سلام السودان.. رحلة البحث عن الثقة المفقودة

سلام السودان.. رحلة البحث عن الثقة المفقودة


10-29-2018, 05:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1540788445&rn=0


Post: #1
Title: سلام السودان.. رحلة البحث عن الثقة المفقودة
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-29-2018, 05:47 AM

05:47 AM October, 28 2018

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

قدمت الوساطة الأفريقية التي يترأسها الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق ثامبو أمبيكي، دعوتها لأطراف النزاع في السودان من أجل تسليم مقترحاتها لبدء عملية استئناف المفاوضات بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وذلك بعد أن التقت بجلهم تقريباً، خلال تحركات بدأت لتحريك الملف المجمّد لأكثر من عامين.

ويبدو أن الاتحاد الأفريقي عازم هذه المرة على إيجاد تسوية سلمية للنزاع السوداني الممتد في المنطقتين منذ العام 2011، واستثمار الأجواء الحالية بعد استمرار إعلان وقف إطلاق النار من الجانبين، وشهدت الأيام الأخيرة تحركات مكوكية للوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي، الذي زار الخرطوم ودخل في لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين في الحكومة السودانية وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير.

ورغم حالة اللا سلم واللا حرب التي يعيشها السودان منذ تعثر آخر جولة للمفاوضات في أغسطس من العام 2016، إلا أن مساحات التباعد بين الفرقاء حول القضية الإنسانية وإيصال المساعدات للمتأثرين في مناطق سيطرة المتمردين حالت دون جلوس الأطراف في طاولة واحدة لأكثر من عامين، كما أن عامل الثقة لا يزال هو المفقود فيما بين تلك الأطراف، فالحكومة رغم تأكيدات قادتها بصدق رغبتها في تحقيق السلام، إلا أنها بحسب مراقبين تمضي للسلام وهي مرغمة باعتبار أن تحقيق السلام واحد من الاشتراطات الأميركية للدخول في المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين.

بالمقابل، فإن ذات الظرف ينطبق على المعارضة المسلحة، والتي تعيش خلافات قادت إلى انقسامها على نفسها، وتخشى من دخولها إلى معترك المفاوضات دون لملمة أطرافها، ما يسهّل اصطيادها من قبل الحكومة لتعميق الشقاق فيما بين فصائلها.

غير أن عضو وفد الحكومة للتفاوض عبد الرحمن أبو مدين يرى في تصريح لـ«البيان»، أن الحكومة مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام، ولفت إلى أن زيارة أمبيكي مؤخراً للخرطوم هدفت إلى عرض نتيجة اتصالاته التي أجراها مع فصائل المعارضة المسلحة والمدنية “يسعى في هذه المرة لتكون المفاوضات شاملة، وذلك من خلال اتصالاته مع جميع الأطراف”.

بدوره، يؤكد عضو وفد التفاوض الحكومي حسين حمدي لـ«البيان»، أن الأجواء مواتية والمناخ ملائم والروح متوفرة لدى الأطراف للدخول في جولة جديدة من التفاوض، والوصول إلى نتائج إيجابية أكثر من ذي قبل بشأن السلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

ووقعت في مارس من العام 2016 الحكومة السودانية والحركة الشعبيةــ قطاع الشمال، وحزب الأمة المعارض، وحركتي جيش تحرير السودان والعدل والمساواة، على خريطة طريق مقدمة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، لتحديد مسار المفاوضات والحوار حول قضايا تحقيق السلام، غير أن الخارطة تعثرت بسبب الخلافات التي ضربت الحركة الشعبية أكبر الفصائل المسلحة بجانب الخلافات حول إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.