المقعد الشاغر

في مثل هذا اليوم تحديداً...
اخذتك السماء مني
رحيلك
عيناك
صوت الحضور
لون الغياب
طعم الدموع
كل هذه الأشياء أصبحت فوق العادة..
فوق الخيال
فاقت حدود الاحتمال
عذراً أن أخذني الصمت
ان بقيت في فراشي حتى الفجر مستيقظة
أشياء يقولون عنها صغيرة..
سأخبرك عنها
عندما يحل المساء
و تغلق جميع الابواب
و تطفأ الأنوار
و يهدأ الأنام يبقى هناك ضوء مشتعل هو ضوء تلك الصالة.
ربما أنقطع التيار...
ففتحنا النوافذ
و أضاءنا الشموع
و ربما كلا ....
و سواء كانت النوافذ مغلقة أو مفتوحة
يبقى قلبك الكبير يسع الجميع
و تبقى تلك أروع اللحظات...
أفهمت ما الذي أعنيه ؟أعني أجتماع الاسرة حول مائدة العشاء...
الطعام لايعني شئ
و لكن تكمن الروعة
عندما يكتمل العدد حول الطاولة
كان غياب أحدنا كافياً لتغيب الثرثرة
كنت توقف الكلام و الطعام حتى نكتمل
و البارحة...
ما أدراك ما البارحة!!!
كانت الطاولة معدة
و الجميع حضور
و لكنك تأخرت
فطال الصمت طال القلق
بقيت المائدة كما هي
و لكن تفرق الجميع ليبحثوا عنك
أنتصف الليل
أقترب الفجر
دق الجرس
ركض الجميع
و للمرة الاولى تفتح الابواب المؤصدة في دارنا بعد منتصف الليل
تلاحقت الكلمات لتسألك عن سبب التأخير
فلم يكن الصوت صوتك
و لا العطر الدافئ عطرك
و بدلاً من دخولك دخلت الرياح التي بعثرتنا
و كان الجواب كلمتين........
أي بركة هذه
و منذ تلك الليلة المشؤمة لم تجمعنا طاولة
و أدركت كم هي ملعونة هذه العبارة ...أي بركة
لم تكن لك بركة
بل كانت لعنة منتصف الليل التي حلت على طاولتنا
كنت أظن أن اجتماعنا ذلك لازم يومي... و شئ بدائي
و لكن رحيلك علمني قداسة تلك الطاولة
تمزقت و أنا أحاول أن أجمعهم حول تلك المائدة
و لو مرة في كل عام أتدري ما السبب أنه ذلك المقعد الشاغر في رأس الطاولة.

عزة يا جميلة اراك تتقدمين

وانت تعلنين شواغرك ما اعمق هذا المغزا الجمعي
وما اعمقك يا عزة

وفى

مثل هذا اليوم تحديداً.

..

يا عزة

وعبر
هذه الساحة التى لا لون لها

التقيتها


فى هذا المكان
اعلنا على بعض عشق بلا تصاريح


وارتضيت بها
وكنت وكانى
امام قديس
اعلن
i do

وكرست اللحظة
ان اعيشها حبا
ومعنى

ومر هذا العام
يا عزة
وبذرة حبى بعد ان قهرت صلابة التربة وتفتحت البتلات ... انكسرت وذبلت
رغم انى سقيتها من المقآى
بدمعى السخى

وشن بتقولى

للفرح البعذب
زولو

حبيبتى عزة
هذا المقعد الشاغر ومنذ 18 عاما وحتى الآن مازال يبكينى والله لقد أبكيتنىمن جواى وهذة الماساة بكل تفاصيلهاماعدا التاريخ ورحم الله جميع موتانا وربنا يصبرنا والفراق هو الفراق إذا كان بالموت او با لأشياء الأخرى
الأمدرمانية

عزيزتي عزة
قريتو و ما قدرت أرد
عندي معاك كلام كتير
ما بيتقال هنا
كل الخير

مودك

الأخت عزة

لمست في داخل كل منا وترا حساسا
وعبرت عن مشاعرنا تجاه اصحاب تلك المقاعد الشاغرة
لك ولنا الله

الرائعة عزة ...

كان يأتي المساء على مهل ...
حين جلست إلى محمد الحافظ

وأسمعه يقول
بيني بين أقلدك
شبر فاتر
فري جلدك وأحتويني
أشتهتك وراجي الغيمة تلدك

ولحظتها لم يكن بوسعي أكثر من أن أقول له

صمتك بيهتف
هتافك بنادي
بيهدهد فيني القوافي
نفسك بيحرك جواي السكات
سرج خيل حروفك لجمها الغناوي

وصباح اليوم التالي تحدثت إلى الصديقة جدا نجلاء عثمان التوم
حيث وجتدتها تسمعني نص الرجل الوحيد والمقعد الوحيد
الرجل الوحيد والمقعد الوحيد
الرجل الوحيد خطا خطوتين واسدار
الرجل الوحيد طرق طرقتين على الجدار
طرق طرقتين على الجدار فأفلغق
خطا خطوتين واستدار فأنغلق الجدار
وإلى آخر النص

وفحكيت لها وقتها عن من كان يعلمنا أشياء وأشياء ثم أختفى

حدثتني قبل أن تموت
علمتني بعد أن رحلت
روعة البنادق أن تكون في المتاحف
ورونق الحدائق أن تكون في الحدود
وأجمل الجنود .. وإلى آخر النص

هكذا عزيزتي عزه يحدونا السؤال حينا نتلمس طريقنا على خطاوي الغائبين .. فنجدهم نقشا في الذات يؤكد وجوده حضورهم الدائم
عفوا عزة أن سرح بي السرد ولكن ... للغائبون جراح عميقة في الذات
لنا لقاء

مجنونة هذه الدنيا
ومسكينة انا
تعصف حدائقي
وتبدد ثمارها
وتقطف ابتسامات ازهارها
ولكني حالمة
أختال بعيداً
لا أهتاج معها
تقسو فألين
تأخد فأعطي

وأحتار ،،
همي قاس
فألملم نفسي
لا أصرخ
فالغربان كثيرة
وأنا أحمي مملكتي
فلازلت نابضة

ولن الين

فلا تليني ولا تحزني
فجميع المقاعد سوف تنفذ منا
تبقى الشواغر
يارائعة