همس الفرح بأذنيّ ذات يوم مبشراً .. فصدقته

قراءة أولى
حملت أغراضي وأشواقي جرياً لمدائن تختمر الفرح وتختزنه ، تقسمه بالتساوي لمن يستحق ولمن لا .. ولكنه ديدنها..
همس في أذني خجلاً من تطاوله علي .. قلقاً لو أنه خبئه .. فقال: ذاك الذي ينبغي أن يحط على القواعد ويستقيم ولكني خبأته أنا في ذاكرة النسيان الصدئة فتجولت يمنةً ويسرة وأظهرت الفرح .. فغشيه الاستفزاز وأقسم ألا أبتسم بعدها مجدداً ولطمني ..
لم أصعر له الآخر وليتني فعلت بل طأطأت تلك التي خلتها شامخةً كما الطود .. لا تنحني
كانت دعسرة للاحساس المتألق .. بيرق للأمل الحطام.

قراءة ثانية
تراجعت الذاكرة والعمر كسيح .. نشطت وتأرجحت جنباتها زهواً وسعادةً ومودة ..
رأيتهم كما الأيام الخوالي وانكببت ..
تلفت يمنةً ويسرة وتصدت في أذني صرخة الفرح وترانيم الانتصار ..
وتلقفتهم واحد تلو الآخر .. واحتضن واحداً وانحني للآخر ..
خالني لمحت ابتسامة فشبهتها بما لا يشبهني ولا تشبه فيهم أحد فزجرت نفسي وصمت .. لمحت لساناً يمتد فلم أشأ أن أكذب عيني كما كذبت أذني فرجعت.
غفوت وسعت من يتلو قول الحق جل وعلا :
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ