القضية السودانية ...اتفاق مصر مع الرؤية الامريكية للحل

إطبـــع هــذه الصفحــة

دانفورث يحذر في القاهرة من انهيار عملية السلام في السودان وماهر يجدد رفض مصر المشاركة في ماشاكوس


القاهرة: «الشرق الأوسط»
حذر المبعوث الرئاسي الاميركي للسودان جون دانفورث من انهيار العملية السلمية برمتها في السودان اذا تعثرت المفاوضات بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها جون قرنق، مشيرا الى ان المجتمع الدولي كله يركز جهوده الان لدفع هذه العملية الى الامام. واضاف دانفورث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري عقب لقائهما مساء اول من امس «كل هذه الجهود يمكن ان تذهب ادراج الرياح اذا لم يتم احراز التقدم في الوقت المناسب» محذرا من ان الولايات المتحدة ستتخلى عن الموضوع اذا لم يتحقق تقدم حقيقي، مشيرا الى ان مسؤولية فشل أو نجاح هذه المفاوضات تتحمله الاطراف السودانية. واكد المبعوث الاميركي على دور مصر الجوهري والحيوي في العمل من اجل احلال السلام في السودان، موضحا ان الجانبين المصري والاميركي يدركان الفرص الجيدة لعملية السلام الجارية حاليا في السودان وضرورة انتهاز الاطراف السودانية لنافذة الامل الحالية حتى يمكن استكمال مسيرة السلام ووقف العمليات العدائية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. ومن جانبه اكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر توافق الرأي بين الجانبين مصر والولايات المتحدة فيما يتعلق بأسس حل المشكلة السودانية، وقال ماهر ان الجانبين المصري والاميركي ملتزمان بالحل السلمي للمشكلة على اساس وحدة السودان ومساواة جميع مواطنيه في الحقوق، واعرب ماهر خلال المؤتمر الصحافي عن تقديره للجهود التي يبذلها المبعوث الاميركي لمساعدة السودان في حل المشكلة، وقال ان هناك بعض المصاعب في الحل وان مباحثاته مع دانفورث تناولت هذه الصعوبات، واضاف ماهر «شعرت بالارتياح ازاء التزام الولايات المتحدة للعمل على المصالحة السودانية» مؤكدا استمرار الاتصالات المصرية الاميركية لتحقيق الاهداف المشتركة في هذا الشأن. وقال احمد ماهر ان مصر لم ولن تشارك في مفاوضات ماشاكوس، مضيفا «نحن نلتقي على هدف اقامة السلام في سودان موحد وعندما نلتقي على هذا الهدف الواحد، فاننا يمكن ان نعمل معا من دون ان يكون ذلك مرتبطا بأي عملية أو مبادرة معينة». وحول التحفظات المصرية على مفاوضات ماشاكوس قال ماهر «ليس المجال الآن للحديث عن تحفظات ولكننا نتحدث عن ايجابيات تتمثل في تعاون مصر مع مختلف القوى السودانية والقوى المهتمة بالتسوية في السودان». وحول المخاوف التي تتردد عن امكانية التوصل الى اتفاق بعيدا عن الدور المصري، قال ان «الدور المصري في السودان لم يمنحه احد لمصر وهو دور يستجيب للتاريخ والروابط الوثيقة والجغرافية ورغبة السودانيين شمالا وجنوبا»، واضاف «نحن لا نبحث عن دور.. هذا هو دورنا اصلا ونحن نقوم به»، مشيرا الى ان زيارة الامين العام للحزب الوطني الحاكم في مصر صفوت الشريف للسودان كانت تعبيرا عن اهتمام مصر بالاضطلاع بهذا الدور واهتمام السودانيين شمالا وجنوبا بدور مصر.

مشيداً بالمبادرة المصرية الليبية:
نائب البشير يعتبر الدور الأميركي في السودان سلبيا
الاثنين 13 يناير 2003 19:46
القاهرة ـ إيلاف: رغم من ان الحكومة السودانية كانت قد طرحت جانباً المبادرة المصرية الليبية، ومضت في مفاوضات ماشاكوس التي ترعاها الولايات المتحدة، إلا أن غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام حمل بشدة ، وعلى نحو مفاجئ في تصريحات له الاثنين على الدور الاميركي في السودان، قائلاً إنه ترك آثاراً سلبية على جهود السلام في البلاد على مدار سنوات طويلة مضت.
ونقلت وكالة السودان للانباء عن صلاح الدين إشارته الى قانون سلام السودان الذي اصدرته الحكومة الاميركية في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي والذي اعتبره السودان "تحاملا على الحكومة وتشجيعا لحركة التمرد على عدم الوصول لاتفاق سلام"، على حد تعبير نائب الرئيس السوداني.
وكانت الحكومة السودانية والجنوبيون قد أحرزا تقدما في مفاوضات ماشاكوس في تموز (يوليو) عندما وافقت الحكومة على إجراء استفتاء على انفصال الجنوب، كما وافقت على عدم تطبيق الشريعة الإسلامية في الجنوب.
وعقب لقائه ووزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي وصل إلى الخرطوم صباح اليوم الاثنين أشاد صلاح الدين بدور مصر والتزامها بدعم مواقف بلاده لتحقيق السلام والوحدة والاستقرار وقال "ان ما ينتظرنا ان نترجم ذلك الى واقع ونحن قادرون عليه"، كما أكد صلاح الدين ان المبادرة المصرية الليبية المشتركة لاحلال السلام والاستقرار في السودان "صحيحة وقوية ومقبولة وان الحكومة تعاملت معها بجدية غير ان تباطؤ التجمع المعارض وعدم جديته في التعامل معها اعاق العديد من خطواتها".
على صعيد ذي صلة فقد بحث عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاثنين الجهود المبذولة والخطوات التي تجري بشأن المسألة السودانية، وإقرار السلام فيه.
وحضر موسى وماهر اجتماعات اللجنة الوزارية التابعة للجامعة العربية، الخاصة بتنمية السودان، والتي بدأت فعالياتها في وقت لاحق مساء الليلة في الخرطوم.
وكان جون دانفورث، المبعوث الاميركي الخاص الى السودان قد صرح أمس الأحد في القاهرة عقب لقاء بينه وبين أحمد ماهر ان عملية السلام التي تهدف الى انهاء نحو عقدين من الحرب الاهلية في السودان قد تنتهي اذا فشلت الحكومة والمتمردين في الجنوب في الوصول الى اتفاق خلال الشهور الستة القادمة على الأكثر.

نبيل شرف الدين
ارسل هذا الموضوع