هل كُتب علينا أن نختار بين الجدري والكوليرا؟

هل كُتب علينا أن نختار بين الجدري والكوليرا؟


12-23-2018, 09:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1545555201&rn=0


Post: #1
Title: هل كُتب علينا أن نختار بين الجدري والكوليرا؟
Author: أمير قناوي
Date: 12-23-2018, 09:53 AM

08:53 AM December, 23 2018

سودانيز اون لاين
أمير قناوي-
مكتبتى
رابط مختصر


منذ ما يقارب الثلاثين عاماْ وهذا الشعب يتجرع مرارات القهر والظلم، وأولئك السادة وتلك النخب يستجدون الظلمة ليشركوهم في نهب البلاد. وذلك هو ديدنهم منذ ان عرفناهم. هل نسي السيد العجوز أن السودانيون قد فرحوا في يونيو ٨٩، حينما ظنوا أن الجيش قد أتى لخلاصهم من تخبطه وغبائه السياسي الواضح ومن تصارع الأحزاب وتكالبها المقزز ين على السلطة؟

ظن الناس حينها أن الجيش قد أتى لإنقاذهم، ولكن كان الجيش بريئا من تلك الخدعة الكبرى، التى دبرها ونفذها إبليس وأعوانه في ثياب الدين. وتلاشت آمال السودانيين سراعاً لتدخل البلاد في نفق مظلم ولتعيش سنيناً عجافاً كأيام التعايشي، بل وأمر من تلك الأيام، حيث اريقت كرامة السودان في كل المحافل.

وفي كل مرة إنتفض فيها الشعب كان ظهور رموز تلك الأحزاب مثبطاً لعزيمة الثوار. كان الثوار يطالبون برحيل الظلمة فتأتي شلة العواجيز لتطالب بإشراكهم في السلطة بإسم الإصلاح والتغيير.

تلك الأحزاب المشئومة التي لا تنسى طمعها يوماً، وكأن هذا الوطن وشعبه ملك خالص لهم. ليست لديهم برامج أو رؤي لمستقبل السودان، ولكنهم يريدون الحكم من أجل الحكم.

واليوم بعد أن ضاقت بهذا الشعب المقهور السبل فخرج بصدور عارية لمقاومة الرصاص، ولاحت بشائر النصر انقضت غربان الشؤم على ثورتهم لتنهبها ولتستحوذ على أكبر نصيب مما بقي من أشلاء الوطن. وهل بقي شيئ بعد وليمة اللئام التي إستمرت ثلاثة عقود؟

لو بقي في عقل هذا الشعب بقية فعليه أن يلفظ تلك الأحزاب الخربة، وألا يقبل بعد اليوم بمن يأتي بإسم الدين أوالطائفية أوالعنصرية أوالأديلوجية المستوردة.

من أراد أن يقود هذا البلد فليقدم برنامجاً لإصلاحه ولإستعادة كرامته وعزته. ولتذهب غربان الشؤم لأوكارها، غير مأسوفاً عليها.