تعالوا نكتب عن نساء بلادنا

تعالوا نكتب عن نساء بلادنا


01-31-2003, 08:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1043997453&rn=2


Post: #1
Title: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: maman
Date: 01-31-2003, 08:17 AM
Parent: #0


تعالوا نكتب عن نساء بلادنا

(الحريم ماهن كلهن حريم يا عبد الرحمن.. في مرة وزن أربع رجّالي).. هذا ما قالته لي دار النعيم الهوارية رحمة الله عليها وهي إمرأة مسنة من أهل قريتي في شمال السودان.. أعتقد أن دور المرأة في ريف السودان دورا محوريا.. هذا اسماعيل جقلاب، وكان ناظر المشروع الزراعي ، طلب مسؤولوا مصلحة البساتين منه ترشيح اثنين من المزارعين لمنحهم جائزة المزارع المثالي.. قال لهم: أنا ما عندي مزارعين.. لكن عندي مزارعات.. ان بقيتوا دايرين تدو جائزة أدوها "عاشة بت دونقس" و"بت أرباب"..

عندما أحاول الكتابة عن نساء البلد يمر أمامي شريط سينمائي طويل لعدد من النساء اللائي كان لهن باع طويل في أوجه الحياة المختلفة بالبلد من زراعة أو تجارة أو مهن مختلفة..

أما الزراعة فكما هو معلوم فإن أغلب النخل المشرئب بأعناقه نحو السماء قد زرعته النساء أو على الأقل قمن برعايته .. فقد كان الرجال يسافرون بالشهور فتقوم كل زوجة أو أم بدور المزارع الي أن يعود زوجها أو ابنها فيجد الجناين قد أثمرت.. عاشة بت دونقس.. النعمة بت عبد القيوم.. فاطمة بت الريح .. أم الحسن بت حران..زينب بت ابراهيم ود قردة .. مدينة بت فضل الله صاحبة "تمر مديني".. وهي مزارعة ومربية حيوان على مستوى عالي من الخبرة والدراية في هذين المجالين.. وأعتقد أنها كانت امرأة فارسة .. تسكن لوحدها في مكان يخاف أن يجتازه صناديد الرجال ليلا..وكان الاعتقاد السائد بأن تمر مديني وما جاوره من أرض زراعية مسكون وترتع فيه الجن ليلا وخاصة ما يسمى بـ (أبو لمبة).

أما المهنيات فكانت العمة دار الجلال بت جعفر علما في رأسه نار.. تعمل تمرجية في الشفخانة الى جانب عملها الأصلي كداية ( عليها الرحمة).. تعلمت مهنتها على ما أظن بود مدني وكانت تتحدث بلهجة أهل المدن .. أتذكر تماما عندما تقطر الموية الحارة من القطنة على العوارة وتذر عليها السلفا ثم تربطها بالشريط وتربت على كتفك وتقول لك: "يا ولدي انتو النطيط من الحيط دا ما تخلوه .. أعملو حسابكم"..

بت جمال .. وكانت أول من افتتح محلا لبيع الفول بالعيش البلدي.. والله لكأني اشتم رائحة فولها المميزة وعيشها البلدي المدورالحار وفرنها المصنوع من الطين المخلوط ببعر البقر وهي خلطة أقوي من الاسمنت البورتلاندي والطوب الحراري.. ولعلها تاجرت في السعوط أيضا .. يقول الشاعر حسن الدابي في إحدى قصائده التي يشتكي فيها من غلاء الأسعار والتضخم في ذلك الزمان الغابر:
قرش السعوط من بت جمال..
في كتحتين تلقاهو زال..

أما العمة الصبر بت حامد فقد كانت أما لجميع أطفال الحلة. يجتمع الصغار بدارها بانتظام عصر يوم الثلاثاء من كل اسبوع (يوم سوق تنقاسي) ليأكلوا كوارع البقر ويحتسوا سليقة الكوارع الدسمة .. وفي ذلك الزمان لم نسمع بالكليسترول ومسببات الذبحات الصدرية وكانت أمراضنا هي الكتكوتة والبرمبفيه والمجميج.. ولا نهتم بالمرض .. تطعنك الشوكة فتتركها في كراعك حتى (تخزن) وتمسح على مكان الشوكة بلبن عشر وتضغط على رجلك فتنط الشوكة خارجة ويعقبها الصديد ثم تمسحه بطرف العراقي وتربطه بدلقان وتواصل اللعب مع أقرانك..

محطة الباخرة كانت سوقا تديره النساء فقط.. فعندما تظهر الباخرة (الجلاء) من بعيد وهي تشق عباب ماء النيل قبالة جزيرة الطاهر ، نجري الى المحطة ذات المباني المميزة وأشهرها صراية المفتش ، وأشجار اللبخ والجميز الضخمة.. وهناك تشاهد أشهر النساء التاجرات وسيدات الأعمال: النسيم ، بت وهب ، عزيزة، بت الناولي، أمونة، بت باردوس، بت خليفة، بت العاجبة .. كل واحدة منهن عندها طريقة في جذب الزبائن لبضاعتها ( المنقة .. الموز.. الجوافة.. البرتكان.. القريب فروت..الليمون .. الرطب المديني ..الزلابية والشاي.. الترمس ) أشهرهن كانت "بت وهب" ولها طريقة مبتكرة في جذب الزبائن ليشتروا منها المنقة 00 كانت تمسك بثمرة المنقة السنارية في يدها وتقلبها وتملسها وتقول: " بالله عليكن آحباني دي شن تشبه بلا كراع المرة المدخنة".. فيقبل عليها ركاب الباخرة ويتخطفوا بضاعتها.. وتنفض شوالتا وتذهب الى بيتها منتشية بما حققته من دخل..

الحاجة بت باردوس كانت هي همزة الوصل بين حريم المحطة (زوجات أفندية المشروع الزراعي) وبقية نساء الحلة.. كانت تنقل التكنولوجيا والابتكارات من هذا المجتمع الراقي نسبيا لمجتمع القرية.. وشوية شوية يتعرف مجتمع القرية على (المحشي) و(الضلع) و(البسبوسة) و(الكستر) و(الكعك الغريبة).. الحاجة النسيم بحق كانت أول من بدأ "تصدير" المنقة من القرير وكانت تنافس كبار تجار المنقة ووصلت ببضاعتها حتى دنقلا..وذاقت متعة الربح وتجرعت مرارة الخسارة.. وللحاجة النسيم قصة طريفة مع زوجها خلدها حسن الدابي في إحدى قصائده.. عادت من إحدى رحلاتها غير الموفقة الى دنقلا (بحري) ومنيت بخسارة كبيرة وبارت عليها المنقة. ولما عادت الى بيتها لم تتعرف حتى حمارتها وأدعت بأن زوجها أبدلها بحمارة أخرى.. وفي ذلك يقول الشاعر حسن الدابي _عليه الرحمة) :
جات خالتي النسيم من بحري دابا
منقتا بايري .. ضروها السبابة
انقطعت هناك.. إلا الله جابا
يعوضا الله في تعبا وعذابا
قالت دي ماها حمارتي .. واصلي أنا ما ب أرضابا
حمارتي انا يا حلاتا ويا شبابا
تشيل رحلين صناديق في السبابا
جن الراجل.. الراجل خرابا

والشول عبد الله الداية الشاعرة.. صاحبة قصيدة الكبوري المشهورة التي قالتها عن كبر السن ) .. طبعا أنا اذا استرسلت لدخلت كل بيت وذكرت كل الحبوبات والخالات والعمات والاخوات.. حيث أن كل واحدة منهن شعلة قائمة بذاتها وهن بعدد النخيل المزروع في على ضفتي النيل..

ــــــ

عبد الرحمن مامان

Post: #2
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: nile1
Date: 02-01-2003, 05:48 AM
Parent: #1

صباحاتك بيض يا مامان

ليت الأخوان ود العجمي أو أبو يسرا أو أبو عثمان يكتبون عن أعلام نساء المقل والحجير وكافوته بدءا بحبوبتنا بت نعمي الشاعرة الملهمة..طبعا العبد لله ..طير صعيد..وهم أكثر دراية مني بالبلد

Post: #4
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: الأمدرمانية
Date: 02-01-2003, 06:29 AM

صباح الخير عبد الرحمن
عن أى النساء تتحدث فهن كثر والرد لاحقا

Post: #3
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: sumah
Date: 02-01-2003, 06:23 AM
Parent: #1

نحن جاهزين علشان نعمل شريط سينمائى عن اولئك النساء الحرائر عليك ان تكتب النص ونقوم نحن بكتابه السناريو وما اكثر المنظمات النسائيه في العالم التى تحلم بعمل شئ متفردعن دور المراة العاملة في دول العالم الثالث وكم المعاناه وهو ايضا وثيقه يمكن انتبين علاقه الاسلام الحقيقى ومكانة المراة فى المجتمع السودانى ٠٠ ده اظنو حيكون سبب كافى ومقنع للاثصال بى ٠٠ عرفت اﻻن من وين انا لميت فى الايميل ٠٠٠
اذا كنت كما انت عبق ٠٠ فاحترق
----------------------------------------------------
المخرج\ اسماعيل محمدالحسن
www.yazoal.com

Post: #5
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: maman
Date: 02-01-2003, 04:08 PM
Parent: #1


الأخوان نايل 1 /suma /والأخت الامدرمانية

شكرا لمداخلاتكم.. الأخت الامدرمانية أنا أقصد نساء بلدنا على امتداد المليون ميل مربع، رغم إنني ذكرت أسما نساء من حلتي بشمال السودان.. وحلتي هي جزء من بلدة اسمها القرير تمتد مسافة 15 كيلو مترا على الضفة الغربية من النيل بمحافظة مروي..كنت أريد من الأخوان المشاركة ليتكلموا عن المرأة في أم كدادة وعد الفرسان والهلالية والصلوعاب وود الماحي ولابدة ومبروكة وأبو هشيم.. وكل فيافي السودان ..ألا تعتقدي أن إمرأة مثل أم الحسن الهوارية التي افتتحت أول مقهى في طريق أم درمان دنقلا الصحراوي قبل 45 عاما وما زالت تدير القهوة هي امرأة يجب أن يعرفها جميع السودانيين؟؟؟

تحياتي

عبد الرحمن مامان

Post: #6
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: Al-Shaygi
Date: 02-04-2003, 09:41 AM
Parent: #1

Up

Post: #7
Title: Re: تعالوا نكتب عن نساء بلادنا
Author: maman
Date: 02-05-2003, 05:07 AM
Parent: #1


أعزائي
في تعقيبي على الاخوان وتوضيحي لما أقصده بنساء السودان، ذكرت من ضمن قرى ريف السودان ، ذكرت قرية الصلوعاب تلك القرية الوادعة التي ترقد على النيل بالقرب من المتمة.. وهي قرية زرتها عام 74م وأنا عضو بجمعية تطوير الريف بجامعة الخرطوم حيث عسكرنا لمدة شهر كامل وبنينا مدرسة ثانوية عامة.. وبنينا كذلك علاقات مع أهل الصلوعاب ، كبيرهم وصغيرهم ما زالت قائمة الى يومنا هذا..

إطلع الأخ الدكتور عصام عبد الله التوم أحد أبناء الصلوعاب على البوست الذي كتبته حول نساء بلادنا فأرسل لي بالايميل هذه الرسالة الرقيقة من أمريكا... ألا تعتقدون أن أمه أيضا تستحق أن ضمن قائمة الشرف ؟؟؟



Dear Maman,
Salam,
I was writing this letter filled with emotions, nostalgia and homesickness. This morning I read your post in Sudaneseonline about Sudanese women. When you mentioned the women of Alsoulaab, then I thought it was you Maman, the university student who came 30 years ago with his friends of Jam3iayat Tatweer Alreef to build the secondary school in my own village, Alsouloab - by the way we have website now. Because of your closeness to our grassroots and to the ordinary villagers and because of your unique name, every villagers new you by name and they still tell stories about you and your friends. I was a little boy then. I saw how useful a university student could be. I remember very well when I dreamt to be a university graduate: it was the time when everybody in the village came to help you in putting the roof for the school. I did in fact go to the University of Khartoum. And during my career, I met one of your favorites: Mohamed Badi, my class mate and best friend; he always reminds me of you.

I am crying now because few months ago we lost the veteran Itahdi and the dean of Alsoulaab leaders, Ahmed Altayeb Alhamadi and few years ago my father, Abdalla Eltoum, both of whom were instrumental in getting your society to come build our school. Thanks a lot Maman for the inspiration you give it to me and many of Alsoulab University graduates, who are many now and they are scattered all over the world.
Isam
---------------------------------------------------------
Isam A. Eltoum, MD, MBA
Associate Professor
Director of Cytopathology
University of Alabama, Birmingham, US
Tel 205 934-4333
Fax 205 975-7384