هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية

هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية


11-09-2002, 08:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1036871571&rn=0


Post: #1
Title: هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية
Author: zumrawi
Date: 11-09-2002, 08:52 PM

هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية








تأليف: سلافوج زيزيك


الناشر: فيرسو ـ لندن نيويورك 2002


الصفحات: 280 صفحة من القطع المتوسط


مؤلف هذا الكتاب هو الفيلسوف السلوفيني سلافوج زيزيك. وهو في الاصل باحث في معهد الدراسات الاجتماعية في «ليو بليانا» وهو من المثقفين اليساريين المعروفين في تشيكوسلوفاكيا السابقة التي انقسمت الان الى دولتين: تشيكية، وسلوفانية، وقد نشر سابقاً عدة كتب نذكر من بينها: «الموضوع السامي للايديلوجيا»، «كل ما تريد ان تعرفه عن لاكان»، «الموضوع الحساس»، وكتب اخرى. وفي هذا الكتاب الجديد يناقش المؤلف موضوع التوتاليتارية أو النزعة الاستبدادية والديكتاتورية.


وبالطبع فانه اختار العنوان على سبيل السخرية والاستفزاز. فقد شاعت موضة ثقافية في الغرب مؤخراً، وهي موضة ترى التوتاليتارية في كل مكان، ومن يشجع عليها؟ تيار الليبرالية الجديدة التي انتصرت على الشيوعية في نهاية الحرب الباردة.


واصبح مثقفو اوروبا وأميركا بالتالي لاهمّ لهم الا مهاجمة الشيوعية والماركسية والافكار اليسارية بمجملها وكلها ينعتونها بالتوتاليتارية. وهكذا يصرفون الانظار عن نقد الرأسمالية المهيمنة. بل ان كل من ينقد الانظمة الليبرالية الديمقراطية المهيمنة في الغرب اصبح ينعت اما بالرجعية أو الفاشية، واما بالنزعة اليسارية المتطرفة، والتوتاليتارية!


وبالتالي فهناك لعبة في الموضوع او حيلة هدفها تركيز النقد على كل الاتجاهات اليسارية في الغرب وضرب فكرة العدالة والاشتراكية من اساسها ويرى المؤلف ان تيار ما بعد الحداثة يساهم في هذه اللعبة بشكل مقصود، وغير مقصود، فهو يهاجم كل منجزات الحداثة منذ عصر التنوير وحتى اليوم ويسقط في نوع من العدمية التي لا تؤمن بشيء، ففي رأي فلاسفة ما بعد الحداثة فان التنوير هو الذي ادى في نهاية المطاف الى هتلر وستالين!


بل وصل الامر ببعض فلاسفة الغرب العدميين الى حد اتهام العقل واعتباره اصل البلاء والشقاء فالعقل يؤدي الى الاستبداد في نهاية المطاف. وكل عقلانية سوف تنغلق على نفسها يوماً ما وتتحول الى ديكتاتورية قمعية لا محالة. كل عقلانية سوف تؤدي عاجلاً أو اجلاً الى عقلانية مركزية: أي إلى التعصب والديكتاتورية..


في الواقع ان هذه الافكار كانت موجودة على هيئة بذور في كتاب ادورنو وهوركهايمر الشهير: جدلية العقل. وهو كتاب كان قد ألف مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وكرد فعل على جرائم النازية والفاشية. ولذلك فان المولفين لم يضبطا اعصابهما كثيراً فراحا يهاجمان ليس فقط العقلية الفاشية واليمينية المتطرفة وانما ايضا عقل التنوير ذاته باعتبار انه يحمل في طياته بالضرورة امكانيات الاستبداد! من هنا خطورة هذا الكتاب وكل التيار الفكري الذي نتج عنه.


هذا لا يعني بالطبع ان المؤلف يدافع عن الظاهرة التوتاليتارية او ينكر وجودها في التاريخ الاوروبي المعاصر، على العكس انه يدين تجلياتها الاساسية في كل من النازية والستالينية بل انه يعتبر الستالينية اشد استبداداً وخطورة، لماذا ؟ لان الانسان في ظل حكم هتلر كان يستطيع ان يسلم بنفسه ويعيش بهدوء اذا لم يتدخل في السياسة او اذا لم ينتسب الى اي حزب معارض للنظام القائم.


واما في ظل ستالين فكل انسان كان مشبوهاً حتى ولو لم يتدخل في الشئون السياسية: كانوا يلاحقون الناس بدون سبب او لمجرد اشتباههم بهم كان الانسان مذنباً او معاديا للحزب والثورة حتى تثبت براءته. وكانوا يحاسبون الناس «على الضمائر» اي على اعتقادهم الذاتي الداخلي الذي لا يؤذي أحداً ولا يخص الشئون العامة. بمعنى اخر فان الستالينية كانت قمة التوتاليتارية. يضاف الى ذلك انها شوهت العقيدة الماركسية التي هي في الاصل عقيدة جيدة وتدعو الى العدل والحق والاهتمام بالعمال والفلاحين والمضطهدين عموماً. وهنا يكمن فرق اساسي بين الشيوعية والنازية أو الفاشية، نقول ذلك على الرغم من ان الشيوعية انحرفت عن مقاصدها الاولية وتحولت الى نزعة توتاليتارية استبدادية.


لكن ما هي التوتاليتارية في نهاية المطاف؟ وكيف يمكن ان نحدد هذا المصطلح بدقة؟. في الواقع ان التوتاليتارية هي السلطة الكلية التي يمارسها الحزب او جهاز الدولة على المجتمع ككل. انها الشكل البيروقراطي والحديث للطغيان. التوتاليتارية هي عبارة عن نظام سياسي تكون فيه جميع السلطات متمركزة في ايدي زمرة واحدة وزعيم واحد. وهذا الزعيم يفرض ايديولوجيته وتنظيمه ورجاله على المجتمع ككل. وهو يعلن نظرياً بانه يحكم باسم الخير والحق ، ولكنه فعلا يحكم باسم الكذب والارهاب والدعاية الديماغوجية.


وقد ظهرت كلمة «التوتاليتارية» لاول مرة في اللغات الاجنبية في العشرينيات من القرن العشرين، وهي تدل في الاصل على الصفات المشتركة التي تجمع بين الديكتاتورية /الفاشية والديكتاتورية الشيوعية. هذه الصفات المشتركة تتمثل فيما يلي: وجود حزب جماهيري، سيطرة ايديولوجية الدولة، هيمنة مطلقة على وسائل الاعلام والدعاية، حذف كامل للحريات الفردية، انعدام الفصل بين السلطات التشريعية، فالتنفيذة، فالقضائية، فرض نظام بوليسي ومخابراتي يؤدي الى اشاعة الرعب في كل انحاء المجتمع. وهذا النظام ينتهي اخيراً بمعسكرات الاعتقال الجماعية أو ما يدعى بالغولاغ.


الفرق بين النازية والشيوعية هو ان النازية تريد ان تفرض العرق الآري على جميع الاعراق البشرية الاخرى، أما الشيوعية فتريد فرض الطبقة العاملة على جميع الطبقات الاخرى. وكلتاهما تعتقدان بانهما تعملان من اجل خير البشرية. ولكنهما تنتهيان الى الشر الطلق.


ما هو سبب ذلك ياترى؟ عدم الاعتراف بتعددية الاراء والافكار. ثم الاعتقاد بان الحزب ـ او الزعيم ـ يمتلك الحقيقة المطلقة. وبالتالي فلا يمكن ان يوجد رأي اخر في المجتمع غير رأيه. فبما ان رأيه هو الصح فلماذا يوجد رأي اخرى؟ لماذا توجد معارضة؟ المعارضة ممنوعة في النظام التوتاليتاري، وذلك على عكس النظام الديمقراطي الذي يسمح بعدة آراء، وعدة احزاب، وعدة جرائ، وعدة اتجاهات فكرية او فلسفية.


لهذا السبب انتصر النظام الديمقراطي الليبرالي على النظام النازي اولا ثم الشيوعي ثانيا. ولكن لا ينبغي ان نتوهم انه خالٍ من الاخطاء والنواقص كما يزعم اتباعه. ومعروف انهم اصبحوا مغرورين بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفقدان النظام الشيوعي مصداقيته. ولكن المؤلف يحذر من هيمنة التيار الرأسمالي على كل شيء ويحذر فلاسفة الغرب ايضا من الانقلاب على كل ما هو يساري أو اشتراكي بحجة ان الشيوعية فشلت. فالماركسية ليست كلها خطا كما يزعم الليبراليون الجدد. والتفاوت الاجتماعي بين الاغنياء والفقرآء في الغرب، اصبح اليوم اكبر من اي وقت مضى ونلاحظ ان المؤلف يهاجم عدة فلاسفة كبار من امثال: جاك لاكان، او جان فرانسوا ليوتار، او جان بودريار، او سواهم. ولكنه يقترب من خط الان باديو الفيلسوف الفرنسي الذي كان من مؤيدي اليسار المتطرف في فرنسا. كما ان المؤلف يناقش افكار جاك دريدا، ويورغني هابرماس، وجوليا كريستيفا ومدرسة فرانكفورت، وفرانسوا فوريه، وهيغل، وهيدغر، وسواهم عديدين، كما ونلاحظ ان المؤلف يتوقف مطولاً عند افكار فاكلاف هافيل، الرئيس التشيلي المعروف في اوساط المثقفين والكتاب..


DID SOMEBOOY SAY


TOTALITARIANISM?


SLAVOJ ZIZEK


VERSO.- LONDON


NEW YORK 2002


P. 280


Post: #2
Title: Re: هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية
Author: نصار
Date: 11-09-2002, 09:55 PM
Parent: #1

العزيز زمراوى

احيك من صميم قلبى على هذه الاضاءات التى تتحفنا بها

زوال المعسكر الاشتراكى خلق واقع جديد فى الفكر السياسى و اهم من ذلك فى الممارسة السياسية
تأثير هذا الحدث الفارق يتفاوت حسب القرب او البعد عن موقع الحدث نفسه. فى دول المعسكر المنهار تفاوت التفاعل مع واقع ما بعد الشيوعية ما بين السعى الى تبنى الضد المتمثل فى الرأسمالية مروراً باالاشتراكية الجديدة, و نسبة لصعوبات التحول و خيبة امل الشعوب حدثت فى بعض الحالات ردة الى الاحزاب الشيوعية القديمة التى حاولت ان تنسجم مع الاشتراكية الاوربية فى شكليها الاجتماعى و المسيحى
اما فى مايلى هذه الدول حديثة التكوين اى فى اوربا الغربي, فقد انتعشت الاشتراكية الاجتماعية حتى وصلت احزابها الى سدة الحكم فى جميع دول اوربا الغربية تغريباً, ما حدى بالاحزاب اليمينة الى التحرك الى الوسط لملاحقة النجاح الذى حققه خصومها و للابتعاد عن اليمين المتطرف صاحب الطروحات العنصرية المرتكزة الى النازية و الفاشية
و بدورها سعت الاشتراكية الاجتماعية الى ترسيخ تميزها عن اليمين المتحرك نحو الوسط ليبرز مصطلح الطريق الثالث الذى ابتكره كلٍ من بل كلنتون و جهرهارد شرودها و تونى بلير وهو يقوم على ترسيخ اركان دولة الرفاهية و اعادة توزيع الثروة, اعتماداً على مفهوم التكافل الاجتماعى و العدالة الاجتماعية و تعاقد الاجيال


يتبع

Post: #3
Title: Re: هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية
Author: zumrawi
Date: 05-03-2003, 00:54 AM
Parent: #1

اكمل عزيزى نصار
نحن فى انتظارك

Post: #4
Title: Re: هل لفظ احدهم كلمة: التوتاليتارية
Author: فتحي البحيري
Date: 05-03-2003, 10:23 AM
Parent: #3

العزيز زمراوي






الله يديك العافية


الملاحظ انه النزعة الرأسمالية بحت أكثر تغلغلا الان


حتى في تفكير الأمييين



وللاسف كلنا في المهب



لولا مثل هذه الوقفات


اذا كانت بشكل جاد ومتعمق


وانا شخصيا غير معني بالايدلوجيات


ما قضى نحبه منها او ينتظر

بشكلها الحرفي
بقدر ما بتمنى الهث لي عمرين 3 (لو في)في تكريس القيم الانسانية المحضة



والانسان
بكل حاجاته وضروراته
اولا
وهو

لا غيره

اخرا