دونية...وفوقية المثقفين

يتنازع المثقف اتجاهان متناقضان هما الإحساس ( بالدونية )حينا... و(الفوقية) حينا آخر ...وكلاهما مدمر للإبداع بل وللثقافة الإنسانية عموما ، فإحساس المثقف بالدونية والهوان يؤدي به إلى ( جلد الذات ) ويشعره دائما بعدم الفائدة وربما بأنه عالة علي مجتمعه ...ولا شك أن هناك عوامل كثيرة كرست لهذا الإحساس عند المثقف كالعوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أسهمت في إقصاءه وتهميش دوره والتقليل من عطائه..مما دفع المثقف أن يلوذ بأحلامه ورؤاه الخاصة ..رافضا واقعه ومتمردا عليه.
أما إحساس المثقف بالفوقية والاستعلاء جعله أيضا يبتعد عن عالمه الحقيقي وإشكاليات الواقع الملموس واوصله إلى استخدام مفاهيم معقدة تعلو عن الفهم بدعوى التميز ، ولغة صعبة تغلق التواصل بدعوى الابتكار ..وهذا مما زاد الفجوة بين المثقف وبين قطاع كبير من الجماهير..

( هذا جزء من مقال مطول نشر في الملحق الثقافي لجريدة الخليج الإماراتية يدور حول تعريف المثقف ودوره.... أحببت بأن يكون مادة للمداخلات ..وتبادل الآراء ...حتي لا ينفصل مثقفينا عن مجتمعهم بواحدة من الاتجاهين: الدونية أو الفوقية والاستعلاء..

وهنالك محمدة للشاعر والكوميدي /جمال حسن سعيد عندما قال انه يستمد فنه وإبداعه من هموم الناس الغلابة الذين يعيش وسطهم ..بمعني انه يتزود بمفرد اتهم الحياتية ..ولا يفكر بالرحيل عنهم !حتى لا ينفصل عنهم ..وينتابه إحساس" الفوقية ".

كثير من الأسئلة تتبادر إلى الذهن : هل مثقفينا دونيين أم فوقيين؟ هل هناك إشكالية ما بين المثقف والجماهير متميزة بالاضطراب وعدم التوافق؟حتي اصبح المثقف يتلمس لنفسه جمهورا مصطنعا ربما لا يوجد الا في خياله...او ربما يلتقي المثقف مع الجمهور في زاوية من زوايا الواقع...
نود لاهل الثقافة ..ان يدلو بدلوهم

up