لندن ـ القدس العربي : الكويت ـ من فيونا ماكدونالد:
بينما تتوافد الحشود الامريكية والبريطانية علي منطقة الخليج، وتتصاعد لهجة التهديدات العسكرية في واشنطن، تواصلت الهجمات ضد الامريكيين في الكويت المتوقع ان تكون منطلقا للهجوم البري المحتمل ضد العراق.
وبدا توقيت هجوم الامس، الذي اوقع قتيلا وجريحا محرجا للحكومة الكويتية التي كانت تستعد لتوجيه رسالة شعبية الي الرئيس العراقي صدام حسين تدعوه الي التنحي تفاديا للحرب، ردا علي رسالته التي اعتذر فيها للكويتيين عن اجتياح عام 1990، ودعاهم الي مهاجمة الامريكيين والذين يحتلون بلدهم حسب تعبيره.
وهذا هو سادس هجوم يستهدف امريكيين، في الكويت منذ شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.
وتحدثت مصادر في الكويت عن احتمال انتماء المهاجمين الي تنظيم القاعدة ، وان كانت لم تستبعد كذلك ان يكونا مجرد كويتيين معارضين للحرب والوجود الامريكي وليسا منتميين بالضرورة الي تنظيم معين .
واضافت المصادر ان الحكومة الكويتية التي اكدت عقب كل هجوم ضد الامريكيين انه مجرد حادث منفصل ولا يعبر عن الرأي العام في البلاد اصبحت مطالبة بتفسير امني وسياسي اكثر من اي وقت مضي . وتوقع مراقبون ان يؤدي الحادث الي تصعيد الجدل داخل الولايات المتحدة حول ارسال مزيد من الحشود العسكرية الي المنطقة ومخاطر الدخول في حرب ضد العراق.
والهجوم الذي وصفته السفارة الامريكية بأنه ارهابي ، هو الاول الذي يستهدف مدنيين، وان كان القتيل والجريح فنيان يعملان بموجب عقد لدي القوات الامريكية في الكويت.
وقال السفير الامريكي ريتشارد جونز في بيان ندين هذا الحادث الارهابي الذي اودي بحياة مواطن امريكي بريء .
واضاف اننا نثق تماما بان السلطات الكويتية ستقوم بمواصلة التحقيق بحزم وبصورة مهنية .
واضاف نحن مستعدون لمساعدتها بكل الطرق لكي يتم تقديم المهاجم الي العدالة .
واطلق المهاجم الذي يمكن ان يكون معه شركاء، النار من رشاش كلاشنيكوف من جانب الطريق القريبة من معسكر الدوحة، علي بعد حوالي ثلاثين كيلومترا شمال مدينة الكويت.
وزاد سائق السيارة الامريكي السرعة املا ربما في النجاة من المهاجمين والوصول الي الضاحية السكنية في الكويت غير ان سيارته اصطدمت بحاجز يفصل جانبي الطريق السريع الموصل الي كمب الدوحة. وكان الامريكيان غادرا كمب الدوحة وينتظران عند الاشارة عندما تعرضا الي طلقات بندقية كلاشينكوف، كما قال للصحافيين المتحدث باسم الشرطة الكويتية صباح المحمد.
وبحسب السفارة الامريكية فان مايكل رينيه بوليو (64 سنة) قتل واصيب امريكي اخر بجروح خطرة في ساقه وكتفه.
وقال مدير مديرية امن محافظة العاصمة العميد محمود الدوسري ان الضحيتين هما القتيل مايكل رينيه (15 عاما) والمصاب ديفيد كاروي (74 عاما)، وقد تعرض لاصابات متفرقة في كتفه وفخذه.
وقال المتحدث باسم الشرطة الكويتية صباح المحمد للصحافيين في مكان الحادث ان الامريكيين الاثنين خرجا من معسكر الدوحة وكانا عند اشارة مرور عندما تعرضا لاطلاق النار. ولم يستبعد المتحدث ان يكون شخصان نفذا الاعتداء ولكن لم يتم تاكيد ذلك علي الفور.
ويعتقد ان المهاجم فر علي قدميه. وتم اغلاق المنطقة وفرض حزام امني حولها. وذكر مصور انه شاهد سيارة رباعية الدفع بلون بني فاتح علي جانب الطريق. وقال ان اثار اطلاق نار كانت ظاهرة علي مقدمة السيارة التي تحطمت نوافذها.
وندد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح بالهجوم الذي وصفه بأنه عمل اجرامي استهدف ضيوفنا الامريكيين ، مشيرا الي ان ذلك لن يؤثر في العلاقات بين البلدين.
ومن جهته اعتبر رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ان الاعتداء (..) ليس سوي تصرف فردي لا يمثل توجه المجتمع الكويتي .
ووصف وزير خارجية المملكة السعودية الامير سعود الفيصل الهجوم بانه مأساوي ، مشيرا الي ان هذا يثبت ان هناك مجانين يرتكبون عملا كهذا . واعرب عن امله بان لا يؤثر ذلك في العلاقات الامريكية الكويتية.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2003\01\01-22\g...0تشير%20لـ%20القاعدة