"عرس الزين" ، لا تشاهد الفيلم دون أن تستصحب الرواية !

02:22 PM November, 14 2018

سودانيز اون لاين
walid taha-الرياض ، السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

ظللت لسنين أبحث عن العمل السينمائي " عرس الزين " وأذكر أننى شاهدته عندما كنت صغير ولم أكن قد قرأت الرواية بعد ولا أتذكر مشاهد الفيلم .
قرآتي المتأنية لتفاصيل الرواية وشخوصها دفعتنى للبحث عن نسخة للعمل السينمائي حتى (عترت فيهوأخيرا ) قبل يومين ، شاهدته وفى مخيلتي شخوص الرواية وروعة السرد والحكاوي لكنى حقيقة كقارئ ومشاهد للعمل لم أجد تلك الحبكة الدرامية التى تتناسب مع حجم الرواية وصداها .
شخصيات العمل أدت الادوار (حفظ صم ) بدون تجلي واضح كأنما يأدونها (تسميع ) رغم أنا أبطال العمل هم أستاذة لهم وزنهم فى الدراما السودانية ، مثلا الأستاذ ياسين عبد القادر طوال الفيلم لم أرى له دور سوى الضحك أدى دوره بشكل باهت جدا ! محمد السني دفع الله (سيف الدين) كان يمكن أن يبدع فى أبرازالشخصية بشكل أفضل يتناسب مع وجوده كشخصية تمثل ركن هام فى الرواية . الأستاذة تحية زروق – وإن كانت أفضل حالا – لم تضع لمساتها فى تجسيد دور (نعمة) التى هى شخصية محورية فى الرواية والذى لم يقرأ الرواية يجد فقط إمراة "تبحلق" فى الزين وتعابير وجهها تقتصر على الإبتسامة المجهولة أو (الصر) ثم جمل مقتضبة .
ثم أين (عشمانة) فى الفيلم ؟ عشمانة هى شخصية رغم محدودية ذكرها فى العمل الروأئي إلا أنها تشكل بعدا خاصا لشخصية الزين (المبروك) لكن أهملها الفيلم ! (فايزة عمسيب) أم البطل كان أشبه بضيفة على الفيلم.
كان للمخرج أن يضيف جماليات كبيرة على العمل لو أنه إنتبه لبعض التفاصيل فى الرواية . مثلا دعوة "الحنين" المعجزة التى جلبت الخير للبلد لم ينتبه لها المنتج/ المخرج ،وكان يمكن أن ينسج بها حبكة درامية لافتة تتماشى مع السرد المتقن للمؤلف .
فى إعتقادي أن إنتاج الفيلم على أيدي غير سودانية سلب الرواية بعض سحرها ولم يستطع تقديم العمل (بسودانيته) كما أن الصبغة الصوفية غابت وهى أحد المكونات الرئيسية للرواية .
"الزين" علي مهدي أدى دوره بشكل جيد كما فى الرواية ، لكن أحسب أنه لو تم إعادة إنتاج العمل لصال وجال .

هذا حسب مشاهداتى وإستصحابي للقصة.

Quote: ثم أين (عشمانة) فى الفيلم ؟

"عشمانة الطرشا" لم أرها فى الفيلم ، وكما هو ملعوم هى عنصر هام فى تشكيل رمزية (المبروك) <موسى ، الحنين و عشمانة>