ومن هناك قمت للجفيل ( او ) العبث بالتعليم في السودان

02:52 PM December, 10 2018 سودانيز اون لاين
Zakaria Fadel-Al-Ain UAE
مكتبتى
رابط مختصرالتعليم في السودان هو مربط الفرس في كل ما حل بِنَا من أزمات أهملناه كثيراوعندما اهتممنا به أوكل الامر لمن لم يعطه حقه من الاهتمامحتى بلغ بِنَا سوء المنقلب لتسمية الشهادات العلمية بالكرتونية

وفي لمح البصر تتخذ القرارات المصيرية التي تشكل ( مفاهيم) اجيال و اجيال
يتخذ القرار بتعريب المرحلة الثانوية وعلى الفور يتم القضاء على اللغة الانجليزية في الثانوي
يصدر قرار بسلم تعليمي جديد وعلى عجل تضع مناهج جديدة بناء على روئ سياسية معينة يضرب فيه بمستقبل الأجيال عرض الحائط
يتم ترفيع المعاهد الفنية لجامعات دون وضع بديل مناسب فتخسر البلاد جيل تقني كان مضرب الأمثال في الجودة
تلغى المعيشة و السكن في الجامعات بجرة قلم دون دراسة ما ينجم من نتائج

كتاب ( سبل كسب العيش في السودان ) والذي كان منهجا للجغرافية في سنة ثالثة أولية يقف شاهدا على التخبط الذي لازمنا في التعليم

من منا ( وهو في الابتدائي او المرحلة الأولية ) كان يربط قصص طه القرشي في الأولية بالرسول صلى الله عليه و سلم؟
ومن فينا عندما سمع قصة محمد الطماع في كتاب المطالعة قال ان المقصود هو محمدا صلى الله عليه و سلم و زوجاته التسعة؟

لماذا ألغيت كتب ال readers ) 1-6 ) واستبدلت بالنايل كورس؟

المعلم هو رأس الرمح في العملية التعليمية
من الذي زج بخريجي الثانوي في هذه العملية وجعل منهم اساتذة في درجة اعلى من خريجي المعاهد التربوية في المدارس الأولية ؟
تم الدفع بخريجي الثانوي كمعلمين في المدارس الأولية بعد تدريب قصير جدا في المعاهد التربوية ( ٦ أشهر )
وكانت النتيجة وبالا على التعليم وضياعا لأجيال مابعد الستينات

وضعت اربع أعوام للمرحلة الأولية ومثلها الوسطى ورقم مماثل للثانوي
ثم أصبحت ستة أعوام و ثلاث ثم ثلاث
وعدلت لتصبح ثمانية + ثلاث
وفي كل تغيير تضع مناهج جديدة

لدرجة ان وضع منهج جديد لمرحلة دراسية لا يأخذ من ( خبراؤنا) سوى بضعة أشهر

اخي زكريا .........التعليم هو حجر الاساس في نهضة الامة

اضف الى ما ذكرت عملية التدريب و التفتيش اصبحت معدومة تماما

المعلم الان بمجهوداته يرتقي بنفسه ولا يوجد اي نوع من التأهيل

أخي العزيز زكريا، هذا الموضوع في غاية الأهمية، فليتك تعدل العنوان وتجعله مباشرا حتى يتفاعل الناس مع هذا البوست.

حبيبنا زكريا .. الموضوع مهم جداً ..
كنت أستمع إلى خبير إقتصادي يقول أن أفضل استثمار للدولة هو التعليم
وقال إن النتيجة والمحصلة النهائية للاستثمار في التعليم تكون بحوالي 35 ضعف لراس المال
وتطرق أيضاً أن الاسوأ هو الاستثمار في الحرب والعنف ( النتيحة الدمار )
بالضبط هذا ما حدث في السودان فمنذ عام 1956م ظل الاستثمار في الحرب والعنف
فكانت النتيجة ما يجري اليوم ..

لست خبيراً .. فقط أنقل ما سمعت في عالم إقتصاد

مع التحية الحبيب زكريا ..

تحياتي للجميع

قمت بتعديل في العنوان ولكني احتفظت بمقطع ( الجفيل) لأنني من المعجبين جدا بكتاب سبل كسب العيش في السودان
فقد قدم علما في ثوب رائع جعل الجميع يحتفون به

تحياتي طارق
تعرف يا طارق ان اخي الأكبر كان معلما بالمرحلة الأولية/ الابتدائية
وهو خريج معهد التربية بشندي بعد ان درس المرحلة الوسطى بكوستي الأهلية
تخرج من المعهد أواخر الستينات
وقد قضيت ( انا) عدة سنوات اتفحص كراسات التحضير التي كان يعدها لتدريس التلاميذ
بواقع ما اكتسبه من علم في المعهد
ثم جاءت اختي الصغرى والتحقت بسلك التدريس بعد ان اكملت الثانوي في الثمانينات
وقتها كنت انا مساعدا للتدريس بجامعة الجزيرة
وفي الاجازات كنت اطلب منها ان تريني كراسات تحضيرها للمواد التي تقوم بتدريسها

وبالطبع هالني الفرق

بدأ محو التعليم في السودان في عهد مايو على يد محي الدين صابر،
الذي محى نظام تعليمنا بإحلاله التعليم المصري بضبانته محل منهجنا وطريقتنا.
نظامنا التعليمي قبل كارثة محي الدين صابر، كان لا يعلى عليه.
كانت رياضياته تدرس بالانجليزي من الثانوي.
ومن وقتها لم تقم لتعليمنا قائمة، إلى أن وصلنا إلى ما هو عليه الوضع الآن 😬😈😟.

نعم اخي عثمان....
سلم محي الدين صابر التعليمي ..من أكبر الكوارث التي عصفت بالتعليم في السودان
خاصة وان كل المناهج (تقريبا) في كل المراحل قد تم تغييرها......
في راي الخاص ان تجربة 6+3+3 والتي اتى بها سلم محي الدين لم تكن سيئة ....ولكن (تسهيل ) المناهج كان هو الطامة الكبرى...
علاوة على الارتفاع الهائل في تكلفة التعليم و التي صاحبت بدايات انقلاب مايو ...ولاتي لم تكن sustainable باي حال من الاحوال

تحياتي اخونا علي

نعم التعليم هو الاستثمار الافضل....
بدأ تعليمنا بواسطة الاستعمار (لاهداف محددة) ..وكان الاستعمار قادرا على توفير كل مستلزمات هذا التعليم الذي اراده
لم يتوسع الاستعمار ابدا في التعليم ..بأكثر من (حوجته)....
عندما خرج الاستعمار....رأت الحكومات الوطنية ان التوسع في التعليم مطلب شعبي
بل ان الشعب (نفسه) كان قد خطى خطوات في المشاريع التوسعية للتعليم (كثيرا من المدارس الاهلية بدأت بجهود شعبية خالصة)
وجاءت مايو بلفسفة (شيوعية) جعلت من التعليم امر ضروري

كل ذلك جيد و مفيد

ولكن هل كانت الدولة بقدر (تحدي) مشروع التوسع في التعليم ؟؟؟
في إعتقادي ان الاجابة ...كلا ...والف كلا

حبيبنا زكريا .. تحياتي ..
المشكلة بدأت مع مايو والسلم تعليمي الذي أعلنه قريبنا محي الدين صابر الله يرحمه
المنهج قبل مايو كان مقبول ومفصل على السودان والانجليز خصوا السودان والهند بأفضليات
مستر قريفس أسس بخت الرضا تدريب المعلمين سنة 1934م تقريباً .. حيث أكفأ المعلمين
وبالتدرج تم تخريب وتعطيل المعهد .. لأن مهنة المعلم تدريب أولاً وأخيراً وليست المعرفة والشهادات
فمثلاً التعليم الابتدائي ( أ ، ب ، ت .. الخ ) .. أو ( ABC ) لا يحتاج إلى مؤهلات
ولكن الأهم هو كيفية توصيل هذه الابجديات إلى الطفل بكل سلاسة وسهولة ( وسائل الايضاح )
إلى السبعينات كانت إرهصات العهد السابق موجود وعندما زاد عدد المعلمين تم إفتتاح ( معهد المعلمات بأمدرمان للتدريب)
ثم بعد ذلك بدأ الأمر في الذوبان كما في مشروع الجزيرة ، والسكة حديد ... إلخ
اليوم المعلم بشهادة بكالوريوس .. والتعليم الابتدائي والمتوسط .. إلخ لا يحتاج إلى شهادات بل مقدرات المعلم

أما الهند فلم تغير طريقة التدريس بطريقة جوهرية وكذلك بعض المواد في المراحل الابتدائية فقط تعديل تدريجي
مع المحافظ على النمط السابق ( اليوم الهند من اكبر 7 إقتصاديات في العالم الاحتياطي النقدي يفوق 500 مليار)

نحن أقحمنا السياسة في المنهج وبمسميات مثل التربية الوطنية وغيرها

زمان الكتب المدرسية لتعليم الانجليزية أو العربية كانت من البيئة السودانية .. أذكر
أن التلميذ كان يستطيع الكتابة بالانجليزية من الصف الثاني .. لأن الكلمات كانت محددة الحروف
مثل : BOY, GIRL, MAN. PAN, HEN , SCHOOL ربما تخونني الذاكرة نعم الكلمات كانت تتكون من
حروف في الغالب لا تتعدى 5 أو 6 أحرف ..
أذكر أن تلميذ كان يكتب الانشاء بكلمات بسيط جداً
مثال :
I wake up. I wash my face. I go to school
وهكذا بالفعل المضارع البسيط
رحم الله الاستاذ محمد التوم التيجاني ..

كان المعلم يتفرغ سنتين وبراتب مدفوع ولا ينال درجة إتش إلا بعد إنهاء التدريب

لقد شهدنا أولى الهنات في تغيير المنهج
في كتاب الاطفال حيث تم تغيير الصور فمثلا ( ض ضرب والصورة معروفة ولد يضرب الشجر بعصاه )
تم تغييرها إلى ( ض ضابط والصورة لضباط جيش )
فصار الاطفال في ضواحي الدنيا ( الهوامش ) ينطقونها ( ض نميري ) لأنهم لم يروا ضابط أو صورة ضابط إلا نميري

تحياتي الحبيب زكريا الحكاية طويلة والمشكلة معقدة ولا حل ..

في اعتقادي ان المشكلة تكمن في اننا ناخذ الأمور بكل ( سبهللية) ان صحت العبارة
أراد الجميع ان ينتشر التعليم ، ففتحت المدارس دون التفكير في تبعات الامر
لا يهم ان توفر الكتاب المدرسي
لا يهم ان وجد الاستاذ المؤهل
وان وجد المعلم يعطى فتات يسمونه راتب
لا يهم ان توفرت مقاعد للتلاميذ
بل لا يهم ان بنيت فصول دراسية لائقة

المهم ان يلتقط المسؤول صورة وهو يفتتح مدرسة و تزين صورته الصحف فرحا بما يسميه انجازا

والنتيجة تلاميذ يفترشون الارض
يتلقون علما من أستاذ يشكو لطوب الارض من رقة حاله
في مدرسة تشترك فيها البهائم والخفافيش مع التلاميذ

المدونة الطبيعية ( والتعليم عندما يكون fun )
البداية السلسلة لتعلم الجغرافيا و قراءة الخرائط ( البحث عن الكنز )
رفع المقاعد على الطاولات عندما تكون الحصة ( قصة)

لم يكن حساب التلميذ مجرد ( كتاب رياضيات )
بل كان يمثل تطورا طبيعيا لإحدى اهم المواد العلمية بعد التلقين المباشر في سنة أولى و ثانية
ولم تكن كتب المطالعة مجرد قصص للتسلية
بل كانت احد اهم الوسائل في تعلم القراءة الصحيحة مع المخارج الواضحة
كما كانت تمثل احد اهم وسائل شحذ العقول ( عندما يطلب منك ان تقرأ القطعة بسرعة ثم تقفل الكتاب لتجيب على الأسئلة من القطعة غيبا )

اخالف الكثيرين في اعتقادي ان 8 سنوات لمرحلة الاساس هو الافضل

وذلك للتقليل من الفاقد التربوي من سن مبكرة بدلا من 6 سنوات و يا حبذا لو كانت

ارتفعت الى 9 سنوات لمن يريد ان يخرج لسوق العمل بهذا النأهيل يكون مناسبا

ومن يريد ان يتخصص يواصل الى 12 عاما بدلا من 11 ليكتسب المهارات اللازمة للدخول للتخصص