عبد الغنى كرم الله.. الانسان والاديب المرهف الحس

09:21 AM January, 20 2019

سودانيز اون لاين
Abureesh-أمريكا
مكتبتى
رابط مختصر

يحكى عن اعتقاله قبل يومين
-----------

*عبد الغني كرم الله بشير:*
تحليق، وعودة للأرض، 🍀
الخميس، الواحدة وربع ١٧ يناير ٢٠١٩م
(١-٨)

عند ملتقى شارع "اليوم التالي" وطريق متفرع عن السيد عبدالرحمن، كنت أزف وخلفي سبعة من الملثمين، نحو التاتشر، ضربات كيفما اتفق، ومن الخلف امتدت يد تهوي علي وجهي، يد سمينة، اظنه تعشى من مال الشعب في امواج، وفطر من سندوتشات كاك، حلقت في سماء بلدي العزيزة، ثم هويت بجاذبية ارضية حكيمة، لارض وطني، حجر آمن رغم قضبان ارجلهم حولي، ثم اشبعوني ضربا، بكل ضربة احس جسمي برجل جائع، او طفل جريح، او امرأة تجري لها عملية الان، توحد حسي بآلام الطلق لميلاد الحب وشمس الحرية، في كل البلاد، جرحت كفي اليمنى، في ظاهرها وبطنها، توضأت لصلاة السلام الآت، ثم شرعوا في الضرب، وانا في طريقي للتاتشر، صرت طبل، نقرات تخرج من حسي أغاني (لو متنا، لحاربت المقابر)، وفِي التاتشر، وجدت نخبة من الاحبة، الشرفاء، أستاذ فيصل محمد صالح، وحسام الدين حيدر، ومصعب الهادي، والزين عثمان، "تمنت سليمى ان اموت بحبها، وأهون شي عندنا ما تمنت" وختم بضربة قوية و أنا جالس في وطني المسروق (خلفية البوكس)، على كتفي، أدركها الملاك الحارس، على الكتف فكانت ألين من ربت يد أم حقيقة لا مجاز على كتفي 🌺🍀،

موضع الضربة الاولى، تعرضت لثمان مواضع للضرب، ...

سمع اضاني
الكثيرون تغنوا ب" بنية من فتوار"
اليوم قررت ان اغني برضو
" وليدا من فتوار"
"والعسيلات"
و" الأزهري"
وكذلك وزنازين الأوباش في اركان العاصمة ال" ثلاثة"
شكرنا يافخرنا وروحنا ودمنا

.. تحية وتجلة وانحناءة لهذا الفارس البطل الاديب الاريب عبدالغني كرم الله
الذي لم تلن قناته يوما ولم ولن تستكين عزيمته يوما ...!
.. فهذا رجل من طراز عجيب ومتفرد ....!
.. من اليوم الاول لهذه الثورة المنتصرة كان في مقدمة صفوفها ...!
.. ومهما كبرت وتضخمت الية القمع وتفننت صنوف التعذيب وتعددت
صور الاهانة والاذلال للشعب الكريم المتسامح فعبدالغني هو عبدالغني
ثابت كالشم الراسخات وشامخ كالقمم العاليات ....!
,,, وليس غريب عليه كل جمائل الصفات كيف لا وهو خريج مدرس الانسانية
والوطنية الاصيلة : فهو من تلاميذ الاستاذ الشهيد والذي واجه الموت بابتسامة
ساخرة : محمود محمد طه ...!
... واذا كنا ان بعضا منهم قد انحرف عن الطريق القويم املا في دنيا يصيبها
او مال يغنيه او سلطة تحميه خوفا ورغبة في الحياة !
... فك الله أسر عبدالغني ليخرج حرا طليقا وليغني للحرية مع شياب القثورة

تحية النضال والصمود للمناضل عبدالغنى كرم الله

الحمد لله الأخ عبد الغني الآن طليقا حرا في منزله
ويطلق العنان لقلمه عليهم مثل الرصاص

عبدالغني كرم الله
قلم من نبض الانسان
نعجزُ ان نجاريه ونحن وقراء وهو كاتب
فما بالكم الان والرجل يكشف عن انسان لا يرضى لظلم لغيره فما بالك لنفسه؟
ولا يلين أمام كل طاغية يروع الناس حتى وهم في بيوتهم؟
عبدالغني
قلمه ليس كالاقلام التي اعجب بها اهل المشرق والمغرب
يقول من أين أتي هؤلاء
ويختم حياته جليساً في موائدهم
ما زال رحم الام السودانية معطاء
لهذا كان وجود عبدالغني بيننا ضرورياً
ليكتب عن عذاباتنا
وليته يبقى بيننا حتى يكتب عن افراحنا التي بدا ضوء فجرها المنير