الرحيل إلى جنة الجراد

الرحيل إلى جنة الجراد


06-05-2002, 08:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1043689935&rn=6


Post: #1
Title: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-05-2002, 08:51 PM
Parent: #0

الاخوة و الاخوات الكرام
ارسل لى الكاتب د.بشرى الفاضل مجموعة قصص قصيرة اليكم و وعدنى بالانضمام للمنتدى فى الفترة القادمة .واصالة عن نفسى ونيابة عن كل الاعضاء اشكر رائد القصة القصيرة فى السودان لهذه المساهمة و نحن فى انتظار ان تكون بيننا يا بشرى وهذه اول مساهمة وهى بعنوان "الرحيل إلى جنة الجراد" و انشاء الله سوف انشر بقية المساهمات فى الايام القادمة
فصول من رواية سيمفونية الجراد
خرجت جريرة وهي جرادة نشطة في رحلة من رحلاتها الدورية للبحث عن جرير الغائب منذ خمس جردات, والجردة هي سنة الجراد, وعن الخضرة في ديار احطوطبت مشاعرها وعن سرب لا يجيء. قالت راوية هذه الحكاية وهي جرادة ذات استطرادات لراوٍ آخر سيوبر أن الخضرة هي موسيقى الجراد ولذا فهو ليس معادياً لها بل هو يسمعها ويستنشقها ولا يروي ظمأه منها إلا بالتهامها.
خرجت جريرة في صيفٍ امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر إلى انطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والأنهار والمروج والمهج . كانت جريرة عائدة قبل شتاء من ديار جارد. فعاتب وهو من الجراد العتاب كان قد جاءها ذات يوم جذلاً وقال أنه شاهد جريراً هناك . سافرت جريرة إلى جارد على عجل ثم عادت من رحلتها بهاء سكت مريرة كالغصة وباتت شتوياً تنضح بالحسرة.
كانا وجرير قد أنجبا تجريدتين ولا تعترف أسراب الجراد العليا بفاعلية الإسهام في حفظ النوع ضد سلاح المبيدات المحرم سربياً . إلا بإنجاب ثلاث تجريدات. خرجت جريرة أملاً في العثور على حبيبها ومن أجل تقدم السلالة. و حب الجراد صادق دائماً .في هذه المرة أخبرتها جرة الجرادة المشبوهة العائدة للتو من نواحي القصبة أن جريراً يرتع بين قريناته الجديدات وسط بساتين جارودي عاصمة الجراد
تتأفف جريرة . تزفر أحزانها من خلال فمها الصغير فتقول
ـأوففف
وتلتقط الريح فقاعة الهواء الصغيرة وتدخلها ضمن نسيجها الفاعل
فلا يكاد أحد يسمع شيئاً ولذا يظن الجميع أن ليس للجرادأصوات .كانت جريرة في حالة جوع دائم حد التصاق جنبها الأيسر بالأيمن . وحين خرجت قاصدة جارودي أفردت دفتها الصغيرة وفتحت فوانيسها المحورية وعدلت من الساري ثم أسلمت نفسها لتيار الرياح العاتية. طارت بها الريح وطارت جاغة وجاغة فجاغات والجاغة هي ساعة الجراد وهي 39 ق. زمن الجراد الداخلي من أسرار الكون. كانت جريرة تسكن في انقاية جرداء في بلاد تروى بالمطر في بطن الجزيرة قرب بلدة واصل نومك. وكل جراد واصل يعرف جريرة بنت الجزيرة . هذه الجرادة المتجردة التعيسة الحسناء.
في أثناء طيرانها نحو جارودي كانت جريرة ترقب حركة العتاب وهو جراد شبه طائر شبه سائر وتضحك وترمق بفوانيسها الدوارة حالة انحسار موسيقى الجراد من جنبات الترع وأب عشارين والجداول والتقانت وسط الحواشات البور . . تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم. طارت جريرة وطارت ثم طارت وشيئاً فشيئاً امتلأت ذاكرتها بالأشجان ودماغ الجراد كله ذاكرة . وما لبثت أن غنت عذاباتها بشعرٍ آسرٍ
ـ أوف تك تكم . أوف تك تكم تـك تك .
طارت جريرة وطارت ثم طارت وبعد جاغات وجاغات أصبحت على مشارف جارودي . في البداية دخلت الجرادة التعيسة الحسناء منطقة الريح الأصفر الذي يفصل الاقاليم القاحلة عن الأقاليم المتجهة نحو الحضارة الخضراء. وطارت طارت ثم طارت حتى وصلت الى زون الريح الأزرق ففقدت هناك وزنها وصارت ريشة في مهب الذكريات. طارت بها الريح وطارت ثم طارت وطارت وفجأة انبثقت أمام جريرة خضرة موسيقية كالخضرة التي كانت تراها في الأحلام . طارت جريرة وحلقت بالمرح كله فوق ساحة خضراء تراها لأول مرة في حياتها. ساحة جمعت عصارة الخضرة منذ عيذاب التي ليست وراءها أسراب ومن زمن غابات تركاكا والزمن القديم مما رواه جدودها عن رغد العيش قرب ودسلفاب .
ـ صفق اللوز دا كلو هيلكم يا الحبان
وأجابها جراد نرتتي الخضراء الخضراء من غير سوء
ـ بالحيل
فردت الجرادة الأم
ـ نان ما تقرضو ا
لجردات وجردات ظلت الأم تكرر نكتتها لجريرة حتى ربتها على حب الفكاهة وفي كل مرة تعودان معاً إلى النكتة بدءاً من آخرها
ـ نان ماتقرضوا
حلقت جريرة وحلقت فرحة فوق الساحة الخضراء ومن علٍ رأت الجداول الرقراقة والمياه الدفاقة والثمار البراقة ثم لاحت لها أسراب عجيبة من الجراد بدينة وتمشي الهوينا وأحست جريرة أن هذا الجراد تكاد تقتله الفاقة . وما أن اقتربت أكثر حتى حل بها الفزع وهمست لنفسها
ـ هذا الجراد ليس من بني جلدتنا .
كان هناك جراد سمين وجراد بدين , جراد لاحم وجراد شاحم, جراد مكتنز وجراد ينز , جراد وديك وجراد سميك, جراد منيع وجراد عاتي , جراد فات وجراد فاتي وأعجب من هذا كله فصائل أخرى من الجراد الأممي حيث كان هناك الجراد الجامبو والجراد الجراند وغيره مما لا نعرف له كنهاً.
هبطت جريرة بمدرج مطار جارودي وكانت دهشة جراد الساحة لرؤيتها أكبر من دهشتها. هنا كفت جريرة عن تذكر النكتة القديمة والتمعت في ذاكرتها الدماغية خاطرة عن أنها ربما حلت بجنة الجراد. و اقتربت جريرة من جموع الجراد أكثر فشاهدت
لدهشتها انشغال الجميع بالتهام نوع من الخضرة الملفوفة المحشوة باللوز. رأت الحشود تتوجه بأسلوب حضاري نحو المنصة فتقدم لها كواعب الجراد الخضرة الملفوفة في آنية خضراء مع مناديل من سندس .
دارت جريرة ثم دارت ودارت حول جموع الجراد المتعجبة . نسيت جرير وما جرى منه وتذكرت بحزن عميق أمها وابيها في جرداء التي قرب واصل . وتملكتها شفقة طاغية وحزن ماله من قرار لكون أمها لا تعرف شيئاً عن طلعات الإستهلاك الراقية أما أبوها الزاهد فكان يسألها دائماً عن الفرق بين الإستهلاك والهلاك . أمها تقضي سحابة نهارها بين الورتاب والبتاب, تقبع بين مشلعيبها ورواكيبها وكراكيبها وغاية أمنياتها أن تحظى بصفقة عنكوليب .وفي الخريف يكون صفق العدار راقد هبطرش في الإنقاية قرب واصل نومك و
ـ أخرجي من هنا أيتها الشحاذة الجرداء القذرة .
انطلقت جريرة إلى أعلى بسرعة هائلة فاقدة للوعي بالدفع الميكانيكي من هذه الضربة الجراند مثل قذيفة حتى ارتطمت بروث البقر في أطراف القصبة .وظلت هناك بلا حراك لجاغات وجاغات وحين أفاقت لم تعد تذكر إلا تلك الصيحة الأخيرة
ـ شحاذة قذرة أخرجي !
وفتحت جريرة فمها لتصرخ لكن هاء السكت دهمتها فجأةً فسكتت.

Post: #2
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: Tumadir
Date: 06-06-2002, 01:08 AM
Parent: #1

Bushra Elfadil kasb kabeer lelmuntada, lana an nanhal min hazha el ma3een el khasb.

Post: #3
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-06-2002, 06:26 AM
Parent: #2

الاستاذة العزيزة تماضر
شكرا للمداخلة وفعلا الاستاذ بشرى الفاضل حا يكون كسب كبير للمنتدى لكن ظروف عمله الحالية تمنعه من ان يكون بيننا لكنه وعدنى بان يكون بيننا قريبا و انه يقرا المنتدى يوما,بالمناسبة يا حبذا لو تدعو لينا المبدعة رشا شيخ الدين للمنتدى


Post: #4
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: قرشـــو
Date: 06-06-2002, 07:16 AM
Parent: #3


الأخ بكرى
لك التحية والتجلة وانت تأتينا بالمبدعين واحدا تلو الاخر فتزدهى ساحات الحوار وتتجمل بحلو ما يكتبون فنراك وفرت علينا جهد البحث عن نتاجهم وتنسم اخبارهم..
انه حقا لفخر لنا جميعا ان يكون بيننا كل اولئك المبدعين فنسعد بهم..
لك الشكر على جهدك الكبير سيدى ووفقك الله لجممع شمل الاحباب جميعا من بنى الوطن الغالى ..

Qute:
"تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم"
unqute
ما جاء اعلاه ذكرنى بالأخ عيون الحرية فاين هو يا ترى؟؟


Post: #5
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-06-2002, 06:57 PM
Parent: #4

الحبيب قرشو
لك الشكر و التحية

Post: #6
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: DEEK_ALJIN
Date: 06-06-2002, 07:14 PM
Parent: #5

شكرا سرورا ايها البشير ( بس مازى بشير الجماعه ) وانت تزف لنا البشرى تلو البشرى حتى كان السامق البشرى فى ديارنا .. مرحبا به ويامرحى لنا به واكيد بك عزيزى بكرى


ودامت شمس افراحنا مشرقة


ديك الجن

Post: #7
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-08-2002, 07:51 AM

الحبيب ديك الجن
لك السلام و التحية

Post: #8
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: alsara
Date: 06-08-2002, 08:31 PM
Parent: #7



بشرى الفاضل ذلك الذي متعنا كثيرا بكتاباته الرائعة من البنت التي طارت عصافيرها الى نفسي في داخلك اعاين و جرير و الكثير الثر.. لنا كل الفخر بان تكون بيننا و لبكري كل الشكر على هذه النفحات التي تعطر البورد كل يوم

Post: #9
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: rummana
Date: 07-04-2002, 10:10 PM
Parent: #1


Post: #10
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: Abu Suzan
Date: 07-05-2002, 03:03 AM
Parent: #9

مرحبا بالدكتور بشرى والشكر لك يا بكري. ويا رمانة إنتي متأثرة بشارلي شالن ومستر بيين ولا ماشة على المثل البقول الصورة أكثر تعبيرا من مليون كلمة؟
عفوا سقطت الباء سهوا من شابلن وليس هناك من سبيل إلى إعادتها

Post: #11
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: rummana
Date: 07-05-2002, 10:41 AM
Parent: #10

يا أبوسوزان
أنا أصلي بحثت عن بوستات قصص الاستاذ بشرى حتى كل متني
فلما كل متني وجدتها وارسلتها الى الصفحة الاولي
وكان متني كليلا فلم أستطع أكثر من ارسال ابتسامة تعبة معها
هذه هي الحكاية

Post: #12
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: azza
Date: 01-26-2003, 03:48 PM
Parent: #1

بس قريت و عجبتني

Post: #13
Title: Re: الرحيل إلى جنة الجراد
Author: albagir altahir
Date: 01-27-2003, 06:39 AM
Parent: #1

الاخ بكرى يا ريت والله لينا زمن بنفتش للاستاذ بشري الفاضل
والي كتاباته