بيان من الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين بمناسبة ذكرى الإستقلال

47 عاماً من نضال الطلاب لترسيخ الديمقراطية
جماهير شعبنا الصامدة
شرفاء الحركة الطلابية
تمر علينا هذه الأيام الذكرى ال47 للإستقلال الذي كان بداية عهد جديد ســاهمت في صياغته كل قطاعات الشعب الســـوداني أملاً في حياة حرة كريمة وكانت للحـــركة الطلابية عبر أجــســـامها المختلفة إســهاماتها غير المنكورة في النضــــال ضد المســـتعمر بــدءاً من إضراب كلية غردون وتكوين مؤتمر الطلبة مروراً بمظاهرات الجمعية التشريعية التي لم تبخل عليها الحــــــركة الطـــلابية بالدماء.
ظلت حركة الطلبة عبر حقب تاريخية مختلفة طليعة مصادمة لقوى التسلط والرجعية بطبيعة تكوينها الفــــــــكري وإنفـتاحها على آفاق التراث الإنساني في لا محدوديته فكانت سداً منيعاً ضد محاولات جر الســـــــودان إلى منظومة الرأســمال العالمي بمعارضتها الشـــرسة للمعونة الأمريكية. وتواصل هذا النضال أثناء الحكم الدكتاتوري الأول متصاعداً حتى الوصول إلى ثـــــورة أكتوبر التي كــــانت نـــتيجة لتراكم خبرات نضالية، كان لحركة الطلبة فيها نصيب كبير.
لم تتوقف نضالات الحركة الطلابية خلال فترات الحكم الديــــمقراطي، بل تواصلت ضد محـــاولات حرف الثـــــورة عن مســــارها المنتمي للجماهير وهجمة القوى التقليدية الشرسة ضد المنظومات التقدمية.
أثناء حكم مايو تجلى نضال حركة الطلبة في كثير من مظاهر المصادمة للســــلطة بتصديها لقضايا استقلال الجامعات والمعاهد العليا، اللوائح المدرسية وقوانين التعليم العالي، الأزمة الإقتصادية والغلاء، الغاء القوانـــين المقيدة للحريات واطلاق سـراح المعتقلين وتتويجــها لهذه النضالات بالمساهمة الفاعلة في إنجاز انتفاضة مارس- أبريل.
كان إنقلاب 1989 فاتحة لفصل جديد في العلاقة بين حـركة الطــــلبة والسلطة فقد عمدت الأخــيرة إلى تجــريد القوى المصـــادمة في الشارع السوداني من آلياتها النضالية عبر حزمة من السياسات بدءاً بالتجييش القسري للطلاب وانتهاءاً بإعمال آليات القمع السلطوية مــن اعتقال- تعذيب- أغتيال وفصل سياسي مروراً بمصادرة الاتحادات الطلابية وحظر النشاط.
جاءت السلطة بمحمولها الفكري المصادم لحقائق الواقع الســـــوداني المتـــعدد وبإرتباطاتها الماضوية فأعــملت في منــــاهج التعـــليم بمراحله المختلفة تخريباً في محاولة لقولبة الإنسان السوداني فطالت هذه الســـياسة مناهج التــعليم العــالي عبر ادخال مواد تحـمل رؤيتها المذهبية الضيقة والأمثلة متعددة في هذا الاطار: فقه الطبيب المسلم- الإقتصاد الإسلامي- ثقافة إسلامية...الخ.
أتت سياسة التعليم العالي وتصفية السكن والإعاشة ضمن سياسة عامة نفضت فيها الــــدولة يدها من أوجـــب واجباتها نحو المواطـــن وتركت الأمر لواجهات أمنية وطــفيلية غالباً- صندوق دعم الطلاب- لخلق مواطئ قدم داخل المؤســسات التعلــيــمـية العصية دوماً على محاولات التدجين، وقد واجه الطلاب هذه المحاولات بمظاهر إحتـــجاجية مختلفة ( أحداث الســـــكن والإعاشة عام 1991 بجــــامعتي الخرطوم والجزيرة) قابلتها السلطة بإشهار سلاح الفصل السياسي والإغلاق في عدد من الجامـــعات( الفـاشــــــر- ســـــنار- كردفـــــان- وادي النيل- الجزيرة- جوبا- السودان- الخرطوم،...الخ). وتواصلت الهجمة الشــــرسة بدخول الإغـــتيال الســــياســي كمـــنــهج للعـــمل الســــياسي ليطال طلاب نشطين سياسياً ونقابياً ( طارق- سليم- بشير- التاية- محمد عبد الســــلام- معتصـــم- ميرغني النعمان، وآخرين) وقد عـمـــلت الســــلطة على تمريرهذه الإجراءات القــمعية عبر واجهــــات مخــــتــلفة وبتواطؤ من الإدارات المعـــينة أو الانـــــتهازية بالجـــامعات وأمثلة التواطؤ كثيرة ( اغتيال الشــهيد محمد عبد السـلام- الشــــهيد معتصــــم ) كانت ادواتـــها واجهات النـــظام الأمـــنية: تنظيم الســـلطة بالجامعة- الحرس الجامعي- صندوق دعم الطلاب.
منذ صعود الجبهة الاسلامية إلى السلطة أتخذ الصراع منحى جديداً بين القوى الوطنية ممثلة في التـنظيمات الوطــــــنية عبر أشــكال تحالفية مختلفة والحركة الطلابية غير المنظمة من جانب وتنظيم الحركة الاسلامية المــسـنود بإمكانــــيات النظام وآلته القمعية من جـانب آخر، محاولاً هذا الأخير حرف مسار العمل السياسي بالجامعات بإفتعال أحداث عــنـف مكررة وجر حـــــــركة الطـــلبة إلى صـــراعات جانبية تشغلها عن دورها الطليعي في النضال من أجل تحسين البيئة الأكاديمية وصياغة مستقبل مشرق لجـــماهير الشــــعب الســـوداني. ســـــاهم في ذلك تمدد دور الحرس الجامعي داخل الجامعات وتحوله إلى ذراع أمني وأداة لتنفيذ مخططات الــسلطة الرامية لتسميم أجواء العمل السياسي بإفتعال قضايا مثل لائحة السلوك والمظهر العام بالجامعات والزي الموحد، وهي لوائح تعبر عن إفتراض ســوء النية في سلوك الطالب الجامعي وتتطلب مواجهتها مزيداً من الإحتكام للواقع السوداني المتعدد الـثــــقافات والعادات والمتســـــــامح مع الآخر. مع التأكيد على أن الإنفلات السلوكي ليس ظاهرة منبتة بل هو تعبير عن إختلال في بنى المجتمع الإقتصادية تتبدى مظاهره في افــــقـار أكثر من 90% من جماهير شعبنا وارتفاع نسبة الإختلاسات من المال العام حتى وصلت بحسب تقرير المراجع العام إلى 54 مليون دينارلهـذا العام من ديوان الزكاة فقط.
تظل قضايا الاتحادات بالجامعات من حيث هي مقدمة لديمقراطية النشاط ومنبر لمناقشة وحل اشـكالات الواقع الطـــــــلابي في مقدمة مطالب حركة الطلبة و التي بالرغم من تبجح النظام بهامش الحريات السياسية لا زالت تناضل من أجل استعادتها في جامعات كثــيرة بعد أن طالتها يد السلطة بالتجميد (على سبيل المثال: اتحاد جامعة الخرطوم- الســـودان- الأهـــلية- الجزيرة) أو هي مغـــيـــبة بتزوير أرادة الحركة الطلابية في جامعات أخرى ( شـــرق الـنــيل- النــيلين...الخ). وتظل أحـــداث جامعة الخرطوم الأخيرة مثال حي لذلك النضــــال ولإلتفاف حركة الطلبة حول أجسامها المعبرة عنها وتوحدها خلف مطالب عادلة، واجهته السلطة بحشدها لكل آليــــات القمع لحد استدعاء قوات خاصة من الجيش ودخولها الحرم الجامعي مما يثير ظلالاً من الشكوك حول رغبة النـظام في التحول الســـلـــمي الديمـــقــراطـــي برغم الضجيج الإعلامي الكثيف حول الوفاق والمصالحة. ولا يزال هنالك العديد من الطلاب قيد المعتقل دون توجيه تهم ضدهم من بينهم هاشم الطيب، عمر الفاروق، محمد عوض.
لازالت نضالات حركة الطلبة ومطالبها مســـتمرة بالرغم من وحشــية النظام وقمعه وهو ما يجــعــل من الـرهان على ثوريتها رابــحاً برغم كم التضحيات التي قدمتها من أجل إنجاز التحول الديمقراطي لصالح جماهير شعبنا.
مرحباً بالطلاب الجدد في ساحات النضال
معاً من أجل إطلاق سراح المعتقلين
معا من أجل مجانية وديمقراطية التعليم
معا من أجل حرية وديمقراطية النشاط وعودة الإتحادات
معاً من أجل فتح ملفات التحقيق في قضايا الإغتيال السياسي

شكرًا بكري والتحية لنضال الحركة الطلابية السودانية

معا

معا فوق

up

ودام نضال الشعب السودانى

جبهة المناسبات
والله يا شيوعين زمانكم فات وغنايكم مات
كل الاحداث تمر عليكم وليس لكم فيها يد ولا قول