البجا والتهميش المستمر

فى ظل غياب تام لأي دور لمنظمات المجتمع المدني الحلية والإقليمية والعالمية يعانى المجتمع فى شرق السودان وخاصة البجاوى من ظروف شتى تعددت أسبابها يأتي فى مقدمتها الحرب الجائرة آلتي يمارسها النظام ضد المواطنين العزل واتباعه سياسة الأرض المحروقة وسياسة ( فرق تسد ) ، فى مثل هذه الظروف السيئة تحدث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان حيث لا رادع ولا قانون ولا محاسب فى تلك الأراضي النائية والقرى المجهولة
كثير من الانتهاكات وقعت دون أن تجد التوثيق اللازم لتوضيح الأوضاع المردية آلتي يعيشها الإنسان فى هذه البقعة من السودان حيث يرزح تحت ظروف ( الجهل ، الفقر ، المرض ) من جهة ومن جهة أخرى الانتهاكات الجسيمة آلتي يمارسها النظام ضد ذلك الإنسان البسيط الذي همه فى كل هذه الحياة لقمة عيش كريمة .
يعانى الإنسان البجاوى من الآثار المباشرة للحرب بالإضافة إلى الخدمة الإلزامية والتدهور الاقتصادي والمعيشي كل هذه الانتهاكات وآلتي أفردت لها ( البارونة كوكس ) فى تقريرها عام 1996م تقع على رأسه
فقد ذكرت فى التقرير ص2 ما يلي :
• يتم اقتياد الشباب البجاوى قسرا بواسطة القوات الحكومية للحرب فى جنوب السودان .
• تقوم الحكومة بفرض الضرائب والزكاة وغيرها من أنواع الضريبة على الإنسان البجاوى الذي أساسا يحتاج إليها .
• يتم اقتلاع الأراضي منهم وتسليمها أو بيعها إلى أشخاص مواليين للنظام كما حدث مع أسامة بن لادن فى مشروع القاش والذي لم يقدم أي خدمات للمنطقة وللبجا .
• فى ظل هذه الظروف لابد أن يهرب هذا المواطن وخاصة الشباب من السودان ومن المنطقة .
• النساء يعانين من الاضطهاد ويعيشون فى ظل ظروف صعبة ومتردية ويحتاجون إلى اغاثات عاجلة حيث تتفشى أوساطهم أمراض مستوطنة مثل العمى الليلي والملاريا وغيرها . تقرير البارونة ص5
وقد أورد التقرير أيضا بان المواطن البجاوى تفرض عليه الثقافة العربية والإسلامية وأيدلوجية الجبهة الإسلامية وآلتي يرفضها تمأمأ وأكد التقرير بان المجتمع البجاوى يعيش فى ظل انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان وتعشش الأمراض المستوطنة فى بيئته وقد ناشد التقرير المجتمع الدولي للحاق بهذا المجتمع .
من ناحية أخرى وغير هذه الظروف إلا إن الانتهاكات الأخرى الواضحة آلتي يتعرض لها البجا فى القرى والأرياف لا تخفى على أحد فالقصف العشوائي بالمدفعية والطيران للقرى والمواطنين العزل لا يخفى على أحد فالبجا يتعرضون لحملة شرسة من قبل النظام ومتهم فى كل الحالات وهناك إبادة جماعية لهم لمعارضتهم سياسة النظام يقول تقرير ( منظمة مراقبة حقوق الإنسان ) لعام 2000م :
( أفادت الأنباء الواردة من المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة التجمع الوطني الديمقراطي المناوئ للحكومة بان القوات الحكومية قد شردت 12 آلف شخص فى يناير من خلال القصف العشوائي بالمدفعية والطيران وفى مارس أدى هجوم حكومي فى الشرق إلى نزوح 3500 شخص من عدة قرى احرقها الهجوم ) .
تتبع حكومة الجبهة سياسة ( فرق تسد ) وذلك لضرب وحدة البجا وقد نجحت فى بعض الأحيان حيث تقوم بموالاة قبيلة على حساب أخرى وذلك لإثارة النعرات القبلية وافتعال المشاكل وقد فطن أبناء البجا لها أخيرا ، من إفرازات هذه السياسة الحوادث الأخيرة ببور تسودان وقد افلح العمد والنظار فى إضمار هذه الفتنة قبل استفحالها .