دعوة تأمل × الحقيبة

بالله يا أخوانا كدي أدونا رأيكم في كلام الحقيبة وكيف الناس ديل مع قلة ثاقفتهم وشح الإمكانات في الوقت داك قدروا يطلعوا كلام ذي دا

ونحنا مع تطور الوسائط وغزارة الثقافة والإمكانات اللا محدودة ووجود حلوين امثال ناس بكري ما قادرين نطلع شئ يمثل لولو 10% من جمال تلك الفترة

شئ عجيب بالله في زول عارف السبب

افيدونا لو سمحتم

ولكم الشكر

الاخ شوكت
تحية وسلام
شاهدت ازهري محمد علي في لقاء تلفزيوني تحدث عن القدسية التي منحناها لاغاني الحقيبة والتي ساهمت كثيرا اي القدسية في تشويش الصورة لدينا والغشاوة التي وضعتها في نظرنا للابداع اللاحق لها فاصبحنا ننظر للحقيبة كانها ادب مقدس وصل للقمة وكل ما بعده ياتي دونه وهذا من واقع النظرة والفكرة التي كوناها من خلال نظرنا للانتاج اللاحق للحقيبة من خلال كوة في قدسية الحقيبة وهكذا ارسينا ثابت واصبحنا نتعامل معه من هذا المنظور وبالطبع كل هذا لا ينفي ان الحقيبة من اروع الفنون التي قدمها الغناء السوداني في القرن العشرين
مثل لهذا بالقدسية التي منحت مثلا لمدينة ام درمان والتي ايضا وضعت غشاوة علي الاعين من النظر اليها كمدينة ومحاكمتها
وعلي ذلك قس

اخي أحترم تماما شعر الأخ أزهري محمد علي وأحترم رأيك ورأيه ولكن يبقي السؤال قائما بغض النظر عن الأشعار والكتابات التي عبرت عن الواقع في الفترة مابعد الحقيبة، ولكن حتي لماذا لم يوجد شعر بنفس القوة في التعبير وكل قياسات الشعر الجيد غنائي كان أم شعر عام، هذه حقيقة لا يستطيع نكرانها أي شخص فإذا نظرت فقط لشعر الأستاذ أبوصلاح سوف تجد أنه شعر مميز بكل مقاييس هذه الكلمة ومن يضاهيه الأن ، وكذكل الجغريو والرض وغيرهم كثر

أعتقد أن الواقع يوضح ذلك في التجاوبالكبير الذي تجده أغنية الحقيبة حتي الأن مع الكم الهائل من الأغاني التي تلتها، ألا توافقني الرأي في ذلك
شكرا لك أخي
وأتمني أن نسمع منك مرهأخري

استمع للحقيبة واتزوقها
لكن اطرب لوردي ومصطفي ومحمد الامين والكابلي
اتفاعل مع الحقيبة
ولكن اشده لزاد الشجون

العزيز شوكت
وجهة نظري الخاصة انو الناس ديل عاشوا في حقبة زمنية جميلة ، نفوسهم صافية ، أحاسيسهم صادقة ، فطرية ، ليس بها تكلف ولا ادعاء ، فكانت النتيجة ذاك الإبداع المتأصل المسمي بأغاني الحقيبة ، لا أنفي وجود الفن الراقي الهادف الصادق الآن ، أو في أي فترة مضت ، لكنها كانت الأجمل لأنها كانت الأكثر فطرية ...

الإخوة الكرام
الحقيقة السؤال عن السبب عجيب ، ويبدوا أنكم وأخص الأخ شوكت والأخ أساسي لم تطلعوا على حياة شعراء الحقيبة ، ودعوني آخذ المثل الذي أخذتموه "أبوصلاح" أبوصلاح حفظ القرآن الكريم في سن الطفولة وتعرفون كيف يجوّد حفظ القرآن اللغة ،، وكذلك فعل الأغلبية منهم ،، ثم أنهم مثقفون جداً ليس عن طريق الإنترنت أو (الدسكشن بوردس) لا بل كانوا يقرأون الكتب أمهات الكتب ، قرأوا الشعر العربي القديم والأندلسي (وعليه نظموا على طريقة الموشحات) ودرسوا الشعر الحديث ، هل تعلمون أنهم كانوا يتابعون الكتاب العرب يوماً بيوم، كانوا حين ينتظرون في محطة القطار القادم من مصر إنما ينتظرون ما كتبه العقاد وغيره ويكتبون إليهم وكانوا يعرفونهم بشير عتيق "عليه الرحمة" روى أن أحد أصدقاءه قدمه في زيارة له لمصر للعقاد قائلاً "أخونا بشير عتيق شاعر .." فقاطعه العقاد وهو يشد على يد بشير عتيق قائلاً "هل تدري يا نعسان؟" ،،
وفي زمانهم كان هنالك "صالونات" هي عبارة عن "منتديات شعرية" ولا تزال بعض الأسر تحذوا هذا الحذو منها أسرة الشاعر "الكتيابي" حيث أنه عضو بالبورد.. وهذه الصالونات هي حرب على غير الجيد وتنافس شريف على قمته وليس "مجاملات" كما يحدث هنا في البورد (واحد يكتب شيء يسميه قصيدة، بلا وزن ولا قافية ولا معنى مقصود، فتترى كلمات الإعجاب ويوصم بأنه شاعر فذ وتنهال عليه تعابير إيه إيهِ)..
الناس في زماننا عزيزي شوكت لا يقرأون كما كان شعراء الحقيبة يقرأون ، لا كماً ولا كيفاً ، والتعليم المدرسي بالرغم من بلوغ الخليل مداه حينها (كلية غردون) إلا أنه لم يجعل منه أكثر شاعرية من العبادي ،، على ذكر العبادي، قرأت مرة أنه كان يسافر على راحلة للبوادي لأخذ اللغة من أهلها "تماما كما كان يفعل القدامى" ولذلك تجده الأقوى تعبيراً والأكبر مخزوناً
لا أطيل
لكن أخي أساسي ما بال الناس يعطون هالة لشيء لا يستحق الهالة، بل وكيف يجتمعون على ذلك ، ثم أن التالي إذا كان جيداً وأكثر مابالهم يرجعون إلى القديم، أقصد بالصورة التي أشار إليها شوكت لا رجوعاً عادياً .
عذراً (تعبت والله) .. سأعود

الأخت تونا - الأخ الشاعر
أسعدني حقاً ردكم وشعرت بإضافة حقيقة لأنه لم يكن نقد للموضوع بل إضافة وهذا ما قصدته أن يدلي كل من له معرفة بتاريخ الحقيبة وفترتها الزاهرة أو له تحليل موضوعي عن مسببات الإبداع في تلك الفترة حتي نكٍون كماً هائلا من المعرفة تحمي به الحقيبة من التدخلات الحالية والتي في كثير من الأحيان تشوه من جمالها وتغير بعض معانيه.
أخي الشاعر أتمني صادقاً أن أري إضافات أخري كثيرة تثري النقاش ويقني أنك بحر من هذا أرجو أن لا تبخل به علينا
وفقكم الله
وفي إنتظار المزيد

العزيز شوكت

شكرا لطرح هذا الموضوع للنقاش

حقيقة الكلام كتير في هذا الموضوع، وفعلا كما ذكرت كان هناك ابداع فاق حد الخيال في قصائد هؤلاء الشعراء في وقت كانت وسائل التعليم شحيحة ونادرة وصعبة المنال عكس الآن الا ان ليس هناك ابداع بنفس الدرجة

يمكن ده حال الدنيا، قبل كم سنة قرأت في احد المجلات المصرية قصيدة مترجمة لشاعر فرعوني، ملخص القيدة يشكو فيها من تحول الناس وان الحياة اصبحت صعبة والناس اتغيرت وكده...فقلت في داخل نفسي ان هذه الاقضية ازلية، امكن اذا رجعنا لزمن سيدنا نوح ح تجد الناس يشكو من تغير الحال

لكن ليس بحال من الاحوال هذا سبب لتدني الابداع، لذلك اتفق معك والاخوة اساسي والشاعر في كثير من ما ذكروه خصوصا قول الاخ الشاعر ان هؤلاء الشعرا قد حفظو القران ودرسوه وكما تعلم اخي شوكت ان القران بعد نزوله احدث ثورة في اللغة العربية وادخل اليها من الضروب الجديدة على اللغة التي لم تكن معروفة قبل ذلك مثل الجناس والطباق وضروب التشبيه الاخرى غير استخدام الكاف كالتشبيه التمثيل فاذا رجعت للشعر الجاهليو وتلك الحقبة لم يكن يستخدموا غير حرف الكاف للتشبيه، فهذه الثقافة الثرة بالتأكيد اثرت بشكل كبير في معرفتهم وابداعهم

ولكن لا ننسى الظروف التي يعيش فيها الشعراء الآن لها من الاثار السلبية الكثيرة على ابداعهم رغم ذلك كثير منهم المبدعين كمثال عاطف خيري، حميد، الرضي،... وكثيرون غيرهم، لذلك يجب ان نضع في الاعتبار الاعذار للبقية التي حالت دون تطور ابدعاهم رغم ما لهم من ملكة شعرية

ودمت اخي
ولك التحية

شكرا أخي وصديقي العزيز ياسر

لكن يبقي سؤال أهم أو مقعولة تتنافي مع ما ذهبتم إليه وهي ( المعاناة تولد الأبداع ) ونري ذلك واضحاً جدا في أشعار الأخوة محمد الحسن حميد ومحمد سعيد القدال وأزهري محمد علي وغيرهم كثر ولكن هل بقي الإبداع الذي تولد بنفس القوة التي كان عليها في زمن الحقيبة؟ هذا سؤال

مدي تأثير القرآن في شعر الحقيبة ( موضوع يحتاج إلي دراسة ) خاصة وأن ذلك يعتبر واضحاً حتي في مفردات غناء الحقيبة بحيث لا تجد قصيدة لا يظهر فيها ذلك الأثر.

ويبقي سؤال أخر هل التأثير للقرآن فقط أم أن هناك اثر أخر خاصة إذا تم الربط ما بين فترة دخول القرآن في السودان وفترة غناء الحقيبة ( هناك عدد كبير من السنوات التي كان يمارس فيها الشعر ولكن ليس بنفس قوة فترة الحقيبة لماذا؟

سؤال أخير

هل عبرت الحقيبة حقاً عن مضامين القرآن الكريم أم أنها أخذت منه الجانب اللغوي فقط وتجاهلت المضمون وهو الأهم ( تمعن في الغناء في فترة الحقيبة وسوف تجد الإجابة) والتي سوف تقودك إلي نظرية أعتقد أنها مهمة جدا بالنسبة لمسيرة الثقافة السودانية ، هل نحن حقا مستوعبين للقرآن ويمكن لنا الحديث عنه وعن تطبيقه أم أنه لم يؤثر كثيرا في العديد من عاداتنا وتقاليدنا لفترة ما قبل دخول الإسلام

الموضوع ح يوسف مش كدا المهم الناس تتناقش عشان تصل إلي الحقائق

وسوف نعود إنشاء الله

الأخ شوكت والأعزاء المشاركين تحياتي
أنا لم أفهم تماما قولك أخي شوكت عن تطرق الحقيبة لمضمون معاني القرآن الكريم ، فهل تقصد تطبيق مباشر لتوصيل المعني كما في دروس العبادات أو نظم شعري كالذي يكون في المدائح والأناشيد الدينية ، لا أظن ستجد هذا في (أغنيات الحقيبة) ولكن ستجده في إنتاجات شعراء الحقيبة الأخرى وكثير منهم (وربما كلهم لست أكيداً) لهم أعمال أخرى دينية وسياسية واجتماعية تجدها في دواوينهم وعند الحفظة ، لا اذكر قصيدة دينية ولكن (واجب الأوطان داعينا) التي يتمشدق بها العساكر من أعمال عبدالرحمن الريح وله غيرها الكثير ، وكان لأعمالهم أيضاً دوراً كبيراً في تعليم المرأة وخروجها للعمل
عودة لنقطة الدين ، أرى أنهم كانوا يضمنون القيم الإسلامية في أعمالهم وتأتي عرضاً من غير إقحام ولا دعوة مباشرة ولأخذ لك مثالا
أحرموني ولا تحمرموني سنة الإسلام السلام
الشاعر هنا يغازل محبوبه محاولا لفت نظره إليه ولكن بدعوة راقية تذكر بأن السلام سنة شريفة، بدلاً من قوله (العجب حبيبي ما أداني تحية)..
وآخر في قصيدة
زهر الرياض في غصونو ماح يقول
من قالوا أو من قلنا سيب أسمعني أقوال النسيب
أليس في هذا دعوة لترك القيل والقال
وأنظر هنا للتسبيح وتمجيد الخالق:
* ملاك سبحان من سوّاه رفع في المرقد مأواه
*سبحان من نشّاك حسناً في غاية الكمال يهواك الجنوب وإليك ينقاد الشمال
وفي هذا البيت وحده أكثر من إشارة
* جلّ الباري أبدع في حسنك براكَ يا الرشا يا المكحّل يا شويدن الأركَ
وهناك الكثير الذي لا أحصيه عداً
عن الفترات التاريخية التي ذكرت أخي شوكت ( ولست ملماً بالتاريخ إلى حد القطع) ولكن أعرف أن الشعر عموماً مرّ بفترة تدهور أعقبتها فترة إزدهار كان قائدها في مصر (البارودي) وفي السودان (محمد سعيد العباسي) فجاءت الحقيبة بعد فترة الإزدهار ، وكذلك انتشار التصوف وأثره في التربية الروحية والدينية والتي أشرنا إلى اثرها في تجويد اللغة.
شيء أخير في هذا البوست ارى أن المقارنة غير مجدية بين شعراء الحقيبة وشعراء أمثال محمد الحسن حميد ومحمد سعيد القدال وعاطف خيري فلونية الشعر مختلفة ، اقصد طبعاً اغنيات الحقيبة وليس اشعار شعراء الحقيبة ، لأن في نظري أن كثير جداًً من شعراء اليوم أجادوا في العربي الفصيح كما لم يفعل خليل فرح وعبدالرحمن الريح وأبوصلاح

زي ما قلت شتتو الموضوع فما عارف أمشي في ياتو إتجاه
واصلوا

شكرا جزيلا أخي الشاعر وأتمني أن يكون لك رد آخر حتي نستفيد
هناك بعض النقاض في حديثي الأخر أود أن اعلق عليها حتي يكتمل المعني

قصدت بالتأثر شعراء الحقيبة بالإسلام إنعكاس تأثرهم بحفظ القرأن وتطبيق الصور الجمالية الموجودة فيه علي العديد من القصائد التي ألفوها ويمكن أن نأخذ مثالاً لذلك أغنية ياسمير بي نظرتك أوفي المعاد خاصة المقطع الذي يقول

الشجر أقلام جميع والنيل مداد
لو كتب أشواقي ليك ما عددا

ويمكن أن تطبقها مع قوله تعالي
قل لو كان البحر مداداً لكلمات لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي صدق الله العظيم

وقس علي ذلك العديد من الأغنيات التي أخذت من الصور الجمالية في القرآن الكريم

أما عن حديثك عن الكتابة باللغة الرعبية الفصحي عند شعرا الحقيبة فيا أخي أن تأثر شعراء الحقيبة باللغة العربية في نظري أقوي من أي فترة شعرية أخري بالسودان ، ونأخذ مثالا لذلك ايضا أحدي قصائد الشاعر الضخم أبوصلاح 0 بدور القلعة) إذا تأملت هذه القصيدة فسوف تجد أنها بنظره عامة دارجية ولكن كل الكلمات والمعاني التي فيها وحتي شكلها العام عربي فصيح تأمل القصيدة ،وكذلك أغنية يا سمير سالفة الذكر

والعديد من القصائد

أتمني أن أجد ردأ أخر به من الكلمات والمعاني ما يفيد كما عودتنا

في إنتظار ردك اخي الشاعر مع الشكر