صراع الإرادة الشعب يريد والنظام يريد

11:14 AM December, 26 2018 سودانيز اون لاين
علاء خيراوى-قطر
مكتبتى
رابط مختصرعلى مرّ العصور وعلى مدى التجارب الإنسانية المختلفة، على الاقل من وحى علمى التاريخ والفلسفة، شهدت المجتمعات والكيانات الإنسانية حالات الصراعات البينية بهدف تعظيم المنافع من ردٍّ للحقوق او دفعٍ للمظالم ، حيث ساهم ويساهم هذا الفعل "الصراعي" بشكل أساسي في إحداث حالة حراك و تطور اجتماعي تصل فى أقصى درجاتها الى قيام الثورات وما يصاحبها من تطورات إجتماعية وسياسية وثقافية. ليظهر ما سماه الباحثون بقانون الصراع، الحاكم للكون كقاعدة تاريخية تثبت الاحداث صحتها.وقد افاد الكثير من المفكرين والباحثين إلى ان الصراع "كفعل" يعّد ظاهرة طبيعية في حياة الإنسان وفي حياة المؤسسات، من الأسرة كمكوّن اوّلى وإلى القبيلة والدولة والأمة، فإن قانون الصراع يعدّ العامل المحفّز والحاكم لهذه الكيانات جميعها. غير أن أشكال الصراع لا تكون متشابهة في هذه المؤسسات كما أن النتائج مختلفة، حيث يتدرج في شدته فيبدأ صراعاً ناعماً في مستوى الأسرة ويصل ذروته على مستوى المجموعات والكيانات الاخرى إلى الحروب والصدام.وهكذا إذا، تأتى دورة الحياة مرة اخرى بالصراع كفعل انساني طبيعى بالنسبة للشعب السودانى لم يسعى له، لينازل من خلاله حكومة ظلت على مدار ثلاثين عاما تقف ضد تطوره ومنفعته إلى حد يصعب على المرء ان يجد له تجربة مماثلة فى التاريخ الحديث.وإن كان من شئ، فلقد قاومت طويلا فئات كثيرة من الشعب هذا الصراع حتى اشفق عليه المشفقون و تبارى فى امانيهم المستفيدون و ساوم عليه اصحاب المصالح المختلفون فلقد تطورت الإرادة الجمعية لاغلبية الشعب الان إلى ان الطريق الاوحد الى تحقيق المنافع والحقوق هو اعلان الثورة كمستوى متقدم من اشكال الصراع. والإرادة في علم الفلسفة تعّرف على أنها ذلك الشعور الداخلي في قلب الإنسان حين ينوى بجد فعل شيء معين.وليس بالضرورة ان ينجح شخص او مجتمع ما فى تحقيق كل اهدافه من الصراع إذ تعتمد درجة النجاح على عوامل عدة، يأتى فى مقدمتها القوة الداخلية التي يتمتع بها صاحب العزم، وهي إحساس عظيم وشوق أكيد لتحقيق ما عُزِم على فعله وعقد النفس على تحقيقه.ومن مجرى احداث الايام الفائتة، يتّضحُ جليّاً ان الاغلبية العظمى من هذا الشعب الصابر الطيب، قد عزمت على إحداث التغيير من اجل منفعتها و حياتها واختارت الخروج على حكم فاسد مفسد، عذّب وقتّل وقسّم ونهب معلنة لنفسها ولغيرها بأنها خرجت من اجل حياة أفضل.وحين ان جماهير الشعب اختارت من ادوات الصراع الحراك السلمى التى يكفله الدستور والقانون، إختارت الحكومة العنف كاداة مفضلّة لهذا الصراع، فى لحظة تراجيدية سوداء، اوقعت من جراب ذاكرتها انه، اى العنف، عمر تاريخه الانسانى لم يحل مشكلة، ولو ظهر بشكل سطحي مخّل أنه هدَّأ وضبطَ حالةً ما، بل لابد له من ان يعقَّد الامر ويصعَّده، فتدور الدائرة مقحمة الاحداث في دورة عنف جديدة أشد هولاً وأعظم اثرا. ومهما كانت نتائج التحطيم العنفي المسلح لمن تراه خصما لك، فلابد ان ينتج منه مجموعات مقاومة لن تعتمد كثيرا الحراك السلمى اداة للصراع.فكل دروس التاريخ القديم والجديد تشير الى درس واحد لا ثانى له، وهو انه عندما يقع الظلم بين بني البشر’ تؤلد من العدم مباشرةً قنبلة موقوتة شديدة الانفجار موصولة بحبل سرّى يربط روح المظلوم بقلبه، تنمو و تكبر ببطء ، و بمرور الوقت و مع استمرار الظلم تكتمل حتى تصبح جاهزة ً تماماً وعلى استعداد للقضاء على الامن و السلم الاجتماعى فى الوقت الذى يحدده المظلوم, او حينما يقرر فى لحظة ما انها الطريق الوحيد و المتاح لرد الظلم و إسترداد الحقوق المسلوبة.فالمجد للثوار والمجد للاحرار، ولا نامت اعين الظلمة الفاسدين المفسدين. وانها لساعة نضال وصبر و صراع لابد له ان ينتهى بهزيمة الشر والاشرار.

الفجر آت لا ريب
الانتصار و الزهو فوق تراب الوطن المروية بدماء من هم اكرم منا
شهداء الوطن
اللهم نصرك و فرجك

اللهم امين
يروه بعيدا ونراه قريبا