حينما سقط داؤد حسين بسـذاجه

حينما سقط داؤد حسين بسذاجه

صلاح الباشا
[email protected]

في عمر الزمان تمر بتاريخ البشرية من وقت لآخر بعض الأعمال الدرامية الفاشلة فكرا وموضوعا ويأخذ مسلسل سقوطها المدوي زمنا طويلا من وقت الناس .. فها نحن الآن أمام ممثل كويتي لا يمتلك مقومات الكوميديا الراقية ولا يعرف أدوات العمل الدرامي ولا يسعي حتي للأطلاع علي أحدث تقنيات العمل الكوميدي ومفاصل الحوارات التي تجلب السعادة للمشاهد في الكوميديا العربية

فالرجل - داؤد حسين - ومن خلال رصدنا لأعماله منذ بداياته الأولي وحتي الأخيرة منها - معشوق- ظل يعتمد علي تكرار أسلوب المحاكاة الأراجوزي مستخدما في ذلك فنيات السينما ووسائل التصوير والتسجيل والمكياج والمكساج أيضا .. لكن أعماله لا تجد غير الضحكة الوقتية التي لا تتعدي مساحتها دقائق معدودة في خيال المشاهد الذي فاقت ثقافته وحسن إطلاعه مساحات أعمال هذا الأراجوز بدرجات كبيرة . فهو قطعا لن يستطيع الوصول لمستوي إبداعات عبدالحسين عبدالرضا وسعاد العبدالله في الكويت .. ولا تطال أعماله هامة حياة الفهد أو مريم الغضبان والصلال ورفاقه المتمكنين في بلاده والتي نشك نحن منذ مبكر أنه غير عربي الدم - هذا الداؤد الساذج-، ولا توجد مقارنة بالطبع بين ما يطبعه في خيال المشاهد العربي مثل تجديدات عادل إمام وقفشات سمير غانم وروائع دريد لحام وثقافة محمد السني دفع الله. فداؤد حسين لم يضف إلي الكوميديا الخليجية علي وجه الخصوص شيئا مميزا .. دعك عن الكوميديا العربية بمجملها

فهو ذو أداء فني ساذج في أعماله حتي الثمال .. حيث لا تتعدي أعماله ثقافة طفل صغير في المرحلة الإبتدائية .. فضلا علي أن ثقافته ومعلوماته عن ثقافات الشعب السوداني يبدو أنها واهية كخيوط العنكبوت .. حيث كانت حلقته في - معشوق- عن الرجل السوداني تمتليء بسخافات حاقدة ظاناً أنه بذلك يؤسس لإستفزاز متعمد للسودانيين في أخيلة أهلنا في الخليج عموما وفي الكويت علي وجه الخصوص .. وهو بالطبع لا يدري مقدار التقدير والإحترام للإنسان السوداني في نفوس وقلوب أهل الخليج منذ عهود ضاربة في القدم

فالرجل - داؤد - لا يعلم أن شعب السودان قد قدم لأشقائه ولايزال في الخليج أعظم الأطباء وأذكي المهندسين وأعتي القانونيين وأكفأ الطيارين حتي في أسطول الكويتية التي يحبها كثيرا شعب السودان .. داؤد حسين أراد هو ومن معه أن يعكس مسارات أضواء صورة ظلت ناصعة في مخيلة العرب عن تراث أهل السودان وثقافاتهم .. وأظنه قد نسي أن هذا السودان بسمرة شعبه التي يسخر منها ببلاهة قد قدم أكبر إنجاز عربي للعرب حين جمع شعب السودان وقادة السودان بكل هدوء ودون أضواء كل قادة العرب في مؤتمر اللاءات العربية الخالدة بالخرطوم في أغسطس من عام 1967م حين كان الجرح العربي غائرا والتشرزم بائنا وطائرات العدو الصهيوني كانت تسرح وتمرح في سماء الدول العربية بعد الهزيمة في حزيران 1967م .. فقام هذا الشعب الذي يسخر منه داؤد بإعادة الثقة في القيادة العربية .. بل أحدث أكبر تصالح عربي عربي بين السعودية ومصر العروبة .. فجاء الدعم العربي البترولي لدول المواجهة بإقتراح من قادة شعب السودان الأسمر .. فكان التوحد وكانت عملية بناء الجيوش العربية من جديد .. فإنتصرت الإرادة العربية بعد سنوات قليلة في أكتوبر العبور من عام 1973م بفضل ذكاء وعبقرية الشعب السوداني من خلال مخرجات مؤتمر اللاءات الذي لم يتكرر مثيله بعد .. وحين أراد الملك الراحل وحكيم العرب فيصل بن عبدالعزيز آل سعود مكافأة شعب السودان بتخصيص دعم مالي كبير له في عام 1967م فإن قادة السودان رفضوا ذلك .. حيث رد عليه السيد رئيس وزراء السودان الراحل محمد أحمد محجوب .. قائلا: شكرا لك يا أبا عبدالله .. إننا لا نبيع مواقفنا القومية التي أحدثناها في هذا المؤتمر .. فأدمعت عيني الملك الحكيم لكبرياء قادة السودان النابعة من كبرياء شعبه ، فلذلك نقول لك يا داؤد .. إنك جرحت كبرياء ومشاعر ثلاثين مليونا من الناس هم أشقاء لأهل الكويت من بلاد النيلين .. وأنت بذلك تؤكد علي أن مسلسل السقوط الكوميدي الرخيص لايزال مستمرا .. وهذه واحدة من أسباب النكسة في الدراما العربية وفي تراجعاتها المستمرة لأنك تعتقد حتي اللحظة أن المواطن السوداني هو تلك الصورة الساذجة لبوابي العمارات في مصرنا العزيزة حيث تشاهد ذلك في الأفلام المصرية .. علما بأن أبناء أولئك البوابين هم الآن حملة الشهادات العليا النادرة في جميع التخصصات داخل مصر وخارجها بل وفي كافة المؤسسات والمنظمات العربية والدولية ... فكان بناؤك الدرامي في تلك الحلقة من – معشوق - ساذجا لدرجة البلاهة .. ذلك لأن المشاهد العربي لم يعد ساذجا بعد أن تسلح بالعلم المتقدم منذ عقود طويلة .. وذلك ينم عن عقلية كوميدية ساذجه لا هدف لها إلا جلب الضحك الوقتي للمشاهد العربي الذي بالطبع قد إكتشف متاجرتك الرخيصة من أجل حفنة دولارات ستفتقدها يوما ما

ولعلك لا تدري أن السودان هو من مؤسسي مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأن السودان هو كنز من الثقافة العربية قل أن يجود به الزمان .. وأن الشخص السوداني هو من أكثر الشخصيات العالمية التي تعرف كيف ترتدي أرقي الأزياء منذ بداية القرن العشرين .. بثلما يعرف ذات الشخص كيف يظهر بزيه القومي في أوقاتها المناسبة .. وأظنك لا تدري بأن جامعة الخرطوم قد بدأت تخرج أجيالاً من شعب السودان المسلحين بالمعرفة منذ عام 1902 .. أي أن عمر كلية غردون الجامعية التذكارية بالسودان الآن مائة عام بالتمام والكمال ..وأن بالسودان حتي الآن أربعين جامعة ومعهد عالي في كل أرجاء الوطن .. لكنك فقط تنقصك المعلومة عنا .. وهذه تبقي مشكلتك في النهاية .. وليست مشكلتنا إن كنت حقا مبدعاً .. إيه رأيك بقي .. وإيش تقول الحين يازول؟؟؟ ؟

نحن يا سيدي داؤد نسامحك .. وبذلك نكسب أجرين : الأول هو أجر السماح المعروف لدينا فقهياً .. والثاني هو أجر إيجادنا للمعاذير لك لعدم إطلاعك علي ما ظل يكتبه ويتحدث به ذلك الإنسان الكويتي الرائع الراحل دكتور عبدالله السريع سفير الكويت الأسبق في الخرطوم – عليه الرحمة –عن مفاصل روعة ثقافات وتقاليد وطهارة شعب السودان وندرتها .

وختاما نقول لك بكل أدب وحياء معروف لدينا : (( إن عدتم عدنا )) ونكتفي بهذا القدر ،،،،

الاستاذ ابو الباشا
كفيت و اوفيت صح لسانك
و ربنا يديك العافيه
تحياتي

كلام باشوات فعلاً يا باشا
ربنا يديك الصحة والعافية

الاخ ابو الباشا لك خالص تحياتي
رمضان كريم وانشاء الله تصوم وتفطر على خير
تحيات..........واحشني

الأستاذ/ صلاح الباشا

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير
كما قال الإخوة الذين سبقوني في الرد كفيت وأوفيت بس كنت بتمنى أن يكون هذا الرد عبر إحدى الصحف الخليجية

بركات

شكرا أحبابنا
فعلا سينشر المقال في أخبار العرب الأماراتية في أبوظبي والوطن الكويتية عن طريق الأستاذ خالدعويس .. والخرطوم السودانيه لتنوير الداخل بما يحدث لنا بالخارج .. وأخيرا تم النشر في سودانايل ليطالعه أولادنا وبناتنا في كل الدنيا
مع تحياتي وشكرا لكم ... ولا يهمكم سخافات هذا الساذج الأراجوز الأضحوكه فعلا
باشا

اخى وصديق صلاح ..رمضان كريم وكل وانت بخير ..المدعو داؤد حسين متخصص فى استفزاز السودانين وهذه ليست المرة الاولى وقد لاتكون الاخيرة ومشهد السودانى الذى قدم العام الماضى يأكل زهرة لايزال فى الاذهان ..نعم المسامح كريم ولكن عندما تستفز امة بهذا الاسلوب المتعمد والساذج ينبغى ان يوضع حد لهذا الاستفزاز حتى لايفسر التسامح ضعفا ومن ثم ارى ان يتدخل المعنيون وعبر القنوات الدبلوماسية لاقاف هذه المهزلة وهذا الاستفزاز .
وعن مؤتمر اللاءات الثلاث الذى عقد بالخرطوم بعد هزيمة يونيو فى عام 1967م وعن المصالحة التى تمت فى ذلك المؤتمر قد لايعلم الكثيرون اخى صلاح ان احد طرفى الخلاف وبعد انتهاء تلك المصالحة قال معاتبا الطرف الاخر أليس من العيب ان نتخاصم نحن ويصلح بيننا هؤلاء....

اخونا الباشا رمضان كريم
والله العظيم برت بطنى جزاءك الله خير ده ياجماعه دور اى سودانى مثقف وين ناس حسين خوجلى - محمد سليمان والخ حواء والده كتير فى السودان 00 اكرر شكرى لك ياستاذ صلاح

حبيبنا شلي
السلام عليكم ورمضان كريم علي الجميع
أوصيك أوصيك ... إطبع هذا المقال أعلاه وأعمل علي نشره في أكبر صحيفة لديكم بسلطنة عمان حتي تتسع دائرة الرد .. خاصة أن أهل عمان هم مثل الحاجب فوق رموش عيوننا نحن أهل السودان .. فهم بضعة منا .. خبرناهم وخبرونا عبر عشرات السنين
وتحياتي لأهلنا في النادي السوداني بمسقط ولكل الأحباب .. كما أرجو تعليق المقال في بوست بالنادي أيضا إن سـمحت ظروفكم
مع فائق تقديري

شكرا لك استاذنا الجليل صلاح الباشا

وكثر الله امثالك

ولك منا كل تقدير

up

up

اشكرك اخي علي هذا الرد الجميل الخلاق صراحة في الآونة الأخيرة كثرت مثل هذه الأشياء وكنا نصبر علي الرعاع الجهلة في الشوارع العربية ونجد لهم العذر ولكن ان يصدر الأمر بمستوي اعلامي او ما شابه ذلك فهو عين الاحتقار تنتشر هذه الأيام علي اجهزة المقاهي بصنعاء تسجيل محمل عبر السي دي محمل علي القرص الصلب علي سطح مكتب الأجهزة بعنوان منوعات تحتوي المنوعات علي عنواين كالآتي
سوداني وسعودي
سوداني
الأول في شكل انشاد يبدأ بـ ياسوداني ريحك جاني وجنب خشمي يا
عصماني وغيرها من سقط القولمع رسم متحرك السودانيين عبارة عن جعارين والآخرون في الصف المقابل سعوديين بعقالاتهم
الثاني بعنوان سوداني سب لكلنتون عن الضربة الأمريكية للسودان بطريقة هبلة جدا
عموما أملي أن لا يكون نشر موضوعك الهام قاصرا علي الموقع فقط أملي أن ينشر في الصحف مثل الحياة أو الشرق الأوسط او غيرها ولكم منا الشكر