نُسكاً سأرقص أشرب الخمر الزؤام

نُسكاً سأرقص أشرب الخمر الزؤام


01-21-2003, 06:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1043169101&rn=0


Post: #1
Title: نُسكاً سأرقص أشرب الخمر الزؤام
Author: wadazza
Date: 01-21-2003, 06:11 PM




أمتـــي

الوعي والحلم والغضب

محمد المكي إبراهيم

الوعي:
سبع حمائم
سيل عمائم
نحل’’ في البرية هائم
موكب وعدٍ ، موكب امكاناتٍ أمتنا.
نار ودخان
وثن’’ ، طبل’’ ، قرآن
طفل’’ ظلّ يقوم الليل ويمسك في رمضان
حُلم’’ برفاهِ الأرض وخوف’’ من فتكات المقبل أمتنا
عذراء كقلب القمة أمتنا
الألسن’’ والشهوات هنا عذراء
أجفان الناس مكحَّلة’’ بالعفَّة والأغضاء
حتى صيحات اللذة عند عواهرنا عذراء
محض ثغاء
في أعلى قمم الشمس فرشنا للأصياف موائدنا
وركزنا في أحشاء الأرض بيارقنا
وتفيَّاُنا نهر الدعوى وجبال العزة والنسيان
وتواصينا:
دقوا طبل التمجيد لأمتنا
غنوا للشعب ملاحم عزتنا
حريتنا
غنوا للشعب على قيثارة السادة والفرسان
فتمدَّحنا:
ها نحن على يأفوج الشمس نخطُّ مضاربنا
فولاذ الدرع ، صخور الساحل ، فَيْىُْ الأمن مضاربنا
جاموس الغابة وعْلُ الواحة أمتنا
أفياء الأمن الممتدة
خطوات الخيل المعتدّة
ضرس الإيمان الضارية الصلده
جاع البارود وما جاعت
وتهاوى النجم ولم تهوِ
صمدت للريح الحلو
تتمايح حتى انفجر الليل وهلَّ الفجر
وأنشب عبء المسئولية في الأعناق
عقود اللؤلؤ والمرجان
الحلم :
الليلة قومي في حارات الشمس
حفاة الرأس
بغير سجاجيد ولحى
مرحى ، في وقت عبادتهم
وبقلب الموسم يا مرحى
في مرجٍ أعشب رمّاناً
أينع شعباً ،ريّاً ، فرحا
وبساعة لهو يا لله
كنا نتقاذف بالأثمار
كوِّر طيناً ما بين يديك ولا تعبأ
بالجبة بالسروال الأبيض لا تعبأ
أثواب السهرة لا تعبأ
إقذاف أصنام السطوة والتخويف
ألصق نيشاناً فوق نصاعة هذا الزيف
إصنع لخدود فتاتك شامة طين
رقِّش أَهدابك
بلِّل أثوابك
زيتاً ، عرقاً ، طين.
***
الليلة كنتُ أشقُّ السوق وفوق ذراعي امرأتي
خضراء النهد مباركة الشَّفَةِ
عارية الساق معافاة العينينِ
مكحَّلة بالجرأة والثقة
الليلة امرأتي
والشارع يغمرنا ويحيينا
يتفتح ثغر الله بوجهينا عنبا ورياحينا
تتكور فوق عيون اناس كروم الحب بساتينا
يتفجر نبع مشاركة وسخاء.
الليلة أفريقيا فتحت دغلاً
فتحتْ درباً
أخذتنى بالأحضان
هذا مجد الإنسان
أن يأكل قبل المدخنة
ويصفَّر قبل القاطرة
وينام على قلب أخيه الإنسان
هذا أبد التيجان بأفريقيا
الرؤيا تزحم عينىَّ الرؤيا
أتلمس في الأدغال وفى صحراء البهو معالمها
أتلمَّس لا ألقى إلا حبَّات مسابحكم
حبات مسابحكم
حبات مسابحكم
سبحان الحُلم الطيب فوق مداخل أفريقيا
سبحان الحُلم الطيب فوق مداخل أفريقيا
الغضب :
في قمة الشمس الصبية أمتي لفقتْ عمائمها ووثَّقت العباءة
حضنت مصافحها وخطَّت في السهول مضارباً سوداً
وأَحكمت البناءَ
عار الدكاكين الأرائك والمقاهي والفرندات المضاءة
ومجالس الخمر الذليل وجثة الأنثى وأٍعار البذاءة
هذي السراويل الوقورة حشوها زيف الخنوع
وذلة العيش إنحناءَ
هذى المتاريس المشيدة لم تمدّ سقوفها يوماً إلى الضيف إحتفاء
متلصصاً وقف النهار لدى نوافذها وناح الطّبل
بُحّ تشنجاً وبكى نداءَ
أفريقيا رقصت لدَّقات الطبول تطهّرتْ في نهرها القديس
قدّمت الذبائح والفداء.
وهنا بأَحداق السهول تحكُّ أمتنا عجيزتها وتلتفع العباءة
مخضوبة المنديل تحجب عن بواصرها الشناعة والدماءَ
يا خوفها الملعون من مرأى الدم القاني يسيل على وسائدها
ويمنعها التضاحك والمواءَ
أوّاه ها حلمي يطيش وهأنا متوجه’’ نأياً يطول تعزياً
نُسكاً سأرقص أشرب الخمر الزؤام
أٍبُّ تأريخي هناك تشفياً
أوّاهُ ها خوف النكوص يشلُّ أقدامى
ويرجعني إلأيك مصليا
متنكِّباً رمحاً إليكِ أطاعن صخرة-
لا أنتمي أبداً إليك ولا أُطيق تخلِّيا
سأظل أصرخ هاهنا حتى يموت توهج الحُمّى
وينطفئ الشباب