عابر سرير)...........لأحلام مستغانمي )

عابر سرير)...........لأحلام مستغانمي )


01-14-2003, 09:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1042533938&rn=0


Post: #1
Title: عابر سرير)...........لأحلام مستغانمي )
Author: REEL
Date: 01-14-2003, 09:45 AM

مقاطع من رواية (عابر سرير) اللتي تصدر قريبا
للروائية أحلام مستغانمي.
كما جاءت منشورة في مجلة زهرة الخليج
تحت عنوان مساء اللهفة الأولى





كنا مساء اللهفة الأولى,عاشقين في ضيافة المطر,رتبت لهما المصادفة موعداً خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة,لابد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة.أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة,أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة ؟أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟؟.
في مساء الولع العائد مخضباً بالشجن ,يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب ,وتعطل فتيله الموقوت ,دون أن تتشظى بوحاً.
بعنف معانقة بعد فراق,تود لو قلت(أحبك)كما لوتقول مازلت مريضا بك
تريد أن تقول كلمات متعذرة اللفظ,كعواطف تترفع عن التعبير ,كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء .لا لإنك في بيته ,لا لإنكما معاً ,لا لإنها أخيراً جاءت,لا لإنك تعيس,ولا لكونك سعيداً,بل لجمالية البكاء
أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.
التاسعة والربع وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة , اللتي رطبت كبريت حزنك,كنت ستسألها,كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبُعَيد قبلة لم تقع,كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟
من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة اللتي على إيقاع الدفوف القسنطينية,تطارحك الرقص
كما لو كانت تطارحك البكاء,ماالذي يدوزن وقع قدميها ,
لتحدث هذا الإضطراب الكوني من حولك؟
كل ذلك المطر ,وأنت عند قدميها ترتل صلوات الإستسقاء,
تشعر بانتمائك إلى كل أنواع الغيوم,إلى كل أحزاب البكاء
إلى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.
هي هنا,وماذا تفعل بكل هذا الشجن ؟ أنت الرجل اللذي لا يبكي
بل يدمع ,لا يرقص بل يطرب,لا يغني بل يشجي. أمام كل هذا الزخم العاطفي,لا ينتابك غير هاجس التفاصيل ,متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة ؟ ياللغباء!
ألأنك هنا ,لاوطن لك ولا بيت,قررت أن تصبح من نزلاء الرواية,ذاهبا إلى الكتابة,كما يذهب آخرون إلى الرقص,كما يذهب الكثيرون إلى النساء,كما يذهب الأغبياء إلى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟
كنا في غرفة الجلوس متقابلين ,على مرمى خدعة من المخدع,
عاجزين عن انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا ,كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات ,مجردة من مؤامرة الأشياء علينا ,بعيدا عن كمين الذاكرة ,فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات,إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها ؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها,وهذه حالة جديدة في الحب ,فقبلها
لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء .
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها,لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي ,كما تنحني زنبقة برأسها ,ومن دون أن تخلع صمتها ,خلعت ما علق بنعليها من دمي ,وراحت تواصل
الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي ,وغواية قدميها
عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟؟؟؟

Post: #2
Title: Re: عابر سرير)...........لأحلام مستغانمي )
Author: noha_g
Date: 02-07-2003, 11:48 PM
Parent: #1

REEL


ِشكرا حبيبتي على هذه القصاصة


تحياتي