تعالوا نتعلم أدب الحوار

الإختلاف أمر طبيعي غير خاضع لمشيئة وإرادة البشر كما في قوله تعالى:ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. صدق الله العظيم.
ولتعميق هذا المفهوم يذكر القرآن الكريم:لكل جعلنا شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. هذه الآية الكريمة تؤكد أن الله وحده جلت قدرته صير هذا الإختلاف وجعله من ثواتب النظام الكوني على إعتبار هذا الإختلاف ليس هو من ثوابت خلق الإنسان فحسب إنما هو من ثوابت نظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات في هذا الكون المتسع كما في قوله تعالى: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء ويظهر جلياً الملازمة بين الإختلاف وهذا الخلق فهو داخل في كل شئ خلقه الله تعالى ، والإنسان كمخلوق في هذه الدائرة ومن آياته خلق السموات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم.
وأيضاً خلقنا مختلفين في القدرة على تعقل الأمثال والحوادث وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون أو الإختلاف في العقائد هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن.
إذن الإختلاف أمر طبيعي يقرره القرآن والعقل والتاريخ وبالتالي يصعب قسر الناس على الخروج من دائرته.
والإختلاف بين البشر في الأفكار والآراء والتوجهات والمواقف أيضاً مرده لأحد منشأين: منشأ عقلاني وهو ما يعرف بالإختلاف العلمي وهو المقبول شرعاً لأنه طبيعي خصوصاً بين أهل المعرفة والنظر والرأى وقد يكون فلسفياً أو فقهياً أو غيرهما من أبواب المعرفة.
الأمر الثاني الإختلاف المصلحي وهو الذي ينشأ عادة بسبب تضارب المصلحة الشخصية أو مصلحة الجهة أو المدرسة أو الفكرة مع المصلحة القيمية أو العامة، ومن هنا تنشأ التمزقات والعداوات والفرقة وتترتب عليه الآثار السيئة والسلبية وهو أخطر أنواع الإختلاف كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة في قوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت ارجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض.
ففي الاختلاف العلمي تنمو الطاقات وتتفجر القدرات في أجواء حرة إيجابية أما في اختلاف المصالح فيخبوا صوت الفكر والرأي لمصلحة رأي واحد يقسر أحدنا عليه الآخر.
الاختلاف قد يكون علمياً وقد يكون فكرياً وقد يكون اجتماعياً... ولكل واحد من هذه الاختلافات أدبه الخاص به في كيفية التعامل بين الأطراف المختلفة في الرأي.
توجد مجموعة من الضوابط الأخلاقية التي لابد من مراعاتها وهي: احترام الآخر والقرآن يؤكد عليها يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم
عدم سوء الظن (الإحسان بالآخر) أن القرآن ينهى عن هذا الخلق الذميم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن) وهكذا ورد في الروايات أيضاً (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً)
عدم غيبة الآخر: وهو تناول شخصيته بنوع من التجريح لا لشيء سوى أنه مختلف في الموقف والرأي (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) عدم تصيّد اخطاء الآخر وهي محاولة رخيصة للانتصار على الآخر ونتتبع عثراته ثم ننشرها سواء كان شخصاً أو جهة أو فكرة نرفضها.
نحن كثيراً ما نحكم بعدم صلاحية الآخر ونرشقه بالتهم والسباب دون أن نطلع على رأيه وفكره، ومن المعلوم أنه للحكم على أي قضية أو رأي لابد أن يتأتي بعد قراءة دقيقة لتلك القضية المراد الحكم عليها.
أننا نطلق الأحكام على عواهنها دون الرجوع إلى مرجعيات علمية تحدد مفاصل هذه القضية.
ومن المؤسف أيضاً أن الكثير منا يطلق أحكامه على الآخر عن طريق السمع فقط ويؤسس على ذلك نظريته في الحكم والتعامل مع الآخر والبعض منا يقرأ الآخر وهو لا يملك المقومات كالقدرة على الحكم والمخاصمة، أو على فهم النصوص فيقتطع النصوص ويفصلها عن سياقها الموضوعي معتمداً في ذلك على ما لديه من معرفة سطحية.
إن الموضوعية وإنصاف الرأي الآخر تحتاج إلى الكثير من التنازل عن الذات وصنميّة الأفكار والأشخاص فليس من السهل أن يكون الإنسان موضوعياً ومنصفاً تجاه الآخر المختلف.

صديقنا الملا عمر

والله بقد ما أعتبرت هذا المنبر ممحاه للآحزان والأوجاع ، بل صار ملجأ لي في اوقات الضيق والكدر ، إلا أنني هذه الأيام اشاور في نفسي في اليوم ( سبعين ) مرة في الخروج غير مأسوفا على من قضبان هذا المنبر
الآن فيه كثير من الإسفاف وتحقير للآخرين وسب ، وفيه عدم احترام لآختلاف الرؤى، وهذا ديدن السودانيين ، لولن تجدي معنا مثل هذه النداءات شيخي الملا حفظك الله

وكثيرا نميل للصمت ، واعتقد هذه فضيلة

وسلام

محبة للجميع

الأخ الملا عمر

كملك الله بعقلك ومتعك برؤاك الثاقبة للاشياء بلا أى مؤثرات خارجية ..
ليت اخوتى يقرأوا ما كتبت جيدا ويعيدوا قراءته ثانية حتى لا تكون الاحكام جزافية ..

لك تحياتى واقول للاخ الرحمابى صبرا سيدى فكل مجتمع فيه وفيه فارجوك الصبر ولا تتعجل الرحيلا..

الأستاذ الكريم الرحمابي
الإنسان عادة لا يصرخ إلا حين تكون مساحة الجرح أكبر من مساحة الطعنة ومقدار دموعه أكبر من مساحة عينيه.

بسم الله الرحمن الرحيم

المحبوب/ الملا عمر
سلام وتأدب
أدبتنا وأحسنت تأديبنا أيها الشفيف الرائع الملا عمر وحسناً فعلت هذا قبل أن يرحل عنا إبن أختي الرحمابي حتى يبقى بيننا وكل الجميلين في هذا الصرح الممرد بدرركم وروائعكم

عاطر التحايا
بدرالدين شنا

العزيز الملأ عمر
تحياتي
اعدت لي ثقة في هذاالبورد ما زلت اراهن عليها، كاد أن يخدشها غلو البعض في شرورهم وادمانهم طابع الارهاب الفكري0
شكرا لك ودمت

دعوة طيبة نسأل الله ان يهدينا لإتباعها


واللهم زدنا علما

almulaomar
اتمنى من الجميع قراءة هذا البوست والعمل به او حتى قليله
ودمت

Quote: أننا نطلق الأحكام على عواهنها دون الرجوع إلى مرجعيات علمية تحدد مفاصل هذه القضية. ومن المؤسف أيضاً أن الكثير منا يطلق أحكامه على الآخر عن طريق السمع فقط ويؤسس على ذلك نظريته في الحكم والتعامل مع الآخر والبعض منا يقرأ الآخر وهو لا يملك المقومات كالقدرة على الحكم والمخاصمة، أو على فهم النصوص فيقتطع النصوص ويفصلها عن سياقها الموضوعي معتمداً في ذلك على ما لديه من معرفة سطحية

لقد أصبت كبد الحقيقة فهذا بالضبط ما يحدث هنا وكما نرى فهو لايخدم الاسلام أو الدعوة فى شىء انما يمكنه الاضرار بهما

تحياتى
ودعزة

أرجو من كل المشاركين في هذا البوست أن يشاركوا في الاستطلاع التالي هنا

استطلاع لكل البورداب.. أرجو المشاركة

أحييك
أيها
المعلم

الأساتذة الأفاضل
الرحمابي
قرشو
أبو مهيار
ياسر الشريف
ود عزه
طارق
الصاوي
عطبراوي
بدر الدين
لكم جميعاً تقديري وإعتز كثيراً برأيكم وتعقيبكم ، وأسمحوا لي سادتي أن أكرر نفسي وأعيد عليكم ما سبق وأن كتبته لأخي الكريم الرحمابي في هذا المقال:
الإنسان عادة لا يصرخ إلا حين تكون مساحة الجرح أكبر من مساحة الطعنة ومقدار دموعه أكبر من مساحة عينيه
خاص للأستاذ/ ياسر الشريف: الموضوع غاية في الأهمية وأعدك بالأداء بدلوي فيه
خاص للأستاذ/ ود عزه إفتقدناك كثيراً فألف مرحب وعوداً حميداً مستطاب

الاخ املا عمر
تحياتي وتسلم

الاخ ود عزة
ارجو ان تبدأ بنفسك التطبيق واحترام الراي الاخر

Quote: ألح الحمار أن يتم ادخاله الى اسطبل الخيول.فهو يود أن يكون حصاناً.فكان له ما أراد... شرب من حوض الخيول وأعلف من علفها... واستغرق فى حلم يقظته...ومحاكاته وتقمصه...فهو الآن جواد بالكمال والتمام.. لكنه ....نهق فجأة... هل يصلح هكذا مثال....لوجوب احترام مبدعينا المشهورين والمعروفين..والذين حظينا برفقتهم هنا فى هذا البورد...؟؟؟ وهل يستوجب ذلك الاحترام أن نجعلهم فى مقدمة صفوفنا؟؟؟ وقد يقول قائل هم بشر مثلنا فلماذا التفرقة ؟ أقول ليست بالتفرقة لكنها احترام سودانى أصيل لمبدعين توزعت بهم خرائط الشتات..وقدلا نعلم حجم معاناتهم .. أقول ذلك وقد لاحظت تطاول بعض الأعضاء على قمم ابداعية بدءا بمصطفانا وانتهاء بالموصلى وسيف الجامعة... يجب أن يتقدم المبدعون الحقيقيون صفوفنا...ولعبة الرأى والرأى الآخر التى ينتهجها الظلاميون ..يجب أن لاتجعلنا غافلين عن سوء مخططاتهم

عبده

انت عايز تقلع حقى فى التعبير ؟؟؟؟...انت من لا يحترم الرأى ولا الآخر ....وأنا ناديت هنا بالاحترام فهل الاحترام ضد أحد؟؟؟؟؟؟
هل القيم الفاضلة ضد أحد؟؟؟ هل احترام من رأى الشمس قبلنا ومن يحمل رسالة ضد أحد؟؟؟ ألم نتعلم من سماحة الدين هذا الفيض من احترام الآخر؟؟؟

اعد قراءة ما كتبته ولا تقرأ على طريقة ولا تقربوا الصلاة فأنت فى الغالب الأعم عندما تقرأ البوستات تفكر فى استخلاص سبب مناكفة فقط


تحياتى
ودعزة

اخي الحبيب ود عزة

لك كل الاحترام والتقدير

الاحترام واجب للكل ... واولهم من تختلف معهم في الراي.. حتي لا يكونوا كال ... كما شبهتهم انت

لك كل الود والاحترام

قال تعالى في محكم تنزيله العزيز
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
يقول الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه):
" ما جادلت جاهلا إلا وغلبني وما جادلت عالما ًإلا غلبته"

هذا تأكيد على أن العاقل من لديه القدرة على مواجهة الرأي الآخر بـ:
1) الإستماع والمجادلة
2) تقبله واتباعه إذا ما ثبُتت له صحته
3) الإعتراف بصوابيته بكل جرأة
أما الجاهل، الذي أعترف سيجدنا علي كرم الله وجهه بعدم قدرته على غلبته، فهو
1) عقله موصود على الإستماع إلى الرأي الآخر
2) لا يمكنه أن يقبل أو يتـّبع رأيا مخالفاً لرأيه حتى ولو ثبتت له صحته
3) أضعف من أن يعترف بغلبة الرأي الآخر

فهل نحن ممن يستمعون ويتبعون أحسن القول؟

رايت في النقاط التالية قيمة مضافة قد يستفيد منها الجميع في هذا المنبر وهي نصائح عملية للحوار البناء الهادف وأوجزها فيما يلي:

كن موضوعياً ولا تجادل خارج إطار موضوع الحوار ونقاطه المحددة مهما ساورتك نفسك إلى ذلك وإذا لم تكن تملك ما تقول في النقاط المطروحة، راقب واستمع وحاول أن تكسب ما أمكن ولتعلم أن الخروج عن الموضوع هو أهم المؤشرات على الجهل وقلة المعرفة.

لا تغضب! حين يتعرض رأيك للنقد، ولا تتسرع بالرد، خاصة إذا كان النقد لاذعاً أو شخصياً أكثر منه موضوعياً ويعتمد على المنطق. فالغضب والتسرّع بالرد هما أسرع الطرق للخسارة.

قبل أن تشرع بالرد على الإساءة الشخصية بأفظع منها، إسأل نفسك: ماذا سيترتب على ردك من مواقف أولئك الذين يتابعون هذا النقاش وكم سيؤثر ذلك على مجمل مواقفك السابقة واللاحقة؟

لا تبالغ! إذا تعرضت لرأي أو لموقف ما بالنقد أو تعرض موقفك أو رأيك للنقد، حاول قدر المستطاع أن تكون دقيقاً في ردك أو في نقدك.
لا تبالغ في تعظيم أمر وضيع برأي الآخرين ولا تقلل من قيمة شأن عظيم لديهم، ففي الحالتين ستفقد المصداقية لدى محاوريك والمتابعين للحوار.

كن رفيقاً! وتفهم جيداً أن الهدف الأسمى للحوار هو التقارب والتعارف وعليك أن تتساوى مع محاورك بأن تضع نفسك في مكانه قبل أن ترد أو تنتقد لأن التعالي والعدائية ليست من شيم المتحاورين حتى حين تمتلك الحجة القوية الكفيلة بالقضاء على محاورك لأن المروءة تقتضي أن تساعده بأن يراجع موقفه بنفسه ليعم الربح على الجميع!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وجعل المودة والمحبة شعاراً لهذا المنبر