صون دماء الشهداء ,,

صون دماء الشهداء ,,


01-14-2019, 09:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1547453616&rn=1


Post: #1
Title: صون دماء الشهداء ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-14-2019, 09:13 AM
Parent: #0

08:13 AM January, 14 2019

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

صون دماء الشهداء ,,
منذ أول يوم لهبة وغضبة ديسمبر ,
مهر شباب بلادنا مخاض ثورتهم الشعبية ,
بدماء عدد غير قليل من الشهداء الذين كانوا في ريعان شبابهم وفي عمر الزهور ,
وصلاً لما قدمه أقرانهم في سبتمبر من قبل خمسة أعوام في ملحمة جسورة ,
قذفت بالرهبة والهلع و الخوف والفزع والجزع في قلب الطاغية و زبانيته ,
و من قبل ذلك بذل الأحرار من ثوار كل من جبال النوبة والأنقسنا و دارفور المهج رخيصة في طريق التحرر و الإنعتاق ,
فعلى الرغم من أن عدسات وسماعات الكاميرا لم توثق لهم بصورة أو بصوت ,
فإنّ ذاكرة الأحرار من أفراد شعبنا ما زالت حافظة للقيمة الوطنية العظيمة لتضحياتهم المشهودة ,
فجميع الشهداء وبمحتلف فئاتهم و أعمارهم و جهاتهم و خلفياتهم الفكرية هم الأعلى مرتبة ووالأفضل مكانة منا جميعاً ,
وهم الأعظم درجةً وذلك لحملهم أرواحهم على أكفهم و تقديمها قرباناً لإسعاد الناس في المراحل القادمة من الحياة ,
فلهم سمو المقام لأنهم واجهوا رصاص الطغاة بصدور عارية إلا من الإيمان بالله وبقيمة هذا التراب ,
ومن منا لم ترتعد فرائضه من الإجابة التي أدلى بها ذلك الشهيد اليافع في إنتفاضة ام درمان ,
عندما حاولت والدته و أمه الرؤوم أن تثنيه عن الخروج ,
و تحرمه شرف الأندماج في الشارع الثائر ,
بحكم إرهاصات قلب الأُم ,
حين قال لها : (يا أمي إذا لم نخرج نحن فمن سوف يزيح عنكن الغمة ؟) ,
لقد خان التعبير كهولنا وخذلهم حدسهم عندما وصفوا الجيل الذي ينتمي إليه أمثال هذا الصغير اليافع بمالا يليق ,
ويا لسرعة الرد و الاجابة المفحمة لانزلاقة لسان هؤلاء الكهول ,
إذ تجيء اليوم بشريات التغيير مخضبة بدماء هؤلاء اليافعين ,
الذين خيبوا ظن الذين سبقوهم في الولوج إلى الحياة ,
ولقنوا كبارهم دروساً في قصص وروايات عشق هذه التربة السمراء ,
العشق الذي تتضاءلت أمامه قيمة الحياة وانحنت قبالته هامات الرجال ,
فمنذ قدم التاريخ تجد رصفاء هذا الجيل الغض الإهاب ,
هم من ظلوا يتحملون وعلى الدوام أثقال وأعباء التحولات الكبرى في مجتمعاتهم ,
فهم من يصنعون ويبنون صروح الحياة القادمة ,
فما يزال الصوت الداوي لأهزوجة هذه الهبة الديسمبرية (تسقط بس) والتي انطلقت في كل مدن السودان ,
هو صوت حناجرهذا الجيل المزمجرة كالرعود ببروقها الخاسفة ,
وظل هو النداء الوطني الأوحد و الهدير المزلزل والمسيطر على سماوات هذه المدن السودانية التي هتفت فقالت (سلمية .. سلمية) ,
مطالبة بترجل رأس النظام وصحبه عن كرسي سلطة الشعب.

إنّ صون دماء هؤلاء الشهداء الشباب واجب وطني و إلزام أخلاقي ,
فهم من زرع في أنفسنا الأمل و أحيا شرايننا التي كانت ميتة وممتلئة بالدماء المتخثرة ,
فهتاف هؤلاء الشباب جعل دمائنا تجري في أوردتها بكل سلاسة و يسر ,
لقد أزاحوا عن مشهدنا كل الظلال القاتمة التي حجبت عنا رؤية المستقبل المشرق لبلادنا المنتصرة و المنصورة ,
فصون هذه الدماء العزيزة يكون بتحقيق التماسك والوفاق الوطني الشامل لكل واجهات العمل السياسي ,
من منظمات مجتمع مدني و أحزاب سياسية و حركات تحرر وطني عسكرية ,
فهؤلاء اليافعون قد حلموا بانجاز دولة المواطنة والقانون و العدالة الاجتماعية ,
وضحوا بأرواحهم في سبيل الحصول على نظام سياسي ,
يكفل للناس الحرية و يحفظ الكرامة و يحقق الوحدة الوطنية ,
فسوف نكون من زمرة الخائنين إذا لم نصن دمهم و لم نسر على درب التلاحم الوطني و الشعبي ,
من أجل إنجاز وتطبيق دستور يحمي مكتسبات هؤلاء الشباب الطموحين وأهليهم ,
ونكون من (العملاء والمندسين) كما وصفنا العدو ,
اذا لم نقم بوضع عقد إجتماعي نقدسه ونحترمه يكون مبرأ من هوى النفس وغرض الانتهاز ,
فلابد من ميثاق شرف يكبح جماح النفس البشرية المجبولة على الضعف ,
فهؤلاء الاسلاميون الجبابرة و الطغاة الذين ارتكبوا كل انواع الموبقات في حق الشعب و الأرض ,
كانوا وما يزالون يعتبرون بشراً ظالمين ومهلكين للحرث و للنسل ,
ذلك لأنهم لم يتواثقوا إلى عهد فيما بينهم تعاهدوه ,
فاساءوا استخدام سلطة الشعب وحولوها إلى إمارة شبيهة بدولة بني أمية ,
فاستحلوا كل ما حرم رب العباد من قتل و سحل و اغتصاب للحرائر ,
وأكلوا أموال الناس بينهم بالباطل , وحتى لا تتكرر ذات التجربة المأساوية ,
علينا (نحن الأحياء) القيام بالإيفاء بوعودنا تجاه شهداء قضيتنا ,
بأن نفعل دور الأجهزة النيابية والقضائية و الرقابية بعد استكمال عملية التغيير الشامل ,
هذه الاجهزة الرقابية من شاكلة الحجر صحي و الزراعي والبيطري ,
ودواوين المراجعة والمحاسبة وهيئات المقاييس والموازين والمكاييل الضابطة للجودة ,
ودواويين النيابة العامة الفاعلة والمحايدة وغير الخاضعة لقهر نفوذ السلطة التنفيذية ,
لكي تنوب عن الناس في متابعة حقوقهم القانونية ,
وإرجاع النظام المالي إلى سابق عهده عندما كان (أورينك) خمسة عشر يؤدي دوره بكل صرامة ,
كضابط دقيق وحاسم لكل مورد مالي يخص الخزينة العامة للدولة ,
وليس كما هو حال دويلة المشروع الهلامي الآيلة إلى السقوط اليوم ,
وما بددته من مال عام تحت مسوقات فطيرة هي التمكين والتجنيب و التحلل ,
فبالأمانة و بالصدق وتقديس العهد والوعد و بالإيفاء بالحقوق ,
نكون قد صنا دماء شهداء الثورة الشعبية السودانية ,
كما علينا تكريم وتثمين دور كل أم اقتطعت فلذة من فلذات كبدها و دعمت بها هذا المد والموج الثوري الكاسح ,
فكل الأمهات اللائي لم يترددن ولو للحظة في المشاركة بأغلى ما لديهن في إنجاح ثورة الشعب ,
نظل نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة مدينين لهن ولكل مواطن شريف منح زينة حياته الدنيا رخيصة في سبيل تعبيد شارع وطريق رفعة هذا الوطن ,
ونبقى مطأطأين رؤوسنا إجلالاً ومهابة و اعترافاً بالقيمة النبيلة و السامية التي تزين رؤوس هؤلاء النسوة كتاج فخار لا يبلى و لا يخفت بريقه.


لقد فدى هؤلاء الفتية وطن اجدادهم بالأرواح و جادوا لهذا البلد الفريد بعظيم المهج وعزيز الأنفس ,
فاجتازوا الإمتحان بجدارة و تفوق كبيرين ,
دون أن يطلبوا ثمناً أو مقابلاً لهذه التضحيات الوطنية الخالصة ,
فكتبوا لوطنهم الخلود بحبر لونه احمر قاني ,
تماماً مثل لون دمائهم الشابة المتفانية ,
وحطموا كل القيود و كسروها ,
كيف لا ,
وهم الجنود السائرون إلى الأمام ,
الذين يبتغون الحرية الكاملة غير المنقوصة ,
تلك المأخوذة و المنتزعة عنوة وإقتداراً ,
دون استجداء أو رضوخ لترهيب الطاغية و عملائه ,
فهؤلاء الجنود الشباب يعلمون تمام العلم ,
أنهم إذا لم يقوموا قومتهم هذه ,
و إذا لم يهبّوا هذه الهبّة الجارفة ,
فلن يرثوا إلا وطناً يرفل تحت بؤس الحطام و الانقسام و الفقر و الجهل والمرض ,
لذلك اتحدت هذه السواعد الخضراء و أقسمت على أن تبنيه وطناً قوياً متماسكاً كالحديد والفولاذ.

Post: #2
Title: Re: صون دماء الشهداء ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-15-2019, 11:04 AM



https://postimages.org/down1

https://postimages.org/down1

https://postimages.org/down1


Post: #3
Title: Re: صون دماء الشهداء ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 07:43 PM
Parent: #2

كل قطرة دم تنزف من جريح
وكل روح شهيد ازهقت في سبيل الخلاص من كابوس القتلة اللئام سوف تظل وساماً يزين صدور الأمهات و الآباء...
برغم قساوة المحنة سوف تشرق شمس الحرية والسلام والاستقرار...

Post: #4
Title: Re: صون دماء الشهداء ,,
Author: نزار عبد الوهاب
Date: 01-17-2019, 07:50 PM

سلام وتحايا أخ إسماعيل ...
صون دماء الشهداء بالقصاص من الملثمين أشباه الرجال وقادتهم الجبناء ...
نسأل الله أن يتقبل الشهداء ويشفى الجرحى ...

تسقط بس ...

Post: #5
Title: Re: صون دماء الشهداء ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 07:53 PM
Parent: #4

Quote:
صون دماء الشهداء بالقصاص من الملثمين أشباه الرجال وقادتهم الجبناء
صدقت يا أخي فعلاً أشباه رجال. لو كانوا رجالاً لما تلثموا..