دار المايقوما.. مقبرة الطفولة سهير عبد الرحيم-1

دار المايقوما.. مقبرة الطفولة سهير عبد الرحيم-1


12-08-2018, 10:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1544262171&rn=0


Post: #1
Title: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة سهير عبد الرحيم-1
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-08-2018, 10:42 AM

09:42 AM December, 08 2018

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

ما أن تأكدت أنَّ صغيرتي قد صعدت على عربة ترحيل المدرسة حتى سحبت الغطاء وأنا أحاول استرجاع ماهرب من نعاس، ولكن صوت رنين الهاتف كان يخبر عن إصرار أحدهم على طرد بقية النعاس عني.

أجبت عن الهاتف من تحت البطانية وأنا أقول ألو ...جاءني على الطرف الآخر صوت فتاة مفعم بالأسى، وهي تسألني معاي أستاذة سهير قلت نعم قالت نحنا محتاجين ليك شديد .

هنا طار النعاس تماماً وجلست القرفصاء على السرير قلت لها خير إن شاء الله مرحب بيك، قالت لي أريد منك أن تزوري دار المايقوما لتشاهدي بعينيك ما يحدث هناك .

قلت لها سبق وأن زرت الدار لفترة امتدت سنتين أجريت خلالها تحقيقاً من خمس حلقات وكتبت الكثير من المقالات، ولا أعتقد أن هناك شيئاً لم أذكره أو لم يذكره غيري من الزملاء الصحفيين في كتاباتهم عن الدار .

قالت لي لا... هناك الكثير من الحقائق الغائبة الفتاة بدأت تحكي بأسى عن ما يحدث هناك، الألم والعبرات كان تخنقها وصوتها الضعيف يدمي القلب، حينها لم أتمالك نفسي من الغضب والتأثر ولكني قلت لها لن أكتب شيئاً ما لم أشاهده بعيني ، وأقف على ما يجري هناك ....أحتاج أن أزور الدار مجدداً .

ضربت معها موعداً وقمت بزيارة الدار، كنت أختبئ خلف نظارة شمسية كبيرة العدسات، دخلت كزائرة لا كصحفية تفقدت العنابر عنبراً عنبراً والأطفال واحداً واحداً، ووثقت لكل ما يجري هناك .

أترك لكم المعلومات والصور لتشاهدوا بأنفسكم حجم الإهمال والمأساة التي يعيشها أطفال لاذنب لهم فيما اقترفت أيادي ذويهم، فكان نصيبهم دفع فاتورة الظلم مع كل ساعة وفي كل لحظة .

طفل صغير يعتصره الألم والمرض تسممت قدمه نتيجة لتركيب (فراشة) محلول طبي بطريقة خاطئة وإهمال القدم فنتج عن ذلك بتر القدم من الركبة، ومن ثم قامت إدارة الدار بدفن القدم أمام جدران المبنى، بمعنى أنهم دفنوا للطفل قدمه على بعد أمتار منه.

طفل آخر مات ولم يتم دفنه حتى انتفخت جثته بالكامل، تلكؤ وبطء في مواراته الثرى وكأنه محض قطة نفقت في الطريق ينظرون إليها في دخولهم وخروجهم، ومن يترفق يبعدها عن مسار الأقدام حتى لاتدهسها .

موجة البرد الأخيرة أدت إلى وفاة طفل نتيجة لأن مكيف الغرفة ظل يعمل حتى الصباح في الوقت الذي ترك فيه الطفل دون غطاء بالبطانية، ذلك رغم العدد المهول من الأغطية والبطاطين الموجودة في المخازن والتي يتبرع بها الخيرون.

*خارج السور:*

هذا الطفل تحديداً نطالب بنبش جثته وتحديد أسباب الوفاة. ومقارنتها مع التقرير

Post: #2
Title: Re: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة 2سهير عبد الر
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-08-2018, 10:51 AM
Parent: #1

خلف الاسوار
دار المايقوما... مقبرة الطفولة(٢)
سهير عبد الرحيم

‏‏‏‏

أثناء تجوالى داخل العنابر، شاهدت طفلاً صغيراً تتم تغذيته عن طريق أنبوب المعدة، لم تكن المفأجاة وجود هذه الحالة! ففي الدار الكثير من الأطفال الذين تتم تغذيتهم عن طريق الأنبوب، ولكن المؤلم حقاً أنّ هذا الطفل تجمعت فقط داخل فمه وعلى وجهه عدد ست عشرة ذبابة!!
https://www.0zz0.com


أي والله والصورة المرفقة توضح ذلك، (١٦) ذبابة بالتمام والكمال، التقطت الصورة وقمت بعدها بهش الذباب ولكنه عاد مرّةً أخرى للاحتفال فوق وجه الصغير!!

في السرير المقابل، طفلة أخرى تجمّعت طبقة سميكة من القشرة الصفراء على شفتيها وذلك بسبب حالة الجفاف الحاد الذي تعيشه وعدم الاهتمام بنظافتها!!

https://www.0zz0.com

رضيعةٌ أخرى لا تقوى على الحركة وتعيش على أنبوب التغذية، فيما يحتل رأسها ضعف مساحة جسدها، لا شيء يُوحى بوجود الحياة فيها إلا عينان جميلتان تتنقلان في حالة أشبه بالإغماء... ذكّرتني بصورة طفلة فلسطينية كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد إصابتها في غارة إسرائيلية!!

https://www.0zz0.com

في أحد العنابر، وجدت رضيعةً تصرخ من شدة الألم، واضحٌ أنها استمرت في نوبة بكاء طويلة حتى بردت أطرافها.. الصغيرة كانت تُعاني من التهاب واحمرار غير طبيعي في منطقة الجهاز التناسلي وذلك نتيجة لإهمالٍ واضحٍ في نظافتها وتغيير (الحفاض).. الصغيرة لم يتم وضع مرهم لها أو بودرة أو أيّ شيء يُمكن أن يُسهم في تقليل الالتهاب، إنما تُركت عاريةً تتبرّز في ملاءة تحتها!!

https://www.0zz0.com

في عنبر مجاور، وجدت أطفالاً أكبر سناً، أحدهم ظل واقفاً على سريره وهو ينظر من خلف زجاج النافذة، كان منطلقاً خلف خياله، لم أدر إن توقف تفكيره عند ساحة الدار أم تجاوزها الى المستقبل المظلم الذي ينتظره في وطنٍ يتقن سكانه تحميل أطفال المايقوما أخطاء غيرهم!!

https://www.0zz0.com

الطفل كان يعاني من مرض (القوب)، المرض انتشر بشكل رهيب في فروة رأسه، ولم تصمد خصلات شعره الناعمة أمام طوفان القوب الذي أحاط بالرأس تماماً كالعمامة!!

في كل عنابر المايقوما، الرائحة النتنة حاضرة وبقوةٍ، وقبيلة الذباب عضوٌ أصيلٌ ومرحبٌ أيضاً بوجودها!!

https://www.0zz0.com

النظافة غائبة تماماً في ما عدا الساحة الأمامية لبوابة الدخول والفناء الخلفي.. أما العنابر والحمامات ومغاسل الوضوء وزاوية الصلاة، فحدث ولا حرج!!

أترك لكم الصور لتحكي عن فوضى الطحالب والمياه الراكدة..!

https://www.0zz0.com

خارج السور

كيف وقع العطاء لشركة النظافة.. وهل صحيح أنها مملوكة للمدير السابق؟!


نواصل

الإنتباهة

Post: #3
Title: Re: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة 2سهير عبد ال�3
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-08-2018, 11:04 AM
Parent: #2

دار المايقوما..مقبرة الطفولة (٣-٣)
سهير عبد الرحيم


في الفناء الخلفي للدار حيث غسل وكي ملابس الأطفال وجدت اثنين من العمال وهم من دولة أجنبية (قاعدين بحلقوا لي بعض)، أي والله كما أقول لكم يحلقان لي بعض .. الشعر والصوف يتناثر هنا وهناك إلى جانب الملابس .

https://www.0zz0.com

نظافة المايقوما لا تشعر بها إلا في مكتب المديرة، وشتان مابين مبرد الماء في مكتبها وبقية المبردات في الدار ، ومابين رائحة مكتبها ورائحة العنابر.

https://www.0zz0.com


الصور التي تجدونها على موقع صحيفة (الإنتباهة أون لاين) توضح الوضع الصحي السيء لكل المرافق.

https://www.0zz0.com


بقى أن أحدثكم عن ظاهرة السرقة ...!! نسبة كبيرة من التبرعات التي يأتي بها أهل الخير والمنظمات من ملابس وحلوى وألعاب وشكولاته وحليب و(بامبرز) لا تذهب إلى الأطفال ، تسرق نهاراً جهاراً...!
مرفق أيضاً صور لبعض كراتين الحليب و(الكيك) لم يتم وضعها في المخازن كما ينبغي أن يكون وإنما موجودة أما في مكتب أو تحت منضدة ، وأحياناً يتم توزيعها بالكامل ولا يتذوق الأطفال منها شيئاً ...!

image

الطامة الكبرى والمصيبة الأعظم ارتفاع نسبة الوفيات في الدار، مثلاً في شهر اغسطس الماضي استقبلت الدار (٤٤) طفلاً جديداً وتوفي (١٩)، وفي سبتمبر تم استلام (٥٦) وتوفي (٢٣) وفي أكتوبر حتى يوم ٢٥ تم استلام (٤٠) وتوفي (٣٤)، ارتفاع نسبة الوفيات بهذا العدد الكبير يعود إلى الاهمال والقذارة المنتشرة بشكل كبير والذباب الذي يشكل عاملاً مهماً في نقل العدوى.

https://www.0zz0.com

دعكم من الوفيات والسرقات والاهمال والعمال (البحلقوا) داخل الدار، شهدت كشوفات المرتبات في فترة سنوات وسنوات صرف مرتبات لأمهات غير موجودات، بمعنى إنهن تركن العمل في المايقوما ومازالت المرتبات سارية .

https://www.0zz0.com


مايدعو للحيرة أن كاميرات المراقبة الموجودة في المحال التجارية لمراقبة الأحذية والجبنة والصابون غير موجودة في دار المايقوما، رغم أن المايقوما أحوج قطاع للمراقبة ومتابعة الأطفال من أجل سلامتهم و التأكد من طريقة تعامل الآخرين معهم.
خارج السور:
السيدة الوزيرة أمل البيلي هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقكم أيتام لا أم ولا أب ولا قريب ولا حول لهم ولا قوة سيسألكم الله عنهم .. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

Post: #4
Title: Re: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة 2سهير عبد ال�
Author: جمال ود القوز
Date: 12-08-2018, 01:51 PM
Parent: #3

هذا التحقيق الجريء يحسب لسهير عبد الرحيم ودليل على نظرتها الجادة ..
شنو يعني تبقى صحفي وقاعد في مكتبك وتلقط لينا الاخبار من النت ..
وتجي تعلق عليها وتنزل مقالتك او عمودك ..
وتمشي بيتك تنوم آن أوان هدم هذه الابراج العاجية التي ألفتها صحافتنا ..
متماهية مع النظام وعاملة أضان الحامل طرشاء ..
الصحافة الجادة ياهو زي تحقيق سهير ده ..
كصحفي تنزل الشارع تعيش معاناة آلام الناس ..
وتنقل مآسيهم مهما كانت العواقب ولا يصح إلا الصحيح ..
تخلق لك مصادر وعيون تنقل لك كل مايمس حياة الناس ومعاشهم ..
كفانا ترهات وكلام كل يوم نقراهو ولا جديد فيه ..
والاهم موجود بين ظهراني الصحفيين لكن خوفهم يمنعهم من ولوج أعشاش الدبابير ..
برغم جدية التحقيق ومساسه بمايمس عصب حياة شريحة مهمة من المجتمع ..
جارت عليها أقدارها ورمت بها لتكون ضحية تدفع ثمن زلات وأخطاء المجتمع ..
إلا أن البعض طوالي قام جار صووف لي حكاية سهير شطفوها وماعارف أيه ..
الجدية مهمة والصحفي الماعايز يبقى جاد اليخلي الجدية لغيره بلا حرب ولا حسادة ..



Post: #5
Title: Re: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة 2سهير عبد ال�
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-09-2018, 09:11 AM
Parent: #4

أخي جمال
لك التحية والاحترام
وشكرا لمداخلتك القيمة
المهم ما تقلق أنا أنشالله بنهاية السنة ببقي صحافي بتاع عمود ساي ونترك الاخبار لرواة الاخبار
مع كل الود


Post: #6
Title: Re: دار المايقوما.. مقبرة الطفولة 2سهير عبد ال�
Author: جمال ود القوز
Date: 12-09-2018, 10:53 AM
Parent: #5

لازم تواصل يازهير فدورك في نقل الخبر ..
وتنوير الناس بالحاصل في غاية الاهمية ..
ومبروك ليك ومزيد من التقدم ..
لكن اقتطع من وقتك حتى لو المساء بعد ترجع ..
تخصص ساعة أو ساعتين ..
ما خسارة لحمل مشعل النغيير ..