العزيز المله عمر
تقيمك واقعي في بعض النقاط ولكن استعدادنا لدفع التطوير الديمقراطي لا يقتصر فقط علي مبدأ توسيع المشاركة السياسية من خلال دورية الانتخابات, ولكنه يرتبط بالأساس بمدي الوعي السياسي والتنوير الثقافي لدي غالبية المواطنين باعتبارهم الفاعلين الرئيسيين الذين يعطون لهذه العملية مضمونها الحقيقي بكل ما تتضمنه من قيم ومعان تحترم الحرية الفردية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية وهي المعاني التي تجسد البعد الليبرالي أو الثقافي للديمقراطية والتي تتجاوز مجرد جانبها الانتخابي. ففي ظل ضعف أو غياب هذا البعد, فإن متطلبات معينة مثل ترسيخ الحريات الفردية والحقوق المدنية, وتمكين المرأة والتسامح وحرية الفكر والتعبير واكتساب المعرفة وتطوير التعليم وغيرها سيصعب تحقيقها بحكم المتغيرات الثقافية المرتبطة ببعض عناصر التراث القديم أو العادات والتقاليد. أو في أحسن الأحوال ستظل عند حدود الشكل الجميل دون التعمق الي المجتمع بفئاته العريضة كما ان هذا تجاوز هذا الواقع لا يحدث بين ليلة و ضحاها وانما من خلال وجود رؤية شاملة تمتد الي مختلف جوانب المجتمع وتترجم من خلال سياسات طويلة المدي ولا نضع الأولوية للديمقراطية السياسية علي حساب التحديث والليبرالية الثقافية مع النظر الي طبيعة الظروف الاجتماعيةالثقافية السائدة في مجتمعنا