ببكوا الناس على الناس بالدموع الجارية
ويبكنك نفايلاً للمكارم حارية
مغبون السحاب تكتل بروقو الفارية
هادي دموعو نزلت فوق بطانتك سارية
الفرجوني
الغالية مهيرة
تحيات وأشواق
طالت الغيبة هذه المرة، وزاد الشوق كما هو الحال كل مرة، ولا نقول سوى الحمد لله على كل حال، وإن كنا نأمل في حال أفضل و واقع أجمل من هذا الواقع الكئيب.
أختي العزيزة الدكتورة مهيرة، إنه مما يؤلمنا ويزيد تعاستنا في هذه الحياة أن يكون احدنا سبباً في تعاسة إخوة له في الإنسانية لأي سبب من الأسباب مقنعة كانت أو لم تكن، وكما ترين عزيزتي فهذا هو حال الحياة تمر على الناس بحلوها ومرها بكل ما فيها وتبقى الذكرى.
كان لك وجود محضور وظل ممدود شاء من شاء وأبى من أبى، وكنت فينا حرازة لم نعرف قيمتها إلا حين قطعت، فمنا من لم يرى الهيولي ولكنه نعم بالظل ومنا من نعم بالظل ولم يرى مصدره، ومنا من نعم بالاثنين، والجميع اليوم محزونون على فراق الظل والشجرة، لا أريد أن ألومك، ولكن أتمنى أن تعود الشجرة إلى مكانها الطبيعي لتمنح الجميع ظلها والثمر، وإن لم يكن بدافع داخلي فليكن الدافع الخارجي جبر خاطر الجماهير التي تسجديك الرجوع.
لا أجد لك عذراً مهماً كانت الأسباب، فالجميع اعتذر سراً وعلناً، ونسي من نسي الموضوع وتناسى من تناسى، ولم يبقى سوى رماد النار التي لا يريد أحدٌ أن يراها تشتعل من جديد، وهذا البوست ربما يكون الخامس أو السادس من بوستات الرجاء والاستجداء فأرجو أن يكون الأخير، وإن كنت تريدين معرفة مدى قدرك عند الناس فقد عرفت يا دكتورة.
وختاماً لا أقول لك سوى أن ما فات لم يكن سوى سحابة صيف وستمر إن أردنا أو أردنا أن تبقى، ستمر وتمر غيرها وغيرها وغيرها، فلا تدعي سحابة صيف عابرة تظلل حياتك وحياتنا معك بظلال الكآبة والأحزان، وأخرجي إن تكرمتي من هذه الشرنقة التي تغزلينها حول نفسك بصمتك هذا وبعدك، ولك العتبى يا مهيرة حتى ترضي، وكلي أمل أن تصيري مثل سميتك مهيرة بت عبود الشجاعة التي قامت بما لم يقم به الرجال، وأن تكوني أكبر من كل شيء حتى من نفسك.
وأرجوا منك يا مهيرة أن تعتبري هذا البوست بمثابة اعتذار لك عن كل ما لحق بك من أذى معنوي، لم يكن أحدٌ منا يقصده أو يتمناه لك، فعودي يا زهرة البورد، ولا تدعي الأدعياء يصطادون في الماء الآسن على حسابك وحساب نضالك القديم.
علاء
.