المثقف مختصراً

المثقف مختصراً


02-23-2003, 06:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1045978259&rn=0


Post: #1
Title: المثقف مختصراً
Author: wadazza
Date: 02-23-2003, 06:30 AM

المثقف مختصراً
إبراهيم محمود
أن يُقدّم المثقف بوصفه شاعرا، أو يعتبر شاعرا بشكل ما، هو تقليص حدوده، اختزاله كقيمة وكموقع. وفي ضوء هذه التحديد يبدو أنه ذاته في حيز الشعري، أعني به وعلى صور شتى يتقدم مثقفا، ويتصرف كشاعر في مجتمعه.
لقد حاول جاهدا أن يؤكد أصالته كمثقف دون جدوى، فتضييق الخناق عليه تعبير عن محاولة مستمرة لإبقائه صوتا مكتوما. عليه ألا يتكلم حيث ينبغي أن يتكلم، وإن تكلم فلتبرير سياسة وتجميل موقع سياسي معترف به، أو لتدشين موقف للسياسي. ما يعزز هذا التصور وهنا تكمن المفارقة المذهلة هو أنه في الأزمات والاضطرابات يعطى الدور الأول للشاعر، بينما المثقف هو أولى بذلك، ثمة تفضيل جلي المعنى للانفعال على الفعالية، للصورة على المفهوم. ولهذا يمكن تلمس الصورة الكاريكاتيرية لمجمل ما يكونه الشعر أو ما يسمى به.
فالشعراء الذين يتناسلون بغزارة يعبّرون عن نخر في الواقع وعلى أعلى المستويات.. يبقى هنا صوت المثقف محوّرا أو مخفضا أو مهمشا، فالمؤسسة التي تقوم على قيمة استرضائية (أن تمدح باستمرار، وتتوعد وتهدد كل منتقد لها في بنيتها) لا تسمح للمثقف بأن يتجاوز عتبتها أو أن يدخلها إلا بوصفه حارسا لها مجمّلا لبنيتها تلك.
إن ظهور مئات الكتب التي تعنى بقضايا الثقافة والمثقف عربيا، منذ أيام <<الطهطاوي>>، إضافة الى انتشار عشرات المجلات هنا وهناك، وهي تحمل أسماء تمس جوهر الثقافة، كل ذلك لا يعني وجود ثقافة كقوة مؤثرة في أي قرار سياسي وفي تحريك ما هو اجتماعي. فالسلطة في أحادية يوجهها تجيّش المشاعر بما يكفي لإبقاء المثقف أنى كان ومهما كان في الظل، وحتى مشكوكا في أمره، خصوصا حين يقدم وجهة نظر تتعارض ولو جزئيا مع سياستها داخلا أو خارجا، وبين الذين يعيشون حالة مزرية بسببها بالذات.
ما يؤكد ذلك، هو أن المثقف ما إن يقدم نصا جديدا انتقاديا لمجتمعه، يكون أول الثائرين عليه ومعارضيه، من يسمون بالجمهور، الذي تمت تربيته على مدى عصور مختلفة على أن الحقيقة تؤخذ من ولي الأمر الاجتماعي. وما عداه: شاعرا ومن هو في مرتبته، رهين أوهامه وأخيولاته، بعيد عن واقعه. وهذا ما نتلمسه في الآن الراهن. فأقوى النظريات الثقافية (إذا كانت نتاج واقعها هنا) لا تضاهي مرور طيف سياسي أو حاكم في تحريك مشاعر الآخرين.. كلام السلطان هو جوهر السلطان. ولهذا فإن المعرّف بالمثقف العربي يعيش وهم التسمية، ووهم الدور، ووهم القيمة الظاهرة، ووهم تاريخه الذي يعتقد أنه بان له، وأنه في متنه، بينما هو غريب عنه، رغم أنه مدوّنه بامتياز!

Post: #2
Title: Re: المثقف مختصراً
Author: 7abib_alkul
Date: 02-23-2003, 09:34 AM
Parent: #1

عزيزي ود عزة
نرجع لي حجوة ام ضبيبنة
ونسال من يكون المثقف؟
ولك حبي وتقديري