ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,

ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,


01-17-2019, 11:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1547722196&rn=0


Post: #1
Title: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 11:49 AM

10:49 AM January, 17 2019

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

ألثورة جنين يتخلق ثم يولد إنساناً كاملاً يدك بانسانيته عرش الجبابرة ,
ويهد بصدق سريرته قصور الطغاة ,
و المحظوظون هم من يحتفلون بحضورهم للحظة الميلاد المجيدة لثورات الشعوب ,
وهم من يكون لهم شرف المشاركة فيها بالدموع و بالدماء ,
لقد ظل العملاق مصطفى سيد احمد المقبول يشدوا بصوته الثائر ,
منذ سبعينيات القرن الماضي حتى الدقائق الأخيرة من حياته في منتصف تسعينيات ذات القرن ,
مجسداً أعظم مثال للمطرب الوطني الغيور الذي لا يتوقف إبداعه عند حدود هموم العشق وتخوم آلام العاشقين ,
بل يتعداه إلى العشق السرمدي الأكبر ,
ألا وهو الغرام والهيام المرتمي في حضن الوطن ,
الذي صوره أبو السيد في رمزية الأم الحبيبة تارة ,
وتارة أخرى شبهه بالعشيقة الحسناء ,
فالقصائد المختارة بعناية فائقة من قبله كان لها إسهام واضح في شحذ همم الشباب
و طلاب الجامعات بمعاني وقيم الوطنية الصادقة ,
لذا نجد أن هبّة ديسمبر و معها تسونامي الانتفاضات التي سبقتها ,
ما هي إلا نتاج لهذا الفعل المتراكم الطويل الأمد ,
الذي لعبت فيه الموسيقى و الشعر و الغناء و الأدب و النص المكتوب ,
دوراً مؤثراً أخرج هذه الثمار الناضجةً وأتى بتلك القطوف اليانعة ,
التي شهدتها ساحات مدن بلادنا في أيامنا الحاضرة هذه ,
فعندما كنا نتفيأ ظلال القطار الذي كان يقلنا في إجازاتنا الصيفية ,
مستمعين و مستمتعين بـــ (البت الحديقة و الحزن النبيل)
من منتوج أعمال هذا الكائن الأسطوري ,
كان الأمل يحدونا برغم مرارة الحياة التي يكابدها طالب الجامعة آنذاك ,
في أوج بطش نظام حكم هذه الجماعة المهووسة ,
التي أحالت بيوت الأسر السودانية إلى مواكب وقوافل للعزاء ,
بعد ان كانت صوالين هذه البيوت ضاجة ببهجة الاحتفاء وصاخبة بالاحتفالات وبالأفراح ,
و جميعنا يكاد يوقن بأن تساؤل هذا الكائن الخرافي المسمى بــ (مصطفى)
في ملحمته الملهبة للمشاعر الثورية (نورا) ,
عندما استفهم ذلك الجيل بمفردات مموسقة بايقاع الحماسة من شاكلة :
(متين إيد الغبش تتمد , تتش عين الضلام بالضو) ,
حينها كانت قلوبنا تمتليء حتى تفيض بيقينٍ راسخٍ ,
بأن المشهد المحسوس غناءً والعاكس لمنظر تدفق هؤلاء الغبش الذي كان يغشى مخيلتنا ,
و اقتحام هؤلاء المحرومين لمكمن الداء المتمثل في عقر دار حكومة الفقر و الدمار , سوف يحدث,
و سوف نكون شهداء عصر عليه , وقد كان ,
في هبة ديسمبر المجيدة في خواتيم العام المنصرم ,
والتي نعتبرها رؤية صادقة لملاحم بطولية قد تحققت ,
بفضل رحلة طويلة مدعومة بالعزيمة والإصرار ,
قادها حملة الفكر الوطني الخالص والخالي من الشوائب ,
من شعراء و فنانين و أدباء وروائيين ودراميين ,
طيلة فترات القهر و الاذلال التي جثم فيها كهنة (الاخوان المسلمين) على جسد الوطن ,
فاليوم تأكدنا تمام التأكد من أن (أبي سامر) يومها ,
لم يكن يتمنى على الله الأماني و لم يكن هو ذلك الحالم في يقظته ,
عندما كان يصرخ صادحاً :
(ماني غرقان في التمني ولاني سارح في الأماني , زارني خاطراً بل شوقي و احتواني) ,
وها هي الأماني التي طمح إليها هذا القامة ورددها في أهازيجه قد تحققت ,
وها هو الخاطر الزائر لمخيلة صديقنا الفدائي الذي رحل عنا مكابداً ويلات داء الفشل الكلوي ,
قد اصبح مشهداً مألوفاً بعد مرور هذا الشهر الديسمبري ,
فتلاقت أشجار نخيل الباوقة مع (دليب) كردفان في عناق ثوري حميم ,
وردد نهر النيل أغاني (التويا) ممزوجة بايقاعات مطرب الشرق (سيدي دوشكا).


أما محمود عبد العزيز فمنذ نشأته كان منتفضاً وثورياً منافحاً ,
ومتمرداً عنيداً على كل خصيصة إرث ناشز
ودخيل على ذائقة و ثقافة البيت والشارع السوداني ,
فطبع وجدانه بمآسي الحفاة العراة و ذوي الإعاقات الحركية ,
وضمّد جراحات شرائح من المجتمع ما كان لها أن تجد سبيل للتنفيس عن كربتها ومأساتها ,
إلا عبر صوت الحوت بعلامة جودته المميزة ,
ونبرات صوته الحزين الممتصة لغضب و أشجان كل ممحون ,
فرحل هو الآخر في بواكير العمر بتداعيات نفس الداء اللعين الذي ألم (بكليتي) أبي سامر ,
فالثائرون الصادقون يشعلون الحرائق الهوجاء في دمائهم
غير آبهين ولا حريصين على حياة يدوس فيها الظالمون بأحذيتهم على رؤوس البائسين ,
ولأن خلايا استشعار أمثال الحوت ومصطفى مشحونة بخلاصة الحس الانساني العتيق ,
فانّ أبدانهم لا تقوى على حمل كل هذه الأثقال والأحمال من المشاعر العظيمة ,
فتجدهم يحترقون جسداً و روحاً ,
ويخرجون من هذه الدنيا وأعينهم ساخرة ومستهزئة بتمسكنا نحن بحياة الذل والإهانة ,
فالطاغية و منافقوه من عبدة أصنام السياسة كانوا يعلمون حجم جماهيرية الحوت ,
فتخيل وتصور أنهم حاولوا أن يقدموا له (الرشوة) وهو مايزال موضوع على نعش بارد ومحنط ,
دون حياء منهم و بوجوه أراق مياهها (الحواتة) ,
فأرسل هؤلاء المنافقون و المتملقون طائرتهم الرئاسية
فأقلت الجثمان من مطار الملكة علياء بالأردن إلى مطار الخرطوم ,
فكان الاستفتاء المذهل الذي لم يعادله إلا استفتاء الشعوب السودانية ,
عندما تحلقت حول صاحب الرؤية الجديدة في الساحة الخضراء ,
وهي ذات الساحة التي لفظت الطاغية قبل بضعة أيام ,
ويا لغرابة تدابير وتصاريف الأقدار!! ,
إنّ أمواج (الحواتة) جرفت كل المتاريس و نسفت جميع السدود
و اقتلعت نعش (الحوت) من داخل الطائرة (الرشوة) ,
و ذهبت بمرشح الجماهير الأوحد إلى حيث شاءت ,
ثم احتفت في تشييعه بطريقتها كمجموعة (حواتة) ,
هذه الشريحة المجتمعية التي انهزم الطاغوت امام مدها الثوري ,
واخفق أيما إخفاق في أن يروضها ,
كان يجب على طاغية الزمان أن يرعوي من ذلك الاستفتاء الجماهيري الواسع النطاق ,
منذ تلك اللحظات الحاسمات و الفاصلات ,
فذلك الاجماع الشعبي العفوي قد وضع الحوت وهو مسجياً نعشاً مصندقاً ,
في أعلى درجات الانتخاب الديمقراطي الحر و النزيه ,
متقدماً بملايين الأصوات على صاحب الطيران الرئاسي ,
لقد كان استفتاءً لم يصرف عليه (قرش أحمر) من مال خزينة الدولة (بيت مال المسلمين) ,
ولم تسخر له امكانيات الدولة مثلما فعل أنصار الدكتاتور ,
عندما رهنوا مستقبل و مصير البلاد و حياة ومعيشة العباد بانتخابه في عشرين – عشرين.



ما زلنا نذكر مقولات وتنبؤات رسول الديمقراطية و التسامح و السلام ,
الذي تصادف ذكرى رحيله سنوية هذين الرائعين المذكورين أعلاه ,
و يتطابق اسمه مع اسم الثاني منهما ,
فالتنبؤات والمقولات المأثورة التي بدأ يظهر رأس جبل جليد تحققها ,
وهي دنو وقرب أجل احتدام معركة (كسر العظم) كما أسماها أحد أبناء هذا الوطن الأوفياء ,
وهي معركة بالضرورة يجب عليها أن تندلع فيما بينهم ,
و هي التي سوف تكون خاتمتها فناء الحزبين الشقيقين الشريرين ,
فكما قدم الأستاذ محمود محمد طه روحه قرباناً للخلاص من طغيان النميري من قبل ,
هاهم ثوار ديسمبر ويناير قد انهمرت دمائهم العزيزة مهراً نفيساً وغالياً
لوضع نهاية لحكم الطاغية وزمرته ,
فقد قرروا إسدال الستار على تاريخ دويلة (الهوس الديني)
التي مارست بتر الرقاب وقطع الأرزاق على مدى ثلاثين عاماً,

وهاهم ثوار ديسمبر يطوون ملفها الأسود و للأبد .


Post: #2
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: Khalid Abbas
Date: 01-17-2019, 01:21 PM
Parent: #1

تسقط بس

Post: #3
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 01:48 PM
Parent: #2

# تسقط_بس

Post: #4
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 07:45 PM
Parent: #3

١٧ يناير يوم مميز..
قلوبنا معك يا بري ويا مدن السودان المنتفضة....النصر قريب.. وأكيد..

Post: #5
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-18-2019, 04:44 PM
Parent: #4


Post: #6
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: احمد حمودى
Date: 01-18-2019, 06:09 PM
Parent: #5


Post: #7
Title: Re: ثورية مصطفى وشعبية الحوت ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-18-2019, 09:02 PM
Parent: #6