الحب لانفصد به ما كان مجرد ميل أو غريزة تربط بين قلبين ، بالرغم من أن
هذا الحب يحتل مكانا مرموقا من التقدير والاحترام في أنفسنا .ولكننا نتعرض إلى حب بمفهوم ارحب وبمعنى اعم واشمل ، ذلك الذي يجمع بين قلوب يربط بينها هدف أنساني نبيل،يستتب في ظله الأمن والسلام،ويقوم التعاون بين الناس أفراد وجماعات وأمما في كل زمان ومكان.
بالحب وحده استطاع هذا الرجل إن يهزم اعظم إمبراطورية عرفها التاريخ،فقد تصدى لها ومن وراءها ملاين الهنود العزل من كل سلاح إلا من الأيمان بمبدئه (( الاهمسا )) أي (الكف عن الأذى )، ومقاومة السيئة بالحسنة،ومحاربة الحقد والظلم والكراهية بالحب الذي يملأ النفس. والعالم كله لم ينسى كيف قاد هذا الرجل مسيرات ضخمة تحتج على الظلم من قبل المستعمر البريطاني.وقد تعرضت إحداها لهجوم البوليس وتعرضت للبطش والقتل في غير رفق ولا رحمة، وهم صامتون لا يرددون حتى هتافات عدائية.ونظر احد الجنود فإذا برجل نحيل قد انتحى ركنا وهو يبكى إشفاقا على رفقائه المعتدى عليهم جورا وعدوانا، وأدرك الجندي انه غاندي نبي الهنود. فتوقفت ايدى الجنود جميعا كأنما شلت أيديهم جميعا.وكان هذا حاله مع جميع طوائف الهنود كلما نشب خلاف بينهم كان يصوم حتى يكاد يدركه الموت فيعلمون بالأمر وخوفا على حياته يتصافون ويتحابون بعد كراهية!!!!
بمثل هذا استقلت الهند وتحررت وصارت من اعظم دول العالم الحديث.ولكن للأسف أن ما يصلح في شعب عميق الإيمان بالحب قد لا يصلح عند شعوب أخرى تتعارض ظروفها مع ظروفه.
وكان غاندي يغضب عندما يوصف جهاده بالمقاومة السلبية، إذ كيف تكون سلبية وهى مبنية على مجاهدة النفس ضد غرائزها العدائية وهذا هو الجهاد الأكبر.وهذا هو المعنى الذي فات الفيلسوف نيتشه حين كان يخطط إلى ظهور سوبرمان.
إن من سخرية القدر أن يموت غاندي أمام الحب والمسالمة عام 1948 قتيلا على يد مجرم أثيم من أهل دينه ، اغتاله من فرط ضيقه بسماحته ومسالمته لأصحاب الديانات الأخرى.
نحن في السودان نهوى أوطانا ونعشق أرضنا ولما لا نحب بعضنا اجيبونى يا إخوان لما هذا التناحر والتعارض
نحن شعب مفطور على الحب والمسالمة أيعقل أن تكون بأرضنا حرب تستمر اكثر من عقدين دوافعها الإحساس بالظلم والكراهية. اننى احلم بنقاط التواصل بين اليساري واليميني أنها كلها مسميات تحمل أيدلوجيات مختلفة ولكن منبعها واحد هو العقل السوداني ومرتعها روح سودانية.إن مباحثات السلام الأخيرة كانت مفروضة على كل الأطراف بما في ذلك الحكومة أمريكية نفسها. نسبة لتغير الخارطة السياسية والاقتصادية في العالم اجمع فلم يكن للقوى العظمى من خيار إلا أن تعيد النظر في ترتيب اوراقها، فتقدم ما كان مؤجل وتعيد رسم الخارطة الاقتصادية بمتطلباتها الجديدة. وما من عاقل وألا يجب أن يشك في النوايا الأمريكية. إن الأقدار وضعت بين
أيدينا فرصة إلى سلام حقيقي تدفعه أطماع أمريكية قد تصل إلى حد فصل الجنوب. رضينا أم أبينا يبدو أن الاتفاقية كانت بردا وسلاما على الحكومة ولم تصدق لقد وجدت ما تخفى به إفلاسها. أنها دعوى إلى كل القوى السياسية وكل سوداني أصبحت المسالة اكبر من النظام الحاكم في السودان انه مخطط ليبرالي بمفهوم أكثر حداثةً.انه دور التجمع الوطني وتقع المسؤولية والعين عليه في إيجاد نقاط التواصل مع النظام الحاكم عبر الحركة الشعبية لتحرير السودان. أنها دعوى إلى الحب إلى المصالحة الوطنية بها نستطيع أن ننتصر. ولنا عودة
السنجــــــك
شبيك ابوى لبيك
نحنا ولادك ديك
ساجدين امامك ليك
عشان تبقالنا حرية و عدليه وتبقالنا يابلدى ابد الابدية