الجنادرية 18 تفتتح اليوم بالرياض

تنطلق اليوم الأربعاء فعاليات المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة وضمن حفل الافتتاح الخطابي والفني تشهد قاعة العروض بقرية الجنادرية العمل الفني الكبير أوبريت الجنادرية السنوي، الذي كتبه هذا العام الكاتب الإسلامي والشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي باسم "خيول الفجر" ووضع ألحانه الدكتور عبدالرب إدريس، ويؤدي لوحاته الانشادية الفنان الأستاذ محمد عبده والمطرب السوري الكبير صباح فخري والفنان الكويتي الشاب أحمد الحريبي إلى جانب منشد من جمهورية مصر العربية.
وقد تم تنفيذ الأوبريت بكامل مراحله الموسيقية بما فيها تركيب الصوت في القاهرة بإشراف الدكتور عبدالرب إدريس.
وإلى جانب خمس لوحات إنشادية يؤديها المطربون يشتمل الأوبريت على أربعة مشاهد تمثيلية تمت كتابتها انطلاقاً من النص الشعري لتكون جميعاً نسيجاً فنياً متصلاً بشكل النص الكامل لاوبريت "خيول الفجر".
المشاهد الدرامية كتبها الأساتذة محمود عبدالكريم، محمود أبو العباس، والسيد حافظ ونديم صوالحة، وتمثل لمحات مركزة من تاريخ الفتوحات الإسلامية تبين الاخلاقيات والمبادئ الإسلامية التي تحلى بها المسلمون في تعاملاتهم مع سائر شعوب الدنيا عندما حملوا أمانة الدعوة إلى دين الله وفتحوا الأرض شرقاً وغرباً، كما توضح المشاهد موقف العرب والمسلمين من قضايا الأمة المعاصرة وردهم على التهم التي تطال لكل ما هو مسلم وعربي، وسعيهم الصادق للسلام، ورغبتهم في التعايش السلمي مع الاخر تحت مظلة سلام حقيقي عادل.
ويؤدي المشاهد الدرامية الأربعة نخبة من نجوم الدراما العرب هم راشد الشمراني، يوسف المقبل، محمد حسن الجندي، انطوان كرباج، مروان أبو شاهين، زيناتي قدسية، جهاد الأندري، إضافة لممثل بريطاني.
وخلال العشرة أيام الماضية توافد على الرياض طواقم العمل من فنيين وفنانين مطربين وممثلين، وبدأوا بقيادة مخرج العمل الأستاذ نجدت انزور إجراء البروفات على مسرح قاعة العروض المغلقة بقرية الجنادرية، وبإشراف مباشر ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان.
ويسعى القائمون على المهرجان إلى تقديم رؤية فنية مسرحية مختلفة وواضحة تنطلق مدلولاتها من العنوان الرئيسي للمهرجان في دورته الثامنة عشرة (هذا هو الإسلام) كما يعمل المخرج نجدت أنزور على إنجاز عمل مسرحي واسع الابعاد يتضمن الدراما التي تقدم بصورة حية عبر أربعة مشاهد، والإنشاد الذي يؤديه نخبة من الأسماء البارزة، والعروض الشعبية وبإشراك عناصر منوعة من معظم الدول الإسلامية حتى أنه يستعين بفرقتين استعراضيتين من اندونيسيا واذربيجان تؤديان لوحات تعبيرية في الاوبريت فضلاً عن إشراك ممثل بريطاني في إحدى اللوحات، وهذا الممثل يمثل الطرف الاخر في الخطاب الذي يسعى العمل إلى بلوغه آفاق أوسع وأبعد من الجغرافيا العربية والإسلامية.
يذكر ان نجدت أنزور يخرج أوبريت الجنادرية للمرة الثانية بعد ان أخرج أوبريت "أنشودة العروبة" في المهرجان السابع عشر العام الماضي الذي كتبه معالي الدكتور غازي القصيبي ووضع ألحانه وأداه غناءً الأستاذ محمد عبدة بمشاركة الفنانين هاني شاكر، أحمد فتحي، عبدالهادي بلخياط، شادي الخليج، هاني مهنا، مهند محسن، وائل يازجي وعبدالمجيد عبدالله، ووضع له الرؤية الدرامية الكاتب محمود عبدالكريم وشارك الممثل السوري النجم رشيد عساف بإلقاء مشهد درامي حي. وبالمثل يمثل أوبريت "خيول الفجر" التجربة اللحنية الثانية التي يقدمها الدكتور عبدالرب إدريس للجنادرية بعد ان كان وضع لحن أوبريت "دولة ورجال" في دورة المهرجان العاشرة، والذي كتب كلماته شاعر الوطن اللواء خلف بن هذال واداه كل من الفنانين طلال مداح - يرحمه الله - ومحمد عبده، وراشد الماجد وسلامة العبدالله وعبدالمجيد عبدالله، على ان تلحين عبدالرب إدريس لاوبريت "خيول الفجر" يعد تجربة متفردة لها طبيعة مختلفة تستمدها من مغايرة الموضوع والشكل الإنشادي الذي يصبغ اللوحات الغنائية بما يتطلبه ذلك من التركيز على المؤثرات الموسيقية.
بقي ان نقول ان الفنان وليد الهشيم هو من وضع الموسيقى التصويرية للمشاهد الدرامية في الاوبريت كما اسندت مهمة تصميم أزياء الممثلين للفنان غازي قهوجي، وكل من قهوجي والهشيم شاركا أنزور معظم مسلسلاته الشهيرة واخرها "آخر الفرسان".