخيرة من حياة هذا الشاعر العذب دون أن يوغل في الجرح السري الذي قاد رعد إلى الموت.

هذا الشاعر المبدع مات ميتة تشبه القتل في عرس دموي بدأت تتساقط فيه الخيول العراقية في تمام عنفوانها وطفولتها الشعرية والقاتل مختبئ في مكان بعيد.
الضحية هنا
والرصاصة هناك.
والقلب هو الهدف.

هناك حكاية واحدة تقول أن الشاعر عاد فجأة إلى المنزل وجلس في زاوية من زواياه وظل جالسا كمن يتأهب لخروج ما.

وأن زوجته وجدت عند عودتها باب المنزل مفتوحا مع النوافذ والريح تعبث بالستائر وبأوراق رعد الشخصية، وأنها فوجئت به غائبا عن الوعي فوق كرسيه.
كان ميتا أو يحتضر.

ويتساءل صاحب هذه الرواية التي شاعت وهي الرواية الوحيدة الرائجة اليوم عن هذا الموت العاجل الغريب:

ـ" لم يعرف على وجه التحديد إلى أين ذهب رعد صباحا ولماذا عاد بهذه السرعة؟"

ويقول الكاتب سعد هادي مواصلا حيرته:
" ربما ستمر أيام قبل أن يتم التوصل إلى حل اللغز الذي يتعلق بالساعات الأخيرة من حياة الشاعر الراحل رعد عبد القادر والشبيه بمقطع أخير غامض في قصيدة ظل يكتبها طوال حياته".

ومعلوماتنا الشخصية تحل لغز هذه اللحظات العصيبة إلى حد كبير حتى تكتمل الرواية من أطراف مختلفة.

إن الشاعر رعد عبد القادر خرج في الصباح للقاء الكاتب والشاعر عبد الزهرة زكي ( أو أي عبد الزهرة آخر، كما كان سيقول رعد في نوبة ضجر!) وخلال اللقاء داهم جهاز الأمن الشاعر عبد الزهرة لسبب ما بحضور الشاعر رعد عبد القادر الذي لم يكن مهيئا، هو الرقيق كشفق، والعذب كقطرات ندى، لمثل هذا المشهد، أو أن هذا المشهد كان فوق طاقة القلب الذي انتظر هو الآخر هؤلاء وقتا طويلا ومخيفا، لكنهم تأخروا عليه.
جفل قلب الشاعر مثل غزال مداهم في خلوة العشب وعاد إلى البيت.

ولغز عودته المبكرة هي انه شعر بتوعك حالته الصحية وقرف وخوف وحاول، في لحظة شعور غريزي بالموت، فتح كل الأبواب والنوافذ تحت شعور داخلي بالضيق المهلك والقهر المتراكم الذي لم يجد وسيلة لتصريفه إلا بسلوك عفوي هو فتح الأبواب.

لكن الموت كان يزحف على جسد الشاعر كأفعى أو أصابع سرية ولم ينفع فنجان القهوة في إعادة الساعة إلى قانون الرتابة فدخل في جزيرة النعاس.

لقد فجر مشهد دخول رجال الأمن قلب الشاعر الرقيق وقتل بلا رصاص .
سقط شاعر آخر مقتولا بسلوك الفاشية.

مقطع من قصيدة:
*نص الأيام.

أيتها الأيام احملي خاتمك وعودي إلى حياتك وحيدة أيتها الأيام
فكري بما مضى واطبخي لوحدتك الحصى
انظري حولك، إلى بقايا أزواجك
إلى ما تبقى من عهودهم معك
جددي فراشك ونامي وحيدة
نامي ونار الشتاء مثلك وحيدة
حضنك وحيد، الظلام مثلك وحيد
استيقظي وحيدة
لا أمل لك بفطور جماعي
اذهبي إلى الاغتسال وحيدة، الماء وحيد
المشط وحيد، شعرك وحيد، الريح وحيدة
مثلكِ
مثلك أيتها الأيام.

" من ديوان: دع البلبل يتعجب"





حمزة الحسن : مساهمات و مقالات اخرى



إشترك في تقييم هذاالموضوع
تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه
--------------------------------------------------------------------------------

سيء
1
2
3 متوسط
4
5 مقبول
6
7 جيد
8
9 جيد جدا
10
100%

78% - النتيجة : جيد 5 - شارك في التصويت

--------------------------------------------------------------------------------
2566707 - عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان


Post: #2
Title: Re: موت شاعر عراقي
Author: THE RAIN
Date: 03-04-2003, 03:51 PM
Parent: #1

يا اسامة

أخشى ما نخشاه، هو أن تجمع النخلات على مقاطعة الطين، وأن تقرر الفراشات أن تجفو كلما قطرة همست بها نسمة، كما قال شيخنا السياب

أشعر الأمم العرب، وأشعر العرب العراقيون

قالوها قبلا، فالعراق يرضع شعراءه رحيق القول وضوء القصيدة المقدس منذ أول نفس، وأول الأنفاس يمتزج دائما ببعض ذرات من تراب أرض حانية، بعض زغاريد وقليل من البكاء

ويمتزج الحزن والوجد والشعر وأغنيات الأصيل مع وجع القصيدة، يخلق عراقى شاعر، ويغادرنا، مؤقتا، شاعر عراقى

ولكن حتما سنلتقى، على ضفاف مقاطع زرقاء من قصيدة الموت والميلاد

ونعرف أن بابل سوف تغسل خطاياها