مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟

مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟


02-06-2003, 04:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1044544003&rn=6


Post: #1
Title: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: ود شاموق
Date: 02-06-2003, 04:06 PM
Parent: #0



مذكرات مجنون
يعيش في الخرطوم


أنا مجنونٌ
أعيش بشارع الحريةْ ..
تحت الجسر
عند تقاطع العربات
في عز الهجير
وزحمة البشرية
تحت الجسر
في مقصورةٍ
مهجورةٍ
منسيةْ ..

قفْ ..
هناك بشارع الحريةْ ..
قفْ وانتظر
حتى يضيء اللونُ أحمرْ ..
لا تلتفتْ
وأنظر أمامكَ
حينها حتماً سأحضرْ ..

حين ترغبُ
أن ترى شخصاً
مصاباً بالجنونِ
وعقدة فكريةْ ..
تعال في عز الهجير
هناك تحت الجسر
عند تقاطع العربات
والقضبان والحرية
بعد الفجرْ ..
إن شئتَ أو
إن شئتَ
بعد المغربية ..

دوامي في الصباحِ
بشارع النيلِ ..
وبعد العصرِ
عند الجامعةْ ..
هل يذكر التاريخ
تلك الجامعةْ ..
الناس لا يتذكرون
سوى الجفافْ ..
ولا يرون البدرَ
إلا في المحاقِ
أواخر الشهرِ
وليس المنتصفْ ..
ثم يسألني مغفلْ
كيف فضلت الخرفْ

هناك في الخرطوم
قرب النيل
والجسر الحديدي
المعلق في السماءْ ..
هناك تحت الجسر
يا خرطوم خيمةْ ..
داخل الخيمة عسكرْ
يحرسون النيلَ
دوماً
يسهرون الليلَ
خوفاً
من ظهور الحورِ
يوماً
عارياتٍ للحضورْ ..
ثم أسأل بعد هذا
كيف فضلتُ
على النيلِ القبور ..

يحملون بنادقاً
محشوةً حقداً دفيناً
كلما مرّ النسيم بهم
حزيناً
في صباحٍ
أو مساءٍ ..
صاح أكبرهم به ..
ثابتْ ..
توقف أيها الطابور
يا ملكي
يا مأجور
يا دهماء ..
ثم يسأل
بعض من أحسبهم
من زمرة العقلاء
في هذي البلدْ ..
لماذا أنت مجنونٌ
لماذا يا ولدْ ..

أنا مجنونٌ
لذلك لا أؤاخذ
أحمد اللهَ
على هذي النعمْ ..
العقل في بلد الجنون
يعد جرما ..
والدمع يسجن في المحاجر
هكذا ظلماً وظلما ..
والقهر صار على العباد
اليوم حكما ..
ثم أسأل بعد هذا
كيف فضلت الجنونْ ..

لست أسكرْ ..
فالسُكر في بلد النقاء
جريمةٌ
والفكرُ في بلد الظلام
يعدُ منكرْ ..
خالفْ ..
خالف جميع الناس تذكرْ ..
أسقهم كأساً معتقْ
من زقاق الخمرِ
خمرك
ثم ألهب ظهرهم
جلداً بسوطك
حينها حتماً ستشكرْ ..
كالحمارْ ..
فالحمد لله على
سُكر بلا خمرٍ
ولا خمّارْ ..

لا أنامْ ..
لا أنام الليل أبداً
فإذا ما الليل جنَّ علي أسهرْ ..
لست أغفو
فأنا لازلت دوماً أتذكرْ ..
أنني ليلاً
غفوتُ بلا سببْ ..
فوجدت النيلَ
عند الصبح مسلوخاً
يعذبْ ..
ووجدت الشعب مصلوباً
يؤدبْ ..

قرب قصر الحكم
في الخرطومِ
كانت خيمةٌ
وبداخل الخيمة عسكرْ ..
هل يا ترى
قد عذب العسكرُ شعبي
أم أن هذا السر أكبرْ
الله يعلم وحده
سر العساكرْ ..
لست أدري
كل ما أدريه أني
لا أخاطرْ ..
لن أؤاخذ
حين أعلم بالحقيقةِ
أوبها يوماً أجاهرْ ..

علاء الدين
05/02/2003

.


Post: #2
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: bamseka
Date: 02-06-2003, 04:41 PM
Parent: #1

مذكرات علاء جميله يا شاموق بس بينى وبينك بتخوف

Post: #5
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: ود شاموق
Date: 02-06-2003, 06:56 PM
Parent: #2

بامسيكا الحبيب

ما تخاف

لست أدري
كل ما أدريه أني
لا أخاطرْ ..
لن أؤاخذ
حين أعلم بالحقيقةِ
أوبها يوماً أجاهرْ ..

ما أنا مجنون
موش كل الشعب عارف ؟

Post: #3
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: اسامة الخاتم
Date: 02-06-2003, 04:59 PM
Parent: #1

ابداع
يا مجنون

Post: #6
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: ود شاموق
Date: 02-06-2003, 06:57 PM
Parent: #3

ابداع يا أسامة
الدق جايني في السكة
لوووووول

Post: #4
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: 3mak Hasabo
Date: 02-06-2003, 06:09 PM
Parent: #1

بدون تعليق يامتعدى للخطوط الحمراء عند سلطان الطبيعة

Post: #7
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: ود شاموق
Date: 02-06-2003, 06:58 PM
Parent: #4

عمي حسبو

استغفر الله
خطوط حمراء كيف ؟
دي الخضراء يا داب
لسه الحمراء ما وصلناها

سلامات يا غالي
كيفنك ؟

Post: #10
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: 3mak Hasabo
Date: 02-07-2003, 05:27 PM
Parent: #7

ياحلو
مدام دى يادابة الخضراء يعنى الصفراء ح تجبك لينا جوة البورد دا عريان
وعليك الله لو جاتك حالة الخطوط الحمراء كلمنى من بدرى عشان انكرك واقول ليهم ودشامووووق ؟؟؟ برى دا ملاح شنو ؟؟

Post: #8
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: bit barber
Date: 02-06-2003, 10:53 PM
Parent: #1

جميله يا ود شاموق
ما تعالوا نعمل فيهامجانين كلنا
رايكم شنو ؟؟

Post: #9
Title: Re: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم - ثم يسألني مغفل، كيف فضلت الخرف ؟
Author: ود شاموق
Date: 02-07-2003, 11:05 AM
Parent: #8

والله يا بت بربر
الا تعملو مجانين براكم
لأنو الجن دا مرحلة
بعدها بتجي مراحل تانية

Post: #11
Title: مذكرات مجنون يعيش في الخرطوم (2) صديقك المجنون أصابه الجنون فصار مثل الناس
Author: ود شاموق
Date: 02-07-2003, 10:14 PM
Parent: #1


مذكرات مجنون

يعيش في الخرطوم
(2)


رسالة صغيرة
حملتها النسيمْ
كي ينقل الرسالة
ويوجز العبارةْ
بروعة الإحساسِ
فيوضِحَ الحقيقةَ
حقيقةً أثيمة
وواقعاً أليمْ

هناك في الأعالي
يقتلون القمرَ
ويشنقون الحقَ
في قاعة المهازلْ
القاعة الكبيرة
أسميتها الجنون
حولها حراس
يحرسها رجالٌ
بالحق مؤمنونْ
لا يعرفون الحذرَ
عدوهم إبليس
هذيانهم معلوم
كلامهم نفيس
كأنه من ماسْ
عدلهم حقيقة
نهجهم طريقة
وموتهم قيامةْ
ما أروع القيامةْ
شجعان كالنبالِ
بسطاء كالنعاج
يواجهون القدرَ
ووابل الرصاص

المجد في الأعالي
والناس بالمحبة
يفتتون الحجرَ
اليوم كالأمسِ
وأمسي مثل اليوم
وغداً كالماضي
كلهم سيانْ
لا تقرع الأجراس
حزناً على ذكرى
لا تحبس الأنفاس
بل حرر الفكرَ
فالعقل حين يصير
قاصراً كسيح
لن يجديَ النطاسْ

عدت مساءً حذراً
لوكريَ الكسير
نهاية التاريخ
البعض منتصرون
يرفعون الكأس
والبعض ينتظرون
عودة المسيحْ
وجدت ههرمجدون
دارت بتلك العربة
الواقع القبيح
وقسوة الإحساس
حين تجتمعان
ما أظلم الإنسانْ
وجدت تلك العربة
مقلوبة الوجدان
طرفها حسير
منزلي اليتيم
مقصورتي الحزينة
وملجأي الوحيد

ما أسوأ الوسواس
المجرم الخناس
ألم قرأوا القرآن
لا تنهر اليتيم
لا تزجر اليتيم
الله يا رحيمْ
تجاوزوا الخطوط
وأتلفوا البيوت
وأحرقوا الأثاثْ
يحاربون الريحَ
والطيرَ والإنسانْ
ويحشرون النيلَ
والطلَ والمطرَ
في داخل الأقفاصْ
يا حظي التعيس
ماذا جنيت اليومْ

وجدت شخصاً جالساً
في عتمة النهار
شاهداً وحيداً
جالساً بعيداً
أسمه عباسْ
وخلفه شجرة
جالساً هناك
رأي ما لم أراه
سألته ملتاعاً
يا شاهدي الوحيدْ
قل لي رعاك الله
ماَ الذي جرى
ما هذه الأجناسْ
من عاث في البيوتْ
وهدَّم الأساسْ
قال بصوتٍ خشنٍ
متعب حزينْ
رأيتهم هناك
لا يشبهون البشرَ
لكنهم من طينْ
يدققون النظرَ
في ذلك القرطاسْ
ويحرقون الورقَ
في داخل المقصورة
سألني أحدهم
هل تعرف المجنون
قلت نعم اعرفه
غادرنا صباحاً
نحو ذاك السوق
يلملم الأكياس
قالوا جميعاً يا فتى
كن منه دوماً حذراً
صديقك المجنون
أصابه الجنون
فصار مثل الناس

علاء الدين
08/02/2003



.